[almida]

السلام عليكم ورحمة الله عليكم يسرني ان اتقدم اليكم بسؤال هذا المتمثل في طلب معلومات حول اعداد المكانز ؟
و هل توجد برامج مبرمجة في اعداد المكانز ؟
اشكركم جزيل الشكر وجزاكم الله خيرا

[hanbezan]

الواقع إن عصرنا الحالى يشهد ثورة في مجال المعلومات حيث أصبح يطلق عليه عصر " إنفجار المعرفة " والتى بدأت تتضاعف كل 10 سنوات ومما دعا بالبعض الى القول بأن المعرفة التى قدمها عقد التسعينات لوحده تساوى ما قدمته قرون طويلة من تأريخ البشرية كل هذا الزخم من المعلومات اضاف عبء جديدا إلى مهام المتخصصين حيث أن تدفق هذه المعلومات بإختلاف أشكالها وتخصصاتها يتطلب من إيجاد الوسائل الكفيلة للسيطرة عليها وضبطها ، وإلا أصبح الوصول الى إحتياجات المستفيدين ضربا من التخمين والإستحالة وتسعى معظم مراكز التوثيق والمعلومات في العالم في الوقت الحالى لإيجاد أفضل الطرق والوسائل المناسبة لإسترجاع المعلومات بأسرع وقت وأقل جهد .

في الواقع أن عملية بناء واعداد المكانز تمر بعدة خطوات ومراحل ويحتاج الى الكثير من المجهودات الفكرية هذا بالإضافة الى الكثير من التكاليف اللازمة من ناحية والوقت المطلوب لإنجازه من ناحية آخرى ، وقبل بدء العمل الفعلي في بناء المكنز لابد من النظر في بعض الامور المتعلقه بالغرض منه وتحديد المجال الموضوعي ، وكذلك نوعية الأوعية المحتواة على المعلومات المراد توثيقها وكذلك تحديد درجة تعقد المكنز ودرجة تخصص المصطلحات أيضا نوع نظام إختزان المعلومات كذلك لابد من التعرف على فئة المستفيدين وطريقة إستفساراتهم كذلك موارد نظام المعلومات بالإضافة الى بعض الأمور الآخرى المتعلقة بخصائص لغة الإسترجاع ، كما ينبغي أن نأخد في إعتبارنا طبيعة اللغة و تخصيص اللغة وإستقرارها على مستوى مناسب للتطبيق كذلك الشمول إذ إن عدد المصطلحات الذي يحدد لكل وثيقة في نظام التكشيف يؤثر في التخصص في التكشيف والإسترجاع ومستوى الربط المسبق .

ـــ ( طرق بناء المكانز ) هناك طريقتان لبناء المكانز :ــ
أولا الطريقة التحليليه حيث تتضمن بشكل عام أساسي التحليل الموضوعي للمصنفات و يفضل إختيار المصطلحات منها الخاصة بالميادين المتخصصة من المعرفة .
ثانيا الطريقة الكليه وتتضمن إستخدام خبراء لتحليل المصطلحات الواردة في المصادر الثانوية مثل الكشافات والموارد المرجعيه الآخرى ومن ثم إختيار المصطلحات المفضله وتقرير العلاقات فيما بينها والطريقة الثانية أكثر ملائمة للمواضيع العامة التي تتضمن حقول موضوعية متعددة ولكن من الناحيه العلمية غالبا ما يستخدم مزيج من الطريقتان .
ــ (أساليب جمع المصطلحات) :ـ هناك أسلوبان لجمع المصطلحات لبناء المكنز وهما :ــ
الأسلوب الإستنتاجي :ـ وهو أسلوب يقوم على الجمع من الأعلى الى الأسفل ، لكن هذا الأسلوب يعاني من مشاكل وصعوبات مثل صعوبة التفكير في جمع الفئات الهرمية اللازمة كذلك قد لاتؤدي الخاصية المستخدمة لتفريع الجنس الى تصنيف يلبي حاجات المستفيد .
الأسلوب التجريبي :ــ هو أسلوب يقوم على الجمع من أسفل الى أعلى وهو مايعرف بالأسلوب الإستقرائي في بناء المكانز وهو الطريق المعاكس للأسلوب الأول وهو أكثر موثقيه وهناك أساسين للأسلوب التجريبي :ـ
أولا المسوغ الأدبي :ـ وهو يعني المسوغ الببليوغرافي أي جمع مصطلحات حقل موضوعي معين بالرجوع الى المصادر المرجعية التي يحتمل إشتمالها على تركيز عال من المصطلحات ويجب أن تكون مثل هذه المراجع حديثة بشكل معقول ، وقد يكون أفضل مرجع هو المستخلصات إلا أنه يتم عادة الجمع بشكل يدوي بينما إذا أمكن الحصول على مستخلصات كقاعدة بيانات مقروءة آليا في هذه الحالة تسهل عملية جمع المصطلحات .
ثانيا مسوغ المستفيد :ـ يشترط أن تكون المصطلحات ممثلة فعلا لإحتياجات المستفيدين من خدمة المعلومات التي ستطبق بالمكنز ، مثلا قد يحتاج المستفيدون الى تحديد متخصص أقل مما تدل الأدبيات بالنسبة لأنواع معينه من المصطلحات فيحسن من القائمين على بناء المكانز تحديد المصطلحات وجمعها من خلال الاهتمامات الموضوعية للمستفيدين إضافة الى إستخراجه من الأدبيات .
ــ ( تنظيم المصطلحات ) :ـ بعد جمع المصطلحات من الأدبيات وإستفسارات المستفيدين أو كليهما فإنها بحاجة الى تنظيم الى فئات رئيسية والى هرميات ضمن هذه الفئات ، ولابد من بناء علاقات بين هرمية وتنظيم الهيكل تنظيما هجائيا .
ـ فالعلاقة الهرميه نوعين : علاقة الجنس وعلاقة التبعيض ، وتكون علاقة (م ع / م ض ) في كل الظروف تقريبا علاقة الجنس / بالنوع ( أي علاقه جنسيه ) مثل :ـ
مستشفيات عامة م ع
مستشفيات متخصصه م ض
أما علاقة التبعيض أو التبعيضيه فهي تمثل المصطلح العلوي الكلي موضوعا ومفهوما يكون فيه المصطلح الفرعي الجزء ممثلا أو جز منه أي علاقة ( الكل / بالجزء) مثل :ـ
افريقيا م ع
شمال افريقيا م ض
الجماهيريه الليبية م ض
ـ وهناك العلاقة المترابطة أو علاقة الترابط التي يمكن ربط أي مصطلحين يعتبران مترابطين في المعنى ضمـن سـيـــاق مكنز محدد بإحالة (م ت) ، ومعنى هـــذا أن( م ت) هي ربط بين الهرميات ولـــــيس علاقة بين الهرميات وتكون مفيدة لأغراض إسترجاع المعلومات مثلا :ـ
التعليم م ت التكوين و التدريب
ــ ( خاصيات الواصفات ) :ـ تكون الواصفة دائما تقريبا أسماء أو أشباه جمل إسميه وتكون أشباه الجمل الإسميه نعتا ومنعوتا لكن ترد أحيانا أشباه جمل فيها جار ومجرور أو مضاف ومضاف إليه ولا يجوز إستخدام الأفعال في صيغ المضارع أو أسم المفعول لكن أسماء الأفعال ( المصادر ) ترد كواصفات ويفضل تجنب إستخدام النعت مستقلا وتكون الواصفات دائما في الترتيب الطبيعي وليس المقلوب .
ــ ( مفردات المداخل ) :ـ يحتوي المكنز على إحالات من مصطلحات معينة غير مستخدمة في التكشيف أو البحث عن المعلومات ( لا واصفات ) أي مصطلحات مستخدمة بدلا (واصفات ) ، فاللاواصفات تشير الى الواصفات وهي توفر وصولا إضافيا أو نقاط مداخل في المفردات ويمكن أن يشار إليها بصورة جماعية باسم مفردات مداخل وهناك نوعان رئيسان من مفردات المداخل كما هما :ـ
1) المترادفات وأشباه المترادفات .
2) المصطلحات التي تعتبر محددة في سياق المكنز
كما يجب ضبط المترادفات الصحيحة من خلال إحالة إستخدام (س ) ، كذلك يبين أن المصطلح المستخدم قد إستخدم بدل جميع المصطلحات الممنوعه التي تترادف معه عن طريق إحالة مستخدم ل ( س ل) . مثلا (1) :ـ دول العالم الثالث س الدول النامية
مـثلا (2) : ـ الدول النامية س ل دول العالم الثالث الدول المتخلفة
ــ ( التبصرات والمحددات ) :ـ عندما لايكون معنى المصطلح واضحا يمكن أن نذكر له تبصرة (ت ) في المكنز وقد تكون هذه التبصرة تعريفا من المعجم وقد تكون مجرد دلاله عن كيفية تفسير المصطلح ضمن مكنز معين أو تمييزه عن المصطلحات الاخرى التي يمكن الخلط بينه وبينها ، وبهذه الإرشادات والقواعد السابقة يمكننا الحصول على أداة فعالة ولغه مقيدة ومنضبطه لتوثيق وإسترجاع المعلومات بطريقة مقننة وموحدة ،كما ان هناك شروط ينبغي توافرها في اللغه المقيدة لإسترجاع المعلومات وهي كالاتي :ـ
1) أن يكون لها (مسوغ) مستمد من مصطلحات الإنتاج الفكري والإحتياجات الإعلاميه للمستفيدين المحتملين والفعليين .
2) أن يكون محددة بما يكفل إجراء الغالبية العظمى من عمليات البحث على مستوى تحقيق جيدة .
3) أن يتم فيها الربط المسبق من أجل تجنب معظم مشكلات الربط المزيف والعلاقات غير الصحيحة بين المصطلحات .
4) التحكم في المترادفات والمصطلحات الاقرب للترادف وأشباه المترادفات للإرتفاع بمستوى الإطراد في التكشيف والبحث .
5) التقليل من الغموض بالتمييز بين المصطلحات المشتركة في اللفظ والمختلفة في المعنى .
6) أن تساعد كلا من المكشفين والمستفيدين في إختيار الواصفات المناسبة للتعبير عن إحتياجات المستفيدين من خلال علاقاتها وإحالاتها .

ــ ( إختبار وتقييم المكانز ومدى فعاليتها لإسترجاع المعلومات ) :ـ
قبل الإقرار بصلاحية المكنز ينبغي إجراء إختبار TEST لتقييم مدى فعاليته في إسترجاع المعلومات وذلك عن طريق إجراء مجموعة من الإستفسارات لتوضيح ومدى فعالية تركيبة المكنز ومدى تلبيتها للإحتياجات ، وهل كانت الواصفات المختارة مفيدة لأغراض التكشيف والإسترجاع و هل العلاقات المقررة صحيحة وكافيه ، وهل يتطلب المزيد من الواصفات ويجب أن تتاح فرص التعقيب والتحاور من أكبر عدد ممكن من المتخصصين سواء كان موثقين أو أخصائين الموضوعات أو المستفيدين .

ــ ( التطوير والتحديث ) :ـ لايكون المكنز أداة فعالة إلا إذا توفر له ميكانيكيه لتطويره وتحديثه ويفضل أن يكون ذلك عن طريق تشكيل لجنة دائمة تتولى عملية التطوير والإضافة وفق إجراءات محددة ، ويستخدم لأغراض التطوير والتحديث نموذج إستمارة خاص يقوم صاحب الإقتراح بتسجيل إقتراحه عليه ليقدم الىالجهاز المسؤول عن التطوير والتحديث لاقراره أو رفضه .

ولمزيد من الاطلاع يمكن الرجوع للمصادرالاتية على سبيل المثال لا الحصر:
1-محمود أحمد أتيم " اعداد المكانز وتطويرها " . المجلة العربية للمعلومات . مج 5 ، ع 2 . تونس ، 1984 .
2- محمد تيسير درويش " المكنز ودوره كركيزة فنية أساسية لاستخدام الحاسب الالكترونى : الكمبيوتر في خزن واسترجاع المعلومات " . مجلة رسالة المكتبة ، مج 19 ، 3ع،،1984
3-محمود أحمد أثيم . دليل بناء المكانز وتطويرها .ـ تونس : مركز التوثيق والمعلومات . جامعة الدول العربية ، 1987.
4- . ج . ديفادسون ."نمودج مبنى على الحاسوب لبناء مكنز لاسترجاع المعلومات بلغات مختلفة " .الملتقى الاول حول الشبكه العربية للمعلومات تحت شعار المعلومات من أجل التنمية في الوطن العربي . تونس ، 8-12/6/1987، مج2 ،1988
5- أبوبكر محمود الهوش " نحو نظام عربى موحد للتكشيف " .مجلة التعاون الصناعي في الخليج العربي ، ع35 ، س6 ، يناير ، 1989
6- محمد فتحى عبد الهادى . المكانز كأدوات للتكشيف واسترجاع المعلومات .ـ القاهرة : مكتبة غريب ،1989 .
7-ناصر محمد السويدان " المكانز العربية : دراسة للجهود العربية للاعداد المكانز " حولية المكتبات والمعلومات . مج 3، ، 1991.
8- حنان بيزان ."أهمية المكانز : لايجاد نظام وطنى موحد للمعلومات والتوثيق بالجماهيرية ، مجلة الاتجاهات الحديثة في علم المكتبات والمعلومات ، بجمهورية مصر ، ع15 ، 2001 .