[د. صالح المسند]

الدكتور علي النملة .. وراق بمرتبة وزير


د . صالح بن ناصر الخريجي


الدنيا مزرعة الآخرة وقلوب البشر مزارع خصبة ومحاضن دافئة لكل فعل خيّر، وبالفعل الطيب والأخلاق الحسنة تؤسر قلوب الرجال، فتتشكل صورة الرجل المحسن صاحب الأخلاق الرفيعة في ذهنية مخالطيه والسامعين به بما يحرك المشاعر والأحاسيس ليصبح هذا الشخص حديثاً يروى ومثلاً يضرب:


والمرء في الدنيا حديث سائر




تقضي الرفاق به مدى أوقاتها




فاختر لنفسك ما يقال ضحى غد




إذ تطلب الأخبار عند رواتها



وشخصيتنا اليوم شخصية نعت بأنه وزير المساكين والمدافع عن العمال والحرفيين، إبان تسنمه لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، إنه شخصية فريدة بل نادرة في عصرنا المادي الجامد، شخصية عشقت فعل الخير وأدمنت النجدة والمساعدة، بتواضع جم وهدوء غير متكلف. فهو عاشق يتلذذ بخدمة الآخرين ومساعدتهم بابتسامة لا تفارق محياه ومكتب مفتوح في قلب عامر بالحب والوفاء، بما حول هذا المكتب إلى دوحة تتناغم فيها القلوب وترفرف بها المشاعر الإنسانية الصادقة، بذل لا تحركه قرابة وعطاء لا تدفعه مصلحة، وخدمة لا يشوهها تزلف أو رياء؛ فأصبحت العلاقة علاقة إنسانية تسامت على الماديات وحلقت في فضاء ظله عواطف مفعمة بالحب واكسجينه حكمة ممتزجة بالود، وغلافه مروءة متوشحة بالصدق فحلق وصفق وبالمكارم تدفق:

وإذا طلبت إلى كريم حاجةً




فلقاؤه يكفيك والتسليم



وإذا كان شاعرنا يرى أن حفاوة اللقاء والتسليم من علامات الكرم فإن الأستاذ الدكتور علي النملة من القلائل الذين اتسموا بهذه الصفة وزادوا عليها حتى أجمع على حبه وتقديره كل من سنحت له الفرصة بلقاء أستاذنا أو الاجتماع به... فطيبة الرجل ونزاهته وأخلاقه الحميدة أمر صعب بل بعيد المنال في عصرنا الحاضر:

تلذ له المروءة وهي تؤذيي




ومن يعشق يلذ له الغرام



وإنك لتعجب أشد العجب مما يقال ويروى عن هذا الرجل - إذا لم تساعدك الظروف بلقائه - بل لعلي لا أجانب الحقيقية إذا قلت إن هذا الرجل من القلائل الذين هناك إجماع على حبه وتقديره كإنسان أولاً ومسؤول ثانياً، فقد اشتهر عنه العديد من المزايا التي منها أنه كان أحد الوزراء الذين يقومون بزياراتهم بعيداً عن البهرجة الإعلامية والاستقبالات الحافلة، ووزير يفطر مع الأيتام ويتواصل معهم في دورهم.
وحديثنا اليوم عن علي النملة الباحث والعالم المؤلف، إذ لم تشغل أستاذنا بهرجة المناصب التي تولاها بدءاً بوكالة كلية العلوم الاجتماعية، مروراً بإشرافه على مكتب مساعدة المجاهدين الأفغان، فعضوية مجلس الشورى، وانتهاءً بتوليه الوزارة، عن عمله العلمي، بل إنه كان متواصلاً مع التأليف قبل المنصب وخلاله وبعده. كما أن للدكتور علي ميزة أخرى وهي أنه عاد إلى مواصلة عشقه القديم أستاذاً في قسم دراسات المعلومات بعد تركه لكرسي الوزارة، ومثل هذا العمل قليل من يقوم به من الوزراء أو من تسنموا مناصب كبيرة في عالمنا العربي، ومن مؤلفات معالي الأستاذ الدكتور علي النملة التي عالج فيها العديد من القضايا المهمة ما يلي:
أولاً: الكتب
مراكز الترجمة القديمة عند المسلمين، ومصادر المعلومات عن الاستشراق والمستشرقين: استقراء للمواقف، والجهاد والمجاهدون في أفغانستان: وقفات تقويم، والتنصير في الأدبيات العربية، والتنصير: مفهومه, وأهدافه, ووسائله, وسبل مواجهته، والاستشراق مصدر من مصادر المعلومات عن التراث، والوراقة وأشهر أعلام الوراقين: دراسة في النشر القديم ونقل المعلومات، والسعوديون: الثبات والنماء، والمكتبات والمعلومات السعودية: وقفات صحفية، وتأملات في طريق الدعوة: جولات في الزمان والمكان والتحديات، وأثر المستشرقين في خدمة التراث العربي الإسلامي، والاستشراق والدراسات الإسلامية: مصادر الاستشراق والمستشرقون ومصدريتهم، الاستشراق مصدراً من مصادر المعلومات عن العالم الإسلامي المعاصر: قضايا المسلمين المعاصرة، الصحوة الأصولية، ونظرة المستشرقين للملك عبدالعزيز وجهوده في توحيد المملكة العربية السعودية، وأوقاف الكتب والمكتبات مدى استمرارها ومعوقات دوام الإفادة منها، ونبدأ من حيث ينتهي الانبهار، والتنصير: مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته، الالتفاف على الاستشراق: محاولة التنصل من المصطلح، وظاهرة الاستشراق: مناقشات في المفهوم والارتباطات، ووقفات حول العولمة وتهيئة الموارد البشرية، والتنصير في المراجع العربية: دراسة ورصد وراقي للمطبوع، والمستشرقون ونشر التراث: دراسة تحليلية ونماذج من التحقيق والنشر والترجمة، ومراكز النقل والترجمة في الحضارة الإسلامية، والشرق والغرب: محددات العلاقات ومؤثراتها، ومواجهه الفقر: المشكلة وجوانب المعالجة، والتجهيزات الأساسية للمعلومات من حيث المصادر والاحتياجات في المملكة العربية السعودية، وبشر الصابرين: كلمات في رجال تركوا أثراً، والتنصير: مفهومه - أهدافه - وسائله - سبل مواجهته، والفكر بين العلم والسلطة من التصادم إلى التعايش، وإسهامات المستشرقين في نشر التراث العربي الإسلامي: دراسة تحليلية ونماذج من التحقيق والنشر والترجمة، وجهود علماء المسلمين في دراسة الكتابات الاستشراقية حول القرآن الكريم: رصد وراقي ببليوجرافي، والاستشراق في الأدبيات العربية: عرض للنظرات وحصر وراقي للمكتوب، وأوقاف الكتب والمكتبات: مدى استمرارها ومعوقات دوام الإفادة منها، والنقل والترجمة في الحضارة الإسلامية، والاستشراق والإعجاز في القرآن الكريم: دراسة في النقد الذاتي الاستشراق.
ثانياً: المقالات
البنية الأساسية لنظام وطني للمعلومات، والتجهيزات الأساسية للمعلومات: نظرة عامة، وخدمات المكتبات والمعلومات في المملكة العربية السعودية عرض لما كتب في اللغة الإنجليزية، عوامل يلزم اعتبارها عند التخطيط لبرامج المكتبات والمعلومات في المناطق النامية، ومستقبل الكتاب المطبوع، العجز في القوى العاملة وتأثيره على خدمة الكتاب، والتجهيزات الأساسية للمعلومات، والصراع العربي في الكويت: فرض الأفكار قسراً، ومراصد بنوك المعلومات والجامعات العربية، والهدف تعقبه الصلاة، وسلاح اللغات، والباحثون في المكتبات، والاستشراق مواقف ومواقف، والخيول العربية الأصيلة كيف نحافظ على نقاء سلالتها، والاستشراق في خدمة التنصير واليهودية، ووقفات حول العولمة وتهيئة الموارد البشرية، وفجوة المعلومات عند العرب، وأعمال المستشرقين مصدراً من مصادر المعلومات عن الإسلام والمسلمين، والخدمات المكتبية للمعاقين في المناطق الصناعية، وسلام على البساطة، وسلام على العفوية، والاستشراق الفني عزف غربي على أوتار الخيال، ومصادر معلومات المستشرقين عن الإسلام والمسلمين، وفي الفكر والعقيدة، ونبدأ من حيث ينتهي الانبهار، المستشرقون والتنصير: دراسة للعلاقة بين ظاهرتين، مع نماذج من المستشرقين المنصرين، ووقفات حول العولمة وتهيئة الموارد البشرية، وخصوصيتنا نابعة من انتمائنا، والملك عبدالله والمواقف الإنسانية.
إن الأستاذ الدكتور علي النملة واحد من الجيل الذهبي من أساتذة قسم المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هو ورفاقه من أمثال الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد والأستاذ الدكتور ناصر بن محمد السويدان، والأستاذ الدكتور عجلان بن محمد العجلان، والأستاذ الدكتور سالم السالم، والأستاذ الدكتور صالح المسند والدكتور راشد القحطاني. الذين أثروا التخصص وساهموا في تخريج أجيال من المتخصصين الذين سدوا النقص وساعدوا على تطوير ما تقوم به المكتبات ومراكز المعلومات من خدمات.

الرابط

الجزيرة http://www.al-jazirah.com/623787/wo5d.htm

[goly2006]

فعلا لاتعليق لان مثل هذا ((الجيل الذهبي)) يعجز اللسان عن اعطائهم حقهم
شكرا لنقل المقال د.صالح لانك عرفتنا على انسان والحق يقال (عمله نادره في هذا الزمن)لاهنت
الله يعطيك العافيه....