.
.
.
وفيما يتعلق بالمواءمة بين الإعداد والتشغيل ، يوصي مدراء مؤسسات المعلومات بإيلاء اهتمام خاص - لدى مراجعة المنهاج الدراسي - بتمكين الطالب من الممارسة العملية للمعارف المكتسبة من خلال المقررات وبإدارة مراكز المعلومات واستخدام تكنولوجيا المعلومات وتحسين القدرة التعبيرية الكتابية والشفاهية لدى الطالب. ويقترح أرباب العمل مايلي حتى يصبح خريجو مدرسة علوم الاعلام عمليين: ودعم التدريب العملي وإدخال مقررات جديدة وجعل بعض المقررات تتلاءم مع التراث الفكري والثقافي المغربي. وأوصت الدراسة بالتخفيض من ساعات التدريس والزيادة في جرعة التدريب العملي والبحث الفردي وتوفير الإمكانيات اللازمة حتى تحتل وسائل التعليم الحديثة مكان التلقين(Miski, 1987).
واهتمت الدراسة الوطنية التي أجريت في المغرب في المجال في جزء منها بتقييم احتياجات سوق العمل من مختصي المعلومات. وأظهرت النتائج المتعلقة بهذا الجانب ضعف أعداد المهنيين من بين مختصي المعلومات العاملين بمؤسسات المعلومات والتي يبلغ عددها 582 مؤسسة. ولم تبد سوى 168 مؤسسة أي 28% من تلك المؤسسات أنه يتوفر لديها عدد كاف من مختصي المعلومات من المهنيين. وبلغ متوسط المهنيين العاملين بمؤسسات المعلومات المغربية 2.2% بالمؤسسة الواحدة. واتضح من خلال عدد الوظائف الشاغرة بمؤسسات المعلومات النقص الكبير المسجل في عدد الخريجين الذين يحتاجهم سوق العمل حيث اتضح أن المهنيين العاملين في القطاع لا يمثلون سوى 2.6% من إجمالي احتياجات سوق العمل (361 مقابل 13.872). وأشارت النتائج إلى عدم تطابق المعايير السائدة في المغرب مع المعايير الدولية فيما يتعلق بنسبة أمناء المكتبات مقابل المكتبيين ونسبة المكتبيين مقابل المكتبيين المساعدين .(El Farh, 1987)
قام بوعزة وقدورة بدراسة ميدانية حول مدى استاجبة الإعداد الذي يوفره كل من المعهد الأعلى للتوثيق ومعهد الصحافة وعلوم الأخبار لاحتياجات سوق العمل في قطاع المعلومات في تونس. وتم تجميع البيانات عن طريق استبيان وتكون مجتمع الدراسة من 56 مؤسسة للمعلومات. وكشفت نتائج الدراسة عن ارتفاع درجة رضا مدراء مؤسسات المعلومات عن ملامح إعداد أمناء المكتبات. وفي المقابل كانت درجة رضاهم متوسطة بالنسبة للمكتبيين والمكتبيين المساعدين. وأشارت النتائج أيضا إلى تفوق الأمناء على بقية زملائهم في مجال اتقان اللغات والاتصال البشري وإيجاد حلول للمشاكل وفي العمليات الذهنية (تصنيف وتكشيف أوعية المعلومات) والعمليات الفنية (فهرسة وتزويد). واقترح أرباب العمل إدخال بعض المقررات في المنهاج الدراسي مثل تسويق المعلومات واللسانيات العامة و سيكولوجيا الاتصال لتحسين إعداد مختصي المعلومات.
ومن أهم ما أوصت به الدراسة هو إبداء اهتمام خاص بالجانب العملي والتدريب في برامج الإعداد ومراجعة البرامج الدراسية بشكل منتظم وبتدريس تكنولوجيا المعلومات والاتصال والقيام بدراسة تقييمية لاحتياجات قطاع التوثيق في تونس من مختصي المعلومات (( Bouazza and Gdoura ,1992
وقام قدورة وبوعزة بدراسة أخرى جاءت متممة للدراسة السابقة المتعلقة بالمواءمة بين الإعداد والتشغيل في قطاع المعلومات في تونس. وسعت هذه الدراسة الميدانية إلى اختبار الفرضية التالية: إن عرض مختصي المعلومات لا يلبي احتياجات سوق العمل إلا بشكل جزئي. وتم تجميع بيانات الدراسة بواسطة استبيان أرسل إلى 65 مسؤولاً عن مراكز المعلومات.
وتوصلت الدراسة إلى نتائج تميل إلى دعم الفرضية المطروحة إذ برز عدم توافق بين عرض مختصي المعلومات مع الطلب عليهم من قبل سوق العمل. ويتجلى ذلك في أن عدد الوظائف الشاغرة بمؤسسات المعلومات التونسية يفوق عدد الخريجين من بين مختصي المعلومات المتوفرين في سوق العمل.
وأكدت الدراسة أنه لا يمكن تلبية احتياجات سوق العمل من مختصي المعلومات بالشكل الملائم بدون وجود تنسيق بين مؤسسة الإعداد والمشغل وعلى ضرورة القيام بدراسة وطنية شاملة لاحتياجات قطاع المعلومات من الأطر المختصصة. وأوصت الدراسة بوضع هيكل دائم الاستشراف تلك الحاجات وبالاهتمام بالتعليم المستمر في القطاع وبالعمل على إدراج احتياجات قطاع المعلومات من المهنيين المختصين ضمن خطط التنمية الوطنية (Gdoura and Bouazza, 1993).
وأعدت المعمري دراسة هدفت إلى التعرف على الصعوبات التي واجهها خريجو جامعة السلطان قابوس للفترة (1990-1999، بعد تخرجهم سواء في البحث عن وظيفة أو في بداية حياتهم العملية. وقد تم اعتماد عينة من الخريجين قوامها 350 خريجا من مختلف التخصصات وزعت عليهم استبانه لاستطلاع آرائهم. ومن بين الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة هو أن 58.6% من الخريجين يعتقدون أنهم درسوا مقررات لم تكن ضرورية وأن 93.1% منهم يرى استبدالها بمقررات في الإدارة ومهارات الاتصال والحاسوب واللغة الإنجليزية. كما وجد أن 27.5% من الخريجين قد واجهوا صعوبة في الحصول على العمل لعدم تناسب تخصصاتهم مع احتياجات سوق العمل. وقد تولد عن نتائج الدراسة عدد من التوصيات والمقترحات منها استحداث تخصصات جديدة تتناسب مع سوق العمل والاهتمام بالتدريب العملي والنواحي التطبيقية بالإضافة إلى طرح مقررات جديدة في الاتصال أو تعزيز المقررات المطروحة فيما يتعلق بالحاسوب واللغة الإنجليزية ( المعمري ، 2000م ).
وأنجز الدقس وبدر دراسة حول خريجي كلية الآداب و سوق العمل في سلطنة عُمان اعتمدت على تحليل إحصاءات تم استقاؤها من جامعة السلطان قابوس ومن دراسة استطلاعية كانت لجنة تنظيم يوم الخريجين بكلية الآداب قد أجرتها خلال سنة 1997.
ومن نتائج الدراسة أن عدد خريجي قسم علم المكتبات والمعلومات قد بلغ خلال الفترة (1991-1997 ) 167، مثل الذكور ضمن هذا العدد 48.5% (81 خريجا) والإناث 51.5% (86 خريجة). وقد مثل هؤلاء الخريجون 19.7% من إجمالي خريجي كلية الآداب خلال نفس الفترة. كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن 90.3% من هؤلاء الخريجين يعملون بالقطاع الحكومي وإلى أن معدل البطالة في القطاع لا يتجاوز 6.1%. وتعزا هذه الظاهرة في رأي الباحثين إلى تفاوت الأجور والامتيازات بين وظائف القطاع الحكومي والقطاع الخاص، إذا أن ارتفاع الأجور وتزايد فرص الترقية والعلاوات وامتيازات الإجازات وغيرها بالنسبة للوظائف الحكومية أدت إلى جذب الكثير من الخريجين للالتحاق بالعمل في مؤسسات القطاع الحكومي وهيئاته المختلفة والابتعاد قدر الإمكان عن العمل بمؤسسات القطاع الخاص. ويبرز معدل التوظيف المرتفع السائد في قطاع المعلومات حاجة سوق العمل الكبيرة لمختصي المعلومات. وأشارات النتائج إلى وجود علاقة قوية بين الوظائف التي حصل عليها الخريجون وبين التخصص الذي درسوه، حيث بلغ معدل الارتباط 93.55% (الدقس و بدر ، 1998م ).
تعليق:
يلاحظ من خلال هذا المثال أن الدراسات السابقة بدأت بمقدمة تعطي فكرة عن طبيعة الدراسات التي تناولت الموضوع، كما أنها تدرجت من العام إلى الخاص أي من الدراسات ذات العلاقة بالموضوع ولكنها أجريت في البلدان الغربية (لتوانيا ومنطقة الكاريبي والولايات المتحدة ومنطقة البلطيق). وانتقلت بعد ذلك إلى البلدان العربية (المغرب وتونس). وانتهت باستعراض دراستين حول سلطنة عمان (المعمري والدقس). ومن مزايا هذا الأسلوب أنه يمهد لطرح مشكلة الدراسة.
إضافة:
يحبذ أن تنتهي مراجعة الإنتاج الفكري بخلاصة تأليفية ( (synthesisتبرز أهم النتائج التي توصل إليها الباحث بخصوص الدراسات السابقة التي قام بمراجعتها.
مثال:
يقودنا عرض الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة إلى جملة من الملاحظات و الاستنتاجات يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1.أن أغلب هذه الدراسات تم إنجازها في الغرب، و بالتالي فإنه يصعب تعميم نتائجها على مجتمعات و بيئات لها ثقافات أخرى مختلفة عن الغرب‘ و هو ما يستوجب القيام بدراسات حول مجتمع له خصوصيته مثل المجتمع العربي.
2. أن عدد الدراسات التي تناولت استخدام مصادر المعلومات في كل من العلوم الطبيعية و العلوم الاجتماعية و الإنسانيات في نفس الوقت يبقى محدودا.
3. أنه لم يسبق أن تناولت دراسات أخرى موضوع استخدام مصادر المعلومات من قبل أعضاء هيئة التدريس بجامعة السلطان قابوس.
الجدول الزمني (Time Schedule)
يتضمن وضع جدول زمني مزايا مؤكدة بالنسبة للباحث، فهو يمثل أداة ضرورية لإدارة جيدة للوقت وما أحوج الباحث إلى ذلك عندما يكون بصدد إنجاز دراسته، فمثل هذا الجدول يسمح للباحث بتقدير الوقت اللازم للقيام بالأنشطة ذات الصلة بكل مرحلة من مراحل إنجاز دراسته. وعليه، فمن الأهمية بمكان أن تكون لدى الباحث فكرة حول الوقت اللازم لجمع البيانات وتحليلها وتفسيرها ولكتابة كل من المسودة الأولى والثانية للدراسة.
خلاصة
هل يمكن أن ندعي بعد كل هذا أن إعداد مقترح البحث هو مضيعة للوقت وأنه من قبل العبث بالنسبة للطالب؟
إن الإجابة على مثل هذا السؤال لا يمكن أن تكون سوى بالنفي فالطالب سيوفر الكثير من الوقت و الجهد ولن يجد نفسه مطالبا بالقيام بتعديلات جوهرية على رسالته بعد مناقشتها النهائية. فإذا ما كانت هناك حاجة ضرورية للتعديلات الجوهرية فسيقوم بها الطالب من البداية أي مباشرة بعد مناقشة مقترح البحث. و تأسيسا على ذلك يكون مقترح البحث بمثابة العقد الذي يبرم بين كل الأطراف المعنية بالرسالة ( الطالب وأعضاء لجنة الإشراف )، وبالتالي فإنه يتحتم على كل تلك الأطراف احترام مختلف بنود العقد.
يضاف إلى كل ذلك أن مقترح البحث هو جزء لا يتجزأ من الرسالة نفسها. وبالفعل فإن مقترح البحث يضم بعامة ثلاثة من مجموع خمسة فصول، وهي المقدمة ( خلفية الدراسة وأهميتها وصياغة مشكلة البحث وتعريف المصطلحات...)، ومراجعة الدراسات السابقة، والإجراءات المنهجية. وعليه، فإن الطالب لن يكون في حاجة إلاّ الى تحليل بيانات الدراسة و تفسيرها واستخلاص النتائج الملائمة.
الانتقال من مقترح البحث إلى الرسالة
مراجع الدليل:
1-بوعزة، عبد المجيد. "استخدام المعلومات في اتخاذ القرارات و حل المشكلات من قبل مديري المؤسسات الصناعية: منطقة الرسيل العمانية نموذجا". مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، مج 9، ع 1 (مارس-أغسطس 2003). ص.76-95 .
2- بوعزة، عبد المجيد. "حفظ المعلومات الرقمية: قضايا الحاضر و آفاق المستقبل". المجلة العربية للأرشيف و التوثيق و المعلومات، مج 7 ، ع 13-14 ( ديسمبر 2003). ص.47-60.
3-بوعزة، عبد المجيد و نعيمة حسن جبر. "دراسة تقييمية للمواءمة بين إعداد مختصي المعلومات و احتياجات سوق العمل في سلطنة عمان". المجلة العربية للأرشيف و التوثيق و المعلومات، مج 6 ، ع 11-12 ( ديسمبر 2002). ص.43-68 .
4-جبر، نعيمة حسن. "إدارة المعرفة و هندستها لتحقيق مشروع الحكومة الإلكترونية".مجلة دراسات الخليج و الجزيرة العربية، مج 31، ع 117 (أبريل 2005 ). ص.141-175.
5-ريان، عادل ريان محمد. إعداد و كتابة الرسائل العلمية. القاهرة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية، 2004 .
6-صادق، أمنية. الأخطاء الشائعة في تصميم و تفريغ الاستبيانات و عرض بياناتها.بحث مقدم لقسم علم المكتبات، كلية الآداب، جامعة المنوفية (أكتوبر 2003).
7-Bouazza, Abdelmajid. Use of Information sources by Physical Scientists, Social Scientists, and Humanities Scholars at Carnegie-Mellon University, Ph D Dissertation, University of Pittsburgh, 1986.
8-Castetter, William B. and Richards Heisler. Developing a Dissertation Proposal, Graduate School of Education, University of Pennsylvania, 1984.
9-Gay, L.R. Educational Research: Competencies for Analysis and Application, 6th Ed. Columbus: Charles E. Merrill Publishing Company, 1999.
10-Kerlinger, Fred. N. Foundations of Behavioral Research. 4th. Ed. New York: Holt Rinehart and Winston, 1999.
11-Nachmias, David and Cheva Nachmias. Research Methods in Social Sciences. 6th. Ed. New York: Worth Publishers, 1999.
12-Research Proposal. Retrieved 10/10/2005
13- Reliability and Item Analysis. Retrieved 22/10/2005.