عرض مشاركة واحدة
قديم Dec-04-2017, 02:08 AM   المشاركة4
المعلومات

محمد فهمي يوسف
مكتبي جديد

محمد فهمي يوسف غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 145867
تاريخ التسجيل: Dec 2017
الدولة: مصـــر
المشاركات: 0
بمعدل : 0 يومياً


افتراضي شاهدت ورأيت !!!

رأيتُ ( وهم الخيال ومهارة العلاج !!
من أمراض الإنسان النفسية أن يصاب بما يطلق عليه ( الوَهْمُ ) من مرض عضال ، وتخيل أو اعتقاد الإصابة به دون وجود دليل على ذلك
وهذه الحالة إذا ما تمكنت من الفرد صارت من الأمراض النفسية التي يلزمه البحث عن علاجها عند المتخصصين من الأطباء ، لأنها قد تودي بحياة المرء
وتصير إدمانا في التفكير بخطورة الإصابة وتتطورها ، فتنهار صحته ، ويبقى حبيس وهمه الخيالي ، ولا يشفيه منها إلا مهارة الطبيب الحاذق

ومن الأمثلة على هذه الحالة ما شاهدته بنفسي مع صديق لي من الأطباء النفسانيين وهو يعالج مريضا ذا شخصية مرموقة في المجتمع

قدأصيب في أواخر عمره بتَوَهُّمِ أن عقربا يبثُّ السم في بطنه وأنه ينتظر الموت في كل لحظة
فراجع الأطباء، وسأل الحكماء؛ فكانوا يدارون الضحك حياءً منه، ويخبرونه أن الأمعاء قد يسكنها الدود، ولكن لا تقطنها العقارب
فلا يصدق، حتى وصل إلى إلى صديقي هذا الذي دعاني لحضور جلسة معه علاجية ، بصير بالنفسيات، فسقاه مُسَهِّلًا وأدخله المستراح،بعد أن أعطاه مخدرًا وكان وضع له عقربا يراه عندما يستفيق من المخدر فلما رآه أشرق وجهه، ونشط جسمه، وأحسَّ بالعافية، ونزل يقفز قفزًا، وكان قد صعد متحاملًا على نفسه يلهث إعياءً، ويئنُّ ويتوجَّع، ولم يمرض بعد ذلك أبدًا.
ما شفِي لأن عقربا كان في بطنه ونَزَل، بل لأن عقربا كان في رأسه وهبط وأمسك به الطبيب ؛ لأنه أيقظ قوى نفسه التي كانت نائمة، وإن في النفس الإنسانية لَقُوًى إذا عرفتم كيف تفيدون منها صنعت لكم العجائب.
تنام هذه القوى، فيوقظها الخوف أو الفرح؛
ألَمْ يتفق لواحد منكم أن أصبح مريضًا، خامل الجسد، واهِيَ العزم لا يستطيع أن ينقلب من جنب إلى جنب، فرأى حيَّة تقبل عليه، ولم يجد مَنْ يدفعها عنه، فوثب من الفراش وثبًا،
كأنَّه لم يكن المريض الواهن الجسم؟
أو رجع إلى داره العصر وهو ساغب لاغب، قد هَدَّه الجوع والتعب، لا يبتغي إلا كُرْسِيًّا يطرح نفسه عليه،
فوجد برقية من حبيب له أنه قادم الساعة من سفره، أو كتابًا مستعجلًا من الوزير يدعوه إليه؛ ليرقي درجته،
فأحسَّ الخفة والشبع، وعدا عدوًا إلى المحطة، أو إلى مقرِّ الوزير؟
هكذا رأيت العقارب وما تفعله بالناس كما فعلت بي في أول حياتي الوظيفية عندما عُيِّنْتُ معلما بأبي طشت في أقاصي الصعيد ، وكان تلاميذ المدرسة يجمعون العقارب في فترة الاستراحة ( الفسحة ) من حديقة المدرسة ليبيعونها لمركز الأمصال الكائن أمام شقتي التي أقطنها في المدينة وكم من مرة قمت مفزوعا من نومي على صوت استغاثة من ملدوغ جاء من الريف لهذا المركز في منتصف الليل يصرخ من الألم ليعالج بمصل العقارب .












  رد مع اقتباس