[د.محمود قطر]

الحلقة رقم ( 8 )

المكتبة الأكاديمية تعريفها ووظائفها وأهدافها والمستفيدين منها

تعتبر المكتبات الأكاديمية من أقدم المكتبات ظهوراً فمنذ أن ظهرت الجامعات والكليات كمراكز للتعليم والبحث أصبح من الضروري إلحاق مكتبات أكاديمية بها من أجل دعم عمليات التدريس والبحث بمختلف مستوياتها.
تعريف المكتبــة الأكاديميـــة :
" هي تلك المكتبة أو مجموعة المكتبات التي تنشأو تمول وتدار من قبل الجامعات أو الكليات أو معاهد التعليم المختلفة وذلك لتقديم المعلومات والخدمات المكتبية المختلفة للمجتمع الأكاديمي المكون من الطلبة والمدرسين والعاملين في هذه المؤسسات الأكاديمية ".
الأشكال الرئيسيـــة للمكتبات الأكاديميــة:

1- المكتبة الرئيسية أو المركزية في الجامعة.
2- مكتبات الكليات المستقلة تماماً عن الجامعات.
3- المكتبات الفرعية للكليات والجامعات والتي تلحق بالأقسام والبرامج الأكاديمية المختلفة التابعة للجامعة أو الكليات.
وظائف المكتبات الأكاديمية:

1- التعليم :
فلكل جامعة أو كلية برامجها الخاصة في مجال تأهيل وتدريب المتخصصين في مختلف المجالات.
2- البحث:
ولهاأيضاً برامجها الخاصة في مجال الدراسات العليا والبحث العلمي
3- خدمة المجتمع:
حيث أنها لها دورها الفعال في خدمة البيئة المحيطة بمختلف جوانبها وأبعادها .

وتحرص المكتبات الأكاديمية على توفير مصادر المعلومات والخدمات اللازمة لمثل هذه البرامج والمشروعات .
أهداف المكتبات الأكاديمية :
للمكتبات الأكاديمية العديد من الأهداف التي تسعى لتحقيقها لخدمة المجتمع الأكاديمى ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:-
1- إختيار وتوفير المواد المكتبية المختلفة والمناسبة والتي تساهم في دعم وتطوير المناهج الدراسية المقررة في الجامعة أو الكلية أو المعهد العالي.
2- تيسير سبل الدراسة والبحث من خلال توفير المصادر اللازمة للطلبة والمدرسين والباحثين .
3- تنظيم المجموعات من خلال إعداد الفهارس اللازمة لها.
4- تقديم الخدمات المكتبية للمستفيدين وبالطرق المناسبة.
5- العمل كمركز لحفظ وتوزيع البحوث والدراسات التي يقوم بها المجتمع الأكاديمي والإعلام عن هذه الأعمال من خلال إعداد الببليوجرافيات والمستخلصات والمراجعات اللازمة وكذلك من خلال إهداءها وتبادلها مع المكتبات الأخرى.
المستفيدين من المكتبات الأكاديمية :

بالنسبة لمجتمع المكتبات الأكاديمية فهو يختلف عن مجتمع المكتبات الأخرى من حيث كونه أكاديمياً في الدرجة الأولى ومتجانساً إلى حد ما. ويتألف هذا المجتمع من :
1- الطلبة بمختلف مستوياتهم الأكاديمية وتخصصاتهم.
2- أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة أو الكلية أو المعهد العالي.
3- الباحثين في مختلف فروع المعرفة التي تدرس في الجامعة أو الكلية.
4- الهيئة الأدارية في الجامعة أو الكلية أو المعهد العالي.
5- بعض أفراد المجتمع المحلي وخاصة الباحثين منهم.

المكتبـــة الأكاديميــة في دعم ونشر البحث العلمي:
( تطبيق على المكتبة المركزية بجامعة حلوان)

تقوم المكتبة الأكاديمية بصفة عامة بتقديم العديد من الخدمات التي تهدف إلى رفع كفاءة البحث العلمي وليس هذا فقط بل ودعمه ونشره على المستوى الأكاديمي بشكل عام. وتقوم المكتبة المركزية بجامعة حلوان بشكل خاص بدعم ورفع كفاءة البحث العلمي من خلال تقديمها العديد من الخدمات المكتبية وسوف نذكرها هنا بشئ من التفصيل حتى يتسنى لكم التأكد من دور المكتبات في خدمة البحث العلمي.
و يعتمد البحث العلمي مما سبق إعتماد أساسي على الرجوع إلى العديد من المصادر للتعرف على الجوانب المختلفة لمشكلة الدراسة أو البحث وكيفية دراستها . وهذا ما تقدمه المكتبة المركزية بجامعة حلوان حيث تعد من أكبر مكتبات جامعات مصر من حيث المساحة (21000 متر مربع ) وتضم 85 حجرة وصالة إطلاع وتصل مقتنيات المكتبة حالياً 30.000 مجلد تقريباً أو وعاء معلومات يختلف من حيث الشكل والنوع واللغة بمعنى أنها أوعية مختلفة من حيث الشكل ورقية أو إلكترونية ومن حيث النوع كتب ، رسائل ، دوريات ، قواعد بيانات .......إلخ واللغة حيث أن هذه الأوعية متعددة اللغات.

ونجد من الخدمات التي تقدم لخدمة البحث العلمي داخل المكتبة المركزية جامعة حلوان:-

1- رقمنة الرسائل العلمية:
حيث يتم حصر كل الرسائل العلمية التي أودعت في الجامعة منذ أنشئت عام 1974م وحتى الآن وعمل قاعدة بيانات خاصة بها تتضمن البيانات الكاملة عن الرسالة والباحث وموضوع الرسالة مع عرض لمستخلص لها. وذلك تيسراً على الباحث بدلاً من البحث في فهارس ورقية أو البحث على الرفوف بأن يتم البحث على قاعدة البيانات بشكل بسيط ويقوم بإستعراض كافة الرسائل التي يريد الإطلاع عليها .

وليس هذا فقط ولم يتوقف قسم الرسائل عند هذا الحد في خدمة البحث العلمي ولكنه تم إعداد موقع على شبكة الأنترنت وتم تحميل بيانات غالبية الرسائل العلمية حتى يمكن للباحث البحث من خلال شبكة الإنترنت من أي مكان ويمكنه إضافة بيانات رسالته على هذا الموقع ومستلخص لها.

2- الدوريات العلمية :-

تعتبر الدوريات العلمية من أحدث وأفضل المصادر التي يمكن الرجوع إليها حيث أنها تعمل على تغطية الموضوعات الحديثة بشكل أسرع من الكتب حيث يأخذ فترة زمنية كبيرة من حيث النشر والطباعة وغيره لذلك تعتبر مقالات الدوريات هي أفضل مصدر يقوم بمساعدة الباحث في تغطية الموضوعات الحديثة في المجال ولذلك فإن أعدت المكتبة المركزية قاعة متخصصة للدوريات العلمية تتضمن ما يقرب من 1500 عنوان دورية علمية وتغطي كافة العلوم الإنسانية.

3- الإنترنت ودروها في خدمة البحث العلمي:-

تطبق عدد كبير من النظم التكنولوجية الحديثة في البداية لتحسين أداء النظم الموجودة، خاصة أنه كثيراً ما يجد الأفراد أنه من الأسهل تفهم النظم التكنولوجية الحديثة على ضوء ما يعرفونه ويمارسونه بالفعل ومن أهم ما يميز شبكة الإنترنت أنها تجعل خدمات المكتبة الأكاديمية قلب البحث العلمي أسرع وأكثر كفاءة وذلك حيث أنها تساعد المكتبات بشكل عام والمكتبات الأكاديمية بشكل خاص أن تصبح أكثر فاعلية وذلك من خلال توفير خدمات خلاقة للمتعاملين معها.
ويمكن إستغلال شبكة الإنترنت في البحث العلمي وإعداد الرسائل الجامعية وذلك لأن شبكة الإنترنت عبارة عن وعاء ضخم من أوعية المعلومات التي تتضمن جميع فروع المعرفة الإنسانية. ويلزم للباحث أن يعلم جيداً المفاتيح الصحيحة لفتح مغاليق تلك الأوعية.

وبطبيعة البحث العلمي فهو يعتمد أساساً على جمع البيانات أو المعلومات من مصادر مختلفة حتى يستطيع أن يحقق صحة الفروض الذي قام بتحديدها في بداية بحثه أو جمع كل البيانات التي تثبت صحة أو تعارض مع الفروض بحيث يستطيع الباحث في النهاية بالخروج بنتيجة علمية سليمة تتضمن نظرية أو قانون يمكن تعميقه في جميع حالات حدوث مثل تلك الظاهرة، فالعمل العلمي يسعى إلى التعميم.

من هنا يمكننا أن نؤكد أن الإنترنت أصبحت هي الأداة البحثية الهامة التي يمكن وأن يعتمد عليها الباحث في إنجازه لبحثه وذلك لتوافر أهم الدراسات السابقة في مجال بحثه والأدوات البحثية الهامة على تلك الشبكة، مما يكون من قبيل القصور ألا يتمكن الباحث من معرفة كيفية التعامل مع هذا المصدر الهام للمعرفة العلمية ولأساليب معالجة البيانات وكذلك مما يتوافر على الشبكة من مكتبات إحصائية، وكذلك برامج تسهل تحليل البيانات وكذلك المساعدة على التوصل للتفسير السليم لها. كما يوجد العديد من أدوات البحث والمراجع على الإنترنت، ويمكنك أيضاً الحصول على أدوات مرجعية مثل القواميس ، كتب الإقتباسات.

& مركز خدمات المعلومات :
ونظراً للأهمية الشديدة لشبكة الإنترنت لخدمة البحث العلمي كان لابد للمكتبة المركزية بجامعة حلوان بما أنها تحمل لواء خدمة البحث العلمي ورفع كفاءته من إقامت مركز خدمات المعلومات بالمكتبة وهو مركز يعتمد أساساً في تقديم خدماته على شبكة الإنترنت ويقدم خدمات مختلفة للباحثين منها :
1- البحث على قواعد البيانات :-
تشترك المكتبة ضمن شبكة الجامعات المصرية في مجموعة من قواعد البيانات العلمية ويقوم أخصائي المعلومات بمركز خدمات المعلومات بعمل بحث على قواعد البيانات هذه وتقديم نتائج بحثه هذه للباحث هذا بالإضافة إلى أنه يمكن للباحث البحث بمفرده على هذه القواعد من خلال المركز أو بمساعدة الأخصائي.
2- قاعدة بيانات عن الباحثين:
من ضمن خدمات مركز الخدمات أيضا عمل قاعدة بيانات خاصة بالباحثين وتخصصاتهم ومجالات أهتمامهم البحثية ويقوموا بمتابعة الباحث عن طريق البريد الإلكتروني بكل ما هو جديد في بحثه صدر على شبكة الإنترنت.
3- الرد على الإستفسارات عن بعد:
يمكن أيضا لمركز خدمات المعلومات بالمكتبة المركزية بتلقي الإستفسارات المختلفة للباحثين عن طريق البريد الإلكتروني والرد عليهم أيضاً من خلاله وذلك لتوفير وقت ومجهود الباحث.

ويقدم المركز العديد من الخدمات والتي يعتبر هدفها الأساسي هو خدمة البحث العلمي ورفع كفاءة البحث والباحثين.

& قســم الكتــب
مما سبق أشرنا على أشكال مختلفة من أوعية المعلومات وليس معنى ذلك أن نقلل من أهمية الكتب حيث يعتبر الكتاب هو أقدم مصدر من مصادر المعلومات ومن أهمها أيضاً حيث أنه لا يتم إعداد أي بحث علمي دون الرجوع للكتب وأيضاً لا يعقل وجود مكتبة لا تتضمن بين جدرانها كتب.
ولذلك نجد أن المكتبة المركزية بجامعة حلوان خصصت حوالي 9 قاعات إطلاع تتضمن بين جنباتها ما يقرب من 80.000 مجلد تغطي كافة مجالات المعرفة الإنسانية بشتى فروعها.
ويخدم قسم الكتب بشكل أساسي البحث العلمي من خلال مجموعة من الخدمات المختلفة :
خدمة الإرشاد القرائي والرد على الإستفسارات:
يقوم أخصائي خدمات المكتبات والمعلومات بقسم الكتب بتلقي إستفسارات الباحثين بشكل مباشر وإرشاده للقاعة التي تخدم موضوع بحثه حيث أن الكتب موزعة وفقاً للموضوعات على القاعات.
الخدمة المرجعية :
يتضمن قسم الكتب قاعة خاصة مستقلة للمراجع بحيث تسهل على الباحث في حالة إحتياجه للرجوع إلى مراجع معينة وتقدم هذه القاعة الخدمة المرجعية للباحثين حيث تستقبل القاعة الأسئلة المختلفة للباحثين والمتعلقة ببحثهم ويتم إحالتهم للمراجع المختلفة التي تخدم موضوع بحثهم .
خدمة البث الإنتقائي:
وهي خدمة تعتمد على تحديد الإهتمام الموضوعي للباحث وتسجيل ذلك في قاعدة بيانات خاصة بالمكتبة بحيث يتم عمل بحث من خلال الكتب عن أي كتب أو أجزاء داخل الكتب تتناول هذا الموضوع أو أي بيانات عن أي كتب جديدة وردت للمكتبة متعلقة بموضوع البحث.

هذا بالإضافة إلى الخدمات العادية والمعروفة كالتصوير والإستعارة الخارجية وغيرها .....إلخ

ومن هنا نرجو أن نكون قد أوضحنا ماهية البحث العلمي والمكتبات وأهميتها ودورها في خدمة البحث العالمي.