الموضوع: مشاعر التسامح
عرض مشاركة واحدة
قديم Jun-11-2008, 08:40 PM   المشاركة1
المعلومات

عماد جهاد العقاد
مكتبي جديد

عماد جهاد العقاد غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 11287
تاريخ التسجيل: May 2005
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 19
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي مشاعر التسامح

نحمل الحب في داخلنا وننسي أن نعبر عنه.وربما نخشى أن نسمح لمشاعرنا بالانطلاق والإفصاح ,ويغيب عنا أن المشاعر المختزنة لا تكفي للتدليل عن الحب.أن المشاعر كالنبتة الوليدة تحتاج إلى الهواء والشمس لتنمو بينما كتم المشاعر هو اغتيال لها.
نعتقد في ظل انشغالنا انه طالما كانت هناك المشاعر فان هذا يكفي. وأحيانا تخطفنا الحياة بمشاغلها عن الاهتمام بمن يستحق وننس أن كل النجاحات في الحياة والأرصدة لا تعوض حياة سعيدة وسلاما وتوافقا مع النفس فالإنسان احتياجاته بسيطة وطموحاته كبيرة
ويبدو أن الحس الإنساني في التعامل أصبح قليلا فالتسامح الذي هو ارقي الصفات الإنسانية وأكثرها سموا الذي تقلصت مساحاته في عالم المادة والسلطة.
والتسامح يعكس الجزء الراقي في الإنسان فعندما نتسامح فإننا نعترف ببشريتنا . وبان لدينا نقاط ضعف وأخطاء .هذه هي النفس البشرية وربما واحدة من إشكاليات ثقافتنا العربية هي عدم التسامح مع النفس وبالتالي عدم التسامح مع الغير.
ولكي نتقبل أنفسنا لابد أن نتعلم التسامح .وعندما يتقبل المرء ذاته بنقائصها وعيوبها سنكون اقدر ما ننجح في التعامل مع هذه الثنائيات بقدر ما ننجح في حياتنا
إن الرقيب الذاتي للشخص الذي يغذيه ضمير حي .يجعل الإنسان عادلا مع نفسه ومع الآخرين,كما أن كثيرا من المسلمات تتطلب مراجعة تجعل الأمور في نصابها بأسلوب العقل والحكمة من اجل أنسنة الحياة العامة وتعميم النظرة المتسامحة ,التي تعزز مبادئ الوسطية والاعتدال والتحاور واحترام مبدأ الاختلاف.كحقيقة أوجدها الله سبحانه وتعالي في البشر بقية مخلوقاته
أن التسامح ميزة الكبار لأنهم يسمون بأنفسهم عن صغائر الأمور, ودائما الذين يسامحون هم أكثر سعادة واقل تعرضا للمشاكل الصحية,بل هم أكثر سلاما مع أنفسهم لذلك نلاحظ أن الإنسان المتسامح هو الأكثر ثقة في ذاته والمجتمع الذي يتقبل التعددية ويحترم مبدأ الاختلاف والمجتمع الأكثر قدرة على العطاء والبقاء.
إن الكلمة الطبية لها مفعول السحر فهي تفتح الأبواب لتواصل أنساني شفاف . وحينما نضفى جو الألفة والمحبة على أسرنا ومن حولنا فإننا نفتح النوافذ لمشاعر هي موجودة لكنها تستحق النور.












  رد مع اقتباس