عرض مشاركة واحدة
قديم Sep-18-2006, 02:30 PM   المشاركة1
المعلومات

AHMED ADEL
مكتبي متميز

AHMED ADEL غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 18689
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: الإمارات
المشاركات: 249
بمعدل : 0.04 يومياً


كتاب ردا على البابا بنديكت

هَل يَسْتَطِيعون إِطفاءَ نُورِ القَمَرِ؟


يخطئُ من لا يعترف بحرِّيَّة الفكر، فحرِّيَّة الفكر مقدَّسة مُصانة، ولكن هذه الحقيقة لا تعني حرِّيَّة الشَّتم، فالشَّتم والتَّجريح والتَّشنيع والافتراء والكذب على النَّاس؛ لا يمثِّل حرِّيَّة فكريَّة مقدَّسة لا تُمَس، فمن يشتم؛ أيُّ فكرة يقدِّمها وكيف يُحْتَرَم ويُحَاوَر؟

هذا من ناحية، ومن ناحية أُخرى: لماذا حرِّيَّة الفكر مقدَّسة مصانة محترمة حين التَّهجُّم على نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي مُغيَّبة ومسكوت عنها حينما يُقْتَرَب من اليهود وجرائمهم وأَساطيرهم؟ فتصدر تُهَمٌ باللاَّساميَّة، ويُساق إلى المحاكمة والسِّجن. لو شكَّ أَحدهم بعدد مَنْ أُعدِم بأَفران الغاز (الهيلوكوست) تحلُّ عليه مصيبة، ولو أَنكرها كلِّيّاً فالمصيبة أَعظم وأَكبر.

لقد حُوكِمَ الكاتب والمفكِّر الفرنسي روجيه غارودي بسبب أَفكاره الَّتي قدَّمها في كتابه: (الأَساطير المؤسِّسة للسِّياسة الإِسرائيليَّة)، ومنها شَكُّه برقم (ستَّة ملايين يهودي)، الَّذي تدَّعي الصُّهيونيَّة أَنَّهم أُبيدوا في الهيلوكوست.

وضمن توجُّه عدد من المفكِّرين الفرنسيِّين لإعادة دراسة تاريخ الحرب العالميَّة الثَّانية، وتحليله اعتماداً على وثائق معتمدة أُفرج عنها، قدَّم هنري روك أُطروحته للدكتوراه في جامعة نانت بتاريخ 15 آب 1985م، تحت عنوان: (اعترافات جيرشتاين)، ووجد البروفيسور جاك روجو صعوبة كبيرة في تشكيل هيئة تحكيم لمناقشة الأُطروحة، واضطر لنقل المناقشة وفق أَكثر الشُّروط نظاميَّة، من جامعة باريس الرَّابعة - السُّوربون - إلى جامعة نانت، إذ حلَّ البروفيسور جان كلود ريفيير محلَّ جاك روجو، وفي نانت تمَّ تشكيل هيئة تحكيم، ضمَّت المُشْرِف والمقرِّر جان كلود ريفيير، كما ضمَّت مختصّاً في الشُّؤون الأَلمانيَّة، هو البروفيسور جان بول آلار، المدرِّس بجامعة ليون الثَّالثة، وأُستاذ تاريخ مختصّاً في التَّاريخ المعاصر، هو البرفيسور بيرزن، المدرِّس في جامعة ليون الثَّانية، وهكذا كانت هيئة التَّحكيم مؤلَّفة من ثلاثة أَساتذة، ينتمون إلى جامعات مختلفة.

وجرى الدِّفاع عن الأُطروحة وفق القوانين المتَّبعة، ونال هنري روك الدُّكتوراه، وكتبت بعض الصُّحف تقول عنها: خطوة أُخرى نحو الحقيقة، لم يثبت وجود غرف نازيَّة للإِعدام بالغاز.

ولكنَّ اليهود في فرنسة بدؤوا بشنِّ حملة على هنري روك وأُطروحته، حتَّى شكَّكوا بقانونيَّتها، وببعض الشَّكليَّات، لعجزهم عن دحض مضمونها وتوثيقها، في حين وجد روك دعماً لأُطروحته من ميشيل دوبوار، وهو مؤرِّخ وعميد سابق لكلِّيَّة الآداب في جامعة كان، وكذلك من أُستاذ التَّاريخ اللاَّمع آلان دوكو عضو الأَكاديمية الفرنسيَّة.. ومع هذا، تمَّ إِلغاء الدِّفاع عن الأُطروحة، لا الأُطروحة نفسها، وذلك نتيجة ما يُسَمَّى: (تحقيق إِداري)، أَجراه مدير أَكاديميَّة نانت، بحجَّة وجود مخالفات إِداريَّة في عمليَّة الدِّفاع.

واستمرَّت قضيَّة روك بالتَّفاقم على المستوى المحلِّي والدَّولي، ووجد روك الَّذي أُعلن دكتوراً من جامعة نانت من قبل هيئة تحكيم - لم يُلْغَ قرارها - وجد نفسه محروماً من الشَّهادة الَّتي كانت جامعة نانت قد اقترحت أَن ترسلها له برسالة مؤرَّخة في نيسان 1986م.

والمهندس الأَمريكي فْرِدْ لوشتر، الخبير والمستشار في مجال صنع منشآت الإِعدام في السُّجون الأَمريكيَّة، قدَّم تقريره الميداني شهادةً قضائيَّة أَمام محكمة تورنتو الكنديَّة، الَّذي يثبت بصورة لا يرقى إِليها الشَّكُّ أَنَّ المباني القائمة في معسكر أُوشفينز لا يمكن بتاتاً أَن تكون قد استُخْدِمَت محارق لليهود أَو لغيرهم، بحجم الأَرقام الَّتي تدَّعيها أَجهزة الإِعلام الصُّهيونيَّة، بل ولا حتَّى بِعُشْر هذه الأَرقام.

ومن المدهش، أنَّه في أَلمانية يوم 28 تشرين الأَوَّل 1993م، استدعت شبكة التَّلفزة (ساتي SATI)، الَّتي مقرُّها في مدينة كولونية المهندس فْرِدْ لوشتر للحديث في أَحد برامجها، بصفته خبيراً ومستشاراً في صنع منشآت الإِعدام لدى إِدارة السُّجون الأَمريكيَّة، وقد جرى إِيقاف لوشتر في استديوهات التِّلفاز نفسه، قبل بدء تسجيل البرنامج بنصف ساعة، وتمَّ نقله فوراً إِلى سجن مدينة مانهايم، وفي اليوم التَّالي، قام قاضي التَّحقيق باور، بحضور ممثلي النِّيابة كلاين وهام، والمحامي فون فالد شتاين بإِعلامه بأسباب توقيفه: لقد أُخذ عليه، أَنَّه تكلَّم خلال اجتماع خاص، حضره حوالي 120 شخصاً تقريباً، قبل سنتَيْن من ذلك التَّاريخ، في أحد فنادق مدينة مانهايم، وشكَّك بأَرقام ضحايا الهيلوكوست.

وقد تمَّ إِطلاق سراح فْرِدْ لوشتر بكفالة يوم 2/12/1993م بعد أَن قضى مدَّة تزيد عن شهر واحد رهن الاعتقال، وذلك لأنَّه فاه في أَلمانية بأَقوال تتطابق تماماً مع تلك الَّتي قدَّمها بوصفه خبيراً قضائياً أَمام العدالة الكنديَّة.

وتابع التَّحقيق في القضيَّة في ربيع وصيف 1994، لقد قام لوشتر بالتَّفوُّه بأَقوال ((من طبيعتها إيقاظ وإِشعال المشاعر العاطفيَّة لليهود، وإِساءة لأَرواح الأَموات.. إِلخ))، (حوليَّات التَّاريخ القابل لإِعادة النَّظر، العدد الخامس، صيف وخريف عام 1988م، المؤسَّسة النَّاشرة E.U.R.L.، مديرها: جان دومينيك لاريو، تُرْجِمَت عام 1995 في مركز الدِّراسات العسكريَّة، فرع النَّشر والتَّرجمة).

فأَين حرِّيَّة الرَّأي، والتَّوثيق، والتَّصويب.. فيما يتعلَّق بأَساطير اليهود؟!

لا نريد أَن نتبنّى رفض الهيلوكوست، إنَّما نريد أَن نجعلها خاضعة للبحث العلمي، وأَلاَّ يصادر الرَّأي، ويُمنع الإِنسان من مجرَّد التَّفكير بَلْهَ التَّعبير.

أَوَليس مستغرباً أَن يقف الغرب بثقله ضدَّ من يفنِّد أَساطير الصُّهيونيَّة، مثل روجيه غارودي، وهنري روك، وفْرِدْ لوشتر.. مع أَنَّ أَصحاب المصالح يبتزُّونه بتعويضات لم تنتَهِ بعد؟! فحرِّيَّة الرَّأي، وحرِّيَّة الفكر هنا مُغيَّبة ما دامت تمسُّ اليهود، فتهمة اللاَّساميَّة جاهزة لتلصق بكلِّ من يتفوَّه بكلمة نقد حول جرائم اليهود وأَساطيرهم، فحينما قال الدُّكتور محضير محمَّد - رئيس وزراء ماليزية السَّابق - في 16 تشرين الأَوَّل 2003م: اليهود فتنة منذ أَلفي عام، واليوم يسيطرون على العالم - واتَّضح ذلك بسحب الملياردير اليهودي جورج شيروش أَسهمه من السُّوق المالي في جنوب شرق آسية (دول النُّمور السِّت)، فانهارت عملاتها أَكثر من 30% - قالت الولايات المتَّحدة معلِّقة على قول الدكتور محضير محمَّد: كلام تافه بذيء، لا يستحقُّ إلاَّ الازدراء والسُّخرية، وقالت بلجيكة: تصريحات طائشة لا ساميَّة، وقالت إِيطالية مع الاتِّحاد الأُوربي مثل ذلك، واستدعت أَلمانية القائم بالأَعمال الماليزي في برلين للاحتجاج والتَّأنيب.

ورئيس جمهوريَّة إِيران حينما أَدلى برأيه عن الهيلوكوست، الَّذي له ما يُؤيِّده في كتابات الغربيِّين وكتبهم، وقف الغرب محامياً على الفور، فأَين حرِّيَّة الرَّأي؟ أَم هي: تكلَّموا بما نسمح، ولا تروا إِلا ما نرى؟! ويوم الخميس 17/11/2005م، السُّلطات النَّمساويَّة تعتقل المؤرِّخ البريطاني ديفيد إِيرفينغ، بأَمر من وزارة الدَّاخليَّة، بتهمة نكران المحرقة (الهيلوكوست)!!

عقلاء القوم صنفان: صنف صامت خوفاً من سيف (اللاَّساميَّة)، وصنف تكلَّم فحوكم وسجن، وكبار مفكِّريهم الَّذين درسوا الإِسلام، وسيرة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم، منهم من اعتنق الإِسلام، ومنهم من قال كلمات تشيد بالإِسلام ونبيِّه، وهذه نماذج منها:

-وُل ديورانت يقول في (قصَّة الحضارة 13/47): ((وإذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أَثرٍ في النَّاس، قلنا: إِنَّ محمَّداً كان من أَعظم عظماء التَّاريخ، فقد أَخذ على نفسه أَن يرفع المستوى الرُّوحي والأَخلاقي لشعبٍ أَلقت به في دياجير الهمجيَّة حرارةُ الجوِّ، وجدب الصَّحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانِهِ أَيُّ مصلح آخر في التَّاريخ كلِّه)).

- وليم مور في كتابه (The life of Muhammed P. 523)، يقول: لقد امتاز صلَّى الله عليه وسلَّم ((بوضوح كلامه، ويُسْرِ دينه، وقد أَتمَّ من الأَعمال ما يدهش العقول، ولم يعهد التَّاريخ مصلحاً أَيقظ النُّفوس، وأَحيا الأَخلاق، ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير، كما فعل محمَّد)).

- الفنَّان الفرنسي أَلفونس إِيتان دينيه (ناصر الدِّين دينيه) يقول: ((لقد كان النَّبيُّ يعنى بنفسه عناية تامَّة، وقد عُرِف له نمطٌ من التَّأنُّق على غاية من البساطة، ولكن على جانب كبير من الذَّوق والجمال)) (من كتابه: الحجُّ إلى بيت الله الحرام).

- الفيلسوف الإِنجليزي جورج برناردشو يقول: ((لقد درست محمَّداً باعتباره رجلاً مدهشاً، فرأَيته بعيداً عن مخاصمة المسيح، بل يجب أَنْ يُدْعى منقذ الإنسانيَّة))، (موسوعة مقدِّمات المناهج والعلوم 8/221).

- مايكل هارت الأَمريكي، جعل النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، في كتابه: (المئة الأَوائل)، أَوَّل هؤلاء المئة، وقال: ((كان محمَّد الرَّجل الوحيد في التَّاريخ، الَّذي نجح في مهمَّته إلى أَقصى حدٍّ، سواء على المستوى الدِّيني، أَم على المستوى الزَّمني)).

- وغوته شاعر أَلمانية الأَوَّل، احتفل بخشوع بليلة القدر الَّتي أُنزل فيها القرآن الكريم على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقال: إِن كان الإِسلام دين الاستسلام لشرع الله، فكلُّنا نحيا ونموت على الإِسلام.

والَّذين أَنصفوا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأَسلموا كُثُر لا يحصون، منهم: ليوبولد فايس (محمَّد أَسد)، الدكتور جفري لانغ، كات ستيفنس، مطرب القارَّتَيْن (يوسف إسلام)، الدكتور مرادولفرد هوفمان، عبد الكريم جرمانوس، مالكوم إِكْس، اللُّورد الفاروق هيدلي، البروفيسور عبد الرَّشيد سكنر، روجيه (رجاء) غارودي، الدكتور موريس بوكاي، الدكتور غرينييه، اللورد دوغلاس (عادل) هاملتون، إِميلي براملت، ماري ويلدز، روبرت كراين (فاروق عبد الحق)..

تماثيل بوذا في أَفغانستان مقدَّسة، لا يجوز المساس بها، إِنَّها تراث إِنساني عالمي.

ومنع الحجاب للطَّالبات المسلمات لا يتعارض مع حرِّيَّة الرَّأي، ولا حرِّيَّة المعتقد.

وتدنيس القرآن الكريم في معتقل غوانتانامو، وفي الأَرض المحتلَّة، أَمر لا شائبة فيه، مع أَنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وجد في خيبر (في حِصْني الوطيح والسُّلاَلم) صحائف متعدِّدة من التَّوراة، فجاء اليهود يطلبونها، فأَمر صلَّى الله عليه وسلَّم بدفعها إليهم، يعترف بذلك المؤرِّخ اليهودي إِسرائيل ولفنسون في كتابه: (تاريخ اليهود ببلاد العرب 170)، وهذا التَّسامح سبقه تسامح آخر، حينما ترك صلَّى الله عليه وسلَّم صحائف اليهود المقدَّسة، ولم يتعرَّض لها بسوء، وسمح لبني النَّضير بحمل صحفهم عند جلائهم عن المدينة المنوَّرة.

لقد حاولت قريش منذ بداية الدَّعوة إِطفاء نور القمر، بالقضاء على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، حاولت قتله، وهُجِيَ، واتُّهم أَنَّه ساحر كذَّاب مجنون. وفي الحروب الصَّليبيَّة سُمِّي صلَّى الله عليه وسلَّم (ماهوند: أَي الشَّيطان)، واليهود منذ القديم عادَوه وحاولوا قتله، وأَثاروا الحروب عليه، ولم يزده ذلك إِلاَّ تألُّقاً ورفعة وشموخاً، ولم يمضِ يوم إِلاَّ ويزداد الإِسلام انتشاراً.

وبعد أَحداث 11 أَيلول - الَّتي نستنكرها - يزداد الإِسلام تألُّقاً واتِّباعاً، ممَّا أَغاظ الغربيِّين، فقدَّمت أَمريكة (الفرقان الحقّ)، بديلاً عن القرآن الصَّحيح المُنَزَّل، فما أُعير انتباهاً، وسخر النَّاس منه، وقدَّمت أُوربة الصُّور غير اللاَّئقة بحقِّ نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم، فعاد عليها ذلك بتوحُّد العالم الإسلامي على اختلاف مذاهبه، الَّذي مُسَّ بأَجلِّ مقدَّساته، ونأمل أَن تكون ردَّة الفعل حضاريَّة، ويكفي مقاطعة بضائعهم، والاحتجاج عند سفرائهم ودولهم، ونشر شمائل المصطفى بكتيِّبات ونشرات للاقتداء بها.

وليكن ما جرى من أَمارات العودة إِلى الإِسلام الحقِّ، بسماحته ورحمته، واعترافه بالآخر، وحرِّيَّة الرَّأي، والفيصل حوار الحضارات لا صراعها، و ((إِنَّ الإِسلام أَشدُّ ما يكون قوَّة، وأَعظم ما يكون رسوخاً وشموخاً، حين تنزل بساحته الأَزمات، وتحدق به الأَخطار، ويقلُّ المساعد والنَّصير))، ولن يستطيعوا إِطفاء نور القمر، ولن نقبل حرِّيَّة الرَّأي حين يُلْبِسونها ثياباً لم تفصَّل لها.


الدكتور شوقي أبو خليل

دمشق 7 المحرَّم الحرام 1427 هـ

5 شباط (فبراير) 2006 م












التوقيع
*لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين*

كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفع ،،، بالطوب يرمى فيقذف أطيب الثمر

http://arablibrariannet.blogspot.com/