[سعاد بن شعيرة]

"مازلنا نطالب باسترجاع الأرشيف الوطني''

وزير المجاهدين يكشف: ''جمعنا 2500 شهادة حول الثورة''

كشف السيد محمد الشريف عباس وزير المجاهدين عن جمع ما قيمته 2500 شريط فيديو يصور أهم الوقائع والأحداث لمن عايشوا الثورة التحريرية، مشيرا إلى أن الأرشيف الوطني لايزال حجم كبير منه متواجدا خارج الوطن، “وما هو متوفر لدينا لا يعبّر إلا عن “قطرة ماء من بحر ضخم” بالنظر إلى الفترة الطويلة التي ناضل فيها الشعب الجزائري ضد مستعمر استعمل كل الطرق لكبح أصوات التحرر·


وأكد الوزير خلال نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الثانية مساء أول أمس، أن الجزائر تعمل بكل ما في وسعها من أجل استرجاع الأرشيف الوطني المتواجد بالخارج وفرنسا بقدر أكبر، حيث ما تم استرجاعه لغاية اليوم لا يعبّر حسب الوزير إلا عن شيء قليل.

وبخصوص مطالبة الجزائر فرنسا الرسمية بالاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائري، شدد الوزير على أن جرائم فرنسا إبان الفترة الاستعمارية هي أمر مؤكد وموثق في كتب تاريخية، منها ما كُتب من طرف مؤرخين أجانب وفرنسيين بأنفسهم، وسيحين الوقت، يضيف، آجلا أم عاجلا لتعترف فرنسا بجرائمها الحربية ضد الجزائريين العزل أثناء الثورة التحريرية· ولدى تطرقه لمجازر 17 أكتوبر 1961 قال الوزير أن هذه الذكرى تؤلم الجزائر كثيرا وتذكّرها بأولئك الشهداء الذين سقطوا في عاصمة فرنسا نفسها، حين خرجوا في مظاهرات سلمية للتنديد بحظر التجوال التمييزي الذي فرضته عليهم السلطات الفرنسية هناك، منددا بالرد الفرنسي العنيف والدموي الذي واجهت به السلطات الفرنسية تلك المظاهرات في باريس العاصمة التي يُدعى أنها عاصمة الديمقراطية وحقوق الإنسان· وبشأن كتابة تاريخ الجزائر قال الوزير إنه مطلب شرعي وتاريخي لتمكين الناشئة من الاطلاع على تاريخ وطنهم الحافل بالبطولات الخالدة والتضحيات البارزة التي لا يمحوها الزمن، وهذا لن يتجسد إلا بتدوين ذلك في كتب تاريخية تبرز للأجيال اللاحقة نضال وتضحيات أبناء هذا الوطن، الذي راح في سبيله مليون ونصف مليون شهيد· وذكر الوزير في هذا السياق أنه ومنذ أن وطئت أرجل المستعمر الفرنسي أرض الجزائر في 1830 والمقاومة مستمرة لتتوَّج هذه المسيرة باندلاع الثورة التحريرية المظفرة في الفاتح من نوفمبر سنة 1954 كما أعرب الوزير عن استعداد وزارته لمساعدة المؤرخين ماديا ومعنويا· وما هو متوفر حاليا في الأرشيف الوطني سيكون تحت تصرف المؤرخين للاستعانة به في أعمالهم وأبحاثهم·


وبخصوص سؤال حول قانون المجاهد والشهيد، أكد السيد عباس أن معظم مواد هذا القانون منفَّذة، مضيفا بخصوص منح أبناء الشهداء التي تُمنح للبطالين ومن غير دخل، أن العمل جار لتمكينهم من منحهم، مشيرا إلى أن 10 آلاف منحة قد تم صرفها لحد الساعة، ليبقى في الأخير همّ الوزارة المعنية هو استرجاع كل صغيرة وكبيرة تم تدوينها إبان الثورة التحريرية، والتي لم نتحصل على أغلب المعلومات عنها، إلى جانب ضرورة تقديم فرنسا الاعتذار للجزائر بخصوص ما اقترفته من جرائم في حق من ناضلوا عن هذا الوطن·

المصدر