عرض مشاركة واحدة
قديم Apr-22-2006, 03:43 PM   المشاركة1
المعلومات

عبدالله الشهري
مشرف
منتديات اليسير

عبدالله الشهري غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 2170
تاريخ التسجيل: Dec 2002
المشاركات: 2,009
بمعدل : 0.26 يومياً


افتراضي من المكتبة الورقية إلى المكتبة الإلكترونية

من المكتبة الورقية إلى المكتبة الإلكترونية المكتبة الحديثة تحمل ملامح مختلفة عن المكتبة التقليدية وتتناسب أكثر مع إيقاع العصر وتعبّر عنه بدقة أكبر. تؤدي المكتبة، على اختلاف أنواعها، دورًا مهمًا في بناء الأفراد والمجتمعات. وقد اتخذت المكتبة شكلاً خارجيًا واحدًا طيلة قرون مضت، لم يكد يختلف إلا في بعض التفاصيل؛ فأي مكتبة، سواء كانت عامة أو شخصية، وسواء كانت أيضًا للقراءة والاطلاع أو لبيع الكتب، هي عبارة عن مبنى يحتلّ مكانًا فيزيائيًا، يحتوي على عدد من الكتب والمخطوطات والدوريات (أو المجلات) الورقية، مصفوفة بترتيب معين على الرفوف. ومن الواضح أن هذا التوصيف العام مشترك بين المكتبات بكافة أنواعها وأشكالها مع اختلاف قد يكون كبيرًا وقد يكون طفيفًا في بعض التفاصيل. ولكن هذا التوصيف ينطبق على المكتبة التقليدية، ذات المبنى الفيزيائي الموجود في العالم الواقعي، والمتضمنة للكتب الورقية المصفوفة على الرفوف. أما المكتبة الحديثة، التي أفرزها العصر التكنولوجي، فتحمل ملامح تختلف كثيرًا عن تلك المذكورة أعلاه، تتناسب أكثر مع إيقاع العصر، وتعبّر عنه بدقة أكبر، كما أنها أشد قدرةً على تحفيز عدد أكبر من المتلقين للدخول إليها وسبر أغوارها وقراءة ما فيها بأساليب جديدة ومبتكرة، تضفي على علاقة المتلقي بالقراءة أو باستقبال المواد النصية المحملة بالمعلومات المختلفة نكهة جديدة، تشجع على المزيد من محاولات السعي إلى المعرفة. تعريف المكتبة الإلكترونية تُعرّف المكتبة الإلكترونية (Electronic Library) –كما ورد في موقع جامعة الملك فيصل- بأنها نمط من المكتبات توفر أوعية المعلومات ومصادرها على وسائط رقمية (Digital)، مخزنة في قواعد بيانات (Databases) مرتبطة بشبكة الإنترنت، بحيث تتيح للمستفيدين الاطلاع والحصول على هذه الأوعية من خلال نهايات طرفية مرتبطة بقواعد البيانات الخاصة بالمكتبة. وهذه الطريقة تسمح للمستفيدين بالاطلاع على أوعية المعلومات ومصادرها والحصول عليها في أي وقت ومن أي مكان تتوفر فيه نهايات طرفية مرتبطة بتلك القواعد المعلوماتية. ويتضح من تعريف المكتبة الإلكترونية أنها تشترط توافر جهاز كمبيوتر، متصل بشبكة الإنترنت، كي يتمكن المستفيدون من الدخول على المصادر المعلوماتية الموجودة فيها بأنواعها المختلفة من خلال الاتصال بالشبكة والدخول على موقعها. ويُقصد بالأنواع المختلفة للمصادر المعلوماتية المتوافرة في المكتبة الإلكترونية طبيعة الموادّ التي يتم حفظها وتخزينها في موقع المكتبة الإلكترونية؛ فقد تكون مواد نصية، وقد تكون مواد مسموعة، وقد تكون مواد بصرية، وقد تكون مواد سمعية بصرية. ملامح المكتبة الإلكترونية تختلف ملامح المكتبة الإلكترونية اختلافًا بيّنًا عن ملامح المكتبة التقليدية ذات المحتوى الورقي؛ فالمكتبة الإلكترونية ليس لها حيز فيزيائي (مادي) كالمكتبة التقليدية، ولا تتضمن رفوفًا ولا كتبًا ذات دفّتين، إنما تقع في العالم الافتراضي محتلة موقعًا على شبكة الإنترنت، وتتضمن كتبًا عبارة عن مواد نصية مخزنة في ملفات موجودة في الموقع. الفهرس في المكتبة الإلكترونية أكثر دقة منه في المكتبة التقليدية؛ فلا يتوقف عند حدود البحث التقليدي بواسطة المؤلف، أو العنوان، أو الموضوع، للوصول إلى الكتاب أو الكتب المطلوبة، بل يمتد ليشمل البحث في صفحات الكتاب نفسه، من خلال الكلمة أو الجملة، بما يتيح للباحث عن موضوع ما تتبعه داخل متون الكتب، كما ييسر عملية الوصول إلى صفحة محددة داخل كتاب ما. وكما سبقت الإشارة فإن مواد المكتبة الإلكترونية قد تكون نصية مكتوبة، أو مسموعة، أو مرئية، وفي كل الأحوال يمكن الحصول على نسخة من تلك المواد على اختلاف تصنيفها بتحميلها على الجهاز الشخصي، أو على قرص مدمج، دون جهد يُذكر، ودون مقابل مادي غالبًا. والحديث عن المكتبة الإلكترونية يعني بشكل أو بآخر الحديث عن النشر الإلكتروني، الذي بدأ ينتشر مؤخرًا بسرعة كبيرة، دون أن يؤثر سلبًا على حركة النشر الورقي، ودون أن يزاحمه، أو يسحب البساط من تحته؛ فلا يزال النشر الورقي يحظى بجمهور ممتد وعريض، يحرص على متابعة آخر مستجداته، سواء على شكل صحف يومية، أو مجلات دورية متخصصة أو غير متخصصة، أو على شكل كتب. ولعل الإقبال المتزايد الذي تشهده معارض الكتب المتعددة في عواصم ومدن مختلفة في العالم دليل على أن النشر الورقي لم يفقد بريقه، وأن له جمهورًا لا يفرط به حتى إن كان إقبال هذا الجمهور نفسه على نتاجات النشر الإلكتروني كبيرًا، بما يؤكد أن التوجه نحو الإلكترون لا يعني إزاحة الورق أو إلغاءه وإحلال الإلكترون محله. مميزات المكتبة الإلكترونية للمكتبة الإلكترونية مميزات عدة، منها ما يلي: - متوفرة للجميع. - مجانية في الكثير من الأحيان. - يمكن الدخول إليها في أي وقت، ومن أي مكان. - توفر خاصية البحث الآلي على مستوى العنوان واسم المؤلف والموضوع. - يمكن البحث في فهرس كل كتاب على حدة. - تسمح بالبحث في متون الكتب. - تسمح بالتصفح الإلكتروني للكتب. - توفر خاصية النسخ واللصق. - توفر الوقت والجهد. - تتيح الفرصة للتفاعل بين القراء والنصوص التي يقرؤونها. وقد ذكرت الباحثة منى محمد الشيخ في مقالة بعنوان "هل يُلغى دور المكتبي في المكتبة الإلكترونية" مزايا أخرى للمكتبة الإلكترونية، منها أنها تسمح بأن يطلع عدد كبير من المستفيدين على الوثيقة نفسها في آن واحد. كما أن استخدامات الوثيقة الواحدة تتعدد في المكتبة الإلكترونية، مما يوسع نطاق الفائدة المرجوّة منها. كذلك تتميز هذه المكتبة بسهولة استرجاع المعلومات المخزنة فيها، والتي لا تعتمد على الخطية والتراتبية في كثير من الأحيان، مما يسهل الوصول إلى المعلومة أنى كانت، بغض النظر عن مكان وجودها أو ترتبيها بالنسبة لما حولها. ويعود السؤال ذاته ليفرض نفسه عند الحديث عن موضوع له صيغتان: ورقية وإلكترونية، وهو: هل ستحلّ المكتبة الإلكترونية ذات المحتوى الرقمي –بما تمتلكه من مميزات آخذة في التطور يومًا بعد يوم- محلّ المكتبة التقليدية ذات المحتوى الورقي؟ ولعلّ الإجابة المثلى على تساؤل ملحّ كهذا هي أن كلاً من هذين المصدرين المعرفيين يقوم بدور ما، يخدم به شريحة من شرائح المجتمع المختلفة، بتوصيل المعلومات إليها، أيًّا كان نوعها، وأيًّا كانت طبيعتها. وإذا كان جمهور الجيل الماضي ورقيًا في معظمه فإننا لا نعدم وجود الكثير من الإلكترونيين بينهم، كما أن جمهور الجيل الحاضر إلكتروني في معظمه إلا أننا لا نعدم وجود الورقيين من بينهم، مما يعني إمكانية وجود هذين المصدرين المعرفيين في مكان واحد، وزمان واحد، ولخدمة شخص واحد ربما، وهذا ما يدفعنا إلى القول إن الحكم على إزاحة الورق وملحقاته وإحلال الإلكترون محله سيظلّ حكمًا غير دقيق طالما أن الورق قادر على البقاء بهذه القوة ونحن في ذروة عصر التكنولوجيا الرقمية، والدعوات إلى إلغاء الورق وتوديعه على أشدها. المصدر/ ميدل ايست اونلاينبقلم: د. فاطمة البريكي.__________________________________ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم












  رد مع اقتباس