عرض مشاركة واحدة
قديم Feb-17-2009, 01:20 PM   المشاركة1
المعلومات

amar mekhiber
مكتبي فعّال

amar mekhiber غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 29675
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 127
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي قيمة الكتب و المكتبات عند أهل الأندلس

السلام عليكم ورحمة الله :
أود اليوم أن أقدم لقراء المنتدى الكرام نفحة أخرى من تاريخ مكتباتنا وكتبنا ولكن هذه المرة انتقل بهم في نزهة أو برهة قصيرة للأندلس ، الأندلس في عصر تلاشت فيه قيمة العلم خصوصا في اشبيلية ، وبقيت قرطبة محافظة على قيمة العلم وقيمة الكتاب ، هي نبذه قصيرة عن تعامل أندلس العلم و الحضارة مع الكتب في عصر يمكن أن نسميه عصر الانحطاط :
قيمة الكتب و المكتبات عند أهل الأندلس ( قرطبة واشبيلية):
من المعروف قديما في الأندلس بأن أشبيلية مدينة اللهو و الطرب ، و قرطبة مدينة العلم و الكتب .
فإذا مات إنسان في تلك المناطق أو ما قاربها و ترك أدوات الطرب ذهبوا بها إلى أشبيلية لتجد من يثمنها حق التثمين .
و إذا ترك الميت كتب و أدوات علم ؛ فإنهم يذهبون بها إلى قرطبة لما فيها من أسواق و مزادات للكتب ، بل قيل بأن قرطبة هي أكثر مدن الأندلس كتبا ، و أشد الناس اعتناء بخزائن الكتب هم أهل قرطبة ، ففي كل بيت خزانة كتب .

حتى أن الرئيس منهم الذي لا تكون عنده معرفة ، يحتفل في أن تكون في بيته خزانة كتب ، بل و ينتخب فيها ، ليس إلا لأن يقال : فلان عنده خزانة كتب ! ، و الكتاب الفلاني ليس هو عند أحد غيره ، و الكتاب الذي هو بخط فلان قد حصله و ظفر به .
أيضا ورد في كتاب نفح الطيب عن محمد الحضرمي قال : " أقمت مرة بقرطبة ، و لا زمت سوق كتبها مدة أترقب فيها وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء ، إلى أن وقع و هو بخط جيد و تسفير مليح ـ أي تجليد مليح ـ ؛ ففرحت به أشد الفرح ، فجعلت أزيد في ثمنه ، فيرجع إلي المنادي بالزيادة علي ، إلى أن بلغ فوق حده ، فقلت له : يا هذا ، أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلغه إلى ما لا يساوي .
قال : فأراني شخصا عليه لباس رياسة ، فدنوت منه ، و قلت له : أعز الله سيدنا الفقيه ، إن كان لك غرض في هذا الكتاب تركته لك فقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حده ؛ فقال لي : لست بفقيه ، و لا أدري ما فيه ، و لكني أقمت خزانة كتب ، و احتفلت فيها لأتجمل بها بين أعيان البلد ، و بقي فيها موضع يسع هذا الكتاب ، فلما رأيته حسن الخط جيد التجليد استحسنته ، و لم أبال بما أزيد فيه ، و الحمد لله على ما أنعم به من الرزق فهو كثير .

لا أريد أن أعلق واتمنى من قراء المنتدى التعليق وإثراء الموضوع خصوصا مقارنة مع وقتنا الحالي .
الله الموفق












  رد مع اقتباس