رواد اليسير الأحباء لقد سرني جدا و أثلج صدري قراءة خبر إنطلاق المشروع الوطني الثقافي للكتاب بالمملكة والذي أجده مشروعا رائدا يدل على وعي عميق بقيمة المطالعة في إعداد مواطن المستقبل و أتمنى له النجاح في إثراء الساحة الفكرية و الثقافية مما يساعد على خلق مناخ ملائم جدا للإبداع ويمكن من إيجاد أفراد لديهم القدرة على آلية التقدم و الرقي و هو مطمح كل المجتمعات فبالمطالعة و الإطلاع على مصادر المعلومات تقليدية كانت أو رقمية يمكن إحداث توازن بين الإرث الحضاري و الثقافي لأمة ما و العمر البيولوجي للفرد أي عندما يصل الفرد إلى سن النضج وهو متفق عليه عموما أربعون سنة يكون قد إستوعب و إختزل إلى حد ما التجربة الحضارية و الثقافية لمجتمعه و بذلك يخرج من مرحلة الإستهلاك الثقافي إلى مرحلة الإنتاج و المساهمة الإيجابية في تطور مجتمعه وتحقيق هذه المعادلة هو مفتاح المستقبل (فكما زرعوا فأكلنا فيجب أن نزرع حتى يأكل الآخرون ) وقد إستحضرت الآن بعض الأفكار المستوحات من التجربة الفرنسية و التي لها تاريخ عريق مع الكتاب فقد وصل مستوى وعي الفرنسيين بأهمية المطالعة إلى درجة أنهم قاموا بإنشاء ما يعرف بمكتبات الأحياء أي عند بناء حي جديد فكما نقوم ببناء المحلات التجارية و إيجاد المرافق الصحية نقوم ببناء المكتبة كمرفق أساسي الذي بدونه لاتستقيم حياة الفرد و ما جلب إنتباهي بالنسبة لهذه التجربة هو المشاركة الفاعلة للمواطن فوزارة الثقافة تساهم مع المواطنين في إيجاد هذه القضاءات ويقوم سكان الحي بإيجاد ما يسمى بلجنة المطالعة وهي تقوم بإختيار و التشجيع على مطالعة مؤلفات معينة ثم يتم تحديد موعدا لمناقشة الكتاب داخل مناخ قريب من المناخ الأسروي حيث يجلس الصغير مع الكبير وذا الثقافة العالية مع متوسط الثقافة بغاية التدارس و الإفادة و الإستفادة مما يفتح مجالا كبيرا للحوار البناء الذي يثري الزاد الثقافي لدى المشاركين وهذا الأنموذج جيد ويمكن الإستأناس به لتحقيق أهداف هذا المشروع الرائد الذي أتمنى له كل النجاح وإلى لقاء قريب تقبلوا مني أجمل التحيات
حسن علية
--------------------------
الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها أخذها
|