السيد الفاضلة سعاد بن شعيرة، أرغب في التعليق على بعض النقاط الواردة في مداخلتك، إن كان الأمر لايزعجك، ولاغاية لي سوى تبادل التجارب والآراء والخبرات.
أولا، ذكرت في البداية إن الأرشيف يمثل "مجموع الوثائق و الصور و حتى المعالم التاريخية "، وحسب رأيي المعالم التاريخية لاتنضوي ضمن الأرشيف بل ضمن الآثار.
وأعدت التأكيد على هذه الفكرة في الجملة التالية "و ننوه هنا أن الأرشيف لا يمثل فقط الوثائق الورقية ، بل يمكن أن يكون في شكله الالكتروني ، كما يمكن أن يكون في شكل صور ، خرائط ، رسوم ، و يتعداها إلى الآثار والمعالم التاريخية التي تمثل ذاكرة المناطق".
صحيح أن ذاكرة الأمة تشمل عدة جوانب منها المعالم التاريخية، والآثار والتراث والأرشيف المكتوب والشفوي. والأرشيف هو جزء من ذاكرة الأمة، ولكن أعتقد أنه ليس المعالم التاريخية كما ذكرت.
ثانيا، ذكرت في تقديمك للقيمة العملية للوثيقة على أنها نتيجة "أهمية الوثائق المنتجة منذ إنشائها في التسيير الإداري والجاري لشؤون الهيئات و الإدارات المختلفة سواء كانت عمومية أو خاصة".
وكأنك هنا تفصلين بين وثائق مهمة وأخرى غير مهمة عند إنشاء الوثائق، والصحيح أن كل الوثائق الأرشيفية مهمة لأنها تنشأ بصفة طبيعية نتيجة لنشاط الشخص المادي والمعنوي، وبالتالي تكتسب قيمة أولية كما تسمى وكما سميتها أنت بالقيمة العملية وهي القيمة الإدارية، القانونية والمالية للوثيقة.
ثالثا، ذكرت معلومات مهمة عن علاقة الأرشيف بالتاريخ، وأريد أن أضيف في هذا الباب النقطة التالية: صحيح أن للأرشيف فضلا كبيرا على التاريخ فهو مصدر الكتابات التاريخية وللأرشيفي دور بارز في حفظ، وترتيب الوثائق الأرشيفية وتيسير الاستدلال عليها. لكن للتاريخ أيضا فضلا على الأرشيف فلولا التاريخ لما استطعنا التعرف على تاريخ علم الأرشيف، وعلى التقنيات والوسائط التي اعتمدت قديما في حفظ الأرشيف. فلعم التأريخ فضل على علم الأرشيف ولعلم الأرشيف فضل كذلك على علم التأريخ.
وشكرا