[السايح]

الويب 2.0 ثورة جديدة في عالم المعلومات

التقنية الجديدة تتخذ من المشاركة أساسا بدلا من التطبيقات الجاهزة، فالكل يستطيع أن يكتب ويتفاعل ويشارك. ولكن رغم ان هذا النوع من الخدمات يعتمد على الذكاء والإبداع الجماعي،إلا أن هناك صعوبات في عملية التسويق.



يشهد قطاع المعلوماتية يوميا ثورة من التطور والتقدم يعجز المرء في كثير من الأحيان عن متابعتها. فقد ظهرت مؤخرا على السطح مصطلحات جديدة في عالم الإنترنت مثل Web 2.0 وهو تعبير حديث الظهور في الأدبيات التقنية، سواء في العالم العربي أو الغربي. الويب2,0 مصطلح يطلق على مواقع تتوفر فيها إمكانية Medialive وخاصية التشارك بين المستخدمين، بحيث أن نمط تصميم الإنترنت الجديد يتخذ من المشاركة والخدمات أساسا، بدلا من التطبيقات الجاهزة. فالفكرة في أساسها تقوم على تحويل عمل الإنترنت من موقع إلى منصة عمل، بحيث يستطيع الكل أن يكتب ويتفاعل ويشارك من خلال النصوص أو الصور أو مقاطع الفيديو.
ويشكل هذا التطور خلية نحل فاعلة تتداخل فيها الأحداث والمشاركون لبناء شبكة اجتماعية عبر العالم الفسيح. هذه الخدمات على درجة عالية من الذكاء والإبداع الجماعي في التصفح أو في توليد المحتوى. كما أن طريقة عرض البيانات ونوعيتها وطرق الاستفادة منها تشكل دعامة رئيسة في هذا النوع من الخدمات. وما يميز هذه المواقع أيضا هو إنها متاحة للجميع وأن المستخدمين هم من يقومون على خدمات الويب 2.0 وليس من قام بتأسيس الموقع ، إذ تنحصر مهمة الأخير في تقديم هذا الموقع كخدمة تستند إلى مشاركة المستخدمين من خلال التفاعل البناء.

نقطة جذب للشباب

إنه أمر جميل حقا أن يقوم المستخدم نفسه في بناء هذه الخدمة والموقع وجعله يعيش تجارب مختلفة ويتعرف على عالم مختلف الألوان. ومعظم المستخدمين لهذا النوع من التقنية هم من الشباب وهو أمر ليس مدعاة للاستغراب كما يوضح البروفسور جون سولر من جامعة نيوجيرسي، فقد عبر عن ذلك قائلا إنه "من السهل من خلال هذا النوع من التواصل عبر الإنترنت التعرف على أناس يشاركونك الاهتمامات ذاتها وكذلك من السهل البحث عن هؤلاء الناس من خلال العرض الكبير الذي توفره هذه التقنية."

هذه التقنية الجديدة أخذت تستقطب إليها الملايين من أصحاب الأفكار الخلاقة والبنّاءة كما يقول أستاذ التسويق والاقتصاد، دافيد بيل، من جامعة بنسيلفانيا. ويرى الباحث أن الشباب هم الذين يقدمون على هذه المواقع وأن هؤلاء الشباب لديهم أفكار في غاية الطرافة، ثم ما تلبث أن تستقطب جمهورا كبيرا من الناس العاديين، الأمر الذي يجعل تزايد المستخدمين في تسارع مستمر.

مشاكل تسويقية
مصطلح الويب 2.0 وإن كان حضوره آخذا بالتزايد، إلا أن بعض المشاكل التسويقية تواجهه. لس مونفس من شبكة CBS أوضح أن شبكة CBS رفضت شراء بعض محتويات هذه المواقع وإن كانت الويب 2.0 ظاهرة مهمة ومثيرة للاهتمام. وفي ألمانيا فإن هذا النوع من الخدمات أخذ يحتل مساحة واسعة من MediaLive، كما يرى تورستون أهلرز من شركة AOL الألمانية. ولكن هذه الشركة لا ترغب أيضا في شراء بعضا من هذه الخدمات المسماة Facebook
ولكن الأستاذ الجامعي، دافيد بيل يشكك في إمكانية أن يصبح هذا النوع من الخدمات قادرا على اجتذاب استثمارات كبيرة، وإن بدا المستقبل واعدا، كون هذه الصفحات تقوم على أساس "تعبير الناس عن أنفسهم بحرية من خلال هذه الصفحات،" كما يقول البروفيسور بيل. ويضيف أنه إذا ما تبنت شركة ما هذه الفكرة فإن مسائل أخرى يجب ان تأخذ بعين الاعتبار مثل حقوق الملكية وهو ما يجعل الاستثمار في هذا القطاع فيه نوع من المخاطرة.

لغة العالم الجديدة



أما تورستون أهلرز من شركة AOL الألمانية فيرى أن إمكانية تطور هذا النوع من الخدمات تجاريا ممكن إذا ما تم إدخال مفاهيم جديدة على هذا النوع من الخدمات سواء تسويقيا أو من حيث المحتوى. مواقع وخدمات مثل Myspace احتلت من خلال مستخدميها مساحة واسعة في قطاع الموسيقى. فمثل هذه التوجهات قد تسمح يوما بأن تقوم بعض الشركات المتوسطة على أساس هذا النوع من الخدمات، كما يرى السيد أهلرز.
ومهما يكن من أمر، فإن الويب 2.0 ظاهرة مثيرة ومهمة في التحول في مجال نشر محتويات المواقع من الطريقة التقليدية إلى طريقة تعتمد على المشاركة والتفاعل مع زوار الموقع. الويب 2.0 هي الإنترنت القادمة وما من شك في أنها ستغير طريقة حياتنا وكيفية تعاطينا مع المعلومات، لتصبح لغة الجيل القادم في ثورة المعلومات.