منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير الاجتماعية » استراحة المكتبيين والمعلوماتيين » ويصبح لي وطن

استراحة المكتبيين والمعلوماتيين فضاء رحب من المتعة والفائدة معاً ضمن ضوابط المنتدى.

 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Oct-15-2008, 09:52 AM   المشاركة1
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.20 يومياً


افتراضي ويصبح لي وطن

ويصبح لي وطن
كان هذا اليوم مثل أي يوم آخر أجلس فيه أمام التلفاز وأشاهد فيه نفس الصور –بوجوه مختلفة- ومثل أي يوم كنت أجلس كي أبكي وكنت أبكي حتى أتعب، ومثل أي يوم كنت أكره نفسي وأكره أن أبكي وأكره أن أجلس كي أكتب.
كل يوم أسأل نفسي الأسئلة ذاتها: لماذا؟ لماذا لا أستطيع أن أفعل شيئاً لهم؟ لماذا لا يسمع صوتي ولا حتى صوتهم؟ لماذا لانفعل شيئاً غير البكاء عليهم؟ لماذا لاننتصر لهم؟ ألا يكفي أننا قبل أعوامٍ طويلةٍ تركناهم وحدهم؟ ألا يكفي أننا أعلنا لكل العالم أننا لا نستحق أن نكون جزءاً منهم ومن انتفاضتهم؟.
هذا ما نمر به كل يوم، نجلس...ونبكي...ونحزن لدقائق –أو حتى ثوانٍ- ثم نقلب القناة ونقلب معها القضية، وكأن شيئاً لم يكن، وكأن أرضنا قد عادت ، وكأن أهلنا لم يشردوا ولم يقتلوا، وكأن أطفالنا تركوا الأحجار وأمسكوا الأعلام وعلقوها على أبواب المدارس.
آه فلسطين...عذراً منك، عذراً حبيبتي لا أقدر على شيء إلا أن أكتب. أخجل منك وأخجل من نفسي وأخجل من قلمي؛ فقد تحملني طويلاً وسألني كثيراً:"لماذا لا تفعلين شيئاً؟ لقد تعبت من بكائك وتعبت من يديك وهما ترتجفان، قفي... تحركي... افعلي شيئاً"، وأنا في كل مرة أجيب نفس الإجابة:"لا أستطيع، ماذا عساني أفعل؟ أنا لا أملك سوى دموعي وأوراقي وأنت"، فيرد علي قائلاً:"وهم... ماذا لديهم؟ ليس لديهم سوى الأحجار، ليس لديهم سوى أحلامٍ محطمةٍ لا تجرؤ أن تخرج من عقولهم، ليس لديهم سوى أيادٍ مرفوعة للسماء، وألسنةٍ لا تنطق إلا بالدعاء... ولديهم أيضاً... دباباتٍ تقصف بيوتهم، وطائراتٍ ترعب ليلهم، ورشاشاتٍ تفجر قلوبهم، وقنابل تغزوا أفكارهم... وبم يجابهونها... بعيونٍ قاسيةٍ، بغضبٍ، بإيمانٍ، بقوةٍ، بحزن، أطفالهم رجال ورجالهم أسود والأُسد تخشى من عيونها".
وعندما اسمع تلك الكلمات أترك قلمي وأفكر... أفكر في تلك الصور، في صورة الجندي الإسرائيلي الذي يحمل رشاشه ويلبس خوذته ودبابته خلفه تنتظر إشارته، وعيونه يملؤها الرعب من ذلك الطفل، الذي يلبس ثياباً ممزقة ويحمل بيده الدامية حجراً صغيراً –لايكاد يقتل به عصفوراً- ووجهه يحمل تلك الملامح الغاضبة، وعيونه التي تحمل الغضب والجرأة والتحدي وتلك النظرة التي حدثتكم عنها "نظرة الأَسد" فأبتسم من جديد لأنني عندها أفهم ما يعنيه قلمي عندما يقول:"أطفالهم رجال ورجالهم أسود والأُسد تخشى من عيونها"، ولأنني رأيت الخوف في عيون ذلك الجندي وعرفت منها أن ذلك الحجر قادرٌ على تفتيت تلك الدبابة وقتل ذلك الجبان... فأعود وأمسك بقلمي، أقبله شاكراً وأعود كي أكتب لأنهم يملكون الحجر وأنا أملك الكلمة فإذا رُمِيَ الحجر وصَدَحَت الكلمة فعندها أعود إلى هناك ويصبح لي وطن...
كاتبة الموضوع (آيات) فلسطينية الاصل من من شردهم الاحتلال من ارضهم












التوقيع
اقم دولة الاسلام في قلبك
قبل ان تقمها على ارضك
أبو عبدالرحمن
<a href=http://alyaseer.net/vb/image.php?type=sigpic&userid=16419&dateline=1227596408 target=_blank>http://alyaseer.net/vb/image.php?typ...ine=1227596408</a>
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:40 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين