أفكار رئيسية حول خصائص كتب الثقافة العلمية للأطفال
ملخص دراسة من إعداد:أ. يعقوب الشاروني
(من رواد الكتاب المتخصصين في مجال أدب الأطفال)
إذا كان من المسلم به أنه لابد من إعادة بناء الإنسان في ظل مناخ عقلي وثقافي يؤمن بالعلم ويتعامل معه،لكي يصبح الإنسان مستقبلاً للعلم وصانعاً له أو مشاركاً في صنعه،وبحيث يصبح منتجاً للتكنولوجيا لا مجرد مستهلك لها،فإنه لابد أيضا من وجود مصادر للمعرفة العلمية تساعد الطفل،منذ سنواته الأولى، على معايشة منجزات العلم والاختراعات والتكنولوجيا،واحتمالات المستقبل العلمية،وذلك لكي ينمو تفكيره العلمي ومهاراته العلمية نمواً يتوافق مع إيقاع العصر. ونقدم هنا بعض الأفكار الرئيسية حول خصائص كتب الثقافة العلمية للأطفال.
أولاً:
لابد من توافر الدقة في كتب الثقافة العلمية للأطفال: ويراعى في هذا أن يضاف إلى كل طبعة جديدة،ما استجد من حقائق،أو ما يتم تصحيحه من آراء،ذلك أن من أهم وظائف كتب المعلومات للأطفال أن تقدم لهم معلومات حديثة عن التطورات والاكتشافات في العلم،والتغيرات السريعة التي تعصف بكثير من بلاد العالم.
ثانياً:
مع ضرورة توافر الدقة فلابد أن تتوافر أيضاً الجاذبية:فمهما كان كتاب المعلومات مفيداً للطفل، فإنه لن يقبل على قراءته إلا إذا كان جذاباً.وهذا يتطلب مراعاة الاعتبارات التالية:
1. اختيار أهم عناصر الموضوع، بغير الدخول في التفصيلات العلمية الدقيقة، والأمر في هذا يختلف طبقاً للسن الذي يتوجه إليه كتاب الطفل.
2. تجنب استخدام المصطلح العلمي إلا إذا كان غير شائع الاستخدام، ففي كثير من الحالات يكون الهدف من كتاب المعلومات للطفل، هو إثارة اهتمامه بموضوع معين، لكي يبذل الجهد فيما بعد، ليتعرف على الموضوع بعمق وتوسع.
3. تجزئة المعلومات تحت عناوين فرعية على نحو تسلسل به كل مجموعة من المعلومات عن الأخرى على أن تشكل المعلومات بعد تسلسلها، موضوعاً متكاملاً.
4. من الأفضل وضع كل معلومة في صفحة مستقلة، مع تقسيم المعلومة إلى فقرات، كل فقرة لحمل معنى كاملاً.
5. اختيار بعض المعلومات التي فيها طرافة أو غرابة، بحيث تجذب الطفل وتشده إلى متابعة القراءة مع ذكر بعض الأحداث التي تنطوي في ذاتها على نوع من القصة أو الحكاية، خاصة في الكتب التاريخية وتاريخ الشخصيات العلمية.
6. أن يصاحب كل معلومة، رسم ملون واضح يبرز ما تقدمه الفقرة من معلومات أساسية، مع كتابة الشروح على الرسم بأسلوب سهل حتى يسهل على الطفل فهم أجزاء الرسم.
ثالثاً:
تجنب الخلط بين الأسلوب القصصي بما فيه من خيال علمي، وكتب المعلومات والثقافة العلمية للأطفال: فعندما كان أدب الأطفال في طفولته،حاول عدد كبير من المؤلفين تقديم الحقائق العلمية في شكل قصصي، كانت فيه الأشياء غير الحية تصور على أنها أشخاص،وقد اختفت حالياً هذه الطريقة في تقديم الحقائق العلمية للأطفال،ذلك أن تقديم ما استقر عليه العلم يجب أن يتم بدقة وإخلاص،حتى يمكن للقارئ غير المتخصص أن يتابع الحقائق ويفهمها. أما القصص، وخاصة أدب الخيال العلمي، فالغرض منه ليس إعطاء الحقائق المستقرة، بل تنمية أسلوب التفكير العلمي والمهارات العلمية والميل العلمي عند القراء الصغار.وهذه أمور قد ترتكز على أرض الواقع المستقر،لكنها تنطلق منه إلى عالم الخيال الذي يؤدي إلى توجيه خيال الطفل اتجاها إنشائياً مبدعاً،يتمثل في القدرة على إعادة تركيب الخبرات السابقة بطريقة مبتكرة،وبذلك يستطيع الإنسان أن يخلق عوالم جديدة وخبرات جديدة أكثر إرضاءً لطموحه وامانية واقدر علي تغيير العالم,وتحويله إلى عالم جديد, له نظام بديع .
رابعا:
يجب أن تواجه محتويات كتب المعلومات, الاهتمامات حقيقية للقارئ الصغير: فالأطفال يمكن أن يقرأوا كتبا قد تفوق قدراتهم القرائية وإمكانياتهم علي الفهم , إذا كان الكتاب متعلقاً بحقائق معينة مشوقة لهم أو مثيرة لاهتمامهم ,خاصة إذا احتوي الكتاب علي صور كثيرة ملونة ورسوم توضيحية مفيدة, وبنط طباعة كبير، مع إخراج مريح ومفردات لغوية سهلة،وجمل قصيرة.
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال