[فسحة ضوء]

في شهر سبتمبر من العام الماضي تم تعييني في مدرسة ابتدائية قريبة من مكان سكني ، ذهبت في أول يوم لي للعمل بروح مفعمة بالامل والنشاط وحب التميز ، كان تدريبي العملي خلال دراستي على المكتبة المتخصصة ولكنني لم اعترض حين عُينت في مكتبة مدرسية قلت في نفسي سأجد في استقبالي أمينة ذات خبرة ستعلمني فضلاً عن التوجيه الذين سيتابعونني اولاً بأول ، دخلت المدرسة بوجه بشوش وانثر الابتسامات والتحايا الصباحية لكل من اراه واسأل عن مكان المكتبة ..وحين رأيت المكتبة كان اول شعور داهمني هو الرغبة في البكاء .. كانت المكتبة عبارة عن غرفة مصبوغة بالطلاء الابيض ومفروشة ارضيتها بالموكيت وبها رفوف خالية .. فقط !!استعنتُ بالله ثم بدأت شيئا فشيئا بتأسيس المكتبة من الصفر بمساعدة امينات مكتبة زميلات اتصلت بهن بالهاتف وابلغت ادارة المكتبات بالمنطقة التعليمية عن الوضع ثم جاءني بعد فترة الموجه وهو رجل كبير سن بقي له سنة فقط ويتقاعد وبصراحة لم استفد منه بشئ بل كان يثني على كل ما افعله "كنت احيانا اصحح له المعلومات التي يعطيني اياها !!" ، انفقت على المكتبة الكثير من مالي الخاص ..الآن وبعد عام تم تغيير التوجيه فجاءتني موجهة هذه المرة واكدت لي ان كل ما فعلته خطأ سواءً بتنسيق المكتبة وتأثيثها وبالسجلات وارشيفي الاداري باكمله .. باختصار عمل سنة كاملة كان هباء منثورا مطلوب مني نسفه والبدء من الصفر من جديد اعلنت احتجاجي وان الخطأ كان من الادارة لانها لم تتابعني منذ البداية وان العودة الى نقطة البداية سيكلفني الكثير من المال والجهد ويتطلب مني الكثير من المشاوير للمنطقة التعليمية والتجهيزات المكتبية والخطاطين ...الخولكنها قالت انه ليس بيدها شئ ولايمكنها السكوت عن الخطأ وستبلغ الادارة بما حصل ..انا مصدومة وبحالة نفسية سيئة جدا وكنت قد قررت الاستقالة لكنني تراجعت لحاجتي الى الراتب الشهري انا هنا فقط بقصد فشة الخلق .. فتحملوني رجاء