عرض مشاركة واحدة
قديم Dec-23-2009, 07:23 PM   المشاركة13
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب



معرض بيروت للكتاب لا يزال يساهم في بلورة المشهد الثقافي رغم «هجمة» الانترنت وارتفاع الأسعار وشكوى الناشرين والقراء
أحد الاجنحة




|بيروت - من اسماعيل فقيه|

تبقى الثقافة الصورة التي تعكس جانباً من الحياة في لبنان، وربما كانت العصب الاساسي لبيروت، او الرئة التي تتنفس عبرها، ويتنفس معها الواقع بكل تجلياته. ويأتي معرض الكتاب الذي ينظمه «النادي الثقافي العربي» في نهاية كل عام، ليزيد من مساحة هذه الحيوية الثقافية. وكان يوم الجمعة 11 ديسمبر 2009 موعداً جديداً مع معرض بيروت للكتاب في دورته الثالثة والخمسين.
اكثر من نصف قرن والمعرض مستمر. لم يتوقف موعده السنوي حتى في اصعب الظروف التي شهدتها البلاد. التغيير الوحيد طرأ على المكان. فقد تنقّل المعرض بين اماكن عديدة، من مبنى وزارة الاعلام الى مجمع «اكسبو» في وسط بيروت. ورسا قبل اعوام في قاعة «بيال» الضخمة في وسط العاصمة، هذه القاعة التي باتت علامة جذب للانشطة الثقافية والسياحية والمؤتمرات العالمية.
تميز معرض الكتاب في دورته الـ 53 بالافتتاح الذي قصّ شريطه رئيس الحكومة سعد الحريري، وهي المرّة الاولى له على هذا الصعيد. وكان والده الراحل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري مواظباً لسنوات على افتتاح المعرض.
استمرار معرض الكتاب كحدثٍ سنوي ثقافي في بيروت، لا يزال يساهم في بلورة المشهد الثقافي العام. والحركة في اجنحة المعرض التي ضمت 225 داراً محلية وعربية وعالمية، تؤكد ان الكتاب ما زال حاجة للانسان والوطن والعاصمة التي حملت لقب «عاصمة عالمية للكتاب». وكل الكلام الذي يقال على انحسار الكتاب في ظل «هجمة» الانترنت لا يعدو كونه «فزاعة» لا تعكس الواقع.
جولة واحدة في المعرض لا تكفي، ذلك ان المساحة التي تمتد عليها اجنحة المعرض كبيرة، ويمكن تشبيهها بالمدّ الذي لا يتوقف. ومن يجول في اجنحة الكتب الكثيرة، لن يمتلك الوقت الكافي للتعرف على الجديد الذي يبحث عنه.
دور نشر من لبنان وأغلب الدول العربية والخليجية وبعض الدول الغربية، تشارك في المعرض، وتقدم للقارئ مزيداً من الكتب في مختلف المجالات، وتبرز عناوين كثيرة: ادب، شعر، علوم، دين، روحانيات، تاريخ، سيكولوجيا، فلك، مجلاّت نادرة، كتب قديمة وسوى ذلك، ومنها ما يظهر للمرة الاولى في المساحة الثقافية العامة.
قبل ان تلتقي «الراي» اصحاب دور النشر المشاركة او المسؤولين عن الاجنحة، سألت رئيس النادي الثقافي العربي عمر فاضل عن المعرض وناسه هذه السنة، فقال «في كل مرة يظهر الكتاب في المشهد الثقافي في شكل لافت ومميز، وفي المعرض الـ 53 بدت الصورة اكثر توهجاً، فقد جذب المعرض حشداً من الناشرين والكتاب وتبع هؤلاء الجمهور من كل حدب وصوب. لذلك، كان علينا مضاعفة اهتمامنا وتقديم كل ما يلزم للناشر والزائر». واكد ان «حال الكتاب بألف خير، وهو بالفعل خير جليس، ومن يراقب كيفية تعاطي الزوار مع الاصدارات، يدرك ان الكتاب لا يزال شاغل الناس، فرغم كل المعوقات الحياتية، ما زال الانسان على موعد ثابت مع الكتاب «...» اما الكُتّاب فلا يمكننا سوى ابداء اعجابنا بما يقدمونه. يكفي ان ينظر المرء الى روزنامة الانشطة الثقافية خلال ايام المعرض ليكتشف انه في غابة جميلة، مليئة بالأمسيات والندوات واللقاءات والأبحاث».
دور النشر
مع دور النشر تتضح صورة المشهد الثقافي اكثر. الناشر سليمان بختي «دار نلسن» قوّم الايام الاولى للمعرض قائلاً «البداية كانت لافتة، حضور كثيف من كل الناس، ولكن الشراء كان اقل»، ويعزو الامر الى ان «الزائر يأتي في اليوم الاول ليحصي ماذا يريد ان يشتري من الكتب وفي الوقت نفسه يراقب ميزانيته، ثم يعود في الايام الثلاثة الاخيرة من المعرض ويشتري ما يريد».
ويؤكد ان كتب الطبخ والفلك والسحر ما زالت الاكثر طلباً، ثم يأتي دور الكتب الادبية والثقافية «مع طلب لافت على الكتاب السياسي».
الناشرة رنا ادريس «دار الآداب» قالت «الكتاب هو الكتاب وكل من يهتم به لا يتركه، ونحن في المعرض بتنا على موعد مع زائر سنوي خاص، فهناك فئة تنتظر المعرض لتشتري منه الكتاب المطلوب. اما النخبة التي تهتم بالكتاب، فما زالت تترنح بين المعرض السنوي والمكتبة التي تفتح على مدار السنة».
الناشر عبودي ابو جودة «دار الفرات» قال: «الكتاب بخير ولكنه بات هدفاً صعباً للبعض بسبب ارتفاع سعره، اضافة الى سيطرة الانترنت على اهتمامات البعض الآخر». لكنه لفت الى اناس «يأتون فجأة الى المعرض ويطلبون الكتب التراثية والتاريخية والروحانية، وهذه ظاهرة نشأت اخيراً».
الناشر نبيل مروة «دار الانتشار العربي» قال «الكتاب يشكل خسارة كبيرة للناشر اليوم بسبب كلفة الطباعة التي تقابلها قلّة في الطلب. ويأتي المعرض، كل سنة، ليكشف عمق هذه الازمة». رغم ذلك، يصر مروة على اصدار الكتب التراثية والدينية بكثافة، مقابل ضآلة الكتاب الادبي.
الناشرة مهى بسمة «دار الساقي» قالت «الكتاب الذي التزمنا طباعته من رواية وشعر وقصة وعلوم وأبحاث ودراسات ما زال في المكانة نفسها لدى القارئ، ونحن على موعد سنوي مع زائر يأتي لشراء هذه الكتب».
أنشطة لا تهدأ
يحفل المعرض بكثير من الأنشطة الثقافية والادبية. فكل مساء تعقد اكثر من ندوة وأمسية بمشاركة ادباء من مختلف الجنسيات، وتقول المنسقة العامة لهذه النشاطات الكاتبة والروائية نيرمين الخنسا «نكاد لا نستطيع مواكبة كل الانشطة التي تجري على هامش المعرض، فكل يوم ثمة امسية شعرية وندوة ادبية ولقاء مع كاتب او كاتبة، ناهيك عن حفلات التواقيع التي تمتد على مساحة دور النشر والاجنحة المخصصة لها.
لذلك علينا المثابرة لمواكبة
هذه النشاطات وتلبية حاجاتها».
والواقع ان اليوم الواحد قد يتضمن اكثر من خمسين نشاطاً بين حفل توقيع وندوة وأمسية، وبرزت من هذه الانشطة امسية للشاعر اللبناني غسان مطر واخرى للشاعر السعودي احمد بن سالم عبدالله السالم، قراءات لتوماس كليبر من المانيا، ورشة عمل ثقافية للأطفال، أمسية للشاعر هنري زغيب وأخرى للشاعر عباس بيضون، اضافة الى تواقيع وأمسيات للشاعرة حنان السريس، الشاعرة رنيم بزيع، الشاعر شربل داغر، مود اسطفان، الشاعرة السعودية مي ابراهيم كتبي والشاعر فادي الطفيلي.
كذلك، برزت الرواية في المعرض عبر ندوات تناولت الادب الحديث، فضلا عن حفلات توقيع روايات مثل «رواية بيروت» للكاتب الفرنكوفوني اسكندر نجار و«كانت المدن ملونة» لرجاء نعمة و«اليهودي الحالي» لعلي المقري.
واقيمت ايضا ندوات تربوية وعلمية بمشاركة نخبة من الكتاب والادباء العرب، ولم يغب عنها رجال السياسة امثال وزير الاعلام اللبناني طارق متري ووزير الثقافة سليم وردة.
اما زوار معرض الكتاب هذه السنة فمن مختلف الفئات، ولفت حضور رجال اعمال واقتصاد وشخصيات نيابية لبنانية امثال النواب عمار حوري، محمد قباني ونايلة تويني.
«الراي» صادفت في المعرض الشاعر شوقي بزيع الذي قال: «اجمل ايام السنة تكمن في ايام المعرض، حيث الكتاب بين الايدي والناس من كل الاجناس. انه الحافز والصديق والجامع».
الشاعر هنري زغيب علق: «لولا هذا الحدث الذي اسمه معرض الكتاب، لكان البلد في عتمة دائمة».
الشاعر السعودي ابراهيم الجريفاني: «معرض الكتاب في بيروت هو الحدث العربي الجليل الذي نباركه ونعيش من قوته الثقافية».
الشاعرة نادين الاسعد: «معرض الكتاب معرض الحياة الأجمل».
الشاعر محمد علي شمس الدين الذي وقع كتابه «غرباء في مكانهم» قال: «معرض الكتاب العربي هو خير دليل على اننا امة تقرأ وتنطلق في المساحة الثقافية الجاذبة، والموعد السنوي مع الكتاب يفوق الموعد مع الحبيب».
حسن هاشم- طالب جامعي- قال: «معرض الكتاب ظاهرة مفيدة تساهم في بلورة وعي الجماعة وتخفف من الاذعان للجهل».
ناديا خولي- طبيبة: «معرض الكتاب حاجة لكل الفئات».
عناية عاصي- ربة منزل: «اهتم بالكتاب وأزور المعرض خلال ايامه كلها، ذلك انني ابحث عن حاجات معرفية كثيرة، وأجد اغلبها في هذه المناسبة».
فريد ابو العز- صاحب متجر: «الكتاب ومعرضه مناسبة مفيدة لنا، نحاول استثمارها ثقافياً».

الرابط
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=174724












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس