عرض مشاركة واحدة
قديم Apr-25-2007, 04:00 PM   المشاركة5
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي اليوم العالمي للكتاب.. هل يصبح يوما عربيا؟



اعتبر الناشر السعودي محمد العبيكان، ان مسألة إقامة يوم عربي للكتاب من مهام وزارات الثقافة العربية إن هي آمنت بالكتاب على حد قوله. وقال: «وزارات الثقافة في الوطن العربي هي وزارات إعلام والثقافة في آخر سلم اهتماماتها، وإقامة يوم للكتاب العربي ليس مطروحاً في المدى المنظور حالياً، وذلك سيحدث عندما تعمل وزارات الثقافة العربية على خدمة الثقافة، وتكريم المؤلف والمبدع، وكذلك الناشر لكن في الوقت الراهن كل ذلك غير متوفر».

وأضاف العبيكان: «إن وزارات الثقافة العربية لم تنجح في وضع نظام موحد لمعارض الكتاب على مستوى الوطن العربي، من حيث الشروط والضوابط والرقابة، ولم نسمع عن وثيقة لشرف المهنة موقعة بين وزارات الثقافة والناشرين». واعتبر أن هناك رقابة جائرة تمارسها وزارات الثقافة على الناشرين.
وأشار العبيكان إلى ان موقع الكتاب العربي في أدنى سلم ترتيب الكتب عالمياً، وذلك راجع في اعتقاده إلى عدم الاهتمام بالثقافة والكتاب، ف«الكتاب العربي تطبع منه ما بين 1000 إلى 3000 نسخة يتم تسويقها على مدى خمس سنوات، بينما لا يوجد هناك أي شكل من أشكال الدعم للكتاب، ولو ان كل وزارة ثقافة في الوطن العربي تشتري مثلاً 10 نسخ من كل كتاب، وكذلك مؤسسات التعليم الجامعي ومراكز الدراسات والمكتبات العامة لكان ذلك أكبر دعم للكتاب، ولساعد ذلك الناشرين والمؤلفين مما سيؤدي إلى تطور الانتاج الثقافي العربي في كافة المجالات في النشر والترجمة والإبداع».
وذكر أن هناك أكثر من 5000 مؤسسة ما بين ثقافية وجامعية ومعهد ومركز دراسات في الوطن العربي، وسيكون المردود الثقافي كبيراً لو كل مؤسسة اشترت نسختين في الأقل من كل كتاب قريب من تخصصها أو توجهاتها، ولحدثت طفرة في عالم النشر والتأليف.

* أبو صالح: لا تنتظروا يوما عربيا للكتاب قريبا
واستبعد الاديب عبد القدوس ابو صالح رئيس رابطة الادب الإسلامي تخصيص يوم عربي للكتاب قريباً بقوله العربي: «لا اظن أنه سيكون هناك يوم عربي للكتاب إلا بعد إعداد جيل يقبل على القراءة بشغف، خصوصاً في اوساط الطلاب الجامعيين وكذلك مراحل التعليم المختلفة، ولن يكون هناك يوم إلا إذا عدنا إلى القراءة وعدنا أمة نقرأ. عندما يحتفل العالم بالكتاب ويخصص له يوماً، فهذا دليل على اهتمام هذه البلدان بالكتاب وبالقراءة وبالمعرفة». وأشار إلى تجربته في التعليم الجامعي، حيث كان يخصص درجات للقراءة الحرة وكتابة البحوث حول هذه الكتب، إضافة إلى إقامة محاضرات في بداية العام الدراسي حول القراءة وأهميتها.
وقال أبو صالح: «في الدول الغربية، الكتاب والمؤلفون اغنياء بسبب العائدات المادية التي يحصلون عليها من وراء نشر كتبهم، بينما في الدول العربية الكاتب والمؤلف ـ ينشر ـ نسبة إلى المنشار ـ من قبل الناشرين لأنهم ينظرون له بعين التاجر.
أما بالنسبة للقراءة، فيجب تعويد الأطفال عليها منذ الصغر بانشاء مكاتب لهم تنمو معهم وتضاف لها الكتب بحسب المراحل العمرية التي يمر بها الطفل. الجيل الحالي مشغول بالرياضة والفضائيات، وفي حين تحدد الأسرة في الدول الغربية وقتا للتلفزيون، فشلنا نحن في تحديد ذلك فأخذ كل وقت الأطفال والشباب، كما لا توجد مكتبات ودور نشر متخصصة للطفل، بينما تعج الدول الغربية بدور النشر المتخصصة في أدب الأطفال».

* معسكر لقراءة «دون كيخوته» وتخفيضات على الكتب وحفلات توقيع
كتاب مصريون معروفون لا يعرفون أن هناك يوما عالميا للكتاب
القاهرة: مروة مجدي
حجازي: ليكن يوما لحرية الإبداع
فيما لم يتذكر أدباء وكتاب معروفون مصرياً وعربياً اليوم العالمي للكتاب، واستقبلوا السؤال عنه باستغراب ودهشة مثل: إدوار الخراط، محمد البساطي، جمال الغيطاني، رضوى عاشور، قال الشاعر احمد عبد المعطي حجازي رئيس تحرير مجلة «إبداع» التي تعرض عددها الجديد للمصادرة من قبل الهيئة العامة للكتاب التي تصدر عنها المجلة: «للأسف ما حدث تزامن مع الاستعدادات الرسمية للاحتفال بيوم الكتاب العالمي، الذي هو دعوة مجددة لمزيد من الحرية والإبداع............ "
* البساطي: أدعو إلى طبعات شعبية رخيصة
وبرغم ترحيب الكاتب الروائي محمد البساطي بالاحتفال العالمي للكتاب، الذي يقام سنويا منذ عام 1995، والذي احتفلت به مصر لأول مرة بشكل رسمي عام 2005، إلا انه يعبر عن دهشته من هذا الاحتفال بقوله: «من المثير للدهشة والاستغراب أن نحتفل به كل عام مع الوضع المزري للكتاب بشكل خاص والثقافة والإبداع بشكل عام، فبدلا من أن نهتم بزيادة حرية الإبداع والتعبير وعدم مصادرة الأعمال الإبداعية، نرفع شعارات و«بوسترات» تحتفل بشكل سطحي لا يمس الجوهر بشيء حقيقي من قريب أو بعيد».
وحتى تكون لهذه المناسبة فائدة ما، دعا البساطي دور النشر إلى بيع طبعات رخيصة شعبية للمواطنين، وأن يكرس الإعلام بكافة أنواعه «المرئي والمسموع والمقروء» يوماً كاملاً عن أهم الإصدارات العالمية للكتاب والتعريف بها وبكتابها.
وبسخرية قال البساطي: تصوري لم يحدث أن دعيت بهذه المناسبة إلى احتفالات رسمية أو شعبية أو حتى خاصة من المثقفين في هذا اليوم لمحاولة استرداد مكانة الوضع الثقافي عامة. كان الله في عون الكتاب والأدباء، فلم يعد هناك دافع لاحتفالهم بالكتاب. وأتصور أنه أمامنا خمسون عاما على الأقل لكي يسترد الوضع الثقافي المصري مكانته.
ويذكر البساطي أنه، وكنوع من الواجب، يكتفي هو وأصدقاؤه المثقفون بكلمة «كل سنة وأنت طيب» في هذه المناسبة الجليلة.
* الغيطاني: لماذا هذا التقليد؟
أما الكاتب جمال الغيطاني رئيس تحرير مجلة «أخبار الأدب» فطالب بأن تقوم دور النشر المصرية بتخفيضات على أسعار الكتب لاتاحتها لأكبر عدد ممكن من القراء بهذه المناسبة، وان يتم رفع الجمارك على الأحبار والورق لمحاولة تخفيض السعر على الكتاب والاهتمام بصناعته، وإسقاط الرقابة عليه نهائيا. وقال الغيطاني «أطالب بذلك لأنه حق طبيعي، وإن كنت لا أعرف لماذا هذا التقليد، ولا يشغل بالي على المستوى الشخصي، فالكتاب رفيقي وأحتفي به طوال العام».
* الخراط: إنه تقليد عظيم
ولا ينكر الروائي ادوار الخراط عدم معرفته بهذه الاحتفالية العالمية مشيرا إلى أنها تقليد عظيم ربما تعيد ـ في رأيه ـ للكتاب قيمته وعظمته إمام الهجمة الالكترونية الشرسة التي يتعرض لها الكتاب في جميع انحاء العالم، وطالب الخراط دور النشر باحترام كرامة الكتاب المصريين وان تسعى إليهم وليس العكس. واتفق مع الغيطانى في انه يحتفل بالكتاب دائما.
* القفاش: الاحتفالات الرسمية شكلية
وقال الكاتب منتصر القفاش: انه من المؤسف أن نحتفل بهذا اليوم والكاتب والكتاب يتعرضان للاضطهاد والتعسف بأشكاله المختلفة من الرقابة، سواء برفع القضايا أو المصادرة بسبب آرائهم، وأن هذا يحدث ونحن في عصر الفضاء المفتوح الذي يعتبر فيه اي كلام عن المنع والحذر من قبيل التفكير السلفي. ودعا القفاش إلى «إطلاق المجال للإبداع والحرية والنشر دون أية عوائق»، مشيرا إلى «أن مثل هذه الاحتفاليات الرسمية ليست جادة وتقتصر على النواحي السطحية والشكلية دون أية أفعال حقيقية، بعكس ما يفعله الأدباء والكتاب الشبان غير المحسوبين على المؤسسات الرسمية فلهم احتفالياتهم الخاصة الأكثر جدوى والتي تكون يوميا، عن طريق الدردشة التليفونية أو في جلسات المقهى، وفيها تنفتح الكثير من القضايا للنقاش بوعي وإدراك مغايرين».
* عاشور: لا أعرف لماذا الاحتفال
فيما علقت الكاتبة رضوى عاشور، أستاذة اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس قائلة: لا أعرف لماذا هذا الاحتفال؟ وما هي تداعياته ؟ وبالتالي لن أكون أفضل من يتحدث عنه!
* الدقاق: لا توجد طقوس خاصة
وأشار مجدي الدقاق رئيس تحرير دار الهلال، انه لا توجد أية طقوس خاصة تقوم بها دار الهلال للاحتفال بيوم الكتاب العالمي، داعيا رجال الاعمال المصريين والعرب ودور النشر الخاصة والمؤسسات الثقافية الرسمية لدعم الكتاب، مؤكدا على أهمية الترجمة من اللغة العربية إلى جميع اللغات الاخرى، خاصة الأكثر انتشارا.

أما بالنسبة للهيئة المصرية العامة للكتاب، فتتبع تقليدا جديدا هذا العام بهذه المناسبة، وكما قال احمد صلاح مدير عام المعارض بالهيئة «تقوم الهيئة بهذه المناسبة بعمل حفلات توقيع لنخبة من الكتاب والأدباء، وتتم إعادة طباعة سلسلة الجوائز، هذا بالإضافة إلى رفع نسبة الخصم على كل الكتب في المكتبات التابعة للهيئة لتصل إلى 50 %».

أما بالنسبة لدار الشروق للنشر والطباعة فلم يكن لديها اية طقوس او احتفالات جديدة هذا العام ـ وكما يقول أحمد الزيادي ـ أحد مسؤولي الدار ـ إلا بإهداء وردة لكل مشتر عن أي كتاب يشتريه، بالإضافة إلى الخصم الذي تمنحه الدار كل عام بهذه المناسبة. أما بالنسبة للمؤسسات الثقافية الأهلية مثل «ساقية الصاوي» وبعض المراكز الثقافية الأجنبية، فتقيم ساقية الصاوي يوما مفتوحا للكتاب بهذه المناسبة يشارك فيه كتاب وعدد من المكتبات ودور النشر الخاصة بعرض كتبهم الراغبين في بيعها.
ونظم المركز الثقافي الاسباني بالقاهرة «ثيرفانتس» معسكرا يشارك فيه أبناء من الجالية الاسبانية لقراءة رواية «دون كيخوته» كاملة، باللغة العربية، كما سيقوم المركز بتقليد غريب من نوعه، وذلك بعرض اصداراته الجديدة ومبادلتها بالإصدارات القديمة.

* كتاب مغاربة : لماذا لا يكون يوماً عربياً؟
- الرباط: «الشرق الأوسط»
* قبل حوالي عقد من الزمان انتبهت النخبة المثقفة في مدينة تطوان (شمال المغرب) إلى أن سلطات الحماية الإسبانية كانت تحتفل بيوم الكتاب المصادف لذكرى ميلاد الروائي ميغل دي ثرفانتس، صاحب العمل الأدبي الخالد «دون كيخوته». وفي ذلك اليوم كان يتم الاحتفال في المدينة بالكتاب ومنتجيه والساهرين عليه حيث يتم تشجيع المواهب والبراعم الأدبية الشابة بإغداق الجوائز عليها. لا يزال هذا التقليد مستمرا بعد أن تبنته وزارة الثقافة المغربية، لكن لوحظ في المدة الأخيرة تراجع الحماس له، بدليل أن الأنشطة الثقافية التي تقام بالمناسبة في المدينة في شكل محاضرات وندوات ومعارض كتب، حدد لها موعد جديد ليس هو الثالث والعشرين من الشهر الجاري . هنا يلامس نقاد وكتاب مغاربة هذا الأمر من زوايا نظر مختلفة، ويجيبون على التساؤل: هل يمكن للعرب أن يحتفوا باليوم العالمي للكتاب؟
* المسناوي: الثقافة المكتوبة.. والديمقراطية
يقول الناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي، إنه يشعر باليأس في ظل الواقع الذي تعيشه الثقافة العربية بحكم التراجع الكبير للقراءة في العالم العربي عكس باقي دول العالم، مبرزا أن أسباب هذه الأزمة متعددة تعود في جانب منها إلى انتقال المجتمعات العربية من الثقافة الشفوية إلى الثقافة السمعية المرئية دون ان تترسخ لديها الثقافة المكتوبة، مضيفا أن المرور بثقافة المكتوب ارتبط في المجتمعات الأوروبية ببناء الديمقراطية عبر منح الفرد الإيمان بقيم الحرية وإعطائه قيمة داخل المجتمعات وبناء مؤسسات ديمقراطية، وهو ما ارتبط في أوروبا بولادة طبقة رأسمالية ساعدت على انطلاق المجتمع، مبرزا أن غياب هذه الأمور أدى إلى عدم مرورنا بالثقافة المكتوبة. ويضيف: «المسناوي أن مجتمعات العالم العربي بحاجة إلى التثقيف والتعلم، وهو ما يجعل الكتاب في مجتمعاتنا شيئا ضروريا أكثر من المجتمعات الأوروبية، مشيرا إلى أن القيم السائدة في المجتمع تحتقر الكتاب والمؤلف وتعلي من شأن المغنين ولاعبي كرة القدم، موضحا أن طموح الشباب العربي يكمن في أن يصبحوا مغنين في مسابقات ستار أكاديمي. فالنجاح في المجال الثقافي يتطلب الكثير من الكد والجهد بينما النجاح في الغناء لا يتطلب مجهودا مساويا ويدر أرباحا مادية مهمة».
* ربيع: لماذا لا يكون يوماً عربياً؟
ويتساءل الروائي المغربي مبارك ربيع: «لم لا يكون الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب يوما عربيا، ما دام العرب جزءا من هذا العالم، ويحتلون جغرافيا وديموغرافيا وحضاريا ايضا نقطة مركزية فيه، لا ينقص من ذلك انهم غير مؤهلين في الحاضر، ولا في المستقبل القريب للقيام بدورهم». ويضيف ربيع: «مبارك ان الانخراط في العالم يعني التحلي برموزه، وسلوك مسلكه، وبالتالي الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب هو يوم عالمي للكتاب العربي وغير العربي، يبقى انه في مجال المعرفة والثقافة والحضارة التي دل عليها الكتاب، لا تفصيل بين ما هو عربي او غير عربي، فالعرب بشر كبقية البشر مساهمتهم في المعرفة واستفادتهم منها هي عملية عالمية، وإذا لم تكن كذلك فهي لن تكون ابدا، بدليل قيام الحضارات العربية ايضا، فلولا عالمية تلك الثقافة، كما قال، وتفاعلها مع ما حولها من لغات وآداب وعلوم وحضارات اخرى، لما احتلت مكانتها في التاريخ الانساني.

إن الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب لدى العرب وفي المغرب خاصة، لا يكتسي دلالة حقيقية عدا ما هو مظهري او شكلي، وهذا بالذات ما يجب ان يتحاشاه العرب، وان تتحاشاه الثقافة المغربية، فالمراد من تخليد اليوم العالمي للكتاب ان يكون نقطة انطلاق او تتمة لمرحلة سابقة او اخرى لاحقة من التخطيط للارتفاع بمكانة الكتاب في حياة المغاربة، لكن الواقع هو اننا قد نخلد اليوم العالمي للكتاب بمحاضرات ولقاءات او معارض محدودة، وهي مبادرات ايجابية على كل حال، لكنها لا تتجاوز الاطار الشكلي. هناك حاجة للتعامل بعمق وجدية مع الموضوع بالنظر للتأخر الذي يعرفه المغرب في هذا المجال».
* الخطيب: ضمور في الإنتاج الثقافي والقراءة
وقال المترجم والكاتب المغربي ابراهيم الخطيب، أنه يصلح الاحتفاء بيوم عربي للكتاب بحكم أن الثقافة العربية الإسلامية قامت على كتاب هو القرآن الكريم ومعطى التدوين والترجمة دون نسيان بيت الحكمة في بغداد ومدرسة الترجمة في طليطلة خلال العصر الأندلسي، مضيفا أن الثقافة العربية الإسلامية شيدت على أساس انتاج الكتاب والثقافة.
وأشار الخطيب إلى أن العالم العربي يعيش في الوقت الراهن على أساس ضمور في الانتاج الثقافي والقراءة، وكذا في ترجمة الكتب الأجنبية، موضحا أن القائمين على الكتاب من مؤلفين وناشرين وموزعين يعانون من ضبابية الرؤية، مبرزا أن دور الدولة في العملية الثقافية مهم جدا بحكم أن موجة الضمور الثقافي مرتبطة أساس بالتعليم وتربية الأجيال الجديدة على الابداع والابتكار.
* كسيكس: تجديد اللغة العربية
ومن جهته، قال الكاتب المغربي إدريس كسيكس، إن فكرة الاحتفاء بيوم عربي للكتاب تمتاز بجانب لا يخلو من بهرجة واحتفالية، في الوقت الذي يجب أن تتحول فيه الثقافة إلى خبز يومي، مضيفا أن المشكلة في العالم العربي تكمن في ترسخ ظاهرة العزوف عن القراءة، مما يجعل البلدان العربية ملزمة ببذل مجهود طيلة السنة من أجل خلق ثقافة حب الكتاب والإقبال على الثقافة داخل البيوت والمدارس، مشيرا إلى أن البلدان العربية خلقت فصاما لدى الأجيال الجديدة خصوصا التي تتلقى داخل المدارس برمج تعليمية لا تتفاعل معها ولا تدفعها إلى التعمق في القضايا الثقافية.
وأشار كسيكس إلى أن القنوات التلفزيونية تسقط في خطأ كبير، عندما تعمد إلى برمجة البرامج الثقافية والمهتمة بالكتاب في أوقات متأخرة تضعف من نسبة المشاهدة، اذ يجب عدم التعامل في نظره مع الثقافة كتجارة، بل باعتبارها ذات محتوى قيمي، مبرزا أن آخر رقم قرأه عن معدلات الإنتاج الثقافي في تقرير صندوق الأمم المتحدة الإنمائي، يشير إلى أن العالم العربي برمته أنتج لحد الآن ما يضاهي القدر الذي تنتجه اسبانيا لوحدها سنويا، وهو ما يعتبر إشكالية كبيرة جدا بحكم أن الهوة الرقمية والمعرفية تتسع كل يوم بين الشمال والجنوب.
وركز كسيكس على أن الثقافة لا يمكن أن تقتحم الأفئدة والأدمغة عبر قوالب جاهزة تكمن في تخصيص يوم عربي أو عالمي للكتاب، لأن ذلك لا يكون له وقع أو تأثير إلا على المستوى الإعلامي وليس الفعلي واليومي، وكذا نفسية الشريحة التي لا تقرأ، مبرزا أنه صار لزاما على العالم العربي أن يحل أيضا مشكلة جمود اللغة العربية المثقلة في رأيه بالأغلال، والخوف بداخلها من الضحك والشغب وهي مقومات تنبع منها متعة القراءة.

* محاولات لبنانية خجولة
بيروت: كارولين عاكوم
* رغم المحاولات التي تقوم بها بعض الجهات المعنية، لا يزال حضور لبنان على لائحة البلدان التي تحتفل باليوم القراءة العالمي في 23 أبريل (نيسان) خجولا، خصوصا أن نسبة القراءة في لبنان تقارب الـ15 في المائة، وهي نسبة غير مؤكدة بسبب غياب أي احصاءات دقيقة في هذا الإطار.
الاحتفالات بهذه المناسبة توزعت هذا العام بين تلك التي تنظمها وزارة الثقافة اللبنانية في «أسبوع المطالعة الوطني» وبين تلك التي يقوم بها النادي الثقافي العربي ضمن معرض الكتاب السنوي في قاعة بيال للمعارض في وسط بيروت، الذي بدأ في 12 أبريل (نيسان) الجاري وينتهي قبل يوم واحد من يوم القراءة العالمي أي في 22 أبريل.
يأتي أسبوع المطالعة الممول من الحكومة الفرنسية متأخرا هذه السنة، بسبب الأوضاع المحلية الراهنة كما قال مسؤول المطالعة العامة في وزارة الثقافة اللبنانية عماد هاشم لـ«الشرق الأوسط»، وسيفتتح في 2 مايو (أيار) المقبل في قصر اليونيسكو في بيروت برعاية وزير الثقافة اللبناني، طارق متري، الذي ستكون له كلمة في المناسبة، اضافة الى كلمة الأديبة اللبنانية إميلي نصر الله، وعرض فني بقيادة الفنان بول أبي راشد.
ويؤكد هاشم أن الوزارة تبذل جهدها للقيام بنشاطات متنوعة موجهة لتلاميذ المدارس، والأطفال والمراهقين بشكل خاص، لتحفيزهم على القراءة. وتتنوع النشاطات التي يصل عددها الى 250 نشاطا بين احتفالات موسيقية ومعارض رسم وندوات ومحاضرات وقراءات قصص ونقاشات حول كتب معينة بحضور مؤلفيها، وذلك في المكتبات العامة الموزعة في معظم المناطق اللبنانية ويصل عددها الى 80 مكتبة. ويشير هاشم الى أن الوزارة اتفقت مع دور النشر وبعض المكتبات الخاصة في لبنان على تقديم حسومات وعروض خلال هذا الأسبوع لتشجيع اللبنانيين على المطالعة وشراء الكتب.
ويوضح أن الوزارة ترعى بموازاة افتتاح أسبوع المطالعة، احتفالا بيوم القراءة العالمي، «المهرجان الأول لكتب الأطفال والناشئة» الذي يستمر في قصر اليونيسكو لأربعة أيام متتالية، ويتنقل بين مناطق النبطية وحاصبيا في جنوب لبنان وحلبا وزحلة في البقاع، حيث ستقدم دور النشر اللبنانية والمكتبات عروضا وحسومات على الكتب والقصص.
ويعزو هاشم سبب عدم اقامة الوزارة احتفالا مركزيا شاملا، وحملة إعلامية تعلم اللبنانيين بنشاطات هذا الأسبوع ليستقطب مشاركة فعالة من المدارس والجمعيات الثقافية، الى الأوضاع السياسية والأمنية المتردية في لبنان مع عدم اغفال العوائق المادية التي تحول دون قدرة الوزارة على توسيع نشاطاتها بشكل أكثر. ويعد بأن تكون الاحتفالات بيوم القراءة العالمي في السنة المقبلة مميزة ومختلفة وستبدأ تباشيرها ابتداء من خريف العام 2007.
ولا تختلف النشاطات التي تنظم ضمن معرض الكتاب كثيرا عن تلك التي تقام في أسبوع المطالعة الوطني. اذ يؤكد الدكتور عدنان حمود، مدير النادي الثقافي العربي، حرص النادي على تخصيص مساحة من برنامج المعرض لتشجيع الأطفال وتقديم الحوافز لهم للقراءة، لذا حددت فترة ما قبل الظهر من أيام المعرض لقراءات قصص للأطفال ونقاشات حول كتب يقوم بها أعضاء في جمعيات لبنانية.
ويرى حمود أن هناك أسبابا عدة تحول دون نجاح أسبوع المطالعة كما يجب، وأهمها حصر أسبوع المطالعة بمشاركة جمعيات صغيرة وعدم التحضير له كما يجب من وزارة الثقافة اللبنانية، إضافة الى عدم وجود القاعدة السليمة والحوافز لتشجيع التلاميذ على القراءة من المدرسة والبيت وبالتالي التركيز على الكتب المدرسية. ويضيف أن الدولة وقطاع النشر يلعبان دورا سلبيا في هذا الإطار من خلال عدم تدخلهما لتخفيض سعر الكتب والقصص، كما يلقي حمود اللوم على وسائل الإعلام التي لا تدخل ضمن برامجها ما يمت الى الثقافة بصلة، ويصفها «بالتجارية التي لا تبث إعلانا من دون إفادة مادية». في ظل هذا الواقع يقول" اذا توفرت هذه الحوافز مجتمعة وأصبحت المطالعة عادة يومية يقوم بها الطفل، لا يعود هناك ضرورة لتنظيم نشاطات متعلقة بيوم القراءة، لأن القراءة لا تقتصر على يوم ولا على أسبوع، بل يجب أن تمتد طوال أيام السنة".
* إميلي نصر الله: القراءة تتقلص
وتبدي الأديبة اللبنانية إميلي نصر الله رأيها في وضع القراءة في لبنان، وتقول إنها خجولة وتتقلص يوما بعد يوم بسبب الغزو التكنولوجي، لذا ترى أن الاحتفال بيوم القراءة العالمي في لبنان لا ينتج ثماره إذا لم تتغير الأسس التربوية التي تحفز التلاميذ على القراءة وليتعلموا كيف يمتلكون لغتهم الأم من خلال التركيز على القراءة باللغة العربية بالدرجة الأولى. وتضيف «الاحتفال بيوم القراءة ليس الوسيلة الوحيدة لتوطيد العلاقة مع الكتاب، إنما المهمة تبدأ بالتعريف بأهمية الكتاب في المدرسة، وإنشاء نواد للكتاب تجمع الشباب اللبناني في لقاءات دورية. وهنا تقع مهمة الهيئات الرسمية وخصوصا وزارة الثقافة التي تقوم بخطوة مهمة في ما يتعلق بافتتاح مكتبات عامة، لكن لا يمكن الوصول الى نتيجة اذا لم تتضافر الجهود للوصول الى درجة تصبح فيها القراءة عادة حياتية».
* محمد أبي سمرة: أجيال لا تقرأ
ويقول الكاتب اللبناني محمد أبي سمرا: «القراءة في لبنان محصورة في سن معينة، اذ نرى أن سن معظم القرّاء يتجاوز الأربعين عاما، اذ يعتبرها الجيل الصاعد عادة قديمة لا تجاري التطور والتكنولوجيا».
وفي حين يرى أبي سمرا أن النشاطات التي تقوم بها وزارة الثقافة في أسبوع المطالعة الوطني مفيدة وتذكر اللبنانيين على الأقل بأن هناك ذكرى للقراءة، يؤكد أن القراءة ليست مفصولة عن الحياة العامة فهي تتطلب بيئة سليمة للتحفيز على ممارستها، كما أن الدوافع الفردية لقراءة الكتب لا تكفي اذا لم تكن مرفقة بنقاشات وحوارات حول موضوع الكتاب.

* أبريل شهر الشعر في أميركا

- الأميركيون يحتفلون بيوم الكتاب .. السنة القادمة
واشنطن: «الشرق الاوسط»
* لا تشترك هيئات رئيسية اميركية في احتفالات يوم الكتاب العالمي اشتراكا مباشرا، ولكن، يحتفل الاميركيون بالكتاب في مناسبات كثيرة. وبداية من السنة القادمة، سيشن الفرع الاميركي لمنظمة اليونسكو حملة لاحتفالات منظمة، وفي مختلف الولايات الاميركية بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق النشر.
تنظم «اليوم العالمي للكتاب» منظمة اليونسكو بهدف زيادة تأليف وطبع ونشر وقراءة الكتب، وايضا احترام حقوق النشر للمؤلفين ودور النشر.
وبدلا من التركيز على اليوم العالمي للكتاب، يحتفل الاميركيون بسلسلة ايام ادبية وطنية، مثل: يوم قصص الاطفال، ويوم اتحاد المكتبات الاميركية، ويوم القصص الشفهية، ويوم «جنون الكتاب»، ويوم كتب رعاة البقر، ويوم كتب الهنود الحمر، ويوم كتب السود، ويوم المطابع، ويوم القراءة، ويوم ادب الاطفال، ويوم حرية المعلومات، الخ ...
ويعتبر شهر ابريل (نيسان) من كل سنة هو شهر الشعر، وتشرف عليه اكاديمية الشعراء الاميركية. ويعتبر الاسبوع الاول من نفس الشهر اسبوع كتب الاطفال العالمي، أما الاسبوع الثاني فاسبوع المكتبات الاميركية، والاسبوع الثالث هو اسبوع شعر الاطفال.
وكمثال لاحتفالات الاميركيين بيوم الكتاب، خططت مكتبة كينزنغتون، في واحدة من ضواحي واشنطن، للاحتفال في قلب المدينة بيوم الكتاب العالمي، يكرر في مدن اميركية كثيرة. و«ضيف الشرف» شخص في هيئة «شيرلوك هولمز»، يطوف المنطقة للاجابة على اسئلة المحتفلين، وللحديث عن قصص الجاسوسية والتحقيقات البوليسية.
وهناك ركن لقصص رعاة البقر، وآخر لكتب عن الشقراوات بحضور جوديث ديوريك، مؤلفة قصص رومانسية تاريخية، في قراءة لبعض كتبها، ومنها «دائرة من حجارة» و«الاستماع الى الريح»، وكذلك حضور الفنانة آن هارلان في حصة للاطفال تشجعهم فيها لكتابة كتاب صغير، وطباعته، وتوزيعه. وركن لرجال المطافئ في المدينة، يعرضون فيه الكتب التي يقرأونها، وكتب يريدون التبرع بها، او استبدالها بكتب مستعملة. وبالطبع ركن للناشرين.
خلال احتفالات يوم الكتاب العالمي في بداية سنة 2003، اثارت الجمعية الشعرية الاميركية ضجة عندما اعلنت انها ستستغل ليلة شعرية في البيت الابيض، كجزء من احتفالات يوم الكتاب العالمي، لقراءة قصائد تعارض خطة غزو العراق، الذي تم بعد ذلك بأقل من شهر.
وكانت السيدة الاولى، لورا بوش، رعت احتفالات عيد الكتاب، والليلة الشعرية. لكن، اضطر البيت الابيض لالغاء الليلة الشعرية بعد اعلان خطة الاحتجاج.
يشترك في احتفالات يوم الكتاب مؤسسات وجمعيات، منها: «مؤسسة الكتاب الوطنية»، و«شعراء وكتاب»، و مكتبة الكونغرس.

المصدر
الشرق الأوسط
http://www.aawsat.com/details.asp?se...81&issue=10375

تعليق سريع :
من الصعب في ظل الأحوال الثقافية الآنية ، أن يصبح اليوم العالمي للكتاب .. يوماً عربياً ، ولعل شهادات الناشرين العرب المنشورة بهذا التحقيق ، ترفع عنا الحرج في عدم استشراف اليوم العربي للكتاب .
ولمزيد من متابعة هذا الموضع الشائك ، يمكنكم الإطلاع على بعض المشاركات التالية ذات الصلة:
صناعة الكتاب
ماذا يقرأ عرب اليوم ؟
صنـاعـة الكتـاب العـربي
لماذا نحن شعوب لا تقرأ؟












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس