[أم الدواهي]

قرأت ما كتبت من رد على مشاركتي ويأخذني الإعجاب يوم بعد يوم على الهدوء الذي تتميز به في كتاباتك وقد قرأت لك الكثير من المشاركات وكانت هذه الصبغة الرئيسة لما تكتب ، لكن ذاك الهدوء أصبح عاصفاً على ما كتبت وكأنك أنت المدان فيما أكتب وإن كان دورك في مثل هذه المشاريع لا يتجاوز دوري أنا والذي يتمثل في مشاهدت الواقع ومن ثمن قياس هذا الواقع بما يجب أن يكون ليس أكثر أو أقل من ذلك .
لقد قلت سيدي فيما كتبت من رد :

قلتي ان زيارة لمكتبة مدرسيه يكشف هذا الواقع كما تقولين وأنا أقول ( هيا بنا ) الى احد المكتبات المدرسية ، ألم تجهز مكتباتنا المدرسية ببنيه تحتيه شملت الأجهزه الحاسبوية والعناصر البشريه المدربه والتي مازالت تحت التدريب من خلال ( دبلوم مراكز مصادر التعلم ) .

وأنا المرأة الضعيفة في نظر كل رجل أقول لك :
- أنت تتحدث عن بعض المكتبات المدرسية التي تم تحويلها إلى مراكز مصادر تعلم لم تتجاوز نسبة ما تم تحويله في مدارس البنين 10% في جميع أنحاء المملكة وأن كثيراً من تلك المكتبات التي تم تحويلها إلى هذه المراكز لم يتغير بها سوى ما ذكرت من أجهزة الحاسب الآلي وتقسيم المكان إلى جزئين من الناحية الشكلية وأن هذه الأجهزة لم يتم تشغيل الكثير منها إلا في بعض الأعمال الإدارية داخل المدرسة رغم مقاومة من يشرفون على عمل هذه المواقع في عدم تمكين الإدارة المدرسية التي تشرف تلك المدارس التي بها هذه المراكز في نقل هذه الأجهزة من مواقعها وأن الكثير منها لم توصل إليه خدمة الانترنت أو تأمين أي برمجيات تعليمية تساهم في إيجاد المبرر لتواجدها في تلك المراكز .
- أما مايخص العناصر البشرية فإنك تتحدث عن تفريغ عدد قليل فقط من أمناء المراكز في كل إدارة تربية وتعليم وقد لا يتجاوز العدد المفرغ داخل كل إدارة 5 % من مجموع المراكز التي تم تأسيها بكل إدارة تعليمية وهم من صادفهم الحظ بالإلتحاق في هذه الدورة التي أشرت لها في مشاركتك وانتقدها الكثير من كتاب هذا المنتدى ، كما انني بحكم علاقتي ببعض المسئولات في تعليم البنات أعلم أن الكثير من مدارس البنين والتي تم انشاء مراكز مصادر تعلم بها لم يفرغ لها أمناء لتشغيل هذه المراكز وأن الكثير منها لا زال مغلق حتى تفريغ أمناء للعمل بها ، هذا في مدارس البنين وواقع مدارس تعليم البنات مزري للغاية فأنت تعلم أن مدارس تعليم جدة منذ عامين تمت الموافقة على تأسيس المراكز بها وتم تأمين تجهيزاتها من قبل الوزارة وسلمت لإدارة التربية والتعليم للبنات بجدة منذ عامين وأن المدارس تم اختيارها ونقلت مصادر التعلم من داخل مكتباتها المدرسية إلى مستودع المدرسة وكذا الأثاث الذي كان متواجداً بها من قبل ، ولكن تلك المواقع لازالت خرائب تنتظر من مسؤولي مركز الحاسب الآلي والمعلومات في تلك الإدارة من استكمال أعمال الترميم لهذه المواقع واستكمال تركيب التجهيزات التي لم تعد عملياً صالحة للعمل ، فهل هذا الواقع يرضي وزارة التربية والتعليم والمسؤولين بها عن هذه المراكز ؟!!!!!!

وبعد هذا كله تريد أخي عصام أن ارافقك في زيارة أحد هذه المواقع ؟!!! نعم إنني أعلم بأن هناك عدد من المراكز لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة هذه المراكز مميزة وجميلة ومفعلة وقد تكون الزيارات لها متعددة من قبل زوار إدارة التربية والتعليم التي تشرف على هذه المراكز ، لكنني لا اتحدث عن فئوية محددة من المدارس وإنما اتحدث عن واقع المكتبات المدرسية في المملكة العربية السعودية بنين وبنات .

وأنت قلت أيضاً :

أما بالنسبه لبناء مجموعات المكتبة المدرسية ، فجعلتيه حكرا على
تزويد الوزاره ، وانا اقول لك ان المكتبة المدرسيه تقبل الاهداء
ولكن بضوابط معينه ، نعم بضوابط معينه فليس كل مايلمع فهو ذهبا
فالكتاب فكر منير أو شر مستطير .

وأنا أقول لك من خلال صوت إمرأة حرم عليها أن ترفع صوتها أمام الرجل :

أن التعميم الوزاري الصادر في هذا الشأن يمنع أي مكتبة مدرسية من استقبال أي اهداءات لمصادر التعلم أياً كان نوعها ، وأن ما تحدثت عنه من ضوابط هي من وحي إجراء غير رسمي لم يشير إليه التعميم الوزاري الصادر في هذا الشأن وهذا هو الواقع الذي أعلمه وأطلعت عليه في تعليم البنات بتعليم جدة ، وأنني معك قلباً وقالباً بأن ليس كل ما يلمع ذهباً وأن الكتاب فكر منير لكنه ليس شر مستطر لكل قارء حاذق مثلك .

وأنت قلت أيضاً :

أما من حيث ان المكتبه المدرسيه لازالت تتبع دوحة علم المكتبات
وليس دوحة التقنيات ، فأرجعيها الى أي أصل كان مادام أن الهدف
هو تقديم المعلومات في مصادرها المختلفه السممعبصريه .
واستخدامها ( الأنترنت ) جعلها مكتبه عالميه مفتوحه للقارىء
ومن هنانعطي للقارىء مجال أوسع في فكره ولا نقيده بالكتب المطبوعه

واقول لك بصوت هامس :
أن تبعية المكتبة المدرسية لا يعنيني بقدر ما يعني من كتب تلك المشاركة التي قمت بالرد عليها في مشاركتي السابقة وأنني حاولت أن أوضح هذا الأمر والوقع المرير للمعنيين بهذا الصراع ، ولا أعتقد أنها ستصل إلى العالمية كما ذكرت بمجرد أنها أدخلت الانترنت لبعض الأجهزة بداخلها !!!! وقد تأملت فيك أن تكون واقعياً لما تكتب عنه من واقع عايشته في الميدان التربوي لأكثر من عقد من السنين ، لكن الرجال دائماً متفائلين لأكثر مما يجب ؟!! وأننا كنساء جبرنا على تحمل الواقع كما هو وعدم المطالبة بذكره أو تصحيح مساره لأن ذكورية الرجل تحرم علينا مثل هذا الفعل مهما كان حتى وإن كان بالكتابة والصوت !!! ولك أن تسأل مديرة تقنيات التعليم بتعليم جدة للبنات لتعلم منها مباشرة ما تعيشه من واقع مرير لمراكز مصادر التعلم بتعليم البنات وحرمانها من أن تدلي بأي قول أو فعل تجاهها ؟!!! لأن المعني بالتأسيس هم الرجال العاملين في مركز الحاسب الآلي والمعلومات ؟!!! وأن عليها أن تنتظر عقد من الزمان حتى تجهز المواقع وتركب تجهيزاتها بداخل كل مركز ومن ثم تشرف هي على تفعيلها !!!!!!!

وبعد كل هذا تريد من المرأة أن تواجه الرجل بزيارة لواحدة من هذه المدارس التي لا تعلم أنت ومسئولي الوزارة عن واقع الكثير منها وإنما على البعض المميز منها وهذا في تعليم البنين أما في التعليم البنات على مستوى المملكة فإن الحال لا يسر وأن تجاهله من قبل مسئولي التعليم في إدارات التعليم والوزارة أصبح أمراً معروفاً ولا أعلم لماذا يخاف هؤلاء المسئولين من التدخل في اصلاحه ؟!!!! وأترك لحضرتكم الإجابة عن ذلك ، كما انني آمل أن يجيب عليه أي عضو آخر فهو سؤال يتطلب من الجميع الإجابة عليه حتى نصحح المسار الذي يؤول بالمكتبات المدرسية في تعليم البنات إلى الإنهيار والزوال في القريب العاجل .


ولكل من يجب على سؤالي كل التحايا والتقدير ... ودمتم ذخراً للوطن