عرض مشاركة واحدة
قديم Jan-11-2007, 07:30 AM   المشاركة1
المعلومات

ابن المملكة
مكتبي جديد

ابن المملكة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 22997
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 5
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي كيف يمكن النهوض بالتعليم الجامعي؟

كيف يمكن النهوض بالتعليم الجامعي؟
د. صالح بن ناصر الشويرخ


لم يعد التعليم الجامعي في الدول المتقدمة مقتصراً على توفير ونقل المعلومات للطلاب في قاعة المحاضرات، بل أصبح يهتم كذلك بعملية البناء العقلي للمعرفة عند الطلاب. وبما أن عملية بناء العقل البشري لايمكن ان تتم من خلال التلقين الذي يمارس في عمليات التدريس الجامعي، فإن كثيرا من علماء التربية والتعليم ينادون بضرورة تغيير الممارسة التدريسية بما يتناسب مع متطلبات عصر المعلومات والانفجار المعرفي وتقنيات الاتصالات.
ويرى كثير من التربويين أن الأخذ بمبادئ النظرية البنيوية سوف يساعد في النهوض بالتعليم الجامعي. وتقوم النظرية البنيوية على مبدأ ان المتعلم يقوم بعملية البناء المعرفي ذاتيا من خلال تعامله مع البيئة المحيطة به، وليس فقط من خلال استقبال المعلومات الواردة من المعلم. وتعتبر البنيوية تحولا تربويا كبيرا، فهي تركز على كيفية بناء المعرفة وليس على المعرفة نفسها، وترى ان المعرفة التي يكتسبها الفرد تتولد داخليا بواسطة الفرد نفسه، وليس اعتمادا على المصادر الخارجية. لذا فالبنيوية تؤكد على أن النظام التعليمي يجب ألا يقدم المعرفة للطالب على أنها أجزاء متناثرة لتخزينها في رأسه، بل يجب أن يتيح له أخذ المعلومات من البيئة المحيطة به، ومن ثم بناء نظريته الخاصة حولها. كما أن البنيوية لاتتعامل مع التعلم على أنه عملية نقل الأفكار من شخص خبير (المعلم) إلى شخص غير خبير (الطالب) كما يحدث في الأنظمة التعليمية التقليدية، بل تتعامل معها على أنها عملية شخصية تأملية تحويلية تتكامل فيها الأفكار والخبرات والآراء وبهذا تنمو المعارف والخبرات الجديدة وتتشكل. ويمكن تلخيص أهم مبادئ النظرية البنيوية في النقاط التالية:
- المعرفة غير موضوعية، بل هي مؤقتة وتطورية وتنتقل عبر الوسائط الاجتماعية والثقافية.
- اكتساب المعرفة لايتم من خلال المصادر الخارجية، بل يتم داخليا بواسطة الفرد نفسه.
- عملية التعلم عملية بناء، كما أنها عملية شخصية وتأملية.
- عملية التعلم عملية نشطة وتعاونية.
- عملية التعلم تحتاج إلى سياق حقيقي وواقعي واجتماعي.
ومما لاشك فيه أن محاولة تطبيق مبادئ النظرية البنيوية في التعليم تتطلب تغييرا جذريا في أدوار كل من المعلمين والطلاب. كما تتطلب إيجاد بيئات تعلمية متنوعة وثرية تتيح فرصا واسعة للطلاب للتجريب واختبار مايمتلكون من خبرات ومعارف، كما تمنحهم الفرص للإبداع والبحث والتقصي، واستغلال طاقاتهم لأقصى درجة ممكنة، كما تسمح بأن يكون الطالب هو المسيطر على عملية التعلم وليس المدرس.
ويمكن تفعيل مبادئ النظرية البنيوية من خلال تطبيق الممارسات التدريسية التالية:
- تشجيع الطلاب على الاستقلالية.
- تشجيع الطلاب على التعاون والحوار فيما بينهم ومع المدرس.
- تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة الذكية والمفتوحة.
- إعطاء الطلاب وقتا كافيا لبناء المعرفة واستنباط العلاقات.
- إعطاء الطلاب وقتا كافيا عند طرح الأسئلة عليهم.
- ترك الفرصة لاستجابات الطلاب وردود فعلهم لتقود الدرس وتغير طريقة التدريس والمحتوى.
- تشجيع ودعم حب الاستطلاع عند الطلاب.
- تشجيع الطلاب على استخدام مصادر التعلم المتوفرة (المكتبة -الشبكة العنكبوتية - المدرسين - أفراد المجتمع).
- تقبل مبادرات الطلاب في التعلم والاهتمام بها.
- محاولة معرفة فهم الطلاب واستيعابهم للمفاهيم والقضايا المطروحة قبل شرحها وتفسيرها من وجهة نظره أي المعلم.
- عدم الاقتصار في تقويم الطلاب على الاختبارات بل يجب الاعتماد كذلك على الأنشطة اثناء التعلم في عملية التقويم.
وخلاصة القول إن تطبيق مبادئ النظرية البنيوية من وسائل النهوض والارتقاء بالتعليم الجامعي وزيادة فاعليته. حيث إنها تتسع لأنماط التعلم المختلفة التي يسلكها الطلاب، كما انها تساعد في جعل المعرفة التي قام الطالب ببنائها جزءا أصيلا مكونا له يمكنه استغلالها متى شاء وكيفما شاء. إضافة إلى ذلك فتطبيق البنيوية سوف يؤدي إلى زيادة دافعية الطلاب، وإلى تشجيعهم علي التفكير الناقد وعلى التحري والبحث الطبيعي.












  رد مع اقتباس