[د.محمود قطر]

الحلقة رقم ( 4 )

الأمانة العلمية فى كتابة البحث

من المعلوم أن الباحث يرجع الى أقول العلماء أهل الفن محل البحث وينقل عنهم أقولهم وأفكارهم ..... وهنا يجب علية من باب الامانة العلمية أن ينسب كل قول يقتبسه من غيرة وأن يشير الى صاحبه والوعاء الذى نقل منه هذا القول ..... ومن المعلوم أن اى قول لا ينسبه الى غيره فهو له شخصيا وعلى ذلك اذا نقل باحث عن غيرة ولم ينسب الى صاحبه فانه هنا يعد سارقا وغير متسم بالأمانة العلمية كما يحق لصاحب الفكرة المسروقة أو المقتبس أراءه ان يرفع علية قضية لدى المحاكم وفق قانون حماية المؤلف .

والسؤل الذى يطرح نفسه الآن كيف يوثق الباحث المواد المأخوذة عن الغير داخل البحث ؟

بداية نقول إن الباحث فى حال نقلة لفقرة مثلا من كتاب معين يجب علية اولا أن يضع هذه الفقرة داخل قوسين أو علامتين حتى يدرك القارئ انهما ليس للمؤلف وان كانت تخدم الموضوع محل البحث ثم يجب على الباحث ان يهمش المرجع المقول عنه هذه الفقرة المقتبسة وذلك إما بتهميشها داخل كل صفحه حيث يرقم الفقرات داخل كل صفح على حدا أو يسلسل كل فصل أو باب على حدا فيذكر المراجع مسلسلة خلف كل باب اوفصل وان كان من الأفضل إذ أكان الباحث يقوم بأعداد البحث بمفرده ان يذكر المراجع مهمشة صفحة بصفحه أما اذا كان هناك من يشاركه البحث فمن الأفضل ان يهمش كل جزء على حدة ( فصل فصل أو باب باب من تأليفه ) وهناك آراء أخرى فى هذا الشأن يتعذر ذكرها الآن لضيق المقام 0

وفى كل الأحول يكون التهميش وفق الاتى :

عند تهميش المرجع لاول مرة فأنه يرعى الاتى : يذكر أسم الكتاب ثم أسم المؤلف ثم اسم الناشر ومكان النشر ثم يذكر رقم الطبعة ثم سنة الطبعة ثم يذكر رقم المجلد - ان كان الكتاب يتكون من مجلدات- ويذكر رقم الجزء – ان كان الكتاب يتكون من أجزاء - ثم يذكر رقم الصفحة 0وهناك بعض العلماء فى مجال البحث يبدءون بأسم المؤلف أولا ثم يتبعون نفس المنهج السابق وأنت هنا بالخيار فى العمل بأي الاتجاهين 0وكذلك يتم تهميش الدوريات أو مواقع الإنترنت أو شريط كاسيت وفق ما قلناه عند حديثنا عن قائمة أهم المراجع 0 كذلك إذا نقل الباحث أراء غيرة عن طريق الحوار معه فانه يذكر مكان الحوار وزمانه ( وان كان من الأفضل أن يسجل هذا الحوار سواء كان التسجيل كاسيت أو فيديو ) وكذلك اذا كانت محاضره علمية نقل خلالها أراء وأفكار أحد المحاضرين فأنه يذكر مكان وزمان المحاضرة

وفى حالة النقل من مرجع اكثر من مرة فأن الأمر لا يخلو من أحد أمرين وهما :

الأول : انك تكون قد نقلت من نفس المرجع مرات متتالية مباشرة بدون فاصل (اى مرجع أخر نقلت عنة ) عند ذلك تكتب لفظ المرجع السابق ثم تذكر رقم الجزء – ان وجد – ورقم الصفحة والحكمة من ذلك ان يكون المرجع الذى نقلت عنه بيناته مذكورة فى السابق مباشرة فلا حاجة لذكرها ثانية 0
والثاني : وهو ان تنقل من مرجع قد نقلت عنة سابقا ولكنه ليس هو أخر ما رجعت إليه عند ذلك فانك تذكر اسم الكتاب ورقم الصفحة وتضيف كلمة ( مرجع سابق ) بدون الألف اللام وكأنك تقول للقارئ اذا أرت ان تعرف بيانات أخرى عن هذا المرجع فعد الى ما سبق فسوف تجد مرادك وهناك أمر هام أنة يستوي فى ذلك كونك نقلت نفس النص بلفظة ومعناه أم بمعناه فقط ففى حال نقلك بلفظ والمعنى فأنك تهمش المرجع كما أشرنا سابقا أما إذا نقلت النص بالمعنى اى انك ذكرت رأى غيرك ولكنك صغته بلغتك فان هذا يعد اقتبسا أيضا وتهمشة بما أشرنا إليه سابقا مع إضافة كلمة( بتصرف ) بين قوسين ويفهم من هذه الكلمة انك تصرفت فى النص بالاختصار أو الإيجاز بدون خلل بالمعنى المراد 0

ملحوظات هامة :
1) يراعى عند كتابة البحث ان يتم ترقيم صفحات البحث ترقيم رقمي 1،2، الخ وهناك بعض الباحثين يرقم صفحات الإهداء والافتتاحية والمقدمة ترقيم أبجدي ( أبجد هوز ....... )
2) يشترط أن يطابق الترقيم الداخلي للصفحات نفس ترقيم فهرس الموضوعات وعدم تحقق ذلك يضفي على العمل سمة الفوضوية وعدم التدقيق .
3) ومما يضفي على العمل قوة علمية ان يقوم الباحث بتعريف المصطلحات العلمية والشخصيات العلمية الهامة ( وهى عامة تكون شخصيات غير معروفة أو مشهورة لكن التعريف بها يفيد البحث ولقارئ ) ويتم التعريف فى الهوامش مع المراجع.
4) يشترط ان تظهر شخصية الباحث فى البحث بمعنى أن الباحث لا يكون ناقل وفقط بل هو مدقق ومفسر وموضح بل ومعارض فى بعض الأحيان فلا بد من ظهور أفكار الباحث ورأيه ورؤيته المبنية على المعطيات العلمية فهو إذ يوافق أحد العلماء أو يخالفه يكون هذا الأمر مبنى على أسس علمية ومنطقية فهو يعرض الرأي بالأدلة على ما يقول .
5)يجب على الباحث أن يأخذ المذهب التكاملي في كتابة البحث بمعنى انه هناك مذاهب في كتابة الأبحاث فمن يكتب بحثا في التاريخ سوف يسير وفق المذهب التاريخي حيث التدقيق البحثي الموثق .... ونت يكتب بحثا في علم النفس سوف يأخذ المنهج النفس في دراسته .. وهكذا أما المذهب التكاملي في كتابة البحث هو المذهب الذي يقوم فيه الباحث بالعمل بجميع هذه المذاهب في البحث الواحد فالنقطة التي تتعرض إلى الناحية التاريخية يأخذ فيها المنهج التاريخي والنفسية المنهج النفسي والعلمية المنهج العلمي حيث التجربة والمشاهدة والحقائق العلمية ومن يتعرض لناحية دنينه فأنة يأخذ المنهج الديني .... وهكذا وهذا يضفي على البحث قوة في سلامته العلمية0
6) هناك طرق فى كتابة العناوين داخل الصفحة فالعنوان الرئيسي يكون فى وسط السطر أعلى الصفة والعناوين المتفرعة عنه تكون عناوين جانبية وهذا الأمر يضفي على البحث شكلا علميا جميلا حيث يسهل على الباحث والقارئ حصر موضوعات الصفحة من خلال هذه العناوين وعدم وجود هذا يصعب على القارئ مهمته فى القراءة لان الباحث متداخل بصورة يصعب معها معرفة رؤس الموضوعات من عدمه0