عرض مشاركة واحدة
قديم Feb-08-2007, 12:38 PM   المشاركة15
المعلومات

محمد مكاوي
مكتبي متميز

محمد مكاوي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 18248
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الدولة: مصـــر
المشاركات: 409
بمعدل : 0.06 يومياً


افتراضي تعقيبا لا تعليقا

أخصائيو المكتبات : بين الواقع والمأمول
هل دور أخصائيي المعلومات آخذ في التراجع او الانكماش ؟
على عكس الفئة التي تحاول أن تبشر بأفول العصر الورقي والاستعداد للدخول في أيقونة عصر الكمبيوتر مقللين أو نافين الدور التفاعلي الحيوي الذي يكتسبه ويمارسه باحثي علم المكتبات والمعلومات مع مجتمع المعلومات (أو المستفيدين) ، وصف "شيرا" موقع دور الأمين من خلال مثلث إحدى ضلعيه الكتب والآخر المستفيدون بينما القاعدة الكتب والمستفيدين معاً لأن هدف الأمين ينصب مباشرة على خط القاعدة أي التأليف بين الإنسان ووعاء المعلومات في شكل علامة متداخلة .
أما "داولين كينت" فيعتبر أن هذا الدور لا يقف عند حد التأليف أو التوفيق بين الطرفين أي الكتب والمستفيدين من جانب دور الأخصائي من جانب آخر بل يتخطى ذلك بأن يقدم قيمة مضافة " added Value" للمعلومات من خلال ثلاثية معالجة المعلومات من "تجميع واختزان واسترجاع" بشكل يضمن الحفاظ على المعلومات ويدعم الوصول إليها.
من ناحية أخرى نجد أن أي مجتمعًا زراعي كان أو صناعي أو حتى معلوماتي يعتمد بشكل جذري على العنصر البشرى وعلى أداء العمل المؤسسي القومي لأن الأفراد أو الجماعات هم تجميع لقدرات وإمكانات معرفية والقدرة المعرفية بطبيعتها هي محور تطور ونجاح أي مجتمع خصوصاً مجتمع المعلومات وفى هذه النقطة سوف نشير باستفاضة حول أهمية دور الوسيط المعلوماتى كأداة فعالة لتحويل المعلومة من كم مهمل إلى عنصر نشط وحيوي يستفاد منه .
ولذلك إذا أردنا أن نتكلم عن مجتمع رقمي (Digital) معلوماتي فلابد من وضع أسس ومعايير تمثل لبنات لاستراتيجية تهتم بالمقام الأول بتوظيف التكنولوجيا في تطوير القوى البشرية والاجتماعية .
بمعنى آخر فإن مجتمع المعلومات يجب أن يرتبط بتعريف هوية البشر الذي يحتاجه هذا المجتمع وهى ما تسمى عملية دراسة التكوين، فعملية البحث في مجتمع المعلومات ومحاولة فهمه لابد وأن تقوم على البحث في تكوينه لمعرفة صفات وملامح ومؤهلات ومستوى وقدرات هذا النوع من المجتمع ثم بعد ذلك نقوم بتعريف نوع التكنولوجيا التي يمكن أن تطوع لهذا المجتمع .
* لقد أصبح هناك مؤشران يوضحان دور الأخصائي (باحث المكتبات) المؤشر الأول يشير إلى تضاؤل أو محدودية دور الأمين في ظل تأثير التقنيات الحديثة المتراكمة ويشير المؤشر الثاني إلى تأييد دور باحثي المكتبات والمعلومات واستمرارية الدور المنوط به .
المؤشر الأول : الخاص بتضاؤل دور المكتبي يستند إلى التقنيات الحديثة باعتبارها أضافت متغيراً جديداً وبعداً آخر للبنية أو التوسط المعلوماتى (Information meditating) فالمعلومات على الخط المباشر وعلى الشبكة العنكبوتية (www) أصبحت داخل وخارج المكتبة وباستطاعة المتصفح على الحاسب أن يكسر حاجز الوصول إلى المعلومات عن طريق النفاذ أو الوصول إلى شبكات المعلومات البعيدة بل والقدرة على تفريغ هذه المعلومات "Down-load" .وهنا يتساءل البعض ، هل باستطاعة التقنية الحديثة أن تزود المستفيدين بالمعلومات التي كان يساهم في إيصالها المهني؟ وعلى الجانب الآخر إذا استطاع المستفيد أن يتزود بمهارات البحث التقني فهل يترتب على ذلك تضييق الفجوة بين المستفيد والمهني ؟ وهل إذا تم تبسيط وسائل التكنولوجيا بحيث يسهل استخدامها بين المستفيدين وخصوصاً بعد ما أخذت تكلفتها في الهبوط هل من المرجح أن يتراجع الشكل التقليدي لاعتماد المستفيدين على خبرة باحثي المكتبات؟ أعتقد أن الإجابة تفرض نفسها لأن الأمية الحاسوبية (Computer Illiteracy ) مازالت تسيطر على معظم المستفيدين ولا أهين ذكاءكم إذ أوضح معنى الأمية الحاسوبية ، فليس القصد منها هو عدم القدرة على تشغيل الحاسب ولكن الهدف هو القدرة على البحث المحترف على الحاسب وحتى على أوعية المعلومات التقليدية المقروءة والمرئية والمسموعة.
فالأمية الحاسوبية قد تخرج من تحت عباءة الأمية المعلوماتية (Information illiteracy) والتي تعنى عدم قدرة الفرد على استخدام المعلومات ومصادرها خصوصاً في ظل التعقيد المتزايد والمتراكم لمخرجات الإنتاج الفكري المعرفي .
المؤشر الثاني : يؤيد استمرارية احتفاظ المهني بدوره ومكانته مشيرًا إلى أن الدور المنوط بالمكتبي يمثل حلقة وصل أو إن شئت قل طرف في معادلة لا يمكن تحقيق نتائج بدونه لأنه يمثل العلاقة المباشرة بين المستفيدين والمعلومات فعلى سبيل المثال نحن الآن في عام 2004 وفى ظل تراكم وتكدس المعلومات وقواعد البيانات المترامية الأطراف بأننا الباحثين من أقصى الدولة إلى أقصاها وبكافة درجاتهم العلمية إلى دار الكتب (National Library ) يعنيه معلومات بعينها هذه المعلومات بالطبع لا تجيبها إلا خبرة سابقة ولا تعالجها إلا ممارسة حية على دراية بكل أوعية المعلومات التقليدية وغير التقليدية .
وفى هذا الإطار نشير إلى دور أخصائي المكتبات في مصر بين الخبرة والتأهيل.
وفى دراسة للدكتور حسنى الشيمى -فيلسوف علم المكتبات- يوضح فيها أسباب اعتماد المستفيدين على الوسطاء (أمناء ومهنيين) أشار سيادته إلى :
أولاً : أنه مازالت معظم النظم الموجودة معقدة بالنسبة للمستفيدين وقد تستغرق وقتاً طويلاً للتدريب والخبرة لأن هناك العديد من المشكلات التي ستواجه كملفات الأوامر المتعددة وتعقيدات استعمال المنطق البولينى.
ثانياً : معظم المستفيدين لا يحتاجون إلى إجراء بحوث على الخط المباشر "On line" بشكل يبرر تعليمهم طريقة البحث وحتى شبكة الإنترنت لازال هناك تصور لدى قاعدة عريضة من الباحثين الذين يفضلون الكتابة بخط اليد أكثر من استخدام شبكة المعلومات .
ثالثاً : إن النمو المطرد لمصادر المعلومات بشكلها الإليكتروني عبر طرفيات ذكية من الممكن أن يقلل من دور الوساطة بشكلها التقليدي بين النظام والمستفيد إلا أنها تحيله إلى أهمية أخرى هي كيفية الاختيار والتفضيل للنظم الأكثر ملائمة والأكثر تلبية لمتطلباتهم وتوفير المصادر البديلة فضلاُ عن قدرة الوسيط المهني على التحليل وفك الرموز العقلية التي قد يعجز عن التعامل معها الحاسوب.
إن المستفيد العربي وخاصة مصر ذو سمات مختلفة عن أي مكان آخر فهذا المستفيد إن لم يكن مثقف فهو متكلم وإن لم يكن عالمًا فهو باحث الأمر الذي يتطلب بالضرورة وسيطا مهنيا مزودًا بغطاء ثقافي ناضج وممارسة بحثية قد تساوي أو تفوق هذه الدرجات العلمية والبحثية المختلفة التي تقوم بالبحث وذلك لأجل أن يفي باحتياجات مختلف المستفيدين وهذه القضية ما تسمى بتفسير المخرجات فالمتوسط البشرى عنصر لازم لتحقيق الاستفادة القصوى من المعلومات لأن افتقاد الدور الإنساني وبخاصة دور مهنيي المكتبات قد يفقدنا الخصائص التي يمكن أن تبرر وحدها وجودنا كالحس والوعي والنقد والتحليل والمعالجة.
الخلاصة:
لاشك أن التطورات المتلاحقة التي تحدث في مجال تكنولوجيا المعلومات تتطلب بالضرورة أن يعيد المنظرون في تخصص المكتبات والمعلومات رؤيتهم في المفاهيم والمبادئ التي تحكم المهنة حتى وإن بدت لهم في بعض الوقت أنها راسخة ، واخشى ما اخشاه انه قد يظهر من تحت البساط المهني مهنيين أخر غير متخصصي المكتبات والمعلومات ، وهو ما لمسه – ونلمسه- الحس العملي من خلال الممارسات العملية ففي الكثير من المجالات قد ظهر مصطلح تكنولوجيا المعلومات (IT) ، وسحب البساط من تحت المهنيين مهندسوا البرامج والحاسب الالي ، وقد تشابكت ان لم تتداخل الوظائف بين قطاع خدمات المعلومات وقطاع تكنولوجيا المعلومات بشكل كبير يستحق الوقوف على محك هذه القضية وذلك لا اقول للفصل -لان الامر جد ازداد في الصعوبة- ولكن اقول لتحديد معالم قطاع خدمات المكتبات والمعلومات ، وهذا ما سوف نشير اليه في بحوثنا القادمة.


والله ولي التوفيق
ابوعمرو












التوقيع
If you want to be you must to start
  رد مع اقتباس