[الاء المهلهل]

القدس في ذكرى الاسراء والمعراج...




القدس ملأُ السمع والبصر خفقة القلب وخلجة النفس ودفقة الدم نرنو اليها ببصائرنا قبل ابصرانا ، وبقلوبنا قبل اعيننا وبعقولنا قبل عواطفنا ، فهي مهبط الرسالات ومهبط الوحي ، وهي القبلة التي اتجهنا اليها قبل توجهنا الى الكعبة انها ملاذ الصالحين ومقام الانبياء والعرب قصدوها جيئة وذهابا وحلاً وترحالاً انها مقام الكنعانيين وارض الجبارين ، رفض اتباع موسى الدخول اليها فكان اهل فلسطين هم اول من قطنوها ، وطاب لهم العيش فيها فبنوا دولتهم واسسوا حضارتهم وكان المرسوم الالهي في ليلة الاسراء واضح المعالم وكان المهرجان النوراني مشرق القسمات فقد سلم الله لواء الحنفية السمحة الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، واشهد على ذلك الرسل والانبياء فكان هذا الاحتفاء اداناًَ بانتقال النبؤة من بني اسرائيل الي ذرية بني اسماعيل والذي تسلم هذا اللواء سيد الخلق امام الانبياء والرسل سيدنا محمد صلوات الله عليه ، لذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر الى المدينة يمم وجهه في صلاته الى بيت المقدس ستة عشر او سبعة عشر شهراً ، وجعل القدس في قلبه فدفع اللواء الى زيد ابن حارثة في غزوة مؤته عله يفتحها ، لكن الله شاءت ارادته بان يتأجل فتح القدس فترة من الزمن ، وقام الرسول صلى الله عليه وسلم بقيادة المسلمين في غزوة العسرة وكان الطريق الى القدس مفتوحاً لكن حاكمها الراهب يوحنا بن رُئبة خرج الى رسول الله في موكب سلام يطلب الموادعة وينشد الامان فاعطاه رسول الله كتاب الامان وكساه جبة من حرير وصالحه على موادعة اهل القدس فامن قوافلهم وسفنهم وتجارتهم واعطاهم عهد الله ورسوله وميثاقه الذي واثقهم به وبقيت القدس تعيش هذه الموادعة الامنة الى ان فتحها عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في السنة الخامسة عشرة للهجرة فدخلت القدس عهدالامن والامان وصارت جزءاً من ديار الاسلام ، لذى فان القدس لا تسلم بالتوقيع على اتفاقية او بالموافقة على هدنة او باعداد ميثاقاً تسلم فيه الي شداد الافاق الكيان العنصري الغاصب ، فالقدس جزء من اراضي الاسلام واحتلالها يجعل الجهاد واجب على كل مسلم صبراً وتضحية بالمال والنفس وكل ما يمتلكه المسلمون من طاقات .