عرض مشاركة واحدة
قديم Jun-20-2008, 05:32 PM   المشاركة1
المعلومات

وصال المجد
مشرفة منتديات اليسير
أروى حلواني

وصال المجد غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 7440
تاريخ التسجيل: May 2004
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 458
بمعدل : 0.06 يومياً


استفسار إعارة البشر في المكتبات .. مقال ينتظر تعليقاتكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء وعضوات اليسير
هذا المقال وصلني على البريد من أ.د . فاتن بامفلح ومن روعة المقال أحببت أن أشارككم المقال وأنتظر تعليقاتكم عليه
....................
هات واحد آدمي وصلَّحه يا اسطى
جعفر عباس

في الدول الاسكندنافية تستطيع ان تدخل بعض المكتبات وتستعير آدميا.. نعم، بدلا من ان تستعير كتابا او قرصا مدمجا تقول لأمين المكتبة: أريد ان “أستلف” رجل شرطة أو مربية أطفال أو طالب مطرود من مدرسته لأنه مشاغب.. وخلال الأشهر القليلة الماضية انتقلت التجربة الى منطقة فينشلي في شمال لندن، حيث أسس روني أبرقيل ما أسماه بالمكتبة الحية.. تسجل نفسك في المكتبة لتُعار او تستعير.. إذا استعارك شخص فإنه يقضي الوقت يسألك عن أفكارك ومعتقداتك وتجاربك، إلخ.. أحد رواد المكتبة طلب استعارة رجل مسلم وطلب منه صاحب المكتبة ان يضع على الورق تصورا للشخصية التي يرغب في استعارتها فكتب: إنه سيكون ذا تكشيرة ولحية كثيفة وكلام يخلخل المفاصل.. لا تثريب عليه في أن يرسم تلك الصورة العجيبة للمسلم فقد استقاها من وسائل الإعلام الغربية.. والتقى صاحبنا برجل مسلم استعاره لنصف ساعة وصار يجدد مدة الاستعارة حتى امتدت لأربع ساعات.. اكتشف صاحبنا انه لم يكن يعرف شيئا البتة عن الاسلام ولا ان المسلمين يعترفون بالمسيح والإنجيل وأنه لا يأتي اسم عيسى على لسانهم الا مقرونا بـ”عليه السلام”، واكتشف ان المسلمين مرحون ويحفظون العديد من النكات وأنهم يفهمون عن الثقافة الغربية أضعاف ما يعرفه “أجعص” مثقف غربي عن الاسلام. تعقيبا على ذلك يقول روني أبرقيل أن الكثير من حوادث العنف بين الناس تنشأ بسب سوء وعدم التفهُّم (وليس فقط التفاهم).. كتبت أكثر من مرة عن رد فعلي الهستيري عندما علمت أثناء دراستي انتاج البرامج التلفزيونية في بريطانيا ان أقرب أساتذتي الى قلبي والذي تم تكليفه ليشرف على “مشروعي” للتخرج يهودي.. تغيرت نظرتي إليه: الملعون يعاملني بلطف واحترام لأنه يريد استمالتي وربما ليعطي الانطباع بأن اليهود قوم ودودون ومهذبون... وصارحت استاذا بريطانيا في المعهد كان معروفا بتعاطفه مع شعوب أفريقيا وآسيا ويكره إسرائيل (ولكنه لم يكن يحب عمرو موسى) وقلت له: ابعدني عن هذا اليهودي الخسيس، فغضب استاذي وقال: لو كان 10% من العرب يدافعون عن حقوق الفلسطينيين كما يدافع عنهم هذا اليهودي الذي وصفته بالخسة لقامت دولة فلسطين منذ 40 سنة.. وذهبت الى اليهودي الذي بادرني بقوله: عندما أحسست بأنك “انكمشت” تجاهي أدركت أنك اكتشفت انني يهودي وهو أمر لا أحرص على الإعلان عنه ثم أخرج من جيبه بطاقة: عضو مؤسس بالجمعية العربية البريطانية للدفاع عن فلسطين (وقد عرضه ذلك للكثير من التجريح والوصم بالخيانة وبأن العرب اشتروه). تخيل لو أن أحدهم أنشأ مكتبة لاستعارة البشر في دولة عربية وعرض فيها خيرة الأدباء والنقاد والمفكرين والدعاة والعلماء.. كانوا سيجلسون على “الرف” ويبني العنكبوت خيوطه من حولهم لأن كل زبون للمكتبة سيأتي: عندكم راشد الماجد؟.. عندكم زينب العسكري؟ بلاش.. طيب عندكم عبد الله بلخير؟ وطبعا لا سبيل لعرض أي من هؤلاء للإعارة لأن وقتهم مليان بالتزامات تعود عليهم بمئات الآلاف والملايين.

المصدر الرئيسي












التوقيع
المجد الباسم لا يكون إلا بأيدي الأقوياء
  رد مع اقتباس