عرض مشاركة واحدة
قديم Jun-27-2009, 10:04 AM   المشاركة15
المعلومات

Pr_Battouche
مدير مخبر بحث
طريق الجزائر نحو مجتمع المعلومات
المقومات، الاهداف والتأسيس

Pr_Battouche غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 20643
تاريخ التسجيل: Sep 2006
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 45
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي أصول البحث عن المعلومات

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

بادئ ذي بدء أشكر كل الزملاء الذين تعاقبو على قراءة الموضوع، كما أخص بالشكر الدكتورة حنان على المرور والتعقيب الطيبين. نزولا عند طلب الاخ عمر الحريري، ووفاءا لما وعدت به في أخر مشاركة حول استكمال باقي جوانب مواضيع النشر الإليكتروني عملية البحث عن المعلومات الإليكترو-افتراضية، فإنني سأتناول هاته المرة موضوع: "أصـول البحـث عن المعـلومـات"

تمهيد

تتنوع البحوث تبعا للهدف المنشود من كل بحث، غير أن الحدود بين كل نوع من أنواع هذه البحوث ليست محددة بدقة، "فكل البحوث تمر بمرحلتين إحداهما استكشافية استطلاعية، وثانيهما مرحلة الإصدار والإنتاج " . إن رحلة البحث عن المعلومات تعتمد على أسس علمية، تمثل الخطوات المنهجية الواجب اتباعها بغية الوصول إلى المعلومات. ومن ثمة فلقد حاولنا اقتراح ثلاث عناصر هامة في عملية البحث عن المعلومات، محاولين من خلال ذلك الاقتراح معاينة مدى إدراك الباحث بالجامعة من منهجية البحث عن المعلومات. وعليه فالعنصر الحيوي أثناء البحث عن المعلومات هي انتقاء المعلومات واستثمارها داخل البحوث العلمية، مما يدل على أن مهمة انتقاء المعلومات العلمية التقنية تعد مرحلة حاسمة في الإقرار بقيمة المعلومات ومدى خدمتها للبحث. أما عن تحديد الأوعية موضوع البحث واستكشافها من خلال الاطلاع على ما تحتويه من معلومات، مما يدل هو بدوره على أن الباحث في حاجة إلى تعلم أصول البحث الوثائقي، خاصة وأنه عادة ما يكون مترددا في تحديد الأوعية الفكرية التي تخدم بحثه. إضافة إلى أن عملية استكشاف محتويات تلك الأوعية لها قيمة كبيرة في الإقرار بموائمة معلوماتها لموضوع البحث. أما عن إدراك الغاية من عملية البحث عن المعلومات فيمكن الجزم بقدرة الباحث على الربط ما بين المعلومات وما بين الغاية من كل واحدة منها داخل كل مرحلة من مراحل البحث. إذن إن عملية البحث عن المعلومات داخل محيط البحث العلمي لابد وأن تحاط بجملة من الضوابط التي تسعى في مجملها التمكين من انتقاء المعلومات وتوظيفها داخل البحث العلمي. وما تجدر الإشارة إليه أنه بإمكان الباحث وضع جملة من المعايير التي يراها مناسبة في توجيه مسار البحث عن المعلومات، وذلك انطلاقا من تعدد واختلاف التخصصات المعرفية.

تحديـد غايـة البحث عن المـعلومـات

إن البحوث، وان اختلفت ميادينها، فالغاية منها واحدة من الأمور التالية: اقتراح معدوم، أو جمع متفرق، أو تكميل ناقص، أو تفصيل مجمل، أو تهذيب مطول، أو ترتيب مخلط، أو تعيين مبهم، أو تبيين خطا، وقد تتفرع عن هذه الغايات غايات أخرى ولكن يمكن أن ترد إلى واحدة من الأمور المذكورة سابقا، وجميعها تبتغي الوصول إلى مزيد من المعرفة، والرقي للإنسان، ومن حوله. بعد تحديد هدف البحث، والاختيار الدقيق للموضوع في ظل ما ينتابه من حدة وأهمية ووفرة المصادر، لابد أن يضع الباحث الخطوط الكبرى بمنهج بحثه ويعرف الغاية التي يحققها منه، إذ لا يمكن انجاز بحث دون أن يكون لدى الباحث تمثيلا بسيطا للموضوع ولعناصره مع إمكانية الاستعانة بدوائر المعارف والقواميس من اجل الفهم الدقيق لموضوع البحث وهدفه المنشود.

استكشـاف الأرصدة وإيجاد الأوعيـة

تتعدد المكتبات وتتنوع أهدافها واحتياجات المستفيدين منها، فكل نوع من هذه المكتبات له طبيعة خاصة تميزه عن غيره، ولكن يجب ألا يغيب عن بالنا جميعا "إن الهدف العام من المكتبات بأنواعها المختلفة هدف ثقافي تربوي اجتماعي تنموي، وهذا الهدف الأخير هدف أدركه المسئولون فيما بعد في أيامنا الحالية، وأصبحنا نطالع دراسات حول الدور التنموي للمكتبات أو دورها في مجال خطط التنمية". إن تسميات كثيرة تطلق على المرافق والمؤسسات القائمة على توفير خدمات المعلومات في أي مجتمع، وإبراز الخيط الرابط بين هذه المؤسسات جميعا، وكيف كان تغيير تسمياتها مرتبطا ببعض التطورات في مجال إنتاج المعلومات وتسجيل المعلومات، ورصد أوعية المعلومات، وتجميع هذه الأوعية، وتنظيمها، وتجهيزها، لتيسير سبل الإفادة منها فبالإضافة إلى المكتبات بكل أنواعها، لدينا أيضا الأرشيفات، ودور المحفوظات على اختلاف مستوياتها، ومركز التوثيق، ومراكز المعلومات، ونظم استرجاع المعلومات، وبنوك المعلومات ومراصد البيانات، ومراكز تحليل المعلومات ... هذا فضلا عن وحدات النوعية والتوجيه والإرشاد في المجالات الاجتماعية والصحية والزراعية والصناعية ... الخ، كل هذه الهيئات يمكن اللجوء إليها لالتماس المعلومات التي تخدم البحث الوثائقي، هذه المعلومات التي توجد على وسائط مختلفة أو آلية أو مطبوعة.
يقوم الباحث بترجمة موضوع بحثه إلى كلمات مفتاحية يقوم عبرها بجمع المادة العلمية التي تخدم دراسته، سواء كان البحث في وسائل البحث التقليدية مثل فهرس المواضيع المستخلصات، أو وسائل البحث الآلية عن طريق البحث على الخط المباشر أو الفهرس الآلي. وإن من أهم ما يدفع بالبحث إلى النجاح مصادره ومراجعه، واطلاع الباحث عليها جميعا، أو على معظمها. وسنذكر فيما بعد أهم المصادر والمراجع التي يحتاجها الباحث من أجل التخطيط لدراسته، وهو أمر يتطلب الإلمام بطرق البحث وأساليبه، وأدواته، والتمكن من استخدامها .

استثمـار الأوعيـة المنتقـاة وتحليلهــا

تعتبر عملية اختيار المواد المناسبة لأي نوع من البحوث من بين الكم الهائل من المواد المطبوعة، وغير المطبوعة، التي جمعها الباحث لبحثه من أهم العمليات التي تؤثر تأثيرا سلبيا أو إيجابيا على فعالية البحث، بل إن المهارة تتجلى في ألا يقرأ إلا المادة العلمية اللازمة له فقط، وبالقدر الذي يحتاج إليه ما أمكن ذلك. إن جودة الاختيار تضمن للباحث الوصول إلى أفضل النتائج، وأكثرها قدرة على الإجابة عن التساؤل التي طرحت سابقا. ويتأثر الاختيار بمدى قدرة الباحث على انتقاء المعلومات الأكثر ملائمة للبحث الوثائقي الذي هو في طور إنجازه، فبعد أن يسجل الباحث أسماء المصادر والمراجع التي يريد أن يستفيد منها، يبدأ في قراءتها قراءة مستوعبة فاحصة، وينفذ إلى أعماق موضوعه حتى يتمكن من انتقاء الوثائق التي تعالج بدقة وفاعلية موضوع بحثه، كما أن الاختيار مرتبط بمدى مناسبة المادة لمقابلة احتياجات واهتمامات الباحث ومدى فعاليتها وإسهامها في تحقيق أهداف البحث. إن القراءة الأولية للأبحاث والكتب حول الموضوع المبحوث تساعد الباحث في رسم فكرة واضحة عن موضوع بحثه وتمكنه من التعرف على العناصر التي سيتم إدراجها في البحث نظرا لأهميتها، وتوافر المعلومات عنها، إذ بعد إطلاع الباحث على المعلومات المتوافرة حول الموضوع الذي قام بجمعها واختيارها يكون بإمكانه وضع خطة أولية لبحثه تتضمن الفصول الرئيسية والعناوين الفرعية التي يرغب في معالجتها نقطة نقطة، وهذه الخطة لابد أن تدرس دراسة دقيقة وفاحصة حتى يتم تدارك الأخطاء منذ البداية، ونوجه الباحث نحو الهدف المنشود.
إن عملية تدوين المعلومات الموجودة في الوثائق المختارة من أهم مراحل إعداد البحث، لان الباحث يقوم في بعض الأحيان بتلخيص الأفكار الرئيسية للمكلف، وأحيانا أخرى يقوم باقتباس معلومات وإعداد قائمة بالمراجع وتهميش كل المعلومات التي نقلها من الأوعية الفكرية لإمكانية العودة إليها. إن هذه الخطوة في الحقيقة هي المرحلة التي تظهر فيها شخصية الباحث، الذي يقوم بالتنقيب عن الحقائق والمعلومات حول موضوع المعالج من الوثائق التي تم انتقاؤها مستندا في ذلك على مواد مرجعية، ومحاولا من خلال ذلك التفريق بين ما هو مهم وما هو ثانوي، وتحليل المعلومات مع التعليق عليها إيجابا أو سلبا، فضلا عن التعليل، وذكر الأدلة، والحجج والبراهين، وباختصار لابد من ظهور شخصية الباحث. فالباحث في هذه المرحلة يقوم بتفسير الأفكار والآراء، وتحليلها ونقدها، و هذا يعتمد على المناقشة، والحجج الواضحة، المقبولة والمنطقية، والرأي الراجح الذي يقدمه الباحث حلا لمشكلته أو موضوعه، بعيدا عن الانطباعات العامة . ويمكن حصر التحليل في بعض النقاط:

- نقل فقرات أو أفكار محددة من المصادر والمراجع بلغة المؤلف مع الحذف والاختصار .
- إعادة صياغة أفكار معلومات، باستخدام لغة الباحث وأسلوبه بصورة مجملة، أي يقوم ببلورة أفكار ومعلومات بأسلوبه الخاص .
- شرح ومناقشة المعلومات الواردة والتعليق عليها وإبداء الرأي فيها.
- نقل المعلومات في مجملها وتحليلها ونقدها.

بعد التحليل يأتي الفرز أي التصنيف والترتيب لهذه المعلومات، بحيث لابد من أن تغطي كل جوانب الموضوع نقطة نقطة، كما لابد أن تكون معلومات البحث مترابطة ومنسجمة في إطار محدد وواضح. بعد القيام بعملية التحليل والفرز يتم إعادة تدوين البحث في صورته النهائية مع مراجعته من حيث عناصر الشكل، والتبويب والتنظيم والإخراج والسلامة اللغوية، أخيرا يتم تقديمه وثيقة شخصية تستجيب للعمل المطلوب.

للموضوع مراجع












التوقيع
عندما يؤِذينا أحد علينا أن نكتب ما فعله على الرمال، حيث رياح التسامح كفيلة بأن تمحيه وتزيله ... لكن عندما يصنع أحدهم معنا معروفا، فعلينا أن ننحت ما فعل اتجاهنا على الصخر، حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحوه أو يزيله
  رد مع اقتباس