عرض مشاركة واحدة
قديم Nov-28-2002, 05:20 AM   المشاركة2
المعلومات

سلمان الفارسي
مكتبي نشيط

سلمان الفارسي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 1779
تاريخ التسجيل: Nov 2002
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 56
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

أولا أشكر الأستاذ عبدالعزيز على هذا الموضوع الخطير والهام جدا و أكاد أجزم أن على كل معلم مهما كان موقعه أن يدلو بدلوه حول الأفكار والدراسات التي وردت خلاله .لاشك عندي أن معلمينا يحتاجون للكثير والكثير من التدريب على ابتكار وتفعيل وانتاج الوسائل المعينة على أداء مهامهم النبيلة ولكن من وجهة نظري الخاصة أن الموضوع له عدة محاور فمثلا :- نلاحظ أن هناك حلقة مفقودة توضح السبب في هذه الحتمية الدائرة للطريقة التقليدية التي يتبعها أغلب المعلمين وهي حتمية عجيبة إذ أنها تدور عبر حلقة زمنية لتقف مرة بعد مرة أمام المعلم نفسه ، كيف ذلك ، المعلم برغم تطور المكان والزمان وتوفر الإمكانيات يظل حبيسا لصورة المعلم القديم الذي تلقى على يديه دراسته الأولية ، وحتى عبر دراسته الجامعية أو من خلال معاهد إعداد المعلمين لا تخرج هذه الدراسة عن ذات النمط مع الاختلاف البسيط حسب رؤية خاصة لبعض الأساتذة دون البعض ، إذا نحن أمام قصور واضح لا يتماشى مع متطلبات التغيرات التاريخية من حيث إعداد المعلم .- نأتي للكارثة الحقيقية وهي الدورات التدريبية فكوني معلما لاحظت أن أغلب تلك الدورات لا تخرج عن ذات النمط فهي في أغلبها محاضرات إلقائية مع ظهور خجل لبعض التقنية مثل عرض بعض الوثائق من خلال (داتا شو) أو( أوفرهد) .- ونلاحظ أن أغلب تلك الدورات لا تمس تطور المعلم من حيث إعداد وإخضاع التقنية والوسائل لدروسه ، وربما يحتاج كادر التدريب ذاته لتدريب أفضل .- لقد حضرت شخصيا ( كوني مندوب إعلامي لمركز الجنوب) الكثير من الدروس النموذجية في الكثير من المدارس وافتتاح بعض المراكز الخاصة بتطوير العمليات التعليمية والتي لم تخرج عن دائرة الصخب الإعلامي في أكثر الأحيان ، حيث لم أستطع أن أتلمس الفائدة التي تعود على الطالب من خلال تلك الفعاليات إلا النزر اليسير ، فمثلا قامت الكثير من المدارس بافتتاح مواقع على الشبكة ونلاحظ على تلك المواقع :- اهتمام الإدارة المدرسية بصور أعضاء مجلس الإدارة.- سرد ممل لتاريخ المدرسة وإنجازاتها العملاقة.- مواقع تربوية.- كلمة خاصة لفلان وعلان.- روابط لا يكاد يخلو منها موقع على الشبكة.ولكن أين الطالب من كل هذا ؟لقد حضر الأستاذ سليمان الزايدي في إحدى المرات افتتاح موقع لمدرسة ما وبعد العرض الكثيف من مدير الموقع وفخره بتعدد الروابط والصفحات في الموقع وكل ما يدور حول أعضاء هيئة التدريس والإدارة وتاريخ المدرسة ، سأله الأستاذ سليمان سؤالا واحدا بعد كل ذلك الشرح : أين موقع الطالب في كل هذا الصخب ؟فلم يجد الأستاذ المشرف على الموقع جوابا .وللحق يقال أن هناك بعض المدارس لها تجارب رائدة في هذا المجال ففي إحدى المدارس وجدنا معلما للرياضيات أنشأ قسما خاصا لإنتاج الوسائل التعليمية بمساعدة طلابه وكانت وسائل متحركة معبرة ورائعة بالاشتراك مع معلم التربية .وكذلك هناك تجارب رائدة لإحدى الثانويات حيث يوجد طلاب متميزين على مستوى المملكة والخليج ولهم مشاركات فاعلة ، ولديهم العديد من البرامج الجريئة مثل:- برنامج تنمية الكفايات العلمية والعملية .- برنامج الفصول الخاصة المعدلة.- برنامج العيادة العلمية .- برنامج الكتاب الإلكتروني .- العلاج التربوي للتأخر الصباحي .- برنامج أسبوع بلا غياب .- برنامج تحصين البيئة الصفية .وهي برامج مفعلة بالمشاهدة وليست للعرض فقط علما بأن لنفس المدرسة تجربة فريدة حضرها الأستاذ سليمان الزايدي وقتها وهي الواجبات الإلكترونية حيث يستقبل المعلم الواجبات من الطلاب عن طريق الأنترنت فتحية خاصة أبعثها لمثل هذا المعلم الذي شهد له الجميع بالإبداع والتميز والحاصل على أكثر من ( 17) دورة تدريبية ومنها دورة خاصة بالغوص ، وحيث يتابع جميع المحاضرات الخاصة بالتعليم والتقنية بجامعة الملك عبدالعزيز.هذا هو النموذج الذي نبحث عنه للمعلم الحديث ولكنه نموذج عزيز وصعب المنال حيث لم يستمد مثل هذا المعلم مهاراته وللأسف من الدورات التدريبية للوزارة ولا من خلال دراسته بل بمجهود ذاتي بحت فكيف لنا أن نوجد مثل هذا المعلم .تذكرت عند قراءة هذه المقال للأستاذ عبدالعزيز وعند تذكري لهذا المعلم واقعة تاريخية سياسية لها مدلولاتها الخطيرة ولو أنها جاءت من العالم الشيوعي المادي :فعندما أراد الزعيم السوفيتي السابق (جورباتشيف) أن يحدث تغييرا في المجتمع المتجمد الروسي الخاضع للقرارات المركزية منذ حين من الدهر لم يبدأ بخطة تغيير المجتمع بما يعرف بـ( البرسيويكا ) بل بدأها بخطة أكثر جرأة وهي (الجلاسنوست) أو مايعرف بالمكاشفة وهذه خطوة ذكية وجريئة وعبقرية فقبل التغييير لابد من المكاشفة ومعرفة مكمن الخطأ في المجتمع .فهل نحن بحاجة لجلاسنوست تعليمي قبل البرسترويكا التعليمية .فيجب علينا أن نعرف موقع خطانا قبل أن نحاول السير الصحيح ، فهل نحن بحاجة لتغيير المناهج أم تدريب المعلمين أم تدريب المشرفين أم تغيير نظرة المجتمع للمعلم وللمدرسة ، أم تدريب المعلم كيف يكون واثقا من نفسه عارفا لمقدراته ومكامن الابداع فيه واستغلال قدراته المبنية على هذا التواصل الطويل مع الطلاب ، لماذا يتحدث المشرف الذي ربما كان يوما ما معلما متميزا بلغة غير تلك اللغة التي تحدث بها عندما كان معلما وقريبا من العالم الصاخب عالم الطلاب . لماذا لا تستثمر الإدارات المدرسية وجود بعض المعلمين المتميزين فيها لإنشاء وحدة خاصة لتجهيز وتصنيع الوسائل التعليمية بالمدرسة ، ورغم معرفتي بأن تلك الوسائل قد لا تتطلب عبئا ماديا كبيرا فالخامات الموجودة في البيئة والتي يمكن للطلاب جلبها للمدرسة لا تعد ولا تحصى ، كما يمكن تجهيز وسائل عبقرية من مهملات قد لاتسوى شيئا .لماذا لا تعد دورات من قبل مشرفين متميزين لبعض المعلمين الذين يملكون ملكة الإبداع لصقلها وتوجيهها لخدمة الطالب .ألا تستحق هذه القفزة النوعية لطريقة التدريس وطريقة التلقي تضحيات معينة ، إن الطلبة في اليابان يتسلون في فصول النشاط بإنتاج الأجهزة الإلكترونية وألعاب الكمبيوتر .يجب علينا أحبتي أن نبحث عن التغيير والتجديد والإبداع في دواخلنا قبل كل شيء ثم نضع الخطط لإظهار تلك الأفكار لطاولة البحث والتجريب .نحن بحاجة لرؤية جديدة نحو العالم ونحو ما يحيط بنا كفانا تقوقعا والحديث عن الأمجاد السابقة فنحن مازلنا نمن على أوربا بأنها أخذت علومها من الأندلس العربية وأوربا وصلت للفضاء ونحن ما زلنا مغلفين بكل منتجات الشرق والغرب من آسيا وحتى استراليا , حتى في أدق خصوصياتنا العائلية ، فإلى متى نتحدث بلغة الشاعر الذي تغوص قدماه في الرمال وهو يزأر:وظهر البحر نملؤه سفينافالمعلم هو محور العملية التعليمية ويجب وضع دراسة شاملة عن كيفية بناء هذا المعلم بطريقة تتماشى مع روح العصر والقرية الصغيرة , ذلك المعلم الذي مازال يعد الوسائل والأقلام الملونة لمجرد معرفته أن المشرف سيقوم بزيارته وفي غير ذلك ( كلنا يعرف )وهنا نجد سؤالا يطرح نفسه متوهجا :ماذا أعدت الجامعات والوزارة والمعاهد الخاصة بإعداد المعلمين لهذه الفئة التي مازالت على مقاعد الدراسة أو التي ستلتحق مستقبلا بها ، وكيف نفكر بإعداد المعلم القديم لنتلقى معلمين جدد ونبدأ معهم نفس المشوار المرهق ؟؟؟ وهل نبدأ التغيير من تلك المرحلة أم من المراحل السابقة (ثانوي – متوسط – ابتدائي - تمهيدي – روضة – إعداد الأب والأم أولا ) ؟؟؟الحقيقة :نحن بحاجة للبناء من الداخل .. من الداخل .. من الداخلhttp://www.adeloasis.com/












  رد مع اقتباس