[هلا الشريف]

لقد مرت مراكز مصادر التعلم بمراحل عدة من التطور حتى وصلت إلى الصورة الحالية التي نعرفها، وقد واكب هذا التطور في الوقت نفسه تطور العملية التربوية بشكل عام وعملية التعليم بشكل خاص أما أهم المراحل فهي على النحو التالي:المرحلة الأولى:مكتبات الصفوف:هي في البداية الحقيقية للمكتبات المدرسية التي تعتبر مرحلة سابقة لمراكز مصادر التعلم، وهي عبارة عن خزائن صغيرة تحفظ داخل الصفوف وتضم غالباً كتباً عامة وقصصاً وغيرها من المواد المطبوعة التي تتصل بميول وهوايات طلبة الصف ودروسهم، ويساهم طلبة الصف في اختيار وشراء موادها بالإضافة إلى المعلمين، وعادة يقتصر استخدامها على طلبة الصف.وقد لعبت هذه المكتبات دورا مهما في تطوير عادات القراءة والمطالعة عند الطلبة.وللأسف الشديد فقد بدأ هذا النوع من المكتبات يختفي من مدارسنا في الفترة الأخيرة على الرغم من أهميته.المرحلة الثانية: المكتبات المدرسية الرئيسة أو المركزية:هي المكتبات التي تلحق بالمدارس الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية وتهدف إلى توفير المواد المكتبية المناسبة وتقديم الخدمات المكتبية لمجتمع المدرسة المكون من الطلبة والمعلمين.وتعتبر بمثابة القلب بالنسبة للمدرسة، وهي بؤرة الإشعاع والنشاط الفكري والعلمي في المدرسة باعتبارها المركز الرئيس للقراءة والمطالعة والدراسة والبحث، وتزويد جميع أفراد المجتمع المدرسي من طلبة ومعلمين وإداريين بالمواد التي تعنيهم في أنشطتهم المختلفة وتقدم لهم الخدمات المكتبية.المرحلة الثالثة: مكتبة المواد أو الموضوعات:فيها يتم جمع وتنظيم الكتب كافة والدوريات والمواد المطبوعة الأخرى والمواد السمعية والبصرية المتعلقة بمواد دراسية أو موضوعات معينة ذات علاقة كالتاريخ والجغرافيا مثلا والمواد العلمية كالفيزياء والكيمياء والأحياء، واللغات كذلك وتكون المقتنيات كافة والمجموعات المتوفرة في هذه الموضوعات تحت تصرف الطلبة والمعلمين عند تدريس المادة أو القيام بأية نشاطات أو مشروعات تتصل بالمادة أو الموضوع الدراسي، وتتكون مجموعاتها عادة من الكتب والدوريات والصحف والنشرات والتقارير والبحوث والدراسات والأفلام المختلفة والتسجيلات والخرائط والمجسمات والعينات والنماذج والشرائح وكل ما يتعلق بالموضوع من مواد مكتبية ومصادر للمعلومات، وبالرغم من ايجابيات هذا النوع من المكتبات إلا أنها لم تنتشر بسبب حاجة المدرسة إلى عدد منها بسبب كثرة الموضوعات الدراسية، ولان كل مكتبة تحتاج إلى قاعة مستقلة وأمين مكتبة متفرغ.المرحلة الرابعة: ظلت المكتبات المدرسية على اختلاف أنواعها تعتمد بشكل رئيس على أوعية المعلومات التقليدية التي تتمثل في المواد المطبوعة كالكتب والدوريات في تقديم خدماتها..وكان عليها أن تطور أهدافها وخدماتها ومجموعاتها بحيث تقتني تيسير استخدام مختلف أشكال مصادر المعلومات المطبوعة والمسموعة والمرئية وتوظيفها لإشباع حاجات التربوية التعليمية وقد حاول المكتبيون والتربويون اختيار اسم مناسب لهذه المكتبة المطورة يعكس مفهوم الحديث لها، ويدل على الشمولية في مقتنياتها ومصادرها، فاختاروا مصطلح المكتبة الشاملة..ولقد مرت المكتبة الشاملة بمراحل عدة حتى وصلت إلى وضعها الحالي، فقد بدأت المرحلة الأولى عندما أضيفت إلى المكتبة المدرسية التقليدية وحدة خاصة بالأفلام التعليمية، ووحدات أخرى للمواد التعليمية والشرائح والاسطوانات والتسجيلات الصوتية(الكاسيت)، وكان الهدف في هذه المرحلة هو مجرد توفير المواد وتنظيمها وأعادها للاستعارة، ثم جاءت مرحلة ضرورة تكامل هذه المواد و توعية المدرس بطرق استخدامها وبضرورة مساهمته في اختيارها لأغراضه التعليمية المختلفة، بعد ذلك لم تعد المكتبة مجرد مخزن للمواد المطبوعة وغير المطبوعة بل أصبحت مؤسسة تعليمية تسهم في تحيق الأهداف التربوية المختلفة للمدرسة.وفي هذه المرحلة تغير التصميم التقليدي للمكتبة من مجرد قاعة كبيرة للمطبوعات إلى قاعات عدة أو أجنحة للمواد التعليمية المختلفة كالأفلام والخرائط والمصغرات الفيلمية والتسجيلات الصوتية، وظهرت قاعات صغيرة لمشاهدة الأفلام والاستماع للتسجيلات والتعلم الفردي، و تطورت الخدمات المكتبية التي تقدمها المكتبة لجمهورها من الطلبة والمدرسين، وظهرت الحاجة إلى ضرورة إعداد وتأهيل العاملين في مثل هذه المكتبات.المرحلة الخامسة و الأخيرة: هي مرحلة الوصول إلى مراكز مصادر التعلم في وضعها الحالي، وذلك بعد أن تأكد أن المراحل السابقة كافة لم تتمكن من تحقيق هدف وطموح المدرسة في الانتقال من عملية التركيز على التعلم من خلال توفير مواد وأنشطة مختلفة تساعد التلاميذ على اكتساب مهارات التعلم وتنمي قدراتهم في مجال التحليل والنقد، وقد لعبت العوامل الرئيسية التالية دورا مهما في تطور المفهوم الحديث لمراكز مصادر التعلم.1- أجمعت النظريات على أن التعليم عن طريق الخبرة هو أفضل أنواع التعليم، فلم يعد التعليم قائما على التلقين، بل أصبح يعتمد بالدرجة الأولى على خلق الرغبة لدى المتعلم في الحصول على المعلومات بنفسه، وبذلك تنتقل العملية التربوية من عملية تعليم إلى تعلم ومن تلقين إلى بحث وتعلم ذاتي.2- أصبح المتعلم هو محور العملية التعليمية، ولم تعد المعلومات التي يتضمنها الكتاب المدرسي وغيره كافية في حد ذاتها، وانما أصبحت الكتب المدرسية المقررة والمواد المطبوعة واحدة من المصادر المتعددة للمعرفة والثقافة والمعلومات، وفي كثير من الأحيان ليست الأفضل.3- بفضل الطرق الحديثة في تنظيم المناهج والأساليب الحديثة للتدريس، أصبحت المواد الدراسية وحدات مترابطة ومتكاملة بدون حواجز، مما دفع المتعلم إلى تحصيل المعلومات عن طريق النشاط الذاتي واستيعاب المعلومات ككل متكامل.(( المكتبات المدرسية ومراكز مصادر التعلم – للدكتور:ربحي مصطفى عليان)) الجميل من يصنع الجميل

الاخ يسري نقل جيد تشكر عليه ولك التحيةرضا الناس غاية لاتدرك

[هلا الشريف]

أشكرك أخي عبد العزيز على هذا المرور أختك: يسرى الجميل من يصنع الجميل