منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير الاجتماعية » استراحة المكتبيين والمعلوماتيين » ما ظنك برجل يعلم أن الله يراه

استراحة المكتبيين والمعلوماتيين فضاء رحب من المتعة والفائدة معاً ضمن ضوابط المنتدى.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم May-08-2010, 11:22 PM   المشاركة1
المعلومات

all for1
مكتبي قدير

all for1 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 58406
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 512
بمعدل : 0.09 يومياً


افتراضي ما ظنك برجل يعلم أن الله يراه

ياعبد الله .. ما ظنك برجل يعلم أن الله يراه
محمد السمان

الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد ..

جاء الملك الكريم جبريل عليه الصلاة والسلام إلى رسول الله على صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لايرى عليه أثر السفر ، وأصحاب رسول الله حولهم فلم يعرف أحد منهم جبريل عليه السلام ، جاء جبريل عليه السلام وقرب من رسول الله حتى أسند ركبتيه على ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ، وسأل جبريل عليه السلام النبي محمداً أسئلة عظيمة ورسول الله يجيبه فسأله عن الإسلام ، وسأله عن الإيمان ثم سأله عن الإحسان فقال رسول الله ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .

ياله من معنى عظيم كبير ، قال أهل العلم وتضمن الإحسان حالتين أرفعهما أن يغلب عليه مشاهدة الحق سبحانه وتعالى بقلبه حتى كأنه يراه بعينه وهو قوله كأنك تراه أي وهو يراك والثانية أن يستحضر أن الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمل وهو قوله فإنه يراك وهاتان الحالتان يثمرهما معرفة الله وخشيته .

لقد جاءت هذه المعاني في غير ما موضع من كتاب الله ، يقول الله جل جلاله ( ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور ) يبين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه لا يخفى عليه شيء وأن السر كالعلانية عنده فهو عالم بما تنطوي عليه الضمائر وما يعلن وما يسر ، وقال جل ذكره ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وقال جل وعلا ( فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين ) وقال الله جل الله ( وما تكون فى شأن وما تتلوا منه من قرءان ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء )
وللعلامة الشنقيطي رحمه الله في كتابه الموسوم بأضواء البيان كلام جميل في هذا السياق ، يقول رحمه ( أعلم أن الله تبارك وتعالى ما أنزل من السماء إلى الأرض واعظا أكبر ولا زاجرا أعظم مما تضمنته هذه الآيات الكريمة وأمثالها في القرآن من أنه تعالى عالم بكل ما يعمله خلقه رقيب عليهم ليس بغائب عما يفعلون ، وضرب العلماء لهذا الواعظ الأكبر والزاجر الأعظم مثلاً ليصير به كالمحسوس فقالوا – والكلام مازال للعلامة الشنقيطي رحمه الله - لو فرضنا أن ملكاً قتالاً للرجال
سفاكاً للدماء شديد البطش والنكال على من انتهك حرمته ظلماً وسيافه قائم على رأسه والنطع مبسوط للقتل والسيف يقطر دما وحول هذا الملك الذي هذه صفته جواريه وأزواجه وبناته فهل ترى أن أحداً من الحاضرين يهتم بريبة أو بحرام يناله من بنات ذلك الملك وأزواجه وهو ينظر إليه عالم بأنه مطلع عليه لا وكلا بل جميع الحاضرين يكونون خائفين ، وجلة قلوبهم خاشعة عيونهم ساكنة جوارحهم خوفاً من بطش ذلك الملك .
ولا شك - ولله المثل الأعلى - أن رب السموات والأرض جل وعلا أشد علماً وأعظم مراقبة وأشد بطشا وأعظم نكالاً وعقوبة من ذلك الملك ، وحماه في أرضه محارمه ، فإذا لاحظ الإنسان الضعيف أن ربه جل وعلا ليس بغائب عنه وأنه مطلع على كل ما يقول وما يفعل وما ينوي ... لان قلبه وخشي الله تعالى وأحسن عمله لله جل وعلا .

أيها المسلم ياعبد الله الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .. فإن لم تكن تراه فإنه يراك .. نعم .. فإن لم تكن تراه فاستمر على إحسان العبادة فإنه سبحانه وتعالى ( يراك ) مطلع عليك .. قال الإمام النووي رحمه الله عن هذه الجملة العظيمة فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال وهذا القدر من الحديث أصل عظيم من أصول الدين وقاعدة مهمة من قواعد المسلمين وهو عمدة الصديقين وبغية السالكين وكنز العارفين ودأب الصالحين وهو من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم وقد ندب أهل التحقيق إلى مجالسة الصالحين ليكون ذلك مانعاً من التلبس بشيء من النقائص احتراماً لهم واستحياء منهم فكيف بمن لا يزال الله مطلعاً عليه في سره وعلانيته .
وقال رحمه الله في موضع آخر (هذا من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم لأنا لو قدرنا أن أحدنا قام في عبادة وهو يعاين ربه سبحانه وتعالى لم يترك شيئا مما يقدر عليه من الخضوع والخشوع وحسن السمت واجتماعه بظاهره وباطنه على الاعتناء بتتميمها على أحسن وجوهها إلا أتى به ) .
وقال الإمام المناوي في معنى: (كأنك تراه): "بأن تتأدب في عبادته كأنك تنظر إليه، فجمع بيان المراقبة في كل حال، والإخلاص في سائر الأعمال .

معاشر المسلمين .. حقاً لو اسشعرنا هذا المعنى العظيم الجليل في كل أحوالنا .. في كل سكاناتنا .. في كل حركاتنا .. في معاملاتنا .. في عبادتنا .. في علاقاتنا .. في كلماتنا .. في أقوالنا .. في أفعالنا .. ياعبد الله ماظنك برجل يعلم أن الله يراه ماهي صلاته .. كيف سيكون خشوعه وخشيته .. كيف ستكون سكينته وطمأنينته .. كيف سيكون تدبره وتفكره ، جاء في صحيح الجامع صل صلاة مودع كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك .

ياعبد الله .. ما ظنك برجل يعلم أن الله يراه .. ماذا يفعل في خلوته .. عندما تسدل الستر .. وتغلق الأبواب .. هل يقدم على معصية ربه .. هل ينتهك حرمته .. هل يتجاوز ياعبد الله .

ياعبدالله ماظنك برجل يعلم أن يراه .. هل يغتاب أحداً .. هل يكذب على أحد .. هل يهمز ويلمز .. هل يسب ويشتم ..
ياعبد الله ماظنك برجل يعلم أن الله يراه .. كيف هو في معاملاته هل يرتشي .. هل ينافق .. هل يحقد .. هل يحسد ..هل يغش ..لا .. وألف لا .. فقد صدحت بها أمة الله قبل أربعة عشر قرناً تلك المرأة الصالحة التي رأت أمها تغش اللبن بالماء .. فقالتها .. وأعلنتها ياأماه إن كان عمر لايرانا فرب عمر يرانا .
ياعبد الله ماظنك برجل يعلم أن الله يراه .. مامدى مراقبته لله .. مامدى خوفه من الله .. مامدى استشعاره لعظمة الله .. جاء رجل في ظلمة الليل يريد أن يفعل بفاحشة بامرأة لاحول لها ولاقوة ، قال لها – وقد نسي أن الله – لايرانا إلا الكوكب – فقالت المرأة تذكره وتعظه وهو قريب من الحرام ( فأين مكوكبها ) نعم .. الله يراك .. فقام الرجل بعد أن تذكر الحقيقة أن الله يراه ، ولم يستمر في الذنب ، وعاد وتاب .
أيها المسلمون كلنا عرضة للذنب والخطأ ، وكل بني خطاء ، لكن خير الخطائين التوابون .. اللهم وفقنا لفعل الصالح من القول والعمل ، ورزقنا مراقبتك في السر والعلن .
محمد السمان ، خطيب جامع الجهيمي بالرياض












التوقيع
قال صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام لما سأله عن الإحسان قال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
  رد مع اقتباس
قديم May-09-2010, 07:40 PM   المشاركة2
المعلومات

عطاالله التركي
أبـو مـحـمـد
إدارة الموقع
 
الصورة الرمزية عطاالله التركي

عطاالله التركي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 6036
تاريخ التسجيل: Nov 2003
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 2,813
بمعدل : 0.37 يومياً


افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزيت خيرا أخوي all for1

ونسأل الله أن ننهج هذا المنهج ولو بالشي القليل

وكما قال الشافعي ( أحب الصالحين ولست منهم )












التوقيع
لكل أمرئ باطن لا يعلمه إلا الله وحده ففي كل أنسان تعرفه إنسان لا تعرفه
  رد مع اقتباس
قديم May-10-2010, 11:14 PM   المشاركة3
المعلومات

أم حبيبـة
مكتبي قدير

أم حبيبـة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 8210
تاريخ التسجيل: Nov 2004
الدولة: مصـــر
المشاركات: 574
بمعدل : 0.08 يومياً


افتراضي

جزاك الله خيرا علي نقل تلك الموعظة عن الشيخ محمد سلمان والتي هي في صميم كل شيء

وجعلها اللهم في ميزان حسناتك












التوقيع
ف حديث صحيح قال صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب".
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, برجل, يراه, يعمل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب تصنيف ديوي مبسط + كيف تصنف السايح منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 76 Jan-30-2017 09:47 PM
دارة الملك عبد العزيز تسجل مخطوطات فقدت ابراهيم محمد الفيومي منتدى الوثائق والمخطوطات 0 Jun-20-2009 12:53 PM
أحكام الأضحية ..... منقول ملوكة استراحة المكتبيين والمعلوماتيين 6 Dec-03-2008 09:40 AM
ابدأ صفحة جديدة مع الله .. في خير أيام الله .. مكتبية سابقة استراحة المكتبيين والمعلوماتيين 3 Nov-30-2008 04:14 PM
مقابلة مع زوجة الشيخ أبن عثيمين ... تخبرنا العجب .. عن سيرة الشيخ الخاصة .. عبرة .... مكتبية سابقة استراحة المكتبيين والمعلوماتيين 2 Sep-01-2008 04:25 PM


الساعة الآن 12:51 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين