المصادر الإلكترونية بالمكتبات العامة السعودية بين الواقع والمأمول
بسم الله الرحمن الرحيم ملخص البحث المصادر الإلكترونية بالمكتبات العامة السعودية بين الواقع والمأمول أ / هند عافيه المحاضرة بقسم المكتبات والمعلومات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
تؤدي المكتبات العامة دوراً ريادياً في تنمية المجتمع، وذلك بحفظ تراثه الحضاري وموروثه الثقافي، ولكي تحقق رسالتها فعليها أن تواكب مستجدات العصر من التطورات التقنية في مجال المعلومات باتخاذ الإجراءات والخطط التنموية نحو هذا التطور، ولن يتحقق هذا التطور المنشود إلا بإتاحة مقتنيات المكتبات العامة على وسيط يسهل استرجاعه آلياً، ودخولها في شبكات معلوماتية مع المكتبات الأكاديمية والمدرسية والمتخصصة الأخرى. ولقد أثبتت المصادر الإلكترونية جدارتها في تلبية جزء مهم من احتياجات المستفيدين بسرعة ودقة ويسر وبأشكالٍ متفاوتة، وهو ما فرض على المكتبات العامة الاهتمام بمثل هذه الأوعية وجعلها تعيد النظر في سياسة تنمية مجموعاتها في المستقبل القريب.
ويتحدد موضوع هذه الدراسة في دراسة واقع المصادر الإلكترونية بالمكتبات العامة في المملكة العربية السعودية، ولقد حصرت الباحثة دراستها في ثلاثٍ فقط من المكتبات العامة وذلك بمدينة الرياض فقط والتي تقتني مثل هذه المصادر الإلكترونية، ويرجع السبب في اقتصار الباحثة على تلك المكتبات الثلاث الموجودة في الرياض فقط مع وجود عدة مكتبات عامة محوسبة في مدن أخرى؛ وذلك لأن مدينة الرياض تعتبر هي العاصمة، هذا إضافة إلى أنها تعتبر من أكبر المدن الثقافية التي تمتلك كبرى المكتبات العامة وهي مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.
وتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على مدى توافر المصادر الإلكترونية في تلك المكتبات العامة الداخلة في الدراسة وبيان مدى انعكاس ذلك على نوعية الخدمات المقدمة للباحثين والمستفيدين من هذه المكتبات، هذا فضلاً عن توضيح الصعوبات والعوائق التي تحول دون اقتناء المكتبات العامة للمصادر الإلكترونية مثل انكماش الموازنات، والاشتراك المرتفع لقواعد البيانات على الخط المباشر، وكذلك قلة عدد التجهيزات والبرمجيات .
وقد استخدمت الباحثة المنهج الوصفي المسحي, حيث وجدت أنه أقرب المناهج لهذه الدراسة التي يمكن من خلالها التعرف على حجم مقتنيات تلك المكتبات العامة الداخلة في الدراسة من المصادر الإلكترونية بالإضافة إلى استقراء الإنتاج الفكري العربي والأجنبي الذي يتناول موضوع هذه الدراسة.
ولقد استعانت الباحثة بالاستبانة كأداة لجمع البيانات، بهدف الحصول على صورة واضحة تعبر عن واقع المصادر الإلكترونية في تلك المكتبات العامة التي هي موضوع الدراسة .
ولقد تم توزيع الاستبانة على موظفي التزويد في تلك المكتبات الثلاث وتم من خلال الإجابات وتحليل البيانات التوصل إلى النتائج التي تمخضت عنها الدراسة والتي من أهمها حرص تلك المكتبات العامة الثلاث على اقتناء المصادر الإلكترونية لإدراكها أهمية هذه المصادر في مواكبة التطورات الحديثة في مجال المعلومات. هذا إضافة إلى وجود عددٍ من المعايير التي تلتزم بها تلك المكتبات العامة لاقتناء المصادر الإلكترونية التي من أهمها سمعة المؤلف والناشر، ودقة الموضوعات، وملاءمة المستوى الفكري للمنتج، وحداثة البيانات، وعمق التغطية، والأسلوب الجيد، والصفات الجمالية، وسهولة الاستخدام. وهذه المعايير تعكس مدى اهتمام تلك المكتبات بالاختيار الجيد والأمثل للمصادر الإلكترونية التي تقتنيها والتي أصبحت تمثل جزءاً لا غنى عنه ضمن كيان المكتبات العامة التي تساهم مساهمة فاعلة في استفادة جميع فئات المجتمع من هذا النوع من المصادر.
وختمت الباحثة دراستها ببعض التوصيات ومنها زيادة حجم مقتنيات تلك المكتبات من المصادر الإلكترونية. إضافةً إلى وضع سياسة مكتوبة للمكتبات العامة لاقتناء المصادر الإلكترونية وفق معايير خاصة تحددها هذه المكتبات مع مراعاة المرونة في هذه السياسة لتتوافق مع التطور المستقبلي لأشكال هذه المصادر.
|