عرض مشاركة واحدة
قديم Apr-28-2009, 02:21 PM   المشاركة9
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب بيروت

لـم يذهب دور بيروت الثقافي التاريخي بلا معنى، فقد توج التأليف والإبداع والتنوع الثقافي خلال عقود وعقود بإعلان (اليونسكو): بيروت عاصمة عالـمية للكتاب في الفترة الـممتدة من نيسان من العام 2009 وحتى نيسان من 2010. وأطلق لبنان في احتفال رسمي يوم 23 نيسان فعاليات بيروت عاصمة عالـمية للكتاب، لتشمل 250 مشروعاً ونشاطاً لتعزيز القراءة وتطوير صناعة الكتاب.
مدريد كانت العاصمة الأولى للكتاب العام 2001، ثم جاءت بعدها الإسكندرية وصولاً إلى أمستردام في العام الـماضي والآن جاء دور بيروت. بيروت التي فازت في السباق تحظى بما يشبه الإجماع عربياً وفي أوساط عالـمية. فهي أول من طبع الكتاب وأول من اقتنى مطبعة عربية منذ العام1610 م، وتضم الآن360 داراً للنشر تحتل الحيز الأكبر من معارض الكتاب العربية. وتصدر نحو 2700 عنوان جديد في العام، تعادل 25% من مجموع الصادر في الدول العربية كلها، إضافة لجودة الطباعة وتقنياتها الـمتطورة دوماً.
تاريخ بيروت العريق في إنتاج الكتاب وفي احتضان الإبداع والفكر، وفي احترام التنوع والتعدد الثقافي وحرية التعبير والحق في الاختلاف ومناخ الديمقراطية، كان أقوى من كل محاولات إخراج الـمدينة عن تراثها وقيمها وتقاليدها الثقافية العريقة، وكان أقوى من الحرب ومن محاولات تحويل الـمدينة من ملتقى الحضارات والإبداع الإنساني إلى ساحة للصراع وتعزيز نفوذ القوى الطامعة القامع للثقافة والتعدد والديمقراطية.
بيروت عاصمة عالـمية للكتاب أعادت إحياء الأمل في الثقافة العربية وفي دور الـمثقفين للخروج من الظلام العربي الدامس. بيروت جبران خليل جبران أعطت جرعة قوية مضادة للصمت والبلادة وفوضى الـمعايير. بيروت تستنهض تراثها الجمالي وتستحضر معه قوة الثقافة والإبداع ومنظومة قيم رواد التنوير والنهضة وفي مقدمتها التسامح والانفتاح، في مواجهة ثقافة القوة والعجرفة وثقافة الظلام. تحاول استعادة الرموز الثقافية من ابن عربي وابن رشد إلى أبو القاسم الشابي، ومن جبران إلى معلوف وفيليب دوطرازي وصولاً إلى إدوارد سعيد وطرابيشي والجابري ومحمود درويش. وتحاول استعادة الكتب الـموسوعية والروائع في التراث العربي والعالـمي.
بيروت العاصمة العالـمية للكتاب تطرح الأسئلة الصعبة عبر حوار من نوع جديد. تطرح مستوى الإنتاج الـمنخفض والاستهلاك الـمحدود، لـماذا لا نقرأ ؟ فما ينشر من الكتب في طول وعرض السوق العربية يتراوح بين (ألف إلى ثلاثة آلاف كتاب). تطرح لـماذا يحتل الاستثمار في الثقافة أدنى درجات السلـم، إلا إذا كان على شاكلة (الروتانات ذات الـمستوى التسليعي الهابط)، ولـماذا تقلل الـموازنات من حصة الثقافة الجادة؟ لـماذا تنعزل النخب الـمنتجة للثقافة عن قاعدتها الاجتماعية؟ لـماذا يغيب النقد والسجال ولا تعتمد الـمعايير الأدبية والثقافية والفنية والـمهنية؟.


الرابط

http://www.al-ayyam.ps/znews/site/te...Date=4/28/2009












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس