عرض مشاركة واحدة
قديم Jan-21-2012, 06:43 PM   المشاركة7
المعلومات

اسماء88
مكتبي نشيط

اسماء88 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 84112
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 62
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

منقول:
1ـ التكتلات المكتبية:
1.1. تاريخ ومفهوم التكتلات المكتبية:
1.1.1. لمحة تاريخية عن التكتلات المكتبية:
لا يعرف بالضبط التاريخ المحدد لنشوء مصطلح تكتل المكتبات Library Consortium، لكن مفهوم تكتل أو الائتلاف أو الاتحاد بين المكتبات كارتباط بين مكتبيتين أو أكثر بهدف التعاون في المشاركة في المصادر، يعود إلى زمن بعيد. ولذل
ك فان الأدب المنشور يشير إلى انه تعاون وتعاضد وتلاحم وتنسيق بين المكتبات بهدف التقاسم والمشاركة في مصادر المعلومات. وقد كانت الأسباب الرئيسية لنشوء هذه التكتلات هو الانفجار المعلوماتي الذي شهدته سنوات عقدي السبعينات والثمانينات، وارتفاع أسعار المطبوعات مقابل الانخفاض في مخصصات المكتبات وميزانياتها، وازدياد أعداد الطلاب المسجلين في الجامعات، كما انه هناك سببين إضافيين تمثلا في الازدياد المطرد في الطلب والحاجة لخدمات المعلومات من قبل المستفيدين، وكذلك الحاجة إلى تطوير وتحسين مستوى تلك الخدمات .
وبدأت أول أشكال التعاون في الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما يقرب من 100 سنة مضت عندما قامت مكتبة الكونغرس الأمريكية بتوزيع مهام الفهرسة على مجموعة من المكتبات العامة، ولكنها ظهرت بصورة أكثر وضوحا في سنوات الستينات والسبعينات عندما دخلت التقنية أعمالها، فقد كان من الصعب عليها تحمل أعباء تكاليف التشغيل الآلي للمكتبات، أما التكتلات المكتبية بصورتها الحالية فتعود إلى التسعينات . غير أن بعض المصادر ترجع ظهور مصطلح التكتلات إلى ما بعد سنة 1960 مع بداية انتشار التطورات التكنولوجية واستخدام الحاسبات الالكترونية في مختلف أعمال المكتبات، حيث انخرطت العديد من المكتبات في جمعيات مكتبية بغية توفير اكبر عدد من مصادر المعلومات بأقل التكاليف ، وقد تأسست أولى التكتلات المكتبية التعاونية في الولايات المتحدة الأمريكية في جامعة ولاية أوهايو؛ للمشاركة في تبادل تسجيلات الفهرسة وذلك عام 1967م أي قبل ثلاثة وأربعين عاماً، وبعض المكتبات العربية ما زالت تدرس وتناقش المشاركة في التكتلات المكتبية التعاونية. وعندما بدأت هذه الشبكة في جامعة أوهايو الأمريكية بمسمى OCLC عمل بها المدير التنفيذي مع سكرتيرته فقط، وأضحت هذه الشبكة اليوم واحدة من أكبر الشبكات أو التكتلات المكتبية في العالم . كما ظهرت تكتلات اقتناء مصادر المعلومات الالكترونية مع بداية سنوات التسعينات وتطورت موازاة مع تطور النشر الالكتروني، ويمكن تمييز العديد من التكتلات المكتبية حسب البيئة القانونية التي تربط البلدان المشاركة وكذلك درجة انضمام المكتبات وعددها وإدارتها للتكتل.
والتكتل المكتبي ليس بالشيء الجديد المكتشف فجاة، فقد تجمعت المكتبات بالو.م.ا سنة 1970 من اجل وضع الفهرس المشترك بغية تطوير نشاط الإعارة ما بين المكتبات، والمشاركة في المصادر. كما ساهم التطور التقني في دعم عمليات التشارك بفضل توفر الحاسبات الآلية وتكنولوجيا الاتصالات المتطورة، كما استطاعت المكتبات بعدها الاستفادة من التقنين الدولي Z 39-50 في تحسين تبادل المطبوعات، وبهذا تمكنت المكتبات بالاشتراك وإقامة نظم معلومات .
وكانت هذه البدايات مشجعة لظهور التكتلات المكتبية التي أصبحت ضرورة حتمية خاصة مع تطور النشر من التقليدي إلى الالكتروني والازدياد المتنامي لمصادر المعلومات الالكترونية وحاجات المستفيدين المتنوعة والمعقدة.
2.1.1 مفهوم التكتلات المكتبية:
هناك العديد من المصطلحات التي تتشابه مع مصطلح التكتل المكتبي، إلا انه هناك سمات خاصة تميز كل مصطلح على حدة. فمصطلح تعاون استخدم منذ فترة بعيدة وذلك للدلالة على أي نشاط تعاوني بين مكتبيتين مهما صغر، كتصوير نسخ من مقالات الدوريات، أو الإجابة عن أسئلة مرجعية إلى غير ذلك من الخدمات المحددة، وعندما امتد التعاون ليصل إلى الاستفادة المنظمة من مصادر الآخرين عن طريق خدمات معينة كالإعارة المتبادلة، فان المصطلح الذي شاع في تلك الفترة كان مصطلح مشاركة المصادر، وحينها ظهرت تقنيات الشبكات في المكتبات، وتم الاستعانة بها لتوسيع نطاق الاستفادة مما لدى الآخرين، وكان المصطلح الشائع في المراجع المتخصصة هو الشبكات أو شبكات المكتبات، إلا أن الواقع الحالي يشهد تغيرا جذريا في مفهوم التعاون إلى الحد الذي وصل به إلى شكل من أشكال الاندماج الشامل في الأنشطة مع المحافظة على الشخصية الاعتبارية لكل مؤسسة، فكانت المصطلحات الجديدة أكثر ملائمة لذلك التوسع هي التكتل أو الاتحاد.
وبالرغم من الاختلاف في التسمية إلا أن هناك تشابه كبير في التطبيق، فشبكات المكتبات يكون الهدف الرئيسي لها هو التعاون في تقديم الخدمات أو العمليات مثل الفهرسة والتصنيف أو تدريب الموظفين والمستفيدين، ومن الممكن أن تعمل بعض هذه الشبكات في مجال المشاركة في المصادر، بينما الهدف الرئيسي من التكتلات هو المشاركة في المصادر ومن الممكن أن تقوم بعض التكتلات بتنفيذ برامج تعاونية في المجال البيبليوغرافي أو الخدماتي .
ويعرف التكتل المكتبي بأنه:" مجموعة من المكتبات المرتبطة فيما بينها باتفاقية تتيح الاستفادة من الموارد المشتركة لكل عضو"
كما يعرف بأنه:" اتفاق بين مكتبتين أو أكثر، للتعاون فيما بينها من أجل تحقيق غرض محدد، وهو عادة ما يكون في مجال مشاركة المصادر"
إضافة إلى ذلك فالتكتلات المكتبية عبارة عن:" تجمع يضم مكتبتين أو أكثر ذات رابط جغرافي ـ محلي أو إقليمي أو دولي ـ اتفقوا على تنسيق وتنظيم وتوحيد وتفعيل جهودهم من أجل تحقيق بعض الحاجات المتماثلة، التي تتركز عادة في المشاركة في المصادر ولكن في بعض التكتلات الكبرى يشمل التعاون في بعض الخدمات والعمليات، كما أن الدافع الرئيسي لقيام هذه التكتلات هو دافع اقتصادي" .
من خلال التعاريف التالية يتضح أن التكتل المكتبي عبارة عن مكتبات مرتبطة مع بعضها البعض ذات رابط جغرافي ـ محلي أو إقليمي أو دولي ـ لتحقيق أهداف مشتركة بعيدة المدى، علمية كانت، أو اقتصادية، من خلال المشاركة في الموارد البشرية والمالية للأعضاء، مع كون هذا الارتباط من النوع المنضبط باتفاقيات يحدد فيها جميع الأهداف، والمسؤوليات، والجها
ت، أو الأفراد المناط بهم تنفيذ هذه الأهداف.
كما يوجد مصطلح آخر مرادف له في المعنى، ويستخدم كذلك في مجال التعاون بين المكتبات، مع اختلاف في هدف الاستخدام، وهو مصطلح ائتلاف " Coalition" وقد عرَّف هذا المصطلح على أنه:" فئة تحوي أكثر من لاعب واحد من المشتركين في لعبة، نسق أفرادها أسلوب لعبهم بهدف الربح المشترك" ، إن هذا التعريف يظهر لنا الاختلاف بينه وبين المصطلح الأول من جهة تحديد طريقة العمل بين المشتركين، فالأخير هو نوع من التنسيق المؤقت لتحقيق هدف مؤقت كذلك، مع الاحتفاظ بهوية كل مشترك على حدة، ثم انتهاء هذا التنسيق بنهاية الهدف. أما مصطلح التكتل، فإنه يدل على العمل على تحقيق إستراتيجيات مشتركة بعيدة المدى، من خلال المشاركة في الموارد البشرية والمالية للأعضاء.
2. أنواع التكتلات المكتبية وأهدافها:
تختلف أنواع التكتلات المكتبية باختلاف الهدف أو الغرض من إنشائها وحجمها فنجد تكتل خاص يضم 04 جامعات بمشاركة 05 مكتبات إلى تكتل على مستوى دولي يضم أكثر من 60 جامعة بمشاركة 5000 مكتبة تتبادل فيما بينها مصادر المعلومات وهو التحالف الدولي للتكتلات المكتبية (International Coalition Of Library Consortia)، ففضلا عن إمكانية تمييز التكتلات المكتبية بعدد المكتبات المشاركة، فانه يمكن تحديد أنواع التكتلات من خلال الأهداف التي يسعى لتحقيقها والعوامل المشتركة التي تربط الأطراف المشاركة، ومن بين الأنواع التي يمكن أن تكون عليها التكتلات لدينا :
ـ تكتلات كبيرة تهتم بالتجهيزات الآلية المتقدمة.
ـ تكتلات متوسطة تهتم بخدمات المستفيدين والمشكلات اليومية.
ـ تكتلات ذات أهداف محددة تتعاون في مجالات محددة.
ـ تكتلات مكتبية في مجال الإعارة والمراجع فقط.
كما يمكن للمكتبة الواحدة أن تكون عضوا في أكثر من تكتل حسب حاجتها وحسب قدراتها المادية أو الفنية، فقد تنضم إلى تكتل معين بهدف المشاركة في المصادر الالكترونية أو بهدف تبادل الخبرات وغيرها.
وتتفاوت الآن مستويات وخدمات وأحجام التكتلات، فبعضها يقدم خدمات صيانة أجهزة الشبكة وتقديم التدريب للمستفيدين والعاملين في المؤسسات المعلوماتية، كما تتفاوت في الحجم ليشمل بعضها عدد من الجامعات بينما يصل البعض إلى تغطية مناطق كاملة سواء على مستوى الدول أو القارات.
فمهما اختلفت أنواع التكتلات المكتبية فهي تسعى إلى توحيد الجهود وتسخير كل الإمكانيات المادية، المالية والبشرية التي تتوافر عليها مختلف الهيئات لتحقيق أهداف مشتركة واضحة المعالم ومحددة مسبقا.
وتتمثل الأهداف التي تسعى مشاريع التكتلات المكتبية إلى تحقيقها فيما يلي :
• المشاركة في برامج الكمبيوتر ومصادر المعلومات وبالتالي تنمية المجموعات والرفع من مستوى خدمات المعلومات المقدمة.
• أتمتة العمليات المكتبية وإدخال الوسائل التكنولوجية الحديثة.
• تبادل المعلومات بشكل سريع ومتطور.
• المشاركة في خبرات الأشخاص، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية والمالية المتوفرة في مكتبات أعضاء التكتل.
• الرفع من كفاءة الموظفين عن طريق التكوين مع اكتساب الخبرة فيما يتعلق بالتسيير والإدارة والمساعدة في تطوير أساليب العمل من خلال عقد الاجتماعات والاتصالات.
• تبادل المعلومات المتعلقة بالأسعار ودعم قرارات التفاوض مع الناشرين.
• تطوير مجموعات قواعد البيانات.
• التعاون في مجال التخزين.
• ترشيد النفقات بفضل توحيد آليات الشراء والاشتراكات الجماعية لمصادر المعلومات المطبوعة والالكترونية.
• تعزيز اطر التعاون بين المكتبات الأعضاء بالتكتل.
• توحيد طرق العمل وأدواته وفقا للمعايير المهنية المكتبية الراقية.
• إثراء شبكة المعلومات والمكتبة الرقمية بمصادر هامة.
• إتاحة فرصة للمكتبات الصغيرة للاستفادة عبر الاشتراك كليا أو جزئيا حسب حاجاتها وقدراتها.
وعليه فان الهدف الأساسي والنهائي من إنشاء مشاريع التكتلات المكتبية هو تزويد رواد الهيئات المشاركة بالمعلومات بشكل سهل وسريع، مع تقديم احدث المعلومات وأفضل الخدمات عن طريق التنسيق والتعاون مع الهيئات الأخرى، إضافة إلى الاشتراك الجماعي في اقتناء مصادر المعلومات وخاصة الدوريات الالكترونية.
3. مهام التكتلات المكتبية وخدماتها:
تقوم مشاريع التكتلات المكتبية بأداء مجموعة من المهام يمكن تحديدها في :
• وضع ورسم سياسة مشتركة لتقاسم المعلومات أو الاشتراك فيها مع تطوير المجموعات.
• وضع سياسة الحفظ أو التخزين التعاوني.
• وضع مقاييس موحدة أو معيارية لخدمة المستفيدين.
• التفاوض الجماعي أو المشترك للحصول على تراخيص الوصول إلى المصادر الالكترونية وشرائها وبذلك ضمان تكاليف اقل.
• إتاحة الوصول والاستفادة من مصادر المعلومات الالكترونية لكل أعضاء التكتل.
• تسهيل وصول الباحثين، أعضاء هيئة التدريس والطلبة للمعلومات على الخط.
• بناء وتأسيس شبكة وطنية ذات كفاءة لتبادل المعلومات والوثائق، وتصميم الأنظمة المحلية وتطويرها لكل عضو مشارك.
• المشاركة في التعاون الدولي خاصة مع الجانب الأوروبي.
أما فيما يخص خدمات التكتلات المكتبية فتتمثل في:
• خدمات الفهرس الموحد الالكتروني والذي يسهل عمليات الإعارة ما بين المكتبات والاطلاع على محتويات الهيئات الأخرى.
• تقديم التعليم والتدريب والإرشاد للعاملين من اجل تفعيل أنظمة المعلومات.
• دعم التفاوض الجماعي لشراء مصادر المعلومات الالكترونية أو الاشتراك بها، وأية منتجات أخرى تهم المكتبات الأعضاء.
4. فوائد المشاركة في مشاريع التكتلات المكتبية ومتطلبات إنشائها:
1.4. فوائد المشاركة في مشاريع التكتلات المكتبية:
إن التوجه العالمي المتزايد نحو إنشاء التكتلات المكتبية بغرض المشاركة في مصادر المعلومات وتحقيق أهداف اقتصادية خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الاقتناء والاشتراك في المصادر، مع ارتفاع تكاليف الأجهزة والمعدات وتنوع حاجات المستفيدين وتغيرها المستمر، وما سببه ذلك من ضغط على ميزانيات المكتبات، أكد أهمية هذه المشاريع التي تسعى لتحقيق جملة الفوائد التالية:
• الحصول على عروض جيدة من مصادر المعلومات مقابل تكاليف أقل.
• الحصول على مصادر المعلومات بدون مشاكل متابعتها وإدارتها.
• الاستقرار الطويل الأجل من خلال القدرة على تحديد الميزانية واستثمارها بشكل أفضل.
• خدمة المستفيدين من داخل المكتبة وخارجها فيستطيعون الدخول على موارد التكتل من داخل المكتبة ومن بيوتهم عبر الإنترنت (إتاحة الخدمات عن بعد عبر شبكة الانترنت).
• ضمان حصول رواد جميع الهيئات المشاركة على فرص متساوية من الخدمات.
• تقدم بعض التكتلات قدرة على البحث في عدد كبير من قواعد المعلومات من خلال محرك بحث واحد وواجهة استخدامية موحدة مما يوفر في عملية تدريب المستفيدين.
• بعض التكتلات تقوم بإنشاء قواعد بيانات محلية تعالج قضايا خاصة يحتاجها مواطني المكتبات في التكتل مثل قواعد معلومات تتعلق بتاريخ المكتبات وأنظمتها.
كما تستفيد بعض المكتبات المشاركة في بعض التكتلات الكبرى من:
• استغلال مصادر معلومات كل المكتبات المشاركة في التكتل مع توسيع مجال خدماتها باستخدام التقنية، وبالتالي تحقيق رضى المستفيدين من خلال إتاحة اكبر قدر من مصادر المعلومات المتنوعة إضافة إلى حداثة المعلومات بها عن طريق الإعارة مابين المكتبات أو التبادل أو التشارك في المصادر بصفة عامة.
• استغلال النصائح والتجارب في مجال تطوير العمليات الإدارية والفنية التي يقدمها مشروع التكتل المكتب، إضافة إلى توحيد الأعمال والنشاطات الفنية وبذلك ضمان فعالية أكثر للخدمات المقدمة.
• المساعدة في زيادة سرعة التبادل والمشاركة في المصادر من حيث الاستلام والتسليم.
• تطوير مهارات موظفي المكتبات العضوة في التكتل، وتزويدهم بآخر التطورات في مجال عملهم، كما يحسن ويشجع احترافيتهم من خلال تامين الاتصالات واللقاءات لمتابعة برامج التكوين.
• إمكانية إدارة أنظمة معلومات المكتبات مركزيا وبذلك تخفيف عبء إدارة نظام كل مكتبة على حدى.
• اكتساب الخبرة والاستفادة من تجارب الآخرين، مع تطوير سبل التعامل مع الناشرين وتوسيعها.
• إتاحة معايير موحدة للعمل الإداري والإسهام في إحداث توافق في الأساليب التنظيمية لنشاطات الهيئة.
• توفير إمكانية التعامل مع نفس دور النشر مما يزيد من قوة التفاوض الجماعي والضغط على مزود الخدمات والحصول على خدمات أفضل وتسهيلات اكبر، تسهم في تقديم خدمات ذات جودة عالية.
فبالنظر إلى الفوائد الجمة التي تتيحها مشاريع التكتلات يمكن اعتبارها بمثابة الحل الأمثل الذي طالما انتظرته المكتبات التي تواجه باستمرار تحديات متعددة الجوانب سواء تعلق الأمر بانفجار المعرفة وتعدد مصادر المعلومات أو ارتفاع أسعار الاشتراكات مقابل تزايد الحاجة إلى المعلومات وتنوعها مع العجز الواضح في الميزانيات المخصصة لهيئات المعلومات ككل.
2.4. متطلبات إنشاء مشاريع التكتلات المكتبية:
ولكي تتمكن المكتبات من جني ثمار الانضمام إلى التكتلات فانه يتحتم عليها توفير مجموعة من المتطلبات تعتبر بمثابة حجر الأساس لإنشاء هذه المشاريع يمكن تلخيصها في:
1.2.4. البنى التحتية للمعلومات:
وهي بمثابة البنى الأساسية للمعلومات وتضم التجهيزات المادية والفنية والأنظمة والقوانين، ويمكن تمييزها إلى هياكل قاعدية ومعدات اتصال.
ـ الهياكل القاعدية:
وتشمل مؤسسات المعلومات التي تضم المكتبات ومراكز المعلومات التي تعتبر مستودعات رئيسية تتجمع فيها معظم الأوعية الفكرية الورقية منها والالكترونية من كتب، قواميس ومعاجم، دوريات، أطروحات وغيرها، كما تقدم مجموعة من خدمات المعلومات لروادها بهدف تلبية احتياجاتهم العلمية والبحثية.
وتشكل مؤسسات المعلومات هذه القاعدة التي تبنى عليها مشاريع التكتل، حيث لا يمكن قيام تكتل دون وجود هياكل تهتم بالمعرفة وجمع وتخزين وبث الإنتاج الفكري. ولتحقيق أهداف التكتل بصورة أسرع لابد من تحديد العدد المناسب والملائم للمكتبات المشاركة في مثل هذه المشاريع، لأنه كلما كان العدد كبيرا تظهر المشكلات بصورة كبرى، ومن ثم نلاحظ التعقيدات التنفيذية بصورة أفضل. كذلك لابد من تحديد نوعية المكتبات المشاركة، لأن له فائدة خاصة إذا كانت المكتبات المشاركة متشابهة ومتقاربة سواء في مجالات اهتمامها أو نشاطاتها أو نوعية الرواد الذين تخدمهم أو جهة التمويل، مثل التكتلات بين المكتبات الجامعية أو مكتبات البحوث العلمية فالتعاون يكون مثمرا لأنه متقارب في المستوى فوجود عوامل مشتركة من شأنه أن يساعد على تقوية علاقات التكتلات المكتبية بين المكتبات المشاركة معا.
ـ وسائل ومعدات الاتصال:
يقوم التكتل أساسا على الجمع وتنسيق الأعمال والتشارك بين أطراف مختلفة متباعدة، ويعد توفير وسائل ومعدات الاتصال بين هذه الأطراف أمرا في غايoiة الأهمية، وتتمثل في وسائط الاتصال مثل الورق، الأقراص الممغنطة والمرنة إضافة إلى برامج التشغيل ونظم نقل وتبادل المعلومات. كما يجب توفر وسائل اتصال سريعة وفعالة، فخدمات الهاتف والتلكس والفاكس وأجهزة التصوير والاستنساخ تؤثر في الخطة التعاونية من خلال زيادة تبادل المعلومات هذا إضافة إلى ضرورة توفر وسائل الاتصالات الحديثة المعتمدة على الحاسبات الآلية، الشاشات، الطابعات، الماسحات الضوئية دون إهمال تجهيزات الاتصال عن بعد المرتبطة بالانترنت كالموديم، الألياف البصرية والمنافذ.
فالتكتل عموما يتطلب بنية تحتية للحوسبة ومرافق تسمح بالارتباط مع شبكة مصادر المعلومات وإقامة العلاقات التبادلية.
2.2.4. الإمكانيات المالية والبشرية:
وتتمثل في الموارد المالية المخصصة لتنفيذ مخططات التكتل المكتبي والقوى البشرية المكلفة بانجاز هذه المخططات.

ـ الإمكانيات المالية:
لضمان نجاح مخططات مشروع التكتل المكتبي يتطلب ميزانيات ومخصصات مالية من كل الأطراف خاصة عند إقامة المشروع، وذلك لتغطية نفقات شراء الأجهزة والمعدات ووسائل الاتصال فضلا عن نفقات الصيانة الدائمة وتسيير أنشطة التكتل ككل. ويتم تجنب في اغلب الحالات مسائل التمويل المركزي الذي يسبب العديد من المشاكل لذلك تتكفل كل هيئة بدفع مستلزماتها، إضافة إلى ذلك فهناك مشاريع تتدعم ماليا من طرف هيئات أجنبية أو منظمات دولية في حالة انضمام هذه الأخيرة في مثل هذه المشاريع.
ـ الموارد البشرية المؤهلة:
تعتبر الموارد البشرية من الأسس الأكثر أهمية والتي تعوض النقص في بعض الموارد المادية الأخرى داخل مؤسسات المعلومات. وعلى القوى البشرية القائمة على العمل في إطار التكتل أن يكتسبوا مهارات للتعامل مع التطورات الحديثة والمتعددة، والتعرف على كل جديد بصورة مستمرة. مع ضرورة اكتساب خبرات الاتصال وروح العمل التعاوني الجماعي. إضافة إلى ذلك تدريب أخصائي المعلومات على مختلف أنواع التكنولوجيا المستخدمة خاصة أن المكتبة في حالة انتقال دائم من مصادر معلومات ورقية إلى مصادر معلومات رقمية.
3.2.4. الاستعداد والرغبة في الاشتراك الجماعي:
لا يتوقف تشكيل التكتل على توفر البني التحتية ومستلزماتها من مصادر معلومات وأجهزة اتصال، ولا على الموارد المالية والبشرية فحسب، وإنما توجد عناصر أخرى تزيد من قوة التكتل وتماسك أطرافه وهي عوامل هامة لإنجاح التكتل والتي تتمثل في استعداد ورغبة كل الهيئات في الاشتراك الجماعي، ويتطلب هذا استعداد المكتبات وتوفير أحسن الظروف للدخول في التكتل من خلال توفير البيئة الالكترونية من معدات وأجهزة اتصال. والتسيير الجيد والمحكم لأرصدة المكتبة الداخلية من خلال توفير الفهارس الآلية وإتباع طرق ترتيب وتصنيف دقيقة، مع توفير اليد العاملة المؤهلة القائمة على شؤون المكتبات واستعدادها لأداء خدمات التشارك، فالبناء التنظيمي القوي ضروري لاستمرار جهود التعاون، كما أن الموارد المالية تعد جوهرية لنجاح هذه المشاريع، فضلا عن الرغبة في تقاسم الموارد مع أطراف أخرى وفتح الأرصدة للاطلاع والتشارك في اقتناء المصادر والتفاوض الجماعي مع الناشرين، فضلا عن تبادل الخبرات ومتابعة برامج التكوين.

فوعي المسؤولين وموظفي المكتبات ومراكز المعلومات بأهمية الاشتراك الجماعي أمر أساسي لا بد من توفره لإنجاح خطط التكتل إضافة إلى الوعي بتحقيق المصلحة العامة لكل الهيئات المشاركة والابتعاد قدر الإمكان عن النظر مباشرة لما سوف يستفيد منه كل عضو على حدى.
5. صعوبات وعراقيل نجاح مشاريع التكتلات المكتبية مع الحلول المقترحة لتفاديها:
نشأت الكثير من التكتلات المكتبية في العالم الغربي، بعضها حقق نجاحا لا باس به والبعض الآخر لم يوفق في تحقيق أهدافه. وهناك محاولات في الدول العربية التي تسعى جاهدة إلى إيجاد صيغ مشتركة لإنجاح مثل هذه المشاريع خاصة فيما يتعلق بتامين أوعية المعلومات والاشتراك في مصادر المعلومات الالكترونية. فالصعوبات والعراقيل التي تعترض مشاريع التكتلات المكتبية من تحقيق أهدافها تتمثل في:
• تعدد الجهات المشرفة على المكتبات ينتج عنه تعدد الطرق والإجراءات المالية والإدارية لأعضاء التكتل.
• ضعف الوعي بأهمية المعلومات في جميع مناحي الحياة.
• ضعف البرامج التعاونية أو انعدام التنسيق بين المكتبات خاصة في طرق العمل والتسيير وفي الإمكانيات المتوفرة لكل هيئة.
• الهدف في الانضمام للتكتل قد يكون في حد ذاته عائقا خاصة إذا كانت بعض الأطراف تهدف إلى الحصول على تراخيص الاستخدام لمحتويات بعض مصادر المعلومات الالكترونية رغبة في قلة التكلفة وأخرى تهدف إلى امتلاك المصادر وإتاحتها لروادها.
• قد يصادف التكتل مشاكل بخصوص الارتفاع السنوي الكبير في رسوم الاشتراك في بعض قواعد البيانات أو تضارب الأسعار بين العروض المقدمة من طرف الموردين.
• عدم توفر التمويل المناسب.
• مشاكل الاتصال بين الأطراف، فالمكتبات في بعض الأحيان تواجه تعذر الاتصال بقواعد البيانات لأسباب عديدة قد تكون تقنية وفي غالب الأحيان تكون خارجة عن نطاق المكتبات والموردين، ومن جهة أخرى قد تصادف مشاكل الاتصال فيما بينها سواء لنقص تجهيزات تكنولوجيا الاتصالات الملائمة كالهاتف، وشبكات الاتصال داخل الهيئات ذات الإمكانيات الضعيفة، أو نتيجة التباعد الجغرافي بين الأعضاء والحاجة إلى شبكة اتصالات فورية.
• عدم وجود وسائل عمل موحدة مثل الفهارس الالكترونية ومواقع الويب الخاصة بالهيئات والبريد الالكتروني لها يعتبر عائقا في عمليات الاتصال بين الأطراف.
• عدم توفر القوى البشرية المؤهلة مع ضعف البرامج التدريبية لهؤلاء.
• تعتري المكتبات قبل الدخول في مشاريع التكتلات بعض المخاوف مثل:
الاحتكار: والمشكلة التي تظهر في هذه التكتلات أنها عادة تكون على مستوى الولاية بأكملها، فنجاح مزود خدمة في الحصول على عقد مع هذا التكتل يعني خروج قواعد المعلومات المنافسة من هذه الولاية بالكامل. كما يظهر احتكار آخر وهو احتكار تكتلات معينة على سوق بأكمله يمتد أحياناً ليغطي ولاية معينة وأحيانا مجموعة من الولايات.
التقيد والتقييد: تتقيد المكتبة بنظام التكتل وتقل لديها مرونة العمل في هذا الجانب وبالتالي المكتبة لا تستطيع أن تتخذ قراراتها بمعزل عن بقية أعضاء التكتل كما أنها تتقيد بآلية العمل والإجراءات المتبعة في التكتل.
عدم القدرة على التخاطب مع المورد بشكل مباشر: تحتاج المكتبة أحياناً إلى التخاطب مع مورد المعلومات من أجل الحصول على بعض الامتيازات والفوائد والتي بإمكان المورد تلبيتها بشكل غير رسمي وهذه الميزة تنعدم في ظل التكتلات.
وبالرغم من هذه المخاوف تبقى التكتلات الحل الوحيد الموجود حاليا لمساعدة المكتبات في توفير قدر اكبر من المعلومات للمستفيدين بأسعار اقل في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها.
ولتجاوز هذه العقبات يعهد بإدارة التكتل في غالب الأحيان إلى هيئة مشرفة ومنسقة تتولى المسؤوليات التالية:
• تطوير وصيانة اللوائح التي تحكم خدمات التكتل.
• تحديد الأولويات الإستراتيجية.
• المصادقة على الميزانيات وخطط الإنفاق.
• وضع سياسة التكتل وعلاقته مع المكتبات الأعضاء.
• تشكيل اللجان الدائمة والمؤقتة والاستشارية حسب الحاجة.
• استحداث وظائف جديدة في التكتل حسب الظروف.
• وضع القواعد والمعايير المناسبة لتوحيد طرق العمل والإجراءات الفنية.
كما انه لتفادي العراقيل الإدارية والتنظيمية يحتاج مدير ومنسق التكتل إلى دعم ومساندة جميع الأعضاء بصورة دائمة، وذلك حفاظا على الموقف التفاوضي مع الناشرين ليظل قويا لعقد صفقات ناجحة. ويعد الحوار والتفاهم والتنسيق غير الرسمي في الكثير من الأحيان، عاملا مهما في إحداث التسوية وتوازن للعلاقات بين الأطراف المشاركة، ويجب تحوير الإجراءات المختلفة لتتوافق مع الصالح العام للتكتل . وإضافة إلى ذلك من شان الدعم المالي المركزي أن يحقق معادلة مالية يسمح بتخطي كثير من العقبات التي تواجه الاشتراكات الجامعية مثلما هو الشأن في التكتلات التي يدعمها الاتحاد الأوروبي ومنها تكتل Meda Tempus بالجزائر.
وأيضا لتجاوز مشاكل الاتصال بين الأطراف لابد من التكتل أن يوفر موقع ويب خاص به، بالإضافة إلى موقع ويب خاص بمجموعة النقاش على شبكة الانترنت تتيح الاتصال بين الأعضاء فيما بينهم وبين مزودي الخدمات بشكل سريع ومباشر.
6. أمثلة عن مشاريع التكتلات المكتبية:
لقد انتشرت العديد من مشاريع التكتلات المكتبية عبر العالم، فاختلفت أهدافها وأسباب وجودها وأهميتها من بلد إلى آخر خاصة بعد الظروف الصعبة التي أصبحت تعيشها جل المكتبات في عصر يتسم بانفجار كمي ونوعي لمصادر المعلومات علاوة عن ذلك الانخفاض المستمر للميزانية مقارنة بالارتفاع الرهيب للأسعار خاصة مصادر المعلومات الالكترونية والمتاحة على الخط المباشر، إضافة إلى تنوع وتعقد حاجات الباحثين. وسوف نعرض عدة نماذج على سبيل المثال لا الحصر :
1.6. نماذج من التكتلات المكتبية في الدول المتقدمة:
ـ نموذج المكتبات الجامعية في ولاية الينوى بالولايات المتحدة الأمريكية:
تعد نماذج التكتلات المكتبية في الولايات المتحدة الأمريكية من أهم النماذج المتطورة للتعاون بين المكتبات من خلال شبكات المعلومات.
وبدأ المشروع بتجميع الرسائل الجامعية لعدد محدد من المكتبات الجامعية في ولاية الينوى والتي يعتقد أن معدلات الطلب قد انخفضت عنها بشكل ملحوظ، مما يجعل هذه الأوعية عبئا على المساحات التخزينية في المكتبات التي تقتنيها، ثم تطور المشروع فيما بعد ليفتح باب العضوية للاشتراك والاستفادة من المشروع التعاوني القائم أساساً على المستبعد بصفة مؤقتة من الرسائل الجامعية التي أصبح حجمها المادي عبئا في حد ذاته على المكتبات الجامعية المشتركة في ذلك المشروع.
وقد استهدف المشروع إقامة مبنى إقتصادي، بحيث تراعى فيه الإمكانات التخزينية مع ضبط للحرارة والرطوبة والمساحة وأن يكون المبنى قد صمم خصيصا ليقوم بالوظيفة التخزينية دون الوظائف الأخرى المستهدفة من المكتبة. أقيم المبنى في موقع يتوسط الجامعات المساهمة الأساسية، والهدف من تواجد هذا المشروع قريب من الجامعات المساهمة، هو سرعة وصول أوعية المعلومات عند طلب الاستعارة أو عند الاحتياج لها، وقد بلغ عدد التسجيلات أكثر من 253 ألف تسجيلة بيبليوغرافية شملت بذلك الأدلة والمصغرات الفيلمية، وتعتمد التسجيلات البيبليوغرافية على نظام OCLC في الفهرسة الوصفية والموضوعية.
أما المجموعات التي تتم فهرستها بناء على سياسة العمل بهذا المشروع فهي الرسائل الأكاديمية الأجنبية ومطبوعات الحكومة الأمريكية منذ عام 1952، هذا بالإضافة إلى أدلة المعاهد الأمريكية والأجنبية، كتب الأطفال، الكتب الدراسية، تقارير البنوك وتقارير شركات التأمين والوثائق الأجنبية. هذا بالإضافة إلى مجموعات من الأوعية المختلفة الأخرى كالشرائط الصوتية وشرائط السمع البصرية (الفيديو) ومجموعات الخرائط والوثائق البحثية والعلمية والعديد من الدوريات الأمريكية، وإذا كانت التغطية الجغرافية قد تم تحديدها في سياسة المكتبة بحيث تشمل: إفريقيا ومواد جنوب شرق آسيا، وتشمل المطبوعات الأكاديمية والعلمية للاتحاد السوفيتي (سابقا) ومصادر أرشيفية وصحف أجنبية وصحف أمريكية بالإضافة إلى وثائق أمريكية حكومية.
ـ نموذج مشروع QUESTIONPOINT:
يقصد بهذا المشروع تقديم الخدمة المرجعية للمستفيدين من المكتبة في أي وقت، وفى أي مكان باستخدام الوسائل التكنولوجية ووسائل الاتصالات الحديثة.
وتم إطلاق الإصدارة الأولى من هذا المشروع في عام2002، وما إن مرت ستة أشهر من بداية العمل في هذا المشروع حتى انضم إليه واشترك به أكثر من 300 مكتبة من 15 دولة ومنها استراليا، كندا ،الصين، ألمانيا، نيوزيلندا، اسكتلندا ونيروبي. وهذا المشروع هو وليد تعاون كل من مركز البحث المباشر للمكتبات المحوسبة (OCLC) ومكتبة الكونغرس. ويقوم بالعمل في هذا المشروع مجموعة من أخصائي المكتبات من أجل مساندة ودعم أخصائي المكتبات على المستوى الدولي، ومن خلاله يمكن للمستفيدين من المكتبات المشاركة في هذا المشروع إرسال استفساراتهم في أي وقت من اليوم من خلال مواقع مكتباتهم، ويتم الإجابة عن هذه الاستفسارات من قبل أخصائي المراجع بهذه المكتبات، وإذا لم تتوافر إجابة هذا الاستفسار يتم تحويله لإحدى المكتبات المشاركة في المشروع للانتفاع من المهارات والخبرات بأي مكتبة مشاركة، مما يضمن الحصول على إجابات دقيقة وصحيحة وشاملة.
وهذا المشروع عبارة عن مجموعة من المكتبات المتخصصة تخضع لإشراف مكتبة الكونغرس. وكذلك من عناصر قوة هذا المشروع وجود قاعدة بيانات Base Knowledge وهي عبارة عن قاعدة بيانات تضم تسجيلات بإجابات الأسئلة المرجعية من دون بيانات المستفيد، توفيرا للجهد والوقت إذا ما تكررت هذه الأسئلة.
ـ نموذج شبكة Solinet ( Southeastern Library Network):
بدأت (solinet) عام 1973 بمشاركة تسع وتسعين (99) مكتبة، إلى أن وصل الآن عدد المشاركين فيها إلى ألفين وخمس مائة (2500) مكتبة من مختلف الأنواع، كالمكتبات العامة، المكتبات المتخصصة، المكتبات الجامعية، مكتبات البحوث، المكتبات الطبية، مكتبات القانون ومكتبات الشركات. وتعتبر من أكبر شبكات التكتلات المكتبية في الولايات المتحدة، حيث تغطي تسع ولايات من ولايات الجنوب الشرقي، بالإضافة إلى منطقة الكاريبي.
ومن أهم ما تتميز به هذه الشبكة هو الشمولية في بنيتها، والخدمات التي تقدمها، بحيث يمكن الاستفادة منها في تأسيس مشروعات تكتلات مكتبية مشابهة، هذا بالإضافة إلى العديد من الخدمات التي تقدمها ومن بين أهم هذه الخدمات هي:
• خدمات الفهرسة بالتعاون مع مركز المكتبات المحوسبة (OCLC)، وتقدم هذه الخدمات لجميع المكتبات الأعضاء في الشبكة.
• توفر خدمات البحث في قواعد المعلومات.
• توفر خدمات البحث في الدوريات والكتب الالكترونية.
• توفر خدمات الإعارة المتبادلة فيما بين المكتبات المشاركة.





2.6. نماذج من التكتلات المكتبية في الدول النامية:
ـ الشبكة الإقليمية للمعلومات والمعارف الزراعية والريفية للشرق الأدنى وشمال إفريقيا (NERAKIN):
تقوم هذه الشبكة على نظام متكامل ثنائي اللغة (عربية / إنجليزية) على شبكة الويب، وقد تم تطوير النظام لصالح مركز البحوث الزراعية وذلك بواسطة المعمل المركزي للنظم الزراعية الخبيرة اعتمادا على الأدوات والمنهجيات المتاحة وبالتعاون مع العاملين بها.
يعتبر المعمل المركزي للنظم الزراعية الخبيرة الجهة التي قامت بتصميم وتنفيذ النظام، والمعمل يتبع مركز البحوث الزراعية. كما أنه من بيوت الخبرة المتميزة في تطوير البرمجيات الزراعية وبناء القدرات البشرية، ويعتبر تطوير وبناء وتقييم النظم الخبيرة جزءا من الإطار العام الذي يسهم فيه المعمل في زيادة المنتج من الغذاء والمساعدة في التنمية الريفية.
وقد قام المعمل بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة بالعمل على إنشاء شبكة اتصال البحوث والإرشاد الزراعي (فيركون)، كما يقوم حاليا بتنفيذ شبكة اتصال التنمية الريفية والزراعية (رادكون). وللمعمل شبكة اتصال محلية خاصة، كما أنه متصل بالإنترنت منذ عام 1994. وتتمثل إمكانات المعمل في وجود شبكة كبيرة من الحاسبات، وبنية تحتية مناسبة لتدريب العاملين على الحاسب الآلي، وإقامة الاجتماعات والمؤتمرات والمشاركة في جميع مراحل تخطيط وتنفيذ ومتابعة مشروع إنشاء هذا النظام. كما تم بناء القدرات في مجال إدارة الوثائق بالتعاون الوثيق مع كل من مركز أجريس/كاريس الموجود في المركز المصري للمعلومات والتوثيق الزراعي (إديكا)، والمكتبة الزراعية القومية في مصر.
وتهدف الشبكة إلى العمل في مجال الزراعة من خلال التكتلات المكتبية والعمل على جمع ونشر المعلومات المتعلقة بالمعاهد البحثية، والباحثين العاملين بها، والمطبوعات التي يحررها الباحثين، والمشروعات التي تم تنفيذها أو التي تحت التنفيذ، إضافة إلى خطة البحوث الزراعية والبيطرية القومية في مصر.
ويتبع مركز البحوث الزراعية لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، حيث يمثل الهيئة الرئيسية المسؤولة عن توليد ونقل التكنولوجيا للزراعة المصرية. ويدير مركز البحوث الزراعية 18 برنامج قومي للبحوث الزراعية، متعددة التخصصات ومتداخل في جهات التنفيذ. وقد كان الافتقار إلى إدارة مناسبة للمعلومات والاتصالات بين الباحثين على مختلف القطاعات البحثية نقطة ضعف رئيسية تعيق النظام البحثي الزراعي على المستوى القومي من تناول موضوعات التنمية الزراعية بالصورة المناسبة.
ـ نموذج مشروع قاعدة البيانات العربية:
تولت مسؤولية هذا المشروع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بالتعاون مع المركز الوطني للمعلومات بالكويت، وكان الهدف من هذا المشروع هو إنشاء قاعدة بيانات بيبليوغرافية لإفادة المكتبات ومراكز المعلومات العربية.
وفي نفس الوقت كانت هناك محاولات عربية أخرى لإقامة مشروع آخر في الفترة نفسها؛ حيث قامت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بدعم أول مشروع للفهرس المقروء آليا (مارك العربي) وذلك بالتعاون مع مكتبة الكونغرس وشبكة معلومات المكتبات البحثية (RLIN) وتم من خلاله وضع مواصفات بيبليوغرافية تم اعتمادها في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن وافقت عليها مكتبة الكونغرس، وتم إجراء تعديلات على حقول مارك العربية عام 1995، من قبل المركز الوطني للمعلومات بالكويت.
وفي خطوة جديدة نحو إنشاء شبكة معلومات بيبليوغرافية تضم التسجيلات باللغة العربية بدأت الجهود العربية تتجه نحو وضع صيغة عربية موحدة لرموز الفهرسة العربية المقروءة آليا من خلال مارك العربي لتكون الأساس الذي يسمح بإنشاء شبكة معلومات بيبليوغرافية باللغة العربية، وقد بدأت الدراسات في منطقة الخليج العربي حيث تبنى المشروع أمانة لجنة عمداء ومسؤولي شؤون المكتبات في الجامعات العربية ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ـ نموذج الفهرس العربي الموحد في المملكة العربية السعودية:
هذا المشروع تعاوني عربي متكامل لخدمة الفهرسة الوصفية ووضع بيانات المصادر وفق معايير موحدة يمكن تبادلها بطريقة آلية. ويهدف هذا المشروع إلى إيجاد بيئة تعاونية للمكتبات العربية لتخفيض تكلفة فهرسة أوعية المعلومات العربية وذلك من خلال عملية الفهرسة المشتركة التي تتطلب توحيد ممارسات وإجراءات الفهرسة داخل المكتبات العربية واعتماد المعايير الدولية في الوصف البيبليوغرافي. وهذا ينعكس إيجابيا على انتشار الكتاب العربي من خلال تسجيلات عالية الجودة تتاح للمكتبات داخل وخارج الوطن العربي. ومن أهم الأهداف التي يسعى لتحقيقها هي:
• خدمة الباحثين وتشجيع البحث العلمي.
• تحقيق المشاركة في المصادر.
• توحيد الجهود في مجال التقنيين الدولي للفهرسة.
• تبادل أوعية المعلومات العربية.
• خفض تكاليف ميكنة المكتبات، وتكرار عمليات الفهرسة لنفس الوعاء في جميع المكتبات.
• انتشار الكتاب العربي بمجرد إضافته في الفهرس الموحد.
• تحقيق التواصل بين المكتبات العربية.
ومن أهم الخدمات التي يقدمها الفهرس هي:
• خدمة البحث المباشر في قاعدة المعلومات البيبليوغرافية.
• خدمة دعم الفهرسة على الخط المباشر.
• خدمة الضبط الاستنادي.
• خدمة نشرات الإضافات الحديثة من التسجيلات البيبليوغرافية.
• خدمة التحويل الاستنادي لبطاقات الفهرسة وذلك من خلال نظام مارك.












  رد مع اقتباس