عرض مشاركة واحدة
قديم Mar-06-2012, 04:15 PM   المشاركة12
المعلومات

ahmed omar
مكتبي مثابر

ahmed omar غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 118104
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: مصـــر
المشاركات: 35
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي امين المكتبة

وقد كان لأمناء مكتبة الإسكندرية ثلاث مهمات ..
1- أن يجمعوا التراث القديم المشتت ..
2- البحث والتدرس والتمحيص والتأليف والتجارب ..
3- التنظيم للمكتبات تنظيما فنياً وتسهيل سبل الاطلاع على محتوياتها وتسهيل عمل الباحثين ..
وقد كانت مهمة أمين المكتبة الرئيسي في الزمن القديم .. شراء المخطوطات الكتب الجديدة فهرسة وتصنيف الكتب على حين كانت مهمة مساعده الإشراف على النسخ والنساخ والاعتناء بالمخطوطات القديمة واخراج التالف منها وإحلال مخطوطات جديدة محلها ..
أما الموظفون العاديون (( غير المختصين )) فهؤلاء كانت مهمتهم غير فنية وإنما يقومون بالأعمال المطلوبة منهم تحت إشراف الفنيين والعلماء فقد كان واجبهم أن يكونوا قادرين على القراءة والكتابة وأن يقوموا ببقية الأعمال المطلوبة منهم ..
أما في العالم الإسلامي .. الذي كان شعلة وضاءة ونبراساً من نور يُقتدى به إبان إزدهار الحضارة الإسلامية .. فقد انتشرت المكتبات في طول البلاد وعرضها وتنوعت أهدافها وأغراضها واهتماماتها وقصدها البحاثة والعلماء والطلاب من جميع الجهات وكانت هذه المكتبات كثيرة جدا ومتنوعة كل التنوع وغنية في محتوياتها ..
وقد وضعت المكتبات الكبرى تحت إدارة ثلاث أشخاص : المشرف الأعلى ويسمى (( الوكيل )) ، وأمين المكتبة ويسمى (( الخازن )) ، ومساعد ويسمى (( المشرف )) ، وطبعا تغيرت هذه الأسماء مع الزمن وبالنسبة لمختلف المؤسسات طبيعتها ووظيفتها وحجمها .. ولكن حوفظ على هذا النظام الثلاثي وإن كان هناك تغير في الأسماء والمناصب .. أما المكتبات الأقل أهمية واتساعاً فكان يديرها في الاشراف اثنان أمين المكتبة ومساعده ولقد وضعت إدارة المكتبات الصغيرة بعهدة شخص واحد فقط ..
والواقع ساد في مطلع القرن .. نظرية تقول .. أن أمين المكتبة أو المكتبي يجب أن يكون حرساً للكتب فقط .. وبالتالي فهو حارس للمعرفة الإنسانية .. فكلما حرص أمين المكتبة على سلامة محتويات مكتبته من الضياع والتلف والخسارة اعتبر أميناً ناجحا .. وإنه قام بواجبه خير قيام ..
ولكن هذه النظرة تغيرت والحمد لله في الآونة الأخيرة وأصبح ينظر إلى أمين المكتبة على أنه معلم الشعب .. وينظر على المكتبة على أنها مدرسة وجامعة الشعب .. فكلما تمكن أمين المكتبة من جذب القراء إلى المكتبة .. وكلما زاد عدد الكتب المعارة وزاد نشاط أمين المكتبة الاجتماعي والثقافي وتمزقت الكتب من كثرة إعارتها وقراءتها كان ذلك دليل حياً على نشاط المكتبة وعلى نجاحها في مهمتها الموكلة إليها ..
ومع مضي الزمن وتعقد الحياة وارتفاع مستوى الحضارة .. أصبحت المكتبات مؤسسات كبرى ولا بد من التخصص في إدارتها وتدبير أمورها .. وأدى ذلك بالتالي إلى اعتبار مهنة أمين المكتبة .. مهنة من المهن الراقية التي يعد المرء إعدادا جيداً من أجلها وأصبحت هذه المادة تدرس في أرقى جامعات العالم وتمنح بها أرقى الدرجات العلمية ..
وبعد كل هذا القول .. نخلص إلى القول أن أمين المكتبة هو الشخص المختص حسبما عرفناه .. الذي يعمل في حقل المكتبات ويهدف لخدمة الثقافة والمجتمع المحلي الذي يوجد فيه .. وذلك عن طريق إغناء مجموعته المكتبية باستمرار وعن طريق تنظيمها تنظيما يكفل أحسن استفادة وأحسن مردود منها .. وعن طريق القيام بنشاط اجتماعي وثقافي يهدف لجذب الرواد للمكتبة وعن طريق مساعدة رواد المكتبة في البحث عن المعلومات التي يريدونها وعن طريق تعليم الشعب بعقد الندوات وإلقاء المحاضرات والقيام بنشاط ثقافي كبير وعن طريق تنشيط البحث العلمي والدرس والتأليف والتخصص .. وذلك أن يكون المكتبي نفسه باحثاً في حقل تخصصه ومطلعاً اطلاعاً كافيا على بقية الاختصاصات بحيث يساعده اطلاعه هذا على أن يزود البحاثة والدارسين بما يحتاجونه أثناء قيامهم بأبحاثهم من معرفة بالمصادر وإرشاد إلى طرائق البحث وأساليبه ..
فإذا نجح المكتبي في أعماله هذه كان قد أدى الأمانة العلمية ووفاها حقها وحقق القول أن أمين المكتبة الذكي الناجح هو أكثر الناس استفادة من محتويات مكتبته واستيعاباً لها ..












  رد مع اقتباس