[سعاد بن شعيرة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لقد كثر الحديث عن الأرشيف وقيمته وضرورة الاهتمام به ومعالجته وتطويره
والتخطيط لأتمتته وتطبيق تكنولوجيا المعلومات والأرشفة الالكترونية وغيرها
في حين أهمل الشخص المكلف بتسييره ألا وهو الأرشيفي
أين هو من كل ما قيل؟
ما محله من الإعراب؟
أليس هو الأساس في المعالجة والتطوير؟
ألم يحن الوقت بعد لتسليط الضوء عليه؟
لما كل هذا التجاهل في حقه؟
من السبب في ذلك؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسئلة كثيرة تبحث عن أجوبة، لكن ممن؟
من المخول بالإجابة عليها؟

الأرشيفي هو ذلك الشخص المكلف بتسيير الأرشيف مهما كان مصدره سواء عام أو خاص من خلال القيام بعدة عمليات فنية وعلمية من جمع وجرد وحفظ وترتيب وتصنيف وإعداد وسائل البحث المختلفة لتسيير الاطلاع وتبليغ الأرشيف.

كما أنه يسعى جاهدا نحو الحفاظ على الوثائق وحمايتها من التلف والضياع وتعرضها لمختلف الأخطار.

من خلال ما سبق ذكره تتضح لنا أهمية مهنة الأرشيفي في الحفاظ على ذاكرة الأمة من خلال معالجة الوثائق وحفظها وتبليغها وفق الطرق العلمية والقانونية، ومساهمته في تكوين وتثمين التراث الوطني وتقديم المادة الأولية اللازمة للمؤرخين والباحثين في إجراء دراساتهم.

ومن الصفات الواجب توفرها في الأرشيفي ما يلي:



* الثقافة الأرشيفية: سواء ما يتعلق بالمعلومات النظرية أو الجوانب التطبيقية الخاصة بمعالجة الأرشيف، كما يجب أن يكون على دراية بكل التشريعات القانونية سواء الوطنية وحتى الدولية.

* القدرة على التحمل والصبر: وتحديه لمختلف العوائق والصعوبات التي تعترضه.

* المرونة في التعامل مع الآخرين وتسهيل مهامهم من خلال توفير طلباتهم واحتياجاتهم الوثائقية.

* الأمانة والحفاظ على الأسرار وعدم تسريب المعلومات ولو بحسن نية.

* الاتصاف بأخلاقيات المهنة.

* القدرة على الابتكار والإبداع.

* الثقافة العامة في مختلف المجالات وخاصة ما يتعلق بمؤسسة العمل، إضافة إلى إجادة اللغات الأجنبية.

* القدرة على إقناع المسؤولين بآرائه وأفكاره وتوجهاته المستقبلية.

* القدرة على التكيف مع التطورات التكنولوجية واستخدامها وتطبيقها.


لكن، وبالرغم من ضرورة وجود الأرشيفي ودوره الهام في مختلف المؤسسات العمومية والخاصة، إلا أنه لا يزال مهمشا عموما، ولا يرقى لنفس الاهتمام بالنسبة للوظائف الأخرى، ويعود ذلك لعدة أسباب، منها ما يتعلق بالصعوبات والعراقيل والمشاكل التي تواجهه وتعترض سير العمل، ومنها ما يتعلق بالمسؤولين ومنها ما يتعلق بالتكوين....إلخ


من جهة أخرى فالأرشيفي يرى أن أمامه الكثير والكثير والكثير من الواجبات الملزم بالقيام بها، في حين يلاحظ غياب حقوقه كصاحب مهنة لها الكثير والكثير والكثير من الأهمية.

وددت طرح هذا الموضوع للنقاش حول مختلف الزوايا والجوانب.
في انتظار مشاركاتكم الفعالة سواء من وجهة نظر الأرشيفي نفسه، أو المسؤول أو المكون أو عامة الناس.