[عبد المالك بن ستيتي]

السلام عليكم
مكتبات المساجد
قبل زمن ليس بالبعيد كانت المساجد في حياة الأمة الاسلامية بمثابة النوادي الثقافية وجامعات التعليم، وكانت مكتباتها تحضى بعناية فائقة ويشرف عليها خيرة العلماء، يتلقى فيها طلاب العلم اصول العلم على مختلف درجاته، حيث تنقل الروايات حرص المسلمين على طلب العلم في المساجد فكانت تعقد الحلقات والندوات وتلقن الدروس في شتى أنواع المعرفة-لنلاحظ أن مضطلح مجتمع المعرفة عرف لدى المسلمين من قبل- وكان أبو الدرداء في الشام من أوائل من عقدوا هذه الحلقات وبلغ عدد طلابه أكثر من 1600 طالب أنذاك.
وقياسا على ما سبق يمكننا تصور حالة المكتبات في المساجد في ذلك الوقت وقد امتلأت رفوفها بنفائس الكتب والمخطوطات في شتى مجالات المعرفة، وكانت تلك المكتبات قد ساهمت في النهظة العلمية التي عرفتها الامة الاسلامية، لم يقتصر دور مكتبات المساجد انذاك لتوفير الكتاب الديني فقط بل تعداه الى مختلف العلوم من طب وكيمياء وفلسفة وفقه وعلوم الطبيعة والجفرافيا......
حاليا نتيجة لضروف ما وكما سبق ذكره من قبل بعض المتدخلين هناك شبه لا مبالات من قبل الهيئات المشرفة على المساجد في ترقية المكتبات، فنلاحظ ربما الاهتمام بثريا للمسجد ثمنها -كبير- دون الاهتمام برصيد المكتبات، ناهيك على الاعتقاد ان المكتبة يجب ان تظم كتاب الله القرآن فقط لانه لا يعلوه كتاب وهذا تفكير خاطئ فالقرآن هو كلام الله المحفوظ، أما سائر الكتب فهي نبراس العلم والمعرفة والاسلام حثنا على المعرفة
وكما أسلف من قبل الزميل al for1 ان اغلب مكتبات المساجد تتبع الى جمعيات ولجان المساجد المتطوعة لخدمة المساجد، لذا اقترح ان كل مكتبي يرتاد مسجدا أن يعرض خدماته على اللجان لترتيب كتب المكتبة والمساعدة في عملية توثيق رصيدها خاصة في المساجد الكبرى
مثال يجب التنويه به فيما يخص مكتبات الزوايا وهي كلها تابعة الى مساجد خاصة في الجنوب الجزائري فهي جد منظمة وتحوي على نفائس المخطوطات يسهر عليها شيوخ أفاضل من خيرة علماء الجزائر