عرض مشاركة واحدة
قديم Nov-20-2005, 08:32 PM   المشاركة28
المعلومات

يسرى زكى علام
مكتبي جديد

يسرى زكى علام غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 5916
تاريخ التسجيل: Oct 2003
الدولة: مصـــر
المشاركات: 0
بمعدل : 0 يومياً


افتراضي

قد توفرت مجموعة من العوامل التي أدت إلي أحجام المؤسسات المكتبية في مصر والعالم العربي إلي عدم ممارسة الأنشطة التسويقية ومنها :
العامل الأول
فقد اعتقدت المكتبات لفترة طويلة من الزمن من أن لديها خدمات معلومات ذات مزايا جوهرية تجذب المستفيدون إليها بشكل تلقائي وأن المستفيد لابد وأن يأتي للحصول علي المعلومات وخاصوصا أنها المصدر الوحيد للمستفيد للحصول علي المعلومات ، ولكن سرعان ما خيبت الآمال في تلك النظرة بظهور العصر المعلوماتي الذي أتاح للمستفيدين قنوات متعددة للحصول علي المعلومات وظهور مؤسسات خدمات المعلومات المرسمة التي انتشرت في العالم الغربي وبدأت علي استحياء في العالم العربي هذه المؤسسات أدركت قيمة المعلومات وأصبحت تجارة مربحة بالنسبة لها واستطاعت هذه المؤسسات استقطاب جمهور المستفيدين من المكتبات وذلك بفضل ما تقدمه من خدمات معلومات تفوق الخدمات التي تقدمها المكتبات .

ولذا فأن المكتبات بصفة عامة والمكتبات الجامعية بصفة خاصة في موقف حرج وهم مطالبون بإعادة النظر في معتقداتهم بأن لديهم خدمات ذات مزايا جوهرية .

أما العامل الثاني الذي أدي بالمكتبات إلي عدم ممارسة الأنشطة التسويقية فهو:
الاعتقاد بأن التسويق قاصرا علي المنظمات التي تنتج سلعا مادية ولا يصلح التسويق للمنظمات الخدمية والتي منها المكتبات إلا أن هذه النظرة كانت أيضا محدودة فلم يعد التسويق قاصر علي المنظمات السلعية بل امتد ليشمل منظمات الخدمات والتي من بينها المكتبات وكان التطور في استخدام التسويق في قطاع الخدمات راجعا إلي أهمية هذا القطاع في المجتمعات المعاصرة حيث أصبحت الخدمات والتي من بينها خدمات المعلومات تلعب دورا هاما في الاقتصاد العالمي وتمثل صناعتها أكثر الصناعات ازدهارا وأصبح التطور الاقتصادي يقاس بتحول اقتصاديات المجتمعات من الزراعة والصناعة الأولية إلي التصنيع ثم إنتاج الخدمات ولعل هذا التحول إلي صناعة الخدمات قد جاء نتيجة لزيادة قوة وتأثير المستهلكين وتزايد وقت الفراغ فالمستهلكون أصبح لديهم الوقت والقوة الشرائية التي تمكنهم من الإنفاق علي الترفيه والتسلية والتعليم وتشير الدراسات إلي أن الولايات المتحدة أصبحت أولي دول العالم في مجال الخدمات فحوالي 75% من القوة الأمريكية التي لا تعمل في مجال الزراعة تعمل الآن في صناعة الخدمات وحوالي 50% من الأنفاق في الولايات المتحدة يتم علي شراء الخدمات ولعل ظهور عصر العولمة واختفاء الحواجز الجغرافية والزمنية أدت إلي اشتداد حدة المنافسة في صناعة الخدمات والتي من بينها خدمات المعلومات الأمر الذي جعل هذه المنظمات تبادر باستخدام المفاهيم التسويقية الحديثة في أنشطتها لكي تضمن البقاء والنمو في سوق المنافسة فبدأ استخدام التسويق في البنوك وشركات التأمين والمستشفيات وخدمات النقل والطيران والتعليم ..... الخ .

وفي الآونة الأخيرة أدركت الجامعات أهمية التسويق لبرامجها وأنشطتها فاستحدثت إدارات لتسويق خدمات التعليم الجامعي .
والمكتبات الجامعية واحدة من المنظمات الخدمية غير هادفة إلي الربح المادي حتى الآن ولكنها تهدف إلي الربح المعنوي المتمثل في تزايد القيمة المعرفية لدي المستفيدين من حيال استخدامهم لخدمات المعلومات يجب عليها استخدام المفاهيم التسويقية من خلال دراسة حاجات ورغبات مستفيديها والعمل علي إشباع هذه الحاجات من خلال تقديم منتجات ملائمة تشبع هذه الحاجات والعمل علي إرضاء وإسعاد عملائها بما تقدمه لهم من خدمات تفوق توقعاتهم ويعتبر استخدام التسويق صمام الأمان لتلك المكتبات والاحتفاظ بعملائها الحاليين والمرتقبين بالإضافة إلي ذلك فهو يساعدها في البقاء والنمو في ساحة المعلومات .

وإذا كانت المكتبات بصفة عامة والمكتبات الجامعية بصفة خاصة قد أحجمت عن ممارسة الأنشطة التسويقية بالأسلوب العلمي المتعارف عليه في الفكر الحديث للتسويق فأن هناك من الدلائل ما يشير إلي ممارسة المكتبات لبعض الفنون التي تندرج تحت علوم التسويق فالدعوة المكتبية والعلاقات العامة كانت من الأنشطة التي استخدمتها المكتبات في حث المستفيدين علي الإقبال علي خدماتها وإعداد قوائم الكتب في المكتبات القديمة ما هي إلا وسيلة من أجل تعريف المستفيدين بأوعية المعلومات وقيام المكتبات العامة بإنشاء فروع لها في المناطق النائية كانت من أجل تيسير استخدام خدمات المعلومات ولكن هذه الأدوات لم تعد كافية ومؤثرة علي المستفيدين في ظل عصر المعلوماتية وظهور المنافسة الشديدة في سوق المعلومات وتمثل الدراسات التي تهتم بتطبيق المفاهيم التسويقية علي مؤسسات المكتبات ومراكز المعلومات أحد المجالات الحيوية في تخصص المكتبات والمعلومات فمعظم دراسات المكتبات والمعلومات في الوطن العربي ترتكز علي العمليات الأساسية التي تقوم بها المكتبات بينما لم تحظ دراسات تطبيق التسويق في مجال المكتبات بنفس الاهتمام السابق ومن ثم فأن دراسة تطويع وتطبيق المفاهيم التسويقية علي قطاع المكتبات تعتبر من الدراسات الهامة التي ينبغي أن يوجه لها الاهتمام .













التعديل الأخير تم بواسطة د.محمود قطر ; Jan-12-2007 الساعة 10:11 AM سبب آخر: الإخراج
  رد مع اقتباس