عرض مشاركة واحدة
قديم Dec-23-2005, 02:50 PM   المشاركة56
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي

مداخلة رقم 26استراتيجيات اختيار السوق المستهدف :إن فلسفة تقسيم السوق إلى شرائح أو قطاعات تعكس الفرص التسويقية التي يتيحها القطاع السوقي للمنشأة ، وهنا نجد أن المنشأة مطالبة بالمفاضلة بين ثلاث استراتيجيات رئيسية لاختيار السوق ، وهي :1. استراتيجية التسويق اللامتنوع : Undifferentiated Marketing وفي هذه الحالة قد تقرر الشركة خدمة السوق الكلي بتقديم منتج واحد واستخدام مزيج تسويقي محدد بهدف جذب أكبر عدد من العملاء .2. استراتيجية التسويق المتنوع : Differentiated Marketing وفي هذه الحالة قد تقرر الشركة خدمة السوق الكلي بتقديم منتجات ذات خصائص مختلفة مع استخدام مزيج تسويقي مختلف لكل منتج على حدة.3. استراتيجية التسويق المتركز : Concentrated Marketingوفي هذه الحالة قد تقرر الشركة خدمة جزئية أو شريحة معينة من السوق الكلي مع تقديم المنتج المناسب والمزيج التسويقي الفعال( ). وتتبنى جمعية الرعاية المتكاملة " استراتيجية التسويق المتنوع : Differentiated Marketing " حيث تتيح لها هذه الاستراتيجية تصميم وتقديم تشكيلة من الخدمات في عدة قطاعات مثل : القطاع الصحي ، القطاع الثقافي ، القطاع الاجتماعي ..إلخ ، مع استخدامها لبرامج تسويقية مستقلة لكل قطاع .فعلى سبيل المثال ، تقوم جمعية الرعاية المتكاملة بتصميم وتقديم مجموعة من الخدمات متصلة بالقطاع الثقافي –وهو القطاع المتصل بموضوع الدراسة- مثل خدمات المكتبات العامة والتي تتضمن : الإطلاع الداخلي ، الإعارة الخارجية، عقد الندوات ، تنظيم دورات في الحاسب ، أنشطة ثقافية وفنية وعلمية وترفيهية، ولكنها أثناء تقديمها لتلك التشكيلة من الخدمات تستخدم برامج تسويقية مستقلة عما تستخدمه عند تسويقها لخدماتها في القطاع الصحي أو الإجتماعي ، بل أن الجمعية تستخدم برامج تسويقية مستقلة لكل منطقة على حدة . فنجد أنها بمحافظة الفيوم تقدم خدماتها الثقافية بمكتبة الفيوم من خلال مزيج تسويقي يختلف عما تقدمه الجمعية من خدمات ثقافية بمكتبة المركز الثقافي بمنطقة مصر الجديدة.حيث يختلف عنصر تصميم الخدمات المقدمة فيهما ، فبينما تقتصر الخدمات المقدمة بمكتبة الفيوم على الإطلاع الداخلي والإعارة الخارجية وبعض الأنشطة المكملة لها مثل الندوات ودورات الحاسب ، نجد أن دائرة الخدمات المقدمة بمكتبة المركز الثقافي تتسع فتضم مجموعة من الأنشطة : كتعليم الموسيقى ، الأعمال الفنية اليدوية مثل النحت والرسم المتقدم وأشغال الجلد والنحاس والخشب..إلخ ، ودورات "الأيروبيك" . بل أن الخدمة الواحدة تختلف مكوناتها ، مثل مكونات خدمة الإطلاع الداخلي ، حيث تميل لغة مقتنيات مكتبة الفيوم إلى اللغة العربية ولكن بمكتبة المركز الثقافي تتعدد لغات أوعية معلوماته .وإذا تناولنا عنصر "التسعير" بالمزيج التسويقي سنلمح الفرق بشكل أوضح ، حيث تبلغ قيمة رسوم الاشتراك بمكتبة الفيوم 10 جنيهات للأعضاء الأقل من 15 سنة ، أما رسوم الاشتراك بمكتبة المركز الثقافي فتبلغ سنوياً 100 جنيهاً .وتتضح المقارنة الخاصة بعنصر "المكان" إذا قارنا بين مبنى مكتبة الفيوم والمكون من طابق واحد على مساحة 300 متراً مربعاً والمجهز بتسعين مقعداً وتسعة أجهزة حاسب آلي ، وبين مبنى مكتبة المعادي العامة والمكون من طابقين على مساحة 4600 متراً مربعاً والمجهز بسبعمائة مقعداً وعدد111 جهاز حاسب آلي ( ) .كما تتضح –أيضاً- المقارنة الخاصة بعنصر "الترويج" إذا قارنا بين كيفية الإعلان عن الخدمات والأنشطة بمكتبة الفيوم والذي يقتصر –في أحسن الأحوال- على كتابة يدوية على لوح من الورق ذي رسالة إعلانية مباشرة ، أما بمكتبة المعادي فتتعدد طرق الإعلان بدءا من اللوحات المطبوعة "بوسترات" على ورق مصقول ومعلق في إطار مضاء مخصص ، إلى مطبوعات لكل خدمة على حدة توزع على الجمهور ( توجد نماذج لأشكال الإعلان بالملاحق ) .والملاحظ أن جمعية الرعاية المتكاملة –إضافة إلى تبنيها استراتيجية التسويق المتنوع- تتبنى تسويق مفهوم المكتبة " كمركز ثقافي" في جميع مكتباتها العامة سواء كانت مخصصة للكبار أو مخصصة للأطفال ، حيث يعتبر القائمون على التخطيط لتلك المكتبات أن الأنشطة الثقافية والفنية والعلمية والترفيهيه .. ركناً أساسياً من عملها وليست مجرد مكمل لخدمات الإطلاع والإعارة الخارجية والإرشاد المرجعي والإحاطة الجارية .. إلخ من الخدمات التقليدية المقدمة بالمكتبات .ويعتبر مفهوم المكتبة "كمركز ثقافي" من المفاهيم الحديثة التي ظهرت -على استحياء- منذ أوائل الثمانينات للقرن الماضي بأحد المكتبات العامة التابعة لجمعية تنمية خدمات حي مصر الجديدة ، ثم بالمكتبات التابعة لجمعية الرعاية المتكاملة ومنها مكتبة مبارك العامة (الأم) ، ثم مؤخراً –مع بداية هذا القرن-بمكتبة الإسكندرية (الجديدة) . ومفهوم المكتبة العامة "كمركز ثقافي" يثري الهدف الأساس من وجودها ألا وهو إتاحة المعلومات للمستفيدين ، ولأن وسائط أوعية المعلومات تتطور وبالتالي تتطور معها تكنولوجيا تشغيل هذه الوسائط ، فإن طرق إتاحة ونقل المعلومات للمستفيدين تتطور ولا تقف عند مجرد الوسيط المطبوع وهو الكتاب، وهو الوسيط الأكثر شهرة في عالم وسائط أوعية المعلومات والتي اشتقت المكتبة منه اسمها ، وأن هذا التطور سواء كان في أشكال أوعية المعلومات أو طرق نقلها أو إتاحتها للمستفيدين ما هو إلا ترجمة لاحتياجات معلوماتية ، وبأنها تعددية في امتدادات الذاكرة الخارجية ، والتي يمكن أن تتضمن : الامتداد الكمي ، الامتداد المكاني ، الامتداد الزمني ، الامتداد اللغوي ، الامتداد الوعائي ، الامتداد الوظيفي ..إلخ من امتدادات الذاكرة الخارجية ( ) .إلا أن بعض الحماس الزائد في تطبيق ذلك المفهوم الحديث ببعض المكتبات العامة التابعة لجمعية الرعاية المتكاملة أفقدها الخط الأساس وهو إتاحة المعلومات للمستفيدين من خلال التوسع في الأنشطة الثقافية والفنية والعلمية والترفيهيه على حساب خدمات المكتبات والمعلومات ، وقد يكون مرجع ذلك إلى افتقاد العاملين بهذه المكتبات للتخصصية العلمية في مجال المكتبات والمعلومات، أو عدم وضوح المقصود بمفهوم المكتبة "كمركز ثقافي" لديهم ، أو اعتقادهم بأن تلك الأنشطة هي الجاذب الرئيس للمستفيدين من مكتباتهم بسبب عدم وجود وسائل قياس رأي مقننة .لذا، فإن التوازن في تقديم خدمات المعلومات التقليدية بالمكتبات العامة إلى جانب خدمات المعلومات المتطورة تعتبراً أمراً حيوياً –لابد من وجوده-لإنجاح جهود القائمين على تسويق خدمات المعلومات .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــتكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال












  رد مع اقتباس