بين المحال والاستحالة
الاخت الكريمة ( ايمي) ... لا اخفي عليك اني لم أكن منشداُ لمشاركتكم في باديء الأمر لظني انها شبيهة بمشاركات يقوم بها مجموعة من الطلاب طلباً في ايجابات عن تساؤلاتهم الدراسية في تخصص المكتبات والمعلومات. (وهذا لا يقلل من شأن أسئلتهم بقدر ما يجنبي المشاركة أحياناً).
ولكن باطلاعي الكامل على تساؤلكم اتضح لي أمرين في غاية الأهمية، وهما:
- الأول: ضمن تساؤلك ((وكيف أضمن أنى حللت جميع الحتوى العربى على الشبكة فى هذا
المجال)) حيث ادهشتني الجملة التركيبية التي دلت على إمكانية وثوقكم من تحليل كافة محتويات الشبكة العنكبوتية فيما يختص بالجانب العربي لتخصص الحاسب الآلي ..!!
هل هو ناتج لقلة المحتوى العربي المتاح رقمياً عبر شبكة الإنترنت .. أم لقلة المصادر التي تختص بالحاسب الآلي...؟
في اعتقادي البسيط الاجابة على السؤالين هي النفي (بلا) وذلك لما نعرفه من غزارة الانتاج المجة لتخصص الحاسب الآلي (لغة العصر) وتنوعه في الجوانب الشكلية والنوعية واللغوية.
فالمنطق البسيط يقول أنه بالطبع تتوافر العديد من المصادر العربية المتاحة عبر شبكة الإنترنت التي تعالج مجال الحاسب الآلي (بكافة تفاصيله وتعمق موضوعاته وتنوعه).
ويمكنكم التأكد من ذلك من خلال اجراء بحث مبسط على إحدى محركات البحث المتاحة على شبكة الإنترنت والنظر على عدد النتائج التي يمكنكم الحصول عليها.
هذا التفسير يرجعني إلى جوهر تساؤلك (تحليل المحتوى العربي) المتاح عبر شبكة الإنترنت، فبرغم ما يشكوا منه البعض من قلة المحتوى العربي الإلكتروني مقارنة بالانتاج الفكري في اللغات الاخرى المتاح عبر شبكة الإنترنت، وما تدعوا إليه العديد من المؤتمرت والدراسات واللقاءات العلمية والنقاشات العملية حول السعي إلى زيادة الانتاج العربي الالكتروني والرقمي، إلا انه يصعب حتى اليوم حصر تام ومتكامل لما هو متاح فعلياً من انتاج فكري عربي (في تخصصات عديدة) عبر شبكة الإنترت.
ومن هنا مدخلي معكم إلأى أمرين هامين:
الأول: قبل التحليل .... البحث والتنقيب
حيث يجب على المحلل الموضوعي ان يسعى إلى البحث والتنقيب عن مصادر المعلومات الالكترونية المتاحة على شبكة الإنترنت في تخصص موضوعي محدد، كي يتمكن من بعد ذلك بعمل تحليل موضوعي له.
الثاني: قبل التحليل ... أهمية التقييم
فليس كل ما هو متاح أو يمكن الحصول عليه من انتاج عربي الكتروني .. مجدي بشكل تام لعمليات التحليل الموضوعي .. وانما على المحلل أن يختار ويقيم لينتقي ما يمكن أن يبذل عليه جهد وذو افادة من عملية التحليل، وتجنب ما يمكن أن يكون مجرد تهديراً لوقته وجهده في تحليله.
وبذلك اتقدم إليك بانه في عصر المعلومات الالكترونية اصبح يضعب على اي فرد أو هيئة او مؤسسة ان تتدعي باحتوائها وحصرها لكافة المصادر الالكترونية التي تعالج موضوع ما او عدة موضوعات .. ولكن يمكن للمحلل القائم بدراسة وتحليل المصادر الالكترونية والرقمية ان يبحث ويقيم ما يقوم عليه من اجراءات تحليل المحتوى.
أتمنى ان اكون انرت فكركم وافدتكم ولو بالقليل ..
وإلى بقية ما دام للمشاركات بقية،،
|