عرض مشاركة واحدة
قديم Aug-26-2006, 08:58 PM   المشاركة4
المعلومات

مكتبية سابقة
مشرفة سابقة
معلمة مادة المكتبة

مكتبية سابقة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 1830
تاريخ التسجيل: Nov 2002
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 962
بمعدل : 0.12 يومياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المكتبات في العصور القديمة
لقد دلت الحفريات والتنقيب عن الآثار أن أولى المكتبات ظهرت قديماً قبل الميلاد في منطقة ما بين النهرين في العراق وفي وادي النيل .
ولقد اختلف مفهوم المكتبة وتطور مدلولها عبر العصور ، وذلك لأن المكتبات القديمة لم تكن كالتي نراها هذه الأيام من حيث تعدد أنواعها ومقتنياتها وطرق تنظيمها وخدماتها فالسومريون في منطقة ما بين النهرين سموها بيت اللوحات الكبير لأنها مليئة بالألواح الطينية . أما الفراعنة فقد أطلقوا عليها قاعة كتابات مصر ومكان إنعاش الروح . وإذا انتقلنا إلى اليونان لوجدنا كلمة Bibliotheca للدلالة على المكتبة ، والكلمة تعني المكان الذي توضع فيه الكتب، ولا تزال الكلمة شائعة في فرنسا والدول التي تتكلم اللاتينية . أما الرومان فقد استعملوا كلمة Libri وتعني الكتاب نفسه ومنها جاءت كلمة Library والتي تعني مكتبة للبحث والمطالعة . وتعتبر كلمة مكتبة حديثة في العالم العربي ولم تستخدم إلا في القرن التاسع عشر . فقد استخدم العرب كلمة دار وكلمة خزانة للدلالة على المكتبة .
أما اشهر المكتبات في بلاد ما بين النهرين هي تلك التي وجدت في المعبد الرئيسي بمدينة كلش والتي تسمى مكتبة تللو حيث ضمت أكثر مـن 30
ألفاً من الألواح الطينية . كذلك وجدت في معابد مدن أور ونيبور وغيرها حجرات لحفظ الألواح الطينية المسجل عليها أخبار الآلهة والأحداث التاريخية والملاحم الشعرية والسحر والأساطير وغيرها . ولقد كانت مكتبات الحضارة البابلية والآشورية كالمكتبات السومرية لا تتعدى كونها دوراً للمحفوظات والسجلات . وكانت هذه المحفوظات ترتب موضوعياً في كثير من الأحيان أو حسب أحجامها . أما المشرف على المكتبة فقد كان كاهناً عالي المرتبة في مكتبات المعابد ومن أبناء العائلات النبيلة في مكتبات القصور . ومن أشهر المكتبات في بلاد مابين النهرين وأعظمها مكتبة اشور بانيبال الذي لقب نفسه بـ" عناية الحاكم الآشوري المثقف آشور بانيبال ملك العالم وملك الآشوريين " ولقد أطلق على هذه المكتبة عدة مسميات مثل مكتبة نينوى ، مكتبة اشور بانيبال ، مكتبة القصر الآشوري ، مكتبة قصر اشور بانيبال ، وقد اختلف العلماء حول مقدار مقتنياتها حيث قال البعض بأنها ( 1000) رُقم طيني ، ويذهب البعض بأنها أكثر من ذلك . ومن الثابت أن الملك الآشوري اشور بانيبال قد جمع في هذه المكتبة كل ما وجدة في القصور الملكية لأجداده من الملوك السابقين ، وأضاف إليها كل ما استطاع جمعه ، في عصره ، وحفظ فيها آلاف الألواح الطينية التي تمثل تراث حضارات ما بين النهرين ، في جميع فروع المعرفة ، وكانت المكتبة مفهرسة ومنظمة بصورة جيدة .
وإذا كانت المعلومات التي وصلتنا عن مكتبات مصر القديمة لا تكفي لتكوين صورة كاملة عن مقتنياتها وتنظيماتها ، فإن المصادر المختلفة تشير إلى وجود مكتبة في الجيزة حوالي عام 2500 ق . م ، كما أسس رمسيس الثاني مكتبة في طيبة تضم حوالي عشرين ألفا من ورق البردي ، وكان ذلك في حوالي 1250 ق . م ، وكانت لفائف البردي تحفظ عادة مطوية في جرار فخارية أو أسطوانات معدنية ، وعليها كلمات تدل على محتوياتها ، كما كانت لفائف البردي أحياناً أخرى توضع مصفوفة على الرفوف .

ومن المكتبات في العصر الاسلامي :
مكتبة قرطبة :
أسسها الخليفة عبد الرحمن الثالث الملقب بالناصر ( 300 – 350 هـ ) في مدينة الزهراء بقرطبة ، ثم أخذت تتسع وتنمو أثناء حكمه حتى بلغت شهرة عالمية ، أسوة بالمدنية الأندلسية في عهده التي وصلت هي أيضاً إلى حد يعجز عنه الوصف من التفتح والازدهار . كما حققت هذه المكتبة أوج شهرتها في عهد ابنه الحكم الثاني المستنصر ( 350 – 366 هـ ) الذي أفاد من قوة الدولة أثناء حكم والده ، ومن توفر الأموال والرفاهية ، فضلاً عن ثقافته الواسعة ومحبته للعلم في دعم هذه المكتبة ، فأنفق عليها أموالاً طائلة وجلبإليها الكتب من كل قطر ومن بين الكتب التي أقتناها آنذاك كتاب الأغاني لأبي فرج الأصبهاني ، وأرسل إلى مؤلفه مبلغ ألف دينار من الذهب العين ثمناً له وهو مبلغ كبير إذا ما قورن بالقيمة الشرائية له في الوقت الحاضر وقد حوت هذه المكتبة حوالي ( 000 و 400 ) مجلد ، كتبت فهارسها في ( 44 ) كراسة في كل واحدة منهـــا خمســـون ورقــــة ، عشـــرون منهــا
خصصت للدواوين الشعرية فقط . وكان الحكم يستخدم الكثير من هذه الكتب يقرأ فيها ويدون ملاحظاته وتعليقاته على هوامش المخطوطات ، مما جعلها ذات أهمية عظيمة في نظر العلماء المتأخرين ، كما كان لهذه المكتبة أثر واسع في نشر الفلسفة اليونانية والرياضيات والعلوم الطبيعية والطب وغيرها من العلوم . وقد كان مصير هذه المكتبة فاجعاً ، ذلك أن المنصور بن أبي عامر ، الذي أصبح سيد الأندلس بعد وفاة الحكم الثاني بفترة أخرج من المكتبة جميع الكتب الفلسفية وكتب علماء الأوائل وأحرقها بالنار في الميدان العام في قرطبة إرضاء للعامة والفقهاء في زمانه . وبعد وفاة المنصور وأثناء حصار البربر لقرطبة في مطلع القرن الخامس الهجري احتاج الحاجب واضح من موالي المنصور بن أبي عامر إلى مال فأمر بإخراج أكثر كتب مكتبة الحاكم وباعها ، وما تبقى منها نهب عندما دخل البربر قرطبة واقتحموها عنوة .

المصادر : 1- د . ربحي مصطفى عليان . المكتبات في الحضارة العربية الإسلامية ، ص 13 ، ص 15 .
2- د . سيد حسب الله . د . محمد جلال غندور . تاريخ الكتب والمكتبات عبر الحضارات الإنسانية ، ص 85 .
3- د . أحمد بدر . المدخل إلى علم المعلومات والمكتبات ، ص 23 .
4- د . عبد اللطيف الصوفي . لمحات من تاريخ الكتاب والمكتبات ، ص 206 – ص 207 .
5- محمد ماهر حمادة . المكتبات في الإسلام : نشأتها وتطورها ومصائرها ، ص 125 .













  رد مع اقتباس