صبحك الله بالخيرات، وأعانك على تجاوز الملمّات
مع أنّك لم توضّحي طبيعة المكتبة، باستنثاء وصفك إياها بالمتوسّطة، ممّا لا يعطي صورة واضحة عنها، لا أرى أن هناك ما يستدعي الخوف من أن يكون التحوّل في غير مصلحتها.
والتحويل ليس عملية متعذرة أو صعبة، نعم هناك جهد في عملية التحويل، وكلّما كان عدد الكتب المصنّفة سابقاً كبيراً زاد الجهد والتّعب في تحويله.
وإذا كنتم ما زلتم في مرحلة الاستعداد للتحويل، فأنصحكم بعدم البدء به قبل اختيار طبعة محدّدة لتصنيف ديوي تتمّ دراستها في ضوء طبيعة مكتبتكم، فإن لخطة ديوي طبعات متعددة متوفّرة، ويفضّل عموماً التعاطي مع آخر طبعة لاستيعابها ما جدّ من المعارف، وإدراجها ما استحدث من العلوم. لكنّ ما يناسب المكتبات الصغيرة لا يناسب المتوسطة، وما يناسب المكتبات الكبيرة قد لا يناسب المتوسطة، ومكتبات الصغار غير مكتبات الكبار، وللصّغر والكبر مراحل ودرجات، ومكتبات المدارس غير مكتبات الكليات، وهذه غير المكتبات المتخصصة، وكل ما سبق غير المكتبات العامّة، وهكذا
والمقصود أن لا يكون التحويل سريعاً وفوضويّاً حتى لا يوقعكم في مشاكل مستقبلية، وإنّما يحتاج إلى تأنّ ورويّة، ودراسة واقعية وحقيقية لرسالة المكتبة ورؤيتها وأهدافها ومحيطها وطبيعة روادها، وبعد تحديد ذلك بدقة، ثم اختيار الطبعة المناسبة لخطة ديوي على ضوئه، توكّلوا على الله، وامضوا في التحويل بلا ارتباك ولا خوف
سدّد الله قولكم وعملكم، ووفقكم لما فيه الخير
|