السبت 06 - فبراير - 2010
وسط قلة المعروض من الكتب الأجنبية وغياب الكتاب الالكتروني*:المعرض الدولي يعيش في مرحلة ما قبل الألفية</SPAN>
يصاب الزائر لمعرض القاهرة للكتاب بحيرة حقيقة حينما يتأمل تذكرة الدخول المكتوب عليها* "معرض القاهرة الدولي للكتاب*" حيث يخلو المعرض من أي ملامح دولية فالباحث عن كتاب أجنبي،* أو دور نشر* غير عربية يصاب بخيبة أمل حقيقة أمام ضعف المشاركة الأجنبية*. فالجناح الدولي الذي يضم أجنحة الدول الأجنبية لا يحتوي في الغالب إلا علي بعض الكتاب الدعائية والسياحية لتلك الدول،* أو في أحسن الأحوال* "كاتالوج*" يضم موجز للعلاقات السياسية والثقافية بين تلك الدولة ومصر*. ربما ينجو من هذه الوضع الكتاب الإنجليزي فقط،* الممثل في المعرض في داري نشر أساسيين الأولي هي المكتبة الأكاديمية المتخصصة في الكتب العلمية،* والتي تشارك في المعرض بجناحين الأول مخصص للكتب الطبية والزراعية،* والثاني للكتب الهندسية وإدارة الأعمال*. توفر المكتبة الأكاديمية دائماً* الحديث في الكتب العلمية من كبري دور النشر،* وعلي الدوام فإن أجنحتها قبلة أساسية لطلبة الدراسات العليا في الكليات العلمية*.
في جناح الكتب الطبية التابع للمكتبة الأكاديمية وقف فؤاد عبد الله المعيد بطب الإسكندرية في يده ورقة طويلة مكتوب فيها عشرات العناوين لكتب طبية حديثة*. يشكو فؤاد من ضعف وجود المراجع العلمية الحديثة في المكتبات أو الجامعة،* لذلك يستغل هو وزملائه* المعرض في زيارة فروع المكتبة الأكاديمية للتزود بالكتب أو الإصدارات الحديثة،* بالطبع يشكو فؤاد من ارتفاع ثمن الكتب التي يصل سعر أقلها إلي* 80* جنيه،* لكن هذه الكتب ضرورية بالنسبة له أو لطلبة الطب الذي يسعون إلي الحصول علي الزمالة الطبية الأمريكية أو الاسترالية*.
يبدأ فؤاد جولته في المعرض عادة من سور الأزبكية الذي يوجد فيه الكثير من الباعة المتخصصين في بيع الكتب الأجنبية لكن المشكلة أن معظم الكتب التي يبيعونها قديمة يوضح فؤاد*: "كتب الطب علي سبيل المثال يتم تحديثها مع كل طبعة،* لذلك فالكثير من الكتب التي تباع في سور الأزبكية بأسعار أقل ليست ذات فائدة بالنسبة لنا*".
أمام جناح المكتبة الأكاديمية يوجد جناح منشورات الجامعة الأمريكية،* لكن معظم الكتب الموجودة هي من منشورات الجامعة ومعظمها لمؤلفين مصريين أو عرب أو باحثين أجانب من أساتذة الجامعة،* في حين يغيب التمثيل الأجنبي* . أما مفاجأة المعرض هذا العام فهي جناح دار الشروق الذي احتوي علي مربع صغير منفصل عن باقي الجناح يحمل لافته* "منشورات جامعة أكسفورد*" حيث يضم هذا المربع عدداً* من الإصدارات والعناوين الصادرة عن جامعة أكسفورد ويتركز معظمها علي القواميس والمعاجم إلي جانب بعض الكتب الفنية والفوتوغرافية*.
لكن ماذا عن الباحثين عن كتب بالإنجليزية أو الفرنسية خارج التخصص الأكاديمي؟ محمود أشرف واحد من الشباب الذين يعتمدون دائماً* علي القراءة باللغة الإنجليزية يعتمد محمود بشكل أساسي علي مكتبة ديوان للحصول علي الكتب الأدبية أو الروايات الحديثة،* لذلك فالمعرض لا يمثل له حدث استثنائي،* وتقتصر علاقته به علي زيارة واحدة يتفقد فيها سور الأزبكية* "هناك قد تجد إحدي الروايات أو الكتب الهامة في طبعات نادرة بسعر خيالي*" أحد البائعين في سور الأزبكية كان يبيع طبعة قديمة لرواية* "سيد الخواتم*" لجي.ار.تولكين بجنيه واحد فقط،* في حين أن سعر هذه النسخة الآن يتجاوز العشرين دولار،* وإذا طرحت هذه النسخة القديمة علي موقع* ebay.com فقد يتجاوز سعرها مائة دولار حيث تستحوذ مثل تلك النسخ القديمة من هذه الرواية علي اهتمام ملايين المعجبين من جميع أنحاء العالم*. من الطريف أن سور الأزبكية الذي تتعامل معه إدارة المعرض كمثال للعشوائية ونقطة ضعف في المعرض هو المكان الوحيد الذي يكسب المعرض صفة الدولية بما يقدمه من مئات العناوين من مختلف اللغات،* بعضها لم يعد يطبع في بلدانه الأصلية*.
تنتشر في المعرض عشرات الشركات التقنية التي بيع أجهزة كمبيوتر أو أسطوانات تعليمية أو شاشات* LCD،* لكن مع هذا إذا أوقفت أي شخص من الباعة الذين يتطفلون مصرين* "علي أن تأخذ فكرة عن العرض*" وسألته عن الكتاب الإلكتروني أو القارئ الإلكتروني الذي يمكن تحميل الكتب عليه ففي الغالب لن يعرف عن ماذا تتحدث أو سيشير بيده لوجود قواميس إلكترونية بسبع لغات أو مصحف إلكتروني مرتل بصوت أحد القراء السعوديين*. هكذا ففي الوقت الذي يحتفي فيه العالم بإصدار شركة أبل لجهازها الجديد* "Ipad*" الذي سيمثل قفزة كبيرة في عالم أجهزة الكمبيوتر المحمولة والقارئ الإلكتروني،* يغيب معرض القاهرة للكتاب عن كل هذه المستحدثات كأنما لم يعبر الألفية حتي الآن*.
أحمد ناجي
الرابط