منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى الدروس النموذجية » ظاهرة عزوف العرب عن القراءة ج1...

منتدى الدروس النموذجية تتاح في هذ المنتدى دروساً نموذجية للمواد الدراسية في مختلف مراحل التعليم ، وسيكون ملتقى الكثير من المعلمين والطلاب الباحثين عن المعرفة بثوبها الجديد.

إضافة رد
قديم Sep-04-2006, 11:29 AM   المشاركة1
المعلومات

جآء الأمل
ساره اللقماني

جآء الأمل غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 11555
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 345
بمعدل : 0.05 يومياً


افتراضي ظاهرة عزوف العرب عن القراءة ج1...

ظاهرة عزوف العرب عن القراءةج 1
ضيوف الحلقة: - ماهر الكيالي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر
- مجد حيدر/ دار ورد للنشر
- جاسم سلطان/ مفكر قطري
- عزام التميمي/ أكاديمي مؤلف
تاريخ الحلقة: 27/12/2005-
عزوف العرب عن القراءة وأولويات القراء




عُزوف الجمهور عن القراءة ظاهرة تؤرق كل من يهتم لأمر الثقافة والفكر والمعرفة. وبالرغم من أن الظاهرة تعد حسب شواهد كثيرة عالمية إلا أنها في العالم العربي أخذت منحى لافتا تزيد من خطورته قلة المبادرات الرسمية أو الأهلية الرامية إلى حل هذه المشكلة، نحاول في هذه الحلقة تسليط الضوء على أسباب هذه الظاهرة والإجابة عن التساؤل المشروع إن اعتبرنا هذه الظاهرة سحابة سوداء ظللت واقعنا فمتى وكيف تنقشع عنه؟


عزوف العرب عن القراءة وأولويات القراء


ماهر الكيالي- المؤسسة العربية للدراسات والنشر: في الواقع أنه في معظم دور النشر أصبحت الكميات التي تطبع من الكتاب في تراجع من ثلاثة آلاف نسخة عندما تأسست الدار.. المؤسسة العربية عام 1970، 1969 إلى ألف نسخة في الوقت الحاضر أو ألف وخمسمائة أو ألفين نسخة، يعني هذه الإحصائية واضح فيها إنه رغم التزايد السكاني الكبير ورغم ازدياد الجامعات وازدياد المتعلمين ولكن ككمية تُطبع من الكتاب الثقافي والفكري يعني أخذت يعني تنحسر.
مجد حيدر- دار ورد للنشر: العرب بشكل عام شعوب لا تقرأ هاي أولا يعني أنا أحب أقول لك إياها يعني، من خلال تجربتنا نحن بالنشر من خلال تجربتنا بالترجمة يعني لاحظت شيء أنه هم لا يقرؤون إلا هناك نخب تقرأ حتى بالأجيال الجديدة أنا برأيي لا الأجيال الجديدة تقرأ، تقرأ ولكن بعد فترة تتوقف عن القراءة في مرحلة عمرية يبدو ضغوط الحياة الظروف بتمنعه أو بتبعده عن القراءة وبالتالي بتبعده عن الكتاب وبالتالي بيتكلس مخه وبيصير بعيد عن تيارات العصر الثقافية أو السياسية أو.. أنا برأيي الستينات والسبعينات كانت مرحلة ازدهار للقراءة إذا بدنا نحكي بالمقاييس هاي الستينات والسبعينات كانت مرحلة ازدهار للقارئ، كان في اهتمام أكثر، طموح أكثر، كان المشروع إذا بدنا نسميه المشروع الوطني المشروع الاستقلالي كان مطروح بقوة ما كان في هذه الخيبات اللي بدأت تبدأ بعد الثمانينات يعني هذه النقوصات اللي صايرة وأنا برأيي هذه النقوصات اللي حدثت بالثقافة العربية اللي أنت مطلع عليها وأنا مطلع عليها وكلنا بنعرفها هي أثرت سلبا على القراءة، نحن الآن عم بنحاول شوي نعيد الاعتبار لهذا الشيء، نعيد الاعتبار لشيء اسمه ثقافة جادة قراءة إعادة تقديم الآخر عبر تقديم ثقافته أدبه، ما بدي أقول سياسته السياسة يصطفوا فيها يعني عم بحكي ثقافته لأنه الثقافة مهمة الأدب هو مرآة يعني بالنهاية لثقافة أي شعوب، عبر هذا الشيء نحن عم نحاول أنه نرجع نشد هذا القارئ للكتاب.
مشارك أول: أنا بأحاول أنه أقرأ قدر المستطاع يعني، يعني بتعرف الواحد هلا مع الشغل مع المشاغل كذا بيحاول أنه يعني يخلي دائما في مجال إنه يعني للكتاب في حياته يعني على قدر المستطاع يعني بس هو جزء يعني مهم في حياتي بأحاول إنه يعني أعطيه أكبر قدر ممكن من الاهتمام.
مشارك ثاني: أنا نفسي متابع للقراءة أو مضطر لمتابعتها خصوصا الأشياء الفنية باعتباري بالاعتبارات الهندسية بسبب التقدم المستمر في العلوم والتكنولوجيا الجديدة اللي بتطلع فالقراءة هي الوسيلة الوحيدة للمتابعة، بالنسبة للمعارف العامة طبعا بتقل بالنسبة مع زيادة ضغط العمل لكن بشكل عام الواحد بيحاول يقرأ قدر المستطاع.
مشارك ثالث: إلى حد ما أسعى جاهدا للمحافظة على القراءة لكونها في نظري ضرورة من ضروريات الحياة خاصة في ظل في هذه المتغيرات التي يمر الإنسان بشكل عام والإنسان العربي بشكل خاص، أتمنى بل أرجو من أبناء جيلي الاهتمام بنظرة واعية إلى أهمية القراءة في حياتهم العامة والخاصة.
مشاركة أولى: بأشوف نفسي من أبناء جيلي إنه يعني أحسن منهم شويه يعني لأن هلا كل أغلبية الشباب كله بالفضائيات وبالأغاني وهيك ما بيهتموا كثير يعني بالقراءة.
مشارك رابع: بصراحة هي مش من أولوياتي كوسيلة إعلام مش من أولوياتي يمكن بتيجي في المرحلة الثالثة بعد التليفزيون والإنترنت، بالنسبة لشباب جيلي أنا شايف إنه أنا أعرف ناس بتقرأ ومهتمة بالقراءة لكن أغلب الناس القراءة بالنسبة لهم لا تستهويهم يعني يبفضلوا يحصلوا على معلومات بطريقة ثانية سواء.. في الأغلب بيبقى التليفزيون لأن هو التليفزيون بيدي معلومة موجزة عن الموضوع أو من غير تطويل أو من غير ما يأخذ وقت كثير.


لعل الحديث عن هجران القراءة غير دقيق إذا أُخذ على عمومه ودليل ذلك العدد اللامحدود والمتنوع من الدوريات والكتب والصحف التي تصدر في عالمنا العربي إذاً فالناس يقرؤون ولكن يبقى السؤال ما هي أولويات القارئين اليوم.
جاسم سلطان– مفكر قطري: أنا لن يعني أتكلم عن المزاج العام، المزاج العام حتى في أوروبا اليوم أشهر الكتب اللي موجودة هاري بوتر وهو كتاب يتكلم عن السحر والسحرة، لكن هذا مزاج عام، المزاج العام عادة لا يقاس عليه، لكن هناك مستوى من القراء الحقيقة يعكسون وعي المجتمع نفسه، المناخ العام الذي نتحدث عنة الآن ليس معنياً بالاحتفاء بالكتاب والكتاب الجيد بشكل عام، يعني نحن نستطيع مثلاً أن لحظ في كتاب مثل هاري بوتر أو غيرها من الكتب اللي يقال عنها (Best-sellers) في العالم نجد إن هناك إعلانات متتابعة تستمر لمدة شهور طويلة، قبل صدور الكتاب يقال والله الآن بقي 16 يوم عن صدور الكتاب، بقي أسبوعين عن صدور الكتاب، بقي يوم عن صدور الكتاب، سيصدر الليلة الكتاب، هذا النوع من الزخم الذي يُعطى للكتاب والأهمية التي تعطى تنطبع في أذهان الجمهور حتى غير المهتم يحاول أن يتحصل على هذا الكتاب الذي يسبب مثل هذه الضجة، هذا النوع من الإعلام والاحتفاء بالإنتاج الأدبي ليس موجوداً إلى الآن في مجتمعاتنا التي نعايشها.
"
السبب الرئيسي لقلة الإهتمام بالقراءة مناهج التعليم في البلاد العربية لأنها لا تُخرج متعلماً لديه الرغبة في الازدياد في التعلم
"
عزام التميميعزام التميمي– أكاديمي مؤلف: نحن بالرغم من أننا أمة الكتاب المفروض أن الأمة الإسلامية العربية بالذات أمة الكتاب إلا إنه للأسف ربما نكون من أقل الناس قراءة في العالم. وأنا أظن أن السبب الرئيس في ذلك هو مناهج التعليم، مناهج التعليم في البلاد العربية لا تُخرج متعلماً لديه الرغبة في الازدياد في التعلم وكأن الإنسان يعني إذا حصل على شهادة معينة أو قراءة كمّاً معيناً من الكتب أصبح عالماً، أصبح مثقفاً فيكتفي بذلك. وأظن إنه هذه مشكلة لا يمكن أن تعالج إلا إذا بدأنا بمراجعة مناهج التربية وأساليب التربية في مدارسنا وجامعتنا.

جهاد عامر– مكتبة لبنان: في إقبال عليها كبير الناس خصوصاً النساء يعني بتحب إنها.. تحب نوعية الكتب دية بالذات يعني وكل سنة أي كتاب بينزل عن الأبراج والتنبؤات دي بيتسحب يعني أكثر من أكثر الكتب اللي بتتسحب في المعرض.
مسعد شعير– دار اليقين: الكتاب الإسلامي كتاب فكر عام بيتناول كل قضايا الحياة من منظور إسلامي، يعني الكتاب الإسلامي بيخاطب الصغير، بيخاطب الكبير، بيخاطب السياسي، بيخاطب الاقتصادي، بيخاطب الاجتماعي، بيخاطب كل حاجيات الناس، مش بيخاطب يعني.. مش كهنوت، يعني هناك فرق ما بين إني أتكلم عن كتاب إسلامي بمعنى الكهنوتي، كتاب إسلامي بمعنى الفكر الإسلامي الكتاب اللي ماشي هو كتاب الفكر الإسلامي فيه فكر إسلامي، فكر إسلامي اقتصادي، فكر إسلامي اجتماعي، فكر إسلامي سياسي، فكر إسلامي عام.
محمد يوسف- دار الدعوة للنشر: إحنا في الأصل شعوب متدينة فطبعا طبيعي إن إحنا نقبل على الكتاب الديني، بس جاء ارتباط السؤال عن الدين وعن الإسلام وعن الكتاب الإسلامي خاصة في الآونة الأخيرة ارتباط بالأحداث اللي حاصلة مؤخرا وخاصة يعني بعد أحداث 11 سبتمبر وكده إن قيل إن الإسلام يعني مرتبط بالإرهاب وبعض الأحداث الإجرامية فإحنا طبعا ابتدأنا عن طريق الكتب والكتب الدينية إن إحنا نقدر نقول يا إخواننا الإسلام برئ جدا من الإرهاب يعني فابتدأت الناس تقبل على معرفة الإسلام زي ما حضرتك شايف حتى بعض الكتب كلها بتعرض بعض كتب السيرة وبعض كتب الفقه وبعض الكتب اللي هي يعني بتفرق بين الإرهاب وبين الإسلام وبتعرف الوجه الحقيقي للإسلام وهو دين الحنيفية السمحة يعني.



مشارك أول: المجالات اللي بأحب أطالع فيها التاريخ الفلسفة الأديان.
مشارك رابع: بأهتم طبعا بالقراءة السياسية خصوصا منطقة الشرق الأوسط بهتم شوية بالراوية ولو إن الراوية دلوقتي صعب جدا إن إحنا.. إن أنا ألاقي روايات جديدة أغلبها روايات من كُتاب قدام لا نجد دلوقتي كُتاب معاصرين وبأحب أوي كمان أقرأ في التحليلات النفسية.
مشارك ثاني: من الناحية الأدبية أو من الناحية الدينية للمتابعة المستمرة وللواحد يعني الدعم اليومي في الحياة يعني يظل يتابع نفس الشيء.
مشارك ثالث: أهتم باللغة العربية وفروعها وكافة فروعها بكثرة بالإضافة إلى مجالات التربية الإسلامية الدينية وتفسير القرآن وما أشبه ذلك.
من المسؤول؟
عزام التميمي: التخلف الثقافي له أسباب كثيرة يعني وهي ظاهرة مرضية مركبة، نحن مررنا بسنوات طويلة من التخلف الحضاري جاءت بعدها الغزوة الاستعمارية التي رسخت وفاقمت من هذا التخلف ثم جاءت الدول الاستبدادية التي لا تسمح بحرية التعبير ولا حرية التفكير ولذلك التعلم والثقافة ليس من مصلحتها وهذا ينعكس في مناهج تعليمية جامدة أو مُجمِّدة. التدخل السياسي في الثقافي يعرقل الثقافي ويشله، فأنا أتصور أن السبب الأساسي سبب الأزمة السياسية التي نعيشها، طبعا هناك عوامل أخرى تتعلق بالفرد، تتعلق بالأسرة، تتعلق بالمجتمع لابد أن تتضافر الجهود لحل الإشكالات في كل مستوى من هذه المستويات.
مجد حيدر: أنا برأيي المسؤول عن هاي المسألة هي وزارات الإعلام والثقافة العربية اللي هي قادرة تجسر هاي الهوة واللي هي قادرة تُفعّل المجتمع وتدعم الكِتاب يعني من خلال تقديمه ومن خلال السماح بتداوله ومن خلال.. أنت عندك رقابات عربية مرعبة يعني أنت ما بتعرف كيف تراقب وكيف ممكن تهين الكِتاب يعني بالإضافة إلى مسألة توصيل الكتاب بين دولة وأخرى الرسوم اللي بتنحط عليه، يعني الكتاب شو بده يتحمل إلا يتحمل القارئ العربي شو بده يتحمل؟ يعني في شيء أنا برأيي في شيء هم مسؤولين عبر ندوات، عبر تقديم الكتاب، عبر تغطيته إعلاميا عبر يعني.. بنهتم نحن مؤسسات خاصة ما لنا هذه الفعالية وهذه القوة المادية إنه نعمل مثل وزارة الثقافة عبر دعم الورق إنه دعم سعر الورق اللي يوميا بيرتفع هذا يعني أنت يعني أنا برأيي في هم المسؤولين قولا واحدا يعني.
ماهر الكيالي: يعني هاي أسباب مركبة مش بس سبب واحد، قد يكون هناك سبب اقتصادي لحد ما، قد يكون زي ما قلنا أنه اليوم في وسائل إلهاء كثيرة القراءة بدها جَلَد وبدها يعني تربية من الصغر، قد يكون أحيانا ما في مكتبات عامة كفاية وما في تزود لهذه المكتبات يعني هاي حقيقة مشكلة إنه الميزانيات المرصودة للمكتبات العامة ميزانيات محدودة جدا واليوم كتب الأطفال وكتب المعارف كثيرة شايف كيف، بس العزوف عنها نتيجة عدم وجود المكان ضيق الحال أحيانا في بعض الدول وفي بعض الدول عدم توفر الكتاب يعني مش دائما متوفر.
مشارك أول: في عدة أسباب يعني في نظري إنه يعني بتساعد على وجود هاي المشكلة، واحدة منها بأتصور نمط الحياة الحديث كثرة الأمور يعني، أيام زمان كان قد يكون الكتاب هو يعني من أسهل وسائل التعلم يعني والإطلاع على الأمور، الآن يعني في كثير جوانب أخرى.. الإنترنت، التليفزيون، الفضائيات المسائل اللي زي هيك فبأتصور هذه يعني خلينا نحكي مع وجه خلينا نحكي الأكثر يعني جاذبية والأكثر يسر وسهولة للناس بالأخذ منه يعني بأتصور أدى إلى عزوف الناس نوعا ما عن الإقبال على الكتب بالشكل يعني اللي كان منتشر في فترة من الفترات.
مشارك رابع: الوقت اللي إحنا فيه مع السرعة وكل وسائل الإعلام اللي طلعت ديات يمكن الناس لم تبق مهتمة قوي أو ليس عندها الوقت الكافي إنها تدور على كتاب وتقعد تقرأ فيه مع إنه أنا شايف إن الكتاب كوسيلة إعلام مهمة لأنه في أي حال من الأحوال محايد مش زي لما تتفرج على التليفزيون حد بيقول لك معلومة أو حد بيوجه لك كلام أنت شايفه، الكتاب بيسيب لنفسك شوية تخيلات، بس أنا شايف إنه الناس ما بتهتمش قوى بالكتب لأنه يمكن الوقت مش كافي.
مشارك ثاني: المسؤولية تقع أول شيء إنه أصلا بالعملية التربوية صار في عزوف من الأهل إنه تربية أولادهم على القراءة أو تعويدهم عليها خصوصا هذا اللي زاد هنا مع العصر الرقمي ووجود الإنترنت صار يعني وسيلة أسرع وأسهل للحصول على المعلومات فهذا السبب الرئيسي للعزوف عن القراءة حاليا.


جاسم صالح الريس- عضو اللجنة المنظمة لمعرض الكتاب القطري: معرض الكتاب يعني سنويا في إقبال كثير من القراء من الطلاب والطلبة، من المثقفين في إقبال شديد جدا يعني على أساس إن الاستفادة مما هو كل شيء جديد في المعرض أو من الكتب الجديدة اللي تصدر سواء كانت ثقافية، علمية، فنية.
ياسر محجوب- باحث في مجال الإعلام: ألاحظ في الفترة الأخيرة المعارض أصبحت تركز على نوعية معينة من الكتب يعني الطبخ، الرياضة، مش عارف بعض الأشياء يعني تحسها خفيفة أو تميل لأنها تكون تجارية، يعني أنا مش عارف يعني يمكن أنا لحالي يعني بس أعتقد أنه الناس اللي تبحث عن مراجع نوعية معينة ومراجع شوية دسمة، مراجع علمية، أصبحت قليلة يعني أصبح الطابع التجاري هو المسيطر على المعارض يعني فيمكن هذه تفيد قطاع يعني من الناس بس يعني في قطاع آخر يعني لا يجد مثل هذه الكتب يعني.
"
عبر مجموعة مستشارين نبحث عن أهم الأعمال في العالم التي لها قيمة ثقافية والتي تقدم جديدا للقارئ العربي، نقوم بترجمتها لتقديمها بصيغة مفهومة
"
مجد حيدرمجد حيدر: نحن كمان من خلال مجموعة مستشارين بالدار نبحث عن أهم الأعمال في العالم والأعمال المهمة التي لها قيمة اللي تحوي قيمة ثقافية، اللي بتقدم شيء جديد للقارئ العربي، اللي بتقدم له يعني بتطور بذهنيته بعقليته من خلالها نحن بنترجمها وبنتعب عليها جدا يعني حتى نقدمها بصيغة أقرب، نحاول أقرب إلى الكمال يعني أكيد ما هنوصل للكمال ولكن في الترجمة أنت بتعرف مشاكل الترجمة كثيرة ونحاول إنه نخلق صيغة جديدة لتقديم شيء للقارئ غير مختصر، غير مبتسر بيرفع من سويته وبالتالي بيخليه على تواصل مع الثقافات الأخرى وخاصة إنه مسألة اللغة يعني عندنا.. هلا الأجيال الجديدة بيجوز بدأت تنتبه للغة أما قبل ما كان في عندنا هذا الاهتمام كنا نحن باسم التعريب والدنيا أنهينا ألغينا إنه هذه لغة العدو ما لازم نقرأ فيها.. ما لازم فاكتشفت أنا هذه المسألة إنه كثير مهمة بالنسبة للأجيال الجديدة إنك لا تقدم لهم هذا الأدب المترجم.

ماهر الكيالي: إحنا في عندنا تنوع كبير في إصدارات الدار السَنة إحنا مصدرين حوالي مائة وستين أو مائة وسبعين عنوان جديد طبعا بالفكر وبالأدب وحتى أطفال وحتى الحكم طبعا يمكن شوي مبكر على أساس إنه مازلنا بالأيام الأولى للمعرض أما أنا تقديري إنها بالعكس بتعمل تواصل، القارئ اللي جاء السنة الماضية بيشوف في إضافة بيحس إنه هذه الدار تلبي بعض رغباته، توفر له رواية جيدة، توفر له مرجع فكري جيد، توفر له موسوعة جيدة وهذه مسؤوليات ومهام دور النشر إنها توفر للقارئ معلومة دقيقة طبعا طباعة كويسة أنيقة وغلاف جيد تحببه للكتاب أكثر وأكثر.
مشارك ثاني: زيارتي للمعرض حافز للقراءة لأنه يعني أنا بالنسبة لي شخصيا أنه آتي أبحث عن عناوين معينة أو مواضيع معينة لكن بنفس الوقت الكتب المعروضة والعناوين المعروضة بتفرض عليك على الأقل قراءة عناوين معينة ممكن تجذبك أو توسع مداركك إنه ممكن أقرأ هذا الكتاب حتى آخذ فكرة معينة عن مواضيع ممكن تكون جديدة علي.
مشارك خامس: إحنا بعدنا شوي بحكم ميولنا للكمبيوتر والحاجات السهلة الإنسان بعد شوية عن قراءة الكتب فابتدأنا نعلم الجيل الصاعد الالتفاف حول الكتاب والرجوع به للكتاب.
مشارك سادس: في حاجات جديدة وحاجات جميلة الواحد بيتحصل عليها من خلال المعرض من هنا بتبقى مش موجودة في السوق بره ننتظرها من السنة للسنة من وقت معرض للثاني يعني.
مشارك رابع: أنا طبعا مبسوط إنه معرض زي هذا يُقام في قطر يعني كانت فرصة كويسة أن أنا أتي أبحث على حبة كتب كنت تابعت حبة كتبت أصدرت يعني من قريب وجئت أبحث عليهم هنا.


عزام التميمي: الظاهر أن هناك عودة إلى الكتاب يعني هذا المعرض والمعارض التي تنظم كل حين في العواصم العربية دليل على أن الكتاب يريد أن يفرض نفسه بعد أن دخلت وسائل المعرفة الحديثة، التقنيات التكنولوجية التليفزيون الإذاعة الآن نتكلم عن الإنترنت الـ (CD) و(DVD) دخلت المضمار بشكل عنيف وجذاب، الكتاب يريد أن يعيد لنفسه الاعتبار، دور النشر بحاجة إلى أن تروج نفسها بشكل أفضل.
"
أعتقد بأنه ستحدث عملية انتقال إلى القراءة الموسعة أو الشغف بالقراءة في مرحلة لاحقة من حالة الأمة
"
جاسم سلطانجاسم سلطان- مفكر قطري: أنا أعتقد إن المستقبل للقراءة يعني بغض النظر عما يقال عن قضية الآن الوسائل الحديثة الكمبيوترات والحواسيب وما إلى ذلك والإطلاع عليها، لكن في اعتقادي إن ستحدث عملية انتقال للقراءة الموسعة أو شغف بالقراءة في مرحلة لاحقة من حالة الأمة، الأمة الآن تتسع قاعدة المعرفة فيها قاعدة القراءة فيها بعض المناطق تتحسن ظروفها الاقتصادية والظروف الاقتصادية تلعب دور كبير في قضية توفير الأوقات وعدم الانشغال بطلب الرزق على حساب الثقافة والفكر والتصورات، أنا أعتقد سنشهد مرحلة لاحقة تتسع فيها قاعدة القراء ويتحسن حتى مستوى الكتاب والذوق العام اللي متعرض للكتاب متفائل جدا بقضية الذي يحدث الآن على الأقل فيما أنا أشاهده هناك انتقال نوعي في مادة الكتاب المعروض وحتى في جودة الكتاب وإخراجه.

مجد حيدر: أي مساحة نشر جديدة أنا برأيي هي بتقدم فسحة جديدة للقارئ وعم تقترب من القارئ النشر الإلكتروني النشر الورقي ما في شيء بيؤثر على شيء صدقني، النشر الورقي هيستمر والنشر الإلكتروني هيستمر، يعني أنا بأعرف إنه في قراء أو غالبية القراء في علاقة غرام بينه وبين مسك الكتاب بينه وبين الورق بينه وبين هاي وفي قارئ بيحب الشاشة، الشاشة أنه يشتغل على الشاشة فهي مسألة يعني مسألة خاضعة لشيء أسمه مزاج شخصي لا بتأثر لا ما بأظن بتأثر يعني.
ماهر الكيالي: إحنا بنضخ العديد من الكتب لنشعر القارئ إنه في تقصير من طرفه بحيث إنه لما بيجي على معرض وبيشوف هذا الكم من الإصدارات بيحس إنه هو فعلا مقصر وعليه كقارئ مسؤولية تجاه نفسه بالدرجة الأولى وحتى يعتبر.. إذا بده يعتبر حاله مثقف أو عصري يا سيدي أو أي شيء ثاني على الأقل طبعا هو مش ممكن يشتري هذا الكم الهائل من الكتب وإنما على الأقل يطّلع بأشوف الكتب بدور النشر هاي الطريقة دور النشر يعني بتحسس القارئ بنوع من الضغط أما هي ما لها يعني أي وسيلة مادية للضغط على القارئ.
مشاركة أولى: مستقبل صراحة مخيف لأنه يعني ما فيه كثير فعلا صحبة للشباب ما بتحسهم صحبة مع الكتاب أو أنه يعني بيحبوا إنه يقرؤوا باستمرار أو إنه يروحوا مكاتب أو أنه يثقفوا نفسهم لا يعني أغلبية الشباب يعني ما بيحبوا مثلا القراءة يعني على طول بيكونوا مثلا يا إما بيتابعوا أغاني بيتابعوا برامج ثانية بحيث إنه أكثر شيء إنه قراءة الكتب وكده ما يعني ما أثارت اهتمام للشباب.
مشارك ثالث: إذا لم يدرك القارئ العربي مسألة خطورة ترك القراءة فإن المسألة تذهب للأسوأ خاصة إنه لاحظ يوم بعد يوم تدني العلاقة بين القارئ العربي وبين الكتاب طبعا ليس القارئ العربي فقط وإنما القارئ بشكل عام ولكن تكمن الخطورة أكثر عند القارئ العربي.
مشارك أول: الموضوع بده صراحة يعني جهود كثيرة تتضافر حتى إنه يعني إعادة العلاقة على ما كانت على سابق عهدها ما بين الكتاب والقارئ يعني بتوجيه يعني إعلامي توجيه في المنزل يعني في البيت يعني إحنا كثير بنلاقي إنه مفهوم التربية حتى اختلف.
مشارك ثاني: بالنسبة للكتاب بشكله الورقي أو شكله المتعارف عليه مع الوقت راح يقل برضه الاعتماد عليه لكن في المستقبل إن شاء الله في وسائل أخرى للمعرفة لنقل المعرفة غير الكتب سواء كانت الإنترنت أو وسائل المعارف الأخرى الموجودة حاليا، لكن الأمل إنه بالأهل يعني المفروض المنزل هو اللي يبدأ إنه تحفيز الأطفال على طلب معرفة جديدة وعلى السعي لجمع معلومات معرفة جديدة بالنسبة لهم.












التوقيع
~~~أصبحت ألدنيا كالقريه~~~~ كل هذا بفضل عصر تقنيه

~~~~المعلوما ث ~~~~
  رد مع اقتباس
قديم Apr-17-2009, 02:25 PM   المشاركة2
المعلومات

سمية حسن سيد
مكتبي جديد

سمية حسن سيد غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 67823
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 3
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

هدا الموضوع للاسف يدل على المستوى الثقافي للعربي الا يعرف المسلم ان اول امر له اقرأ أقرا أقرا












  رد مع اقتباس
قديم Apr-18-2009, 09:46 AM   المشاركة3
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


افتراضي

شكرا على الاحاطة اخي الكريم
بارك الله فيك
ويوجد مشاركة عن تنمية القراءة
انظر
http://alyaseer.net/vb/showthread.php?t=18966












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم Apr-19-2009, 07:30 PM   المشاركة4
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


افتراضي

09/11/2008 04:00:40 م

تدنى الاوضاع التعليمية فى العالم العربي


العرب يقرأون ربع صفحة في السنة!



العرب أونلاين- صالح البيضاني-حذام خريف: أفادت معطيات نشرتها الأمم المتحدة حول عادات المطالعة والقراءة لدى مختلف شعوب العالم ودولها أن معدل ما يقرأه الفرد في طول العالم العربي وعرضه سنويا هو ربع صفحة فقط"!" وأن معدّل ما يقرأه الأمريكي "11" كتابا والبريطاني 8 كتب.

وفي ذات السياق، كشف أول تقرير عربي سنوي عن التنمية الثقافية تعلنه مؤسسة الفكر العربي قريباً عن تدني معدل الالتحاق بالتعليم عربيا، مقارنة بدول العالم، وانخفاض معدل الكتب المنشورة عربياً، وكذا انخفاض معدل القراءة بصورة مؤسفة. ووفقا للتقرير الذي يعلنه رئيس المؤسسة الأمير خالد الفيصل من القاهرة لا يتجاوز معدل الالتحاق بالتعليم في الدول العربية 21.8% بينما يصل في كوريا الجنوبية إلى 91%، وفي أستراليا 72%، وفي إسرائيل 58%.

وأوضح أمين عام المؤسسة الدكتور سليمان عبدالمنعم أن هناك كتاب يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما هناك كتاب لكل 500 إنجليزي ولكل 900 ألماني، أي إن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من معدل القراء في إنجلترا.

في ظل الأوضاع التعليمية المتردية في العالم العربي حيث تتصاعد نسبة الأمية في عديد بلدانه بشكل رهيب، وفي ظل الطفرة الرقمية بغثها وسمينها، ليس من الغريب أن يهبط معدّل ما يقرأه الانسان العربي سنويا الى سطر واحد فقط او بعد ذلك حتى الى كلمة واحدة! وهذا الأمر ينعكس على سوق اصدار الكتب والنشر في العالم العربي الذي يسوده الركود.

تهميش الثقافة في واقعنا العربي
الروائي المصري محمد العشري: ربما تكون تلك الاحصاءات غير دقيقة، لكنها بالتأكيد تشير إلى عدم أهمية الكتاب في حياة المواطن العربي، وعدم الإقبال عليه، خاصة في الوقت الراهن، وهذا التراجع يعود بالدرجة الأولى، إلى تهميش الثقافة في واقعنا العربي.

وما يفعله الإعلام الاستهلاكي الدافع إلى الترفية والتسطيح والعشوائية في كل شيء، وتخلي المؤسسات والهيئات الثقافية عن دورها الفعلي في توفير وخلق مناخ صحي ملائم، وهو ما انعكس بالسالب على الأجيال الجديدة، وجعلها لا ترى أهمية في فعل التثقيف من خلال الكتاب والقراءة، وعدم الترويج للكتاب باعتباره أمر ضروري وحيوي في حياة الإنسان بشكل خاص، والإنسانية بشكل عام.

محاولة التوصل إلى الأسباب الجوهرية التي آدت إلى ذلك الإضمحلال لا يعود إلى العائلة، أو المدرسة، أو المجتمع، أو الفضائيات، أو الظروف، إنما يعود إلى كل تلك العوامل متضافرة ومتداخلة، لأنها منظومة واحدة، تصب في بعضها البعض، وتؤثر في بعضها.

في رأيي أن العلاقة بالكتاب تقوم على أساس الإيمان بدوره في تشكيل العقل والوجدان، وهو ما يخلق صداقة حميمة نادرة، لأن المكتبة هي "صيدلية الروح"، كما كان يسميها الفراعنة القدماء.

بعض الكتب يمكنها أن تشفي من أمراض العصر، وبعضها مُسكّن لِمَ نجابهه في واقعنا الهادر، ولا نقدر على تغييره. منتهى الحلم أن يجرب الإنسان أن يعيش حيوات كثيرة، لا شيء بمقدروه أن يمنح ذلك السحر غير المكتبة والكتاب والقراءة..

فالحياة بين الكتب، هو ما يمنح الجَلَدّ، والقدرة على الاستمرار في الحياة. والوقوف على تراجع القراءة في العالم العربي يمكن رصده بسهولة، لكن الصعب هو وضع حلول يمكنها أن تعيد للكتاب رونقه وحضوره وفاعليته في حياة الإنسان.


د.السيد نجم: أمين سر اتحاد كتاب الانترنت العرب
"بداية لست ممن يتشاءم كثيرا من تلك الاحصاءات .. ربما لاعتقادى بأنها غير دقيقة تماما..

حيث أننا بمصر توجد العديد من المطابع ودور النشر لا علم بأحد بها، حيث أنها غير مسجلة باتحاد الناشرين المصريين أو العرب، كما أن هناك كتب علمية أو تعليمية تدخل فى باب النشر الثقافى، بينما هى كتابات محدود لأغراض محددة بعيدا عن الثقافة. ومع ذلك هذا لا يعنى عندى عدم الاكتراث بتلك الاحصاءات أو تجاهلها، لكن أرى أن يثار السؤال أولا حول ما هو الكتاب المعنى سواء فى المؤسسات الدولية، أو ما نتناقش حوله؟

لعله من المناسب الاشارة الى ذاك المؤتمر الذى حضرته منذ شهور قليلة، بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، لمناقشة الموضوع نفسه.. تحت عنوان "أزمة القراءة".

وقد تحدثت فى ورقتى حول علاقة الانترنت بالقراءة، وكانت المفاجأة، أنه تم عرض احصاء وتقرير حول أزمة القراءة، أفاد أن الأزمة متزايدة فى المرحلة العمرية من 15 حتى 35سنة.. والطريف أننى أكدت أن تلك المرحلة هى نفسها الفئة العمرية الأكثر تعاملا وقراءة على شبكة الانترنت..

وهو ما يعنى أن الشبكة سحب عدد كبير من الكتاب اليها. بل ويتميز هذا الجيل المتعامل مع النت بمهارات ايجابية، تفوق كثيرا القراءة السلبية للكتاب. ومع ذلك يبقى الكتاب الورقى له رونقه وخصوصيته التى يجب الحفاظ عليها.. خصوصا أن شبكة الانترنت أثرت فى العديد من آليات الثقافة والاتصال مثل الصحافة والتليفزيون وحتى السينما، الى حد تهديد بعض الصحف فى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بعدم الاصدار والتوقف.

والظاهرة الثقافية فى أوروبا تشير الى أن الكتاب الورقى مازال له مكانته، على الرغم من شيوع التعامل مع الانترنت.. وهو ما يرجع الى النشأة والاعتياد وهو دور الاسرة، ثم مكتبة المدرسة والفصل والعملية التعليمية ذاتها وهو دور المدرسة.. ثم الوعى المجتمعى بعامة .وهى العوامل التى نفتقدها فى مجتمعنا العربى!!

وهنا قد يلزم الاشارة الى عامل هام فى موضوع القراءة، ولا يلتفت اليه البعض، ألا وهو تسويق الكتاب، سواء بين الدول أو داخل الدولة الواحدة.. هنا بمصر أعرف تماما تعطش بعض الأماكن الى الكتب الثقافية أو الدوريات الثقافية، الا أنها لا تصلهم، ربما لأنهم يقيمون فى قرى أو لقصور فى التوزيع داخل المدينة.. ولا يوجد موزع مركزى سواء بالقرية أو المدينة يتاح للمتابع التعامل معه.. وهنا اعتبارات اقتصادية تسويقة ومع ذلك أرى أن الكتاب الالكترونى، والمواد الثقافية المحفوظة على اسطوانات الكمبيوتر يمكن أن تلعب دورا جوهريا وهاما فى حل مشكلة القراءة، خصوصا بالنسبة لمن لا تصلهم المطبوعات الورقية."..

جفاء بين المواطن العربي والقراءة
د. علي محمد زيد – باحث وروائي يمني - عضو فريق الخبراء في منظة اليونسكو"باريس":
ليس ما أطلقتم عليه "الجفاء" بين المواطن العربي والكِتاب سوى مظهر من مظاهر الجفاء العام بين المنطقة العربية والعصر الذي تعيش فيه.

والمظهر الأبرز لهذا الجفاء أن المنطقة العربية تكاد تكون المنطقة الوحيدة التي تتصرف وكأن ما يشهد العالم من تطورات في مجالات مختلفة لا يعنيها. فقد عصفت الديمقراطية بعالم اليوم في حين ماتزال الأنظمة الاستبدادية غالبة على المنطقة العربية.

وحتى بعض الأنظمة التي اضطرت إلى أن تستجيب لبعض الضغوذ الخارجية من خلال السماح بهامش ديمقراطي محدود، تقضي وقتها في العمل للالتفاف على هذا الهامش ومحاصرته لجعله يستجيب لما تحرص عليه من تكريس لتوريث السلطة والوظائف العليا.

وفي مجالات التنمية البشرية على الرغم من أن المنطقة العربية أصبحت أغنى من أي وقت مضى في تاريخها، ما يزال الفقر شائعا، والتعليم متدنيا، والأمية منتشرة. فلم يبق أي بلد في أمريكا اللاتينية في قائمة أقل البلدان نموا، وآسيا تنهض وتسحب معها ما تبقى من بلدان ذات دخل منخفض لتلحق بنهضتها، في حين يصر أقل البلدان نموا في المنطقة العربية على السير في قاع هذه القائمة ولا يضع أي مشروع جدي للخروج من هذا المستوى المتدني.

وعلى الرغم من اتساع دائرة التعليم بفعل التراكم وبحكم مرور الزمن، يكاد التعليم في المنطقة العربية أن يكون الوحيد في العالم الذي لا يستجيب للمعايير الدولية من حيث جودة التعليم، ومن ثم فإنه في الغالب يُخرِّج عاطلين عن العمل، لا يمتلكون المعارف والمهارات المناسبة التي تجعلهم قادرين على منافسة الخبرات القادمة من آسيا ومن غيرها لتستفيد من الثروة العربية الكبيرة.

فما يزال هذا التعليم سطحيا ونظريا وقائما على الحفظ والتلقين، ولا يُفتِّح المدارك، ولا يحفز على التفكير والبحث، ومن ثم لا يرسخ عادة القراءة منذ الصغر.

وما يزال أغلب الجامعات العربية غريبا عن القفزات التي يحققها إنتاج المعارف في العالم المعاصر، لأن هذه الجامعات تُغلِّب الولاء على الكفاءة في اختيار هيئة التدريس ويتحكم في بعضها أجهزة أمن لا علم لها بما يشهده التعليم العالي في العالم من تطور. وتتعامى بشكل مخيف عن غياب البحث العلمي. والنتيجة أنه لا توجد جامعة عربية واحدة تصنف في مستوى متقدم بين جامعات عالم اليوم.

وتغيب المكتبات المدرسية في أغلب المدارس العربية، وإذا وجدت فإن ما فيها من كتب إما غير ملائم لمستوى التلاميذ، وإما لا يُعلِّم التفكير والتحليل والاستنتاج، ولا يُفتِّح المدارك. وبالمثل، يشعر المرء حين يزور مكتبات الجامعات العربية بمدى الفصام بين العرب وتطور المعرفة في عالمهم.

أما عن غياب المكتبات العامة في أغلب المدن والتجمعات السكانية العربية فحدث ولا حرج. وفي حين أن العرب، في الغالب الأعم، لا يشاركون في إنتاج المعرفة بل يستهلكونها كما يستهلكون غيرها من الخيرات المادية، فإن حركة الترجمة ضعيفة إلى درجة لا تصدق، مع أن الترجمة في جميع المجالات خطوة أولى على طريق النهضة في الواقع العربي الراهن، لأنها تسمح بانتقال المعارف والأفكار والحوار معها، وتحفز ملكة الإبداع والإنتاج.

والنتيجة أنك إذا دخلت أي معرض من معارض الكتاب التي تتكرر وتتشابه من بلد عربي إلى آخر صدمتك حقيقة غُربة العرب عن تطور المعرفة في هذا العصر. فالكتاب العلمي شبه غائب بسبب غياب البحث العلمي في الجامعات وفي ما يطلق عليه "مراكز البحوث".

والكتاب المترجم نادر ويكاد يقتصر على ما يكتبه الآخرون عنا ولا يقدم لنا سوى بعض ملامح صورتنا في عيون الآخر. والإبداع الأدبي الذي يستحق هذه التسمية قليل ولا يوجد إقبال عليه بما يشجع تطوير تجارب الكُتَّاب ويعمِّق خبراتهم.

والدراسات النظرية محدودة والكثير منها لا يتفق ومعايير البحث العلمي. وأغلب الكتب المعروضة تسترجع ماضيا غرقنا فيه بحيث لم نعد قادرين على أن نستلهمه لنضيف إليه بصماتنا وإبداعنا وتفاعلاتنا مع واقعنا ومع عصرنا.

والواقع أن هذا كله ليس سوى انعكاس لغياب المشروع العربي المشترك. فمنذ أن أطلقت حركة التحرر العربية بقيادة عبدالناصر خلال النصف النصف الثاني من الخمسينات والنصف الأول من الستينات الحلم بتجاوز الانحطاط وعبور العرب إلى العصر، مايزال هذا المشروع غائبا.

فقد أدى غياب الديمقراطية والتكالب الغربي على المشروع العربي إلى هزيمة 1967 وبداية تراجع هذا المشروع حتى وصلت المنطقة العربية إلى درجة الصفر في كل شيء، إذا استعرنا عبارة رولان بارت عن "الكتابة في درجة الصفر".

فقد انتهى حلم الوحدة العربية ليس إلى استغراق كل قطر عربي في ذاته وابتعاده عن أشقائه فحسب، بل تشظى الكثير من البلدان العربية إلى مكوناتها العرقية والطائفية.

ومن عبث السياسة العربية أن السودان الذي جزء من سكانه غير مسلمين قرر أن يدعو إلى مشروع "إسلامي" وأن يفرضه في حرب مع جزء مهم من مواطنيه انتهت بمواجهة خطر تمزق السودان إلى شظايا.

والعراق الذي جزء مهم وقوي من سكانه غير عرب، لم يكتف بمحاولة تعريب الأكراد بالحرب، بل تعدى ذلك إلى محاولة "توحيد" العراق ببلد مجاور بالقوة، في حرب فجرت المنطقة العربية وكانت بداية الطريق نحو الاحتلال الأجنبي.

واليمن الذي تفاوض شماله وجنوبه على تحقيق الوحدة من خلال التوافق، انزلق بعد أربع سنوات من تلك التجربة، التي كان يمكن أن تقدم أنموذجا لتوحيد عربي يراعي الجميع ويحفظ مصالح الجميع، إلى حرب طاحنة جعلت المواطن الذي طحنته الحرب يجد نفسه في تناقض بين حلمه بالوحدة ومعاناته منها.

وكان من الطبيعي أن يؤدي هذا الغياب للمشروع العربي وللحلم العربي المشترك إلى غياب التنمية المشتركة، وغياب العلم، وتخلف الثقافة، وتراجع الإبداع والإنتاج. ولو لم توحد بين العرب لغة تستعصي على الاندثار لارتباطها بالدين الإسلامي، ومن ثم توفر أرضية مشتركة لازدهار الثقافة العربية، لسار قطار التشظي العربي دون أمل في العودة.

فالمواطن العربي مطحون بهذا الغياب عن واقع القرن الواحد والعشرين، وبالبحث عن فرص العيش، ومهموم بالخوف من الحاضر ومن المستقبل. ولا يكاد يوجد كاتب عربي متفرغ للكتابة والإبداع، لأن من النادر أن يوجد كاتب عربي يعيش على إنتاجه من الكتب.

فأغلب الكتاب على قلتهم لا يطبع أكثر من 1000 إلى 2000 نسخة من أي كتاب يصدره على الرغم من تطور تقنية الطباعة. ومع أن العالم قد أصبح يعيش في مرحلة ما بعد التلفزيون وانتقل إلى الانترنت والنص الرقمي، وجد كثير من المواطنين العرب المهمومين بمشاغل الحياة وبإحباطات الواقع العربي الراهن، أنفسهم يتهالكون على التلقي السلبي ويسترخون أمام شاشة تلفزيون لا يفعل أغلبها سوى تمجيد الحاكمين وتغطية العيوب والقصور في واقع عربي يعيش على هامش عالمه.

وعلى الرغم من أن الانترنت بوابة إلى بحر المعرفة العالمي، فإنها ماتزال محدودة الاستخدام في أغلب البلدان العربية، بسبب الأمية والفقر وانعدام الكهربا وغياب التلفون أو الحاسوب. كما أن الكثير من مستخدميها يميلون بحكم التربية وضعف الثقافة إلى الجوانب السلبية التي لا يخلو منها كل اختراع جديد وكل علم. والأدهى أن دور اللغة العربية في الشبكة مايزال محدودا.

فترقيم الكلمات العربية محدود للغاية، في حين أن غالبية ساحقة من المواطنين العرب لا تجيد اللغات الأجنبية. وهكذا فإن "الجفاء" بين المواطن العربي والكتاب انعكاس لأزمة أعمق تمس مواجهة هذا المواطن لتحديات عصره.

محمد الناصر مصر – روائي وعضو الهيئة الإدارية لنادي القصة المصري:
لأن الكتاب منتج معرفي، فان أي حالة تسبق انتاجه أو تتلوه، هي عنصر من عناصر عملية انتاجية، ومن ثم فان القراءة والتفكير والابداع،هما عناصر أساسية في عملية انتاج الكتاب.

في رأي ان هذه النسبة المتدنية المتفاعلة مع الكتاب في مجتمعاتنا العربية لا بأس بها، بل أسأل، لماذا نحن العرب نفزع عندما نكتشف ان جانب انتاجي في مجتمعاتنا متدن النسبة، وهو الجانب المعرفي، ونتجاهل جوانب انتاجية أخري اقتصادية وسياسية وغيرها، نسبها أكثر تدنيا من المنتج المعرفي في مجتمعاتنا نحن نعاني من نسبة تدن المنتج المعرفي في وطننا العربي، لأننا مجتمعات متدنية الانتاج بشكل عام، ولأن الانسان العربي لظروف تاريخية يمر بها انسان متدن الانتاجية.

والأخطر أن نوعية المنتج المعرفي الذي يتعرض له يوميا، والذي من مهامه الاساسية خلق شخصية منتجة، يأتي بنتيجة عكسية، ثم نقارن أنفسنا في مجال انتاج المعرفة بمجتمعات نسب الانتاج معرفيا و اقتصاديا وسياسيا فيها مرتفعة للغاية، بل يساهم المنتج المعرفي لديهم في تطوير الشخصية انتاجيا، ومن ثم يصبح ارتفاع نسبة المنتج المعرفي في هذه المجتمعات، المتمثل في جانب منه في الكتاب أمر طبيعي.

اذا نظرنا الى الموضوع من هذه الزاوية، أجد نفسي أحمد الله الذي لايحمد علي مكروه سواه، علي هذه النسبة شديدة التدن، التي لا ترضيني ولاترضي أي مهموم عربي بقضايا الانتاج المعرفي.

عندما كانت الشخصية العربية في عصور الازدهار، شخصية منتجة، كان المنتج المعرفي لدينا عال النسبة، الي أن تلبست الشخصية العربية عفاريت التخلف، التي استطاعت بقدرة قادر أن تجري عملية احلال داخل الشخصية العربية، فاختفت العناصر المحفزة علي الانتاجية، وحلت محلها عناصر حتي العفاريت التي صنعتها تخجل منها.

عبير عاطف - مسئولة القسم العربي بإدارة علاقات الناشرين في بنك المعلومات العربي "اسك زاد ":
في رائيي الشخصي أن هناك العديد من الأسباب والعوامل التي أدت إلى العجز الثقافي عند القارئ العربي بشكل عام والشباب بشكل خاص ولعل من اهم هذه الأسباب أو العوامل العامل الاقتصادي وماترتب علية من ضغوط نفسية فأصبح البحث عن لقمة العيش وتامين المعيشة هو الهم الأكبر.

كذلك تعدد مصادر المعرفة المرئية والمسموعة وعدم التوعية بأهمية ودور القراءة في حياتنا وتغذيتها لعقولنا فأصبح هناك العديد من الوسائل الأسهل والأكثر جاذبية للحصول على المعلومة ولا نستطيع أن نغفل هنا دور الانترنت وتأثيره الكبير علينا جميعا وعلى حياتنا اليومية هذا بالإضافة إلى الظروف السياسية والاضطرابات والحروب التي تشعل الكثير من بلدان المنطقة العربية في الفترة الحالية والتي زاد معها عدم الإحساس بالأمن والأمان.

في الحقيقة إذا بحثنا في هذا الموضوع سنجد أسباب وعوامل ليس لها حصر قد يكون تأثير احدها علينا اكبر من الآخر ولكن في النهاية النتيجة واحدة وفي اعتقادي أن إحساسنا بوجود عجز ثقافي وأدركنا لما قد يصل إلية الأمر إذا ازداد هذا العجز هو أول خطوة لنا على الطريق الصحيح وليبدأ كل منا بنفسه وليدعوا الآخرين.

جميل السلحوت – ناقد وكاتب فلسطيني من القدس:
تشير إحصائيات منظمة التربية والتعليم الدولية " اليونسكو " ومنظمة " اليسكو " العربية إلى أن معدل قراءة الفرد في عالمنا العربي هو ست دقائق في السنة ! في حين أن معدل القراءة في دول أوروبا يعادل عشرات بل مئات أو آلاف إضعاف ما عندنا.

ومع ذلك فإننا نفاخر بأننا أمّة " أقرأ " لأنها أول آية نزلت في القرآن الكريم وكانت خطابا للنبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، فلماذا أمّة " أقرأ" لا تقرأ ؟

وعندما يدور في خلدي هذا السؤال أتذكر مقولة للأديب المصري الراحل عبد الرحمن الخميسي عندما أجاب على تساؤل في مقابلة صحفية، لماذا كل كتاباتك عن المسحوقين والمعدمين ؟

ألم تعشق امرأة في حياتك ؟؟ ولماذا لم تكتب عن الحب والجمال ؟ فأجاب : " كيف تطلبون من إنسان جائع أن يصف لكم روعة السماء ؟

"فحوالي ربع مواطني العالم العربي أُمَيين، -حوالي سبعين مليون أُمّي- وان كانت الأُمّية تتفاوت بين قطر وآخر، وغالبية مواطني العالم العربي يعيشون ظروفا اقتصادية غاية في الصعوبة، وعشرات الملايين يعيشون تحت خط الفقر، ومع كل الخيرات الموجودة في العالم العربي إلا أن دخل هذا العالم البالغ عدد سكانه حوالي الثلاثمائة مليون يعادل دخل اسبانيا، وهي من أفقر الدول الأوروبية وعدد سكانها ستون مليونا، والكتب التي تترجم سنويا إلى اللغة الاسبانية من لغات أخرى تعادل الترجمات إلى اللغة العربية في ثلاثمائة سنة .

مما يعني أننا نعيش انغلاقا ثقافيا .وأن الكتب التي تصدر سنويا في دولة مثل اليونان تزيد أعدادها عن الكتب التي تصدر في العالم العربي جميعه.
والتخلف الاقتصادي يقود إلى تخلف صحي، والى تخلف في التحصيل العلمي والبحث العلمي . وبالتالي فإن الذي يجد قوت يومه، ويمضي يومه راكضا خلف رغيف الخبز، فإنه بالتأكيد غير قادر على شراء كتاب .

ولا يغيب عن البال قضايا الرقابة على المطبوعات التي قد توصل كاتبا إلى المحكمة والى السجن،كما أن اقتناء بعض الكتب قد يشكل تهمة يحاسب عليها القانون في بعض الدول العربية.

والمشكلة لا تتوقف هنا، فبالتأكيد فإن تربيتنا وثقافتنا لا تدعو إلى ترسيخ المطالعة وقراءة الكتب، والحفاظ عليها بحيث تعمل كل أسرة مكتبة صغيرة في بيتها، نستثني من ذلك مطالعة " القرآن الكريم " وبعض الكتب الدينية، وهي على أهميتها وضرورة تعليمها وتعلمها غير كافية.

ومن المستحيل أن تجد خطيبا في مسجد مثلا يدعو إلى مطالعة كتاب – مهما كانت أهميته – إن لم تكن له علاقة بالشريعة وبالفهم الديني، مع أن الدين الإسلامي - وهو دين الغالبية العظمى في العالم العربي- يدعو إلى تعلم مختلف أنواع العلوم، حتى أن الفقهاء اجمعوا أن جميع المسلمين آثمون إذا وجد علم ما.

ولا يوجد من بينهم من يعلمه، والقرآن الكريم يحثنا على التفكر والتعلم، يقول تعالى " وتفكروا في خلق السماوات والأرض " ويقول صلى الله عليه وسلم : اطلبوا العلم ولو في الصين " ونجد من يعتلي المنابر ويخطب بعدم تعليم البنات، أو الاقتصار غي تعليمهن على مرحلة التعليم الإلزامي على الأكثر، مع أن الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه يقول " من كانت له ابنة فأدبها وأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها كانت له سترا من النار".

وعاداتنا وتقاليدنا الموروثة لا تحث أيضا على القراءة والمطالعة، فنادرا ما نجد على سبيل المثال من يعود مريضا في مستشفى ويهديه كتابا أو أكثر. ونادرا ما نجد واحدا من الأبوين يشتري قصة أطفال لابنه الطفل مثلا.

وهناك قضية مهمة جدا وهي عدم تخصيص نسبة معينة من الميزانية العامة في دولنا العربية للثقافة، فبعض الدول المتقدمة تخصص ما بين 4-7% من ميزانيتها التي قد تكون بالمليارات للثقافة.

ومعروف أن وزارة الثقافة لا تنتج ثقافة وليس من اختصاصها ذلك، لكن عليها واجب رعاية الثقافة، ومن هذه الرعاية دعم دور النشر ليصل الكتاب بسعر زهيد إلى القارئ العادي، وليصل إلى الطلبة وذوي الدخل المحدد قبل غيرهم.

ومن الأمور المحزنة أن نجد كبريات دور النشر العربية - والتي توزع مطبوعاتها في الدول العربية جميعها - لا تطبع أكثر من عشرة آلاف نسخة، ولا تباع جميعها.

مع أن الكتب الجيدة في بعض الدول المتقدمة والتي لا يزيد عدد سكانها على الخمسة ملايين، توزع دور النشر فيها الطبعة الأولى أكثر من مائة ألف نسخة من كل كتاب، ومن المفارقات العجيبة أن ترجمات ودواوين الشاعر الكبير الراحل محمود درويش إلى الفرنسية وزعت عشرات أضعاف، ما وزعته بالعربية، مع أن ترجمة الشعر إلى لغات أخرى تفسد أو تقلل من جماليته.

ما العمل؟
يجب إعادة النظر في طرقنا التربوية ومناهجنا التعليمية، ويجب تخصيص حصة مطالعة على الأقل أسبوعيا لطلبة المدارس، مع تزويد المدارس بكتب تلائم أعمار طلابها، واحتساب علامات للطبلة على ما يقرءون من كتب، كطلب تلخيص كتاب من كل واحد منهم، كما يجب أيضا اعتماد ساعات معتمدة جامعيا ترتكز على الثقافة،وعلى البحث لإجبار الطلبة على القراءة وزيادة معلوماتهم بدلا من أسئلة : " ضع دائرة حول الجواب الصحيح " ويجب تخصيص إعلام موجه ثقافيا للمشاهدين بدلا من أغاني الرقص شبه العاري، ويجب إنشاء مكتبات عامة لتغطي التجمعات السكانية في كل منطقة، وعمل ندوات ومحاضرات حول أهمية المطالعة، ولمناقشة بعض النتاجات الثقافية والعلمية، كما يجب على وزارات الثقافة، والمؤسسات الثقافية أن ترعى الترجمات عن لغات أخرى للاطلاع على الثقافات الأخرى والاستفادة منها بدلا من التقوقع حول الذات .

كما يجب رعاية التعليم الإلزامي لجميع أبناء من هم في سن التعليم، وتوفير العيش الكريم لمن يضطرون لعدم تعليم أبنائهم لأسباب اقتصادية، ويجب القضاء على الأُمّية من خلال البرامج الواعية والهادفة .

ويجب إخراج الثقافة والنتاج الثقافي من " الكولسات " الفردية والحزبية حيث ان البعض يشكلون ما يشبه عصابات " المافيا " في المؤسسات الثقافية، فينشرون لأنفسهم ولمحسوبين، ويحاصرون من لا يوافقهم الرأي .

د. عبد الحميد الحسامي ناقد وأكاديمي يمني:
إن العجز الثقافي الراهن يعود في المقام الأول لغياب المشروع الثقافي لدى الحكومات العربية مما يؤدي إلى ان تصاب كل مفاصل المجتمع اسرة ومدرسة ومؤسسات ثقافية تصاب بالكساح الذي يقعدها عن الحركة ويدعها مشلولة في صحراء البؤس الثقافي المدمر وما يبرز من طفرات او حالات توهج ثقافي فيعود إلى جهود فردية تحاول أن تشق طريقها بصعوبة وتحطيم الطوق المفروض عليها مجسداً في انساق متصلبة تحول دون أي انطلاق حينما نكتشف أنفسنا ونخوض الحياة مسلحين بثقافة المشروع ومشروع الثقافة حينها سنجد أن لدينا القدرة على الانطلاق مثل أي شعوب أخرى.

مصطفى نصر –روائي وناقد مصري:
مشكلتنا مع الكتاب مشكلة قديمة جدا، والغريب أنها تزداد تعقيدا من وقت لآخر، فلاشك أن نسبة القراء تنقص من عام إلى آخر، ومن أهم أسباب ركود الكتاب ؛ الأمية المتفشية في كل البلاد العربية، فمن النادر أن يلجأ طفل إلى الكتاب في بيت لا يعرف القراءة والكتابة، لكن المشكلة في مصر أكثر تعقيدا.

فقد قضت فترة السبعينيات على الطبقة المتوسطة التي كانت تذهب إلى السينما المحترمة وتشاهد المسرحيات الجيدة وتشتري المجلات الثقافية والكتب، كنت أعرف عائلات اعتادت على دخول سينما محترمة مساء كل يوم خميس، وأن تشتري مجلة الهلال ومجلة المختار والعربي كل شهر، وتشتري المجلات الأسبوعية والجرائد – خاصة الأهرام – كل يوم , الآن ذابت هذه الأسر وتاهت مع البحث عن ثمن الغذاء ومتابعة نشرة ارتفاع الأسعار .

هذا غير المستجدات، الأفلام التافهة التي تصنع من أجل الطبقات الجديدة التي تمتلك النقود ولا تحمل فكرا . والوصلة المسروقة من الفضائيات والتي تباع علنا لمعظم البيوت في سائر المحافظات، فتبث أفلاما طوال اليوم، فمن الذي سيفكر في مشاهدة مسرحية جادة، أو قراءة كتاب.

كنا في المدرسة نحرص على الاستعارة من مكتبة المدرسة، وكانت هناك حصصا للمكتبة، والمدرسون يحكون لنا عن العقاد والمازني والفرق بينهما، وعن حسين السيد الذي تفرغ للكتابة لعبد الوهاب.، وعن أشياء كثيرة مازلت أحفظها رغم مرور السنوات الطوال على قولها في الحصص الدراسية .

أين هذا الآن، والمدرسون مشغولون بالدروس الخصوصية، إنهم يتناولون طعامهم في الطريق، حتى لا تفوتهم حصص الدروس المرتفعة الثمن. أسيفكر هؤلاء في قراءة كتاب، أو الحديث عن قراءاته للتلاميذ ؟!

المدرس لا يشرح في الفصل ليضطر التلاميذ لأخذ الدرس عنده، منذ السبعينيات ومعظم المصريين يبحثون عن الثراء من أي طريق، سباق للاغتناء واستغلال الفرص المتاحة، وضياع للقيم والمثل العليا، "وإللي ما يغناش في هذا العهد لا يمكن أن يغتني بعد ذلك".

قبل هذا الوقت كان من النادر أن تجد مدرسا لا يشرح في الفصل، الآن الكل أختار الطريق الأسهل وهو الدروس الخصوصية، واقتنعت الأسر بهذا واستعدت له.

الرابط
http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=\2008\11\11-09\440.htm&dismode=x&ts=09/11/2008%2004:00:40%20م



http://www.alarabonline.org/index.as...2004:00:40%20م












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم Apr-24-2009, 04:05 PM   المشاركة5
المعلومات

أمينةمصادرتعلم
هيئة تعليمية

أمينةمصادرتعلم غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 62308
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 283
بمعدل : 0.05 يومياً


افتراضي

بارك الله فيكم












  رد مع اقتباس
قديم May-10-2009, 02:08 PM   المشاركة6
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب


أزمة الثقة بين القارئ والكتاب
شاكر فريد حسن
المتامل في الحياة الادبية والثقافية في بلادنا يرى انها تعاني العديد من المسائل والقضايا والاشكاليات التي تعيق مسيرتها وتمنع تطورها ،وفي مقدمة ذلك انعدام الثقة بين القارئ وبين الكتاب المحلي . فالقارئ العربي هنا يقبل على شراء واقتناء الكتب وامطبوعات القادمة من الخارج بغض النظر عن مستواها الفني والجمالي والفكري والوجداني ، ونادرا ما يجذب هذا القارئ او يلفت نظره كتابا محليا فيتدكس على رفوف المكتبات ومعارض الكتب.
وباعتقادي ان من بين الاسباب لعدم الاقبال على الكتاب المحلي يعود الى الاراء المسبقة حول الابداع والانتاج المحلي ،ناهيك عن غياب المؤسسات الثقافية الوطنية التي ترعى وتشجع الكتاب المحلي ،كذلك انعدام دور النشر التي تعنى بنشر وتوزيع الكتب المحلية ، اضافة الى الجو الباهت والانفلات والتسيب البعيد عن الادب والابداع الحقيقي وانحسار عادة القراءة . والانكى من ذلك سهولة النشر واصدار الكتب بشكل متتالي من قبل الهواة والمبتدئين ن واغراق السوق وحياتنا بالنتاج الادبي الهش واغث السطحي والهزيل الذي يحد من الوصول الى الارقى ،عدا افتقار حياتنا الثقافية الى نقاد متخصصين ومتمرسين مثابرين يتناولون النصوص2 الجيدة ،التي تستحق القراءة والاهتمام والمتابعة النقدية ، ويسلطون الاضواء العميقة على الاعمال الادبية وكشف نقاط ضعفها ومصادر قوتها ، بالاضافة الى كشف ااضوائها وظلالها وبالتالي ايقاظ ملكة الاحساس الجمالي لدى القراء . كما ان صحفنا واسبوعياتنا المحلية تساهم هي الاخرى في تعميق ازمة الثقة بين القراء والنص الادبي المحلي ،وذلك بنشرها الكثير من النص2وص2 والنماذج الرديئة ، الضعيفة والركيكة ،ان كانت شعرا او نثرا ،وهي نصوص ابعد ما تكون عن روح الادب وجوهر الابداع ،زد على ذلك غياب الاطر الادبية ،والتشرذم الواضح والبارز بين اوساط المثقفين والمبدعين في هذا الوطن وانقسامهم الى قبائل ومجموعات مفككة ومتصارعة لا تخدم الابداع المحلي ،الدافع لمسيرة مجتمعنا الحضارية وبناء الانسان الحضاري العصري , فسقى الله ايام زمان حين كانت حركتنا الادبية والثقافية ذات زخم واصالة وقوة ونقاء روحي ومصدر فخر واعتزاز وايمان مطلق بالقيم وافكار التقدم والتحرر والعدالة الاجتماعية ،وعندما كان الشعراء امثال :راشد حسين ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وحنا ابو حنا وسالم جبران وعصام العباسي وشكيب جهشان وغيرهم يكبون قصيدة في صحيفة او مجلة ،او يصدرون كتابا حينئذ كان اهل القلم والادب والثقافة يتناقلون القصيدة ويحتفون بالديوان فيقبل الناس على شراء الديوان والبحث عن الصحيفة او المجلة التي نشرت تلك القصيدة،أما اليوم فقد اختلف الحال وانخفض عدد القراء وتغيرت الاهتمامات واصبح الاهتمام بالكتاب المحلي يقتصر على عدد محدود والابداع هنا في بلادنا .وفي النهاية يبقى السؤال:كيف يمكن تخليص ادبنا من حالة الشلل والجمود والانحطاط والرداءة ،واعادة الثقة بين الكتاب المحلي وما تبقى من قراء بين جمهورنا العربي؟؟!


الرابط

http://online.alarab.co.il/view.php?sel=00132731
















التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم May-10-2009, 02:17 PM   المشاركة7
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

لماذا ”أمّة إقرأ” لا تقرأ وإن قرأت فبالأذنين - القراءة من ضرورات الحياة المعاصرة
بروفيسور حسيب شحادة 09/05/2009
لماذا ”أمّة إقرأ” لا تقرأ وإن قرأت فبالأذنين
القراءة من ضرورات الحياة المعاصرة
ا. د. حسيب شحادة *

لفت انتباهي ما قرأته مؤخّراً في صحيفة عربية تصدر في بلاد الاغتراب، بيروت تايمز في أمريكا، ع. 971، 7-14 أبريل 2005 ص. 20، حول نصيب القراءة لدى الإنسان العربي. الحق يُقال إنني أُصبتُ بصدمة شديدة رغم علمي المسبق بالصلة غير الحميمة القائمة ما بين الطرفين المذكورين. يقول الخبر: ”إن معدل ما يخصّصه المواطن العربي للقراءة سنوياً هو عشر دقائق وأن مجمل الكتب التي تصدر في مختلف أرجاء الوطن العربي لا تبلغ الخمسة آلاف كتاب في السنة الواحدة”. ويضيف الخبر ذاته أن عدد الكتب الصادرة في أورويا يصل إلى خمسين ألفاً وفي أمريكا وكندا العدد هو مائة وخمسون ألفا. ووفق إحصائية نشرت في بداية العام 2008 نرى أن معدل قراءة العربي ”كلمة” في الأسبوع. ويهبط معدّل مدّة القراءة السنوية إلى سبع أو ستّ دقائق وفق ما ورد في جريدة لبنانية، وأن 14٪ من اللبنانيين يطالعون الكتب وكل 300 ألف عربي يقرأون كتاباً واحداً. وللمقارنة نقول إنّ معدل زمن القراءة لدى الإنسان الغربي يصل إلى ست وثلاثين ساعة سنوياً، أي 360 مرّة أكثر من العربي.
وهناك إحصائيات تشير إلى أن المعدل العالمي السنوي للقراءة لدى الفرد الواحد يصل إلى أربعة كتب وفي أمريكا إلى أحد عشر كتاباً وفي انجلترا سبعة كتب أما في العالم العربي فرُبع صفحة للفرد. وهناك أربعون بالمائة من الأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والخامسة عشرة غير منخرطين في سلك التعليم. وهناك كتاب واحد لكل ثلاثمائة وخمسين ألف عربي في حين أن النسبة في أوروبا هي كتاب واحد لكل خمسة عشر ألفاً. أضف إلى ذلك أن الثقافة المعلوماتية لدى الأغلبية الساحقة من الطلبة العرب غير بعيدة عن الصفر.
كما وتثير التقارير السنوية عن التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة الرعب والهمّ والإحباطَ في مجال القراءة وحركة النشر في العالم العربي. والنتيجة ذاتها تتجلّى في استطلاعات مستويات الجامعات في العالم حيث مكان الجامعات العربية محفوظ في المؤخرة، في ذيل القائمة الطويلة، بضع مئات. يوازي عدد الكتب المطبوعة مثلاً في إسبانيا سنوياً ما طبعه العربُ منذ عهد الخليفة المأمون الذي قُتل عام 813م وحتى يوم الناس هذا (حوالي اثني عشر قرنا ! !)، قرابة مائة ألف كتاب. أضف إلى ذلك أن ما تستهلكه دار نشر فرنسية واحدة من الورق هي ”باليمار” يفوق ما تستهلكه مطابعُ العرب مجتمعة من المحيط إلى الخليج. كما أن مُجمل الدخل القومي للعالم العربي برمّته لا يزيد عن دخل إسبانيا وحدها وهي من أفقر دول أوروبا. وثمة مقارنة أخرى مُحبطة تبين أن عدد الاختراعات الإسرائيلية سنوياً يصل إلى حوالي 500 في حين أن عدد الاختراعات في كافة الدول العربية الاثنتين والعشرين لا يتعدّى الخمسة وعشرين اختراعا".
ويُشار إلى أن اللغة العربية تأتي في المرتبة السادسة من حيث عددُ الناطقين بها وذلك بعد الصينية والإنجليزية والهندية والإسبانية والروسية. ومن اللافت للانتباه أن عدد الكتب التي تُرجمت إلى العربية خلال ثلاثة عقود، 1970-2000، وصل إلى 6881 كتاباً وهذا ما يعادل ما نُقل إلى اللغة الليتوانية التي يبلغ عدد الناطقين بها قرابة أربعة ملايين انسان فقط ! ويشار مثلا أن اليابان تترجم مليون صفحة سنوياً أما العرب فيترجمون خُمس ما يترجمه اليونانيون. وكان تقرير الأمم المتحدة قد كشف عن وضع تعيس ومزرٍ للترجمة إلى العربية، إذ لوحظ أن العرب لا يترجمون خُمس ما يترجمه اليونانيون. زد إلى ذلك أن الترجمة في كثير من الأحيان سيّئةً مبنىً ومعنىً لتجاريتها وقلة مهنيتها، ولا وجود مثلا لترجمات علمية وفلسفية لجاليلو وديكارت. ومن المعروف أن معظم الأدباء والكتّاب العرب ينشرون نتاجهم دون مراجعة أو تنقيح أحد لا من طرفهم ولا من جانب مدقق لغوي يعمل في دار النشر ولذلك فنسبة الأخطاء والهفوات الطباعية واللغوية المختلفة عالية. ويذكر أن متوسط عدد الكتب المترجمة في العالم العربي هو 4،4 لكل مليون نسمة وفي المجر مثلا يصل المتوسط إلى 519 كتاباً لكل مليون أما في إسبانيا فنجد 920 كتاباً لكل مليون.
هناك قرار حكومي أمريكي يقضي بتدريس العربية منذ المرحلة الابتدائية وكل ذلك على نفقة الحكومة لاعتبار هذه اللغة استراتيجية، لا سيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول العام 2001 والديدن في هذا القرار الجديد هو معرفة لغة العدو وثقافته ودينه وطريقة تفكيره وتعامله مع الآخر ليسهل اختراقُه وزعزعة أركانه داخلياً. والموقف ذاتُه ينسحب بالنسبة لتدريس العربية بشقيها الرئيسين، المكتوبة والمنطوقة، في إسرائيل منذ قيامها وحتى الآن، قلة من النخبة تدرسُها وتتقنها لأهداف أمنية وسياسية في حين أن الغالبية العظمى من اليهود الإسرائيليين لا يحجمون عن تعلم العربية فحسب بل ولا يكنّون لها أي احترام أو تقدير. وفي المقابل، نرى أن عرب البلاد قد غالوا في تعلّم العبرية والسيطرة عليها وكان ذلك في حالات كثيرة على حساب لغتهم القومية ومع هذا فهم ما زالوا مهمّشين في المجتمع الإسرائيلي اليهودي المنطوي على نفسه.
يصل معدل ما يقرأه اليهودي الإسرائيلي سنوياً إلى أربعين كتاباً والأوروبي إلى خمسة وثلاثين في حين أن العربي غالباً لا يعرف الكتاب إلا عند ”كتب الكتاب” كما أن جلّ المتعلمين العرب خريجي الجامعات والمعاهد العليا يُطلّقون الكتب إثر تخرّجهم وولوجهم الحياة الزوجية. وكي تتم قراءة كتاب واحد في العالم العربي لابد من تعاون ثمانين شخصاً. في أواخر الستينيات من القرن العشرين، قال زعيم إسرائيلي، عند اجتماعه مع أعوانه: ما دام العرب لا يقرأون فما من خطر حقيقي يهدد دولة إسرائيل. أضاف آخر وإذا قرأ العرب فلا يفهمون وإذا فهموا فلا يفعلون وعليه فسنبقى نحن المسيطرين المهيمنين على المنطقة رغم قلة عدددنا.
في أكتوبر 2004 عُقد معرض فرانكفورت وهو أكبر سوق للنشر ويضم 6638 من الناشرين، 180 ألف زائر من مائة دولة، 12 ألف صحفي من ثمانين دولة، ثلاثمائة فعالية ثقافية، عُرض ثمانون ألف عنوان جديد. كل هذا في خمسة أيام. في الماضي كان الحضور العربي رمزياً، أما الآن فعرضوا اثني عشر ألف عنوان وكانوا ضيوف الشرف. طباعة رديئة، عدد قليل من المؤلّفات بالإنجليزية، الكتاب الوحيد باللغة الإنجليزية كان في بعض الحالات عن رئيس تلك الدولة أو المملكة أو السلطنة العربية.
يُنفق الألمان قرابة 16 مليار يورو على شراء الكتب سنوياً إلا أن الأمة الجائعة لا يُطربها صوت العنادل ومن الواجب على الحكومات العربية أولا إيجاد الحلول الناجعة سريعاً- لمشاكل الجهل والفقر والمرض. لا بد من علم وحرية تتمتع بهما أغلبية المواطنين الساحقة للوصول إلى الديمقراطية. لا بدّ من التنويه بأن الدخل السنوي الفردي عام 2003 كان في اليمن حوالي 490 دولاراً وفي الجزائر 1720 وفي سوريا 1330 وفي لبنان3990 وفي الجزائر1720 وفي الأردن 7720 وفي الإمارات العربية المتحدة 20217 أما في اليابان فكان 33550 وفي أمريكا 3506.
القراءة هي المهارة الأساسية في عملية التربية المنهجية. وتشير الأبحاث اليوم إلى أن الطفل الذي لا يتعلم أسُس القراءة مبكّراً فليس من المحتمل أن يتعلمها كما ينبغي أبداً. وطفل لا يتعلم القراءة جيداً وبسنّ مبكّرة لن يفلح في مهارات أخرى وفي اكتساب العلم والمعرفة. قبل اختراع التلفزيون والفيديو والانترنت تبوأت القراءة النشاط المركزي في أوقات الفراغ. ومن الملاحظ أن نسبة الذكاء لدى المغرمين بالقراءة أعلى بكثير من تلك المتوفرة عند غير القارئين.
على الوالدين ملقاةٌ مهمةُ غرس بذرة محبة القراءة في أذهان أطفالهم وقراءة الكبير للصغير بصوت مسموع تُعزّز روابط العاطفة بين الطرفين وتساعد في التطور العقلي والعاطفي وتنشّط عضلات العينين وتنمي التركيز. وتوصل القراءة الإنسانَ عادة إلى التعرف على كلمات وعبارات جديدة على الدوام وقد تُصبح هذه العادة في وقت ما ”إدماناً” مرغوباً فيه. وقراءة القصص الجيدة للأطفال حُبلى بالفوائد، إنها أولاً مسلية، تشعرهم بالأهمية، تنمّي فيهم بذرة حب القراءة والتقدم، تنمّي مهارات الإصغاء والتركيز والقدرة على التعبير بثقة ويسر ودقة ووضوح. ولا بدّ من خلق عادة حميدة وهي الصبر وحسن الاستماع وقال من قال: "للإنسان أُذنان ولسان واحد".
هناك شريحة إنسانية عالمية تقدّر بما يتراوح ما بين 4-10٪ تعاني من عجز في القراءة (dyslexia) أي قراءة سيئة حرفياً، والقراءة عملية بصرية يجب أن يصحبها تأمل وخيال. ويشبّه هذا العجز بانتعال حذاء ضيّق جداً والسير به دون انقطاع لساعات والألم شديد جداً. هناك عوامل وظروف عديدة جعلت من عرب اليوم أمّةً لا تقرأ، منها على سبيل المثال لا الحصر: الأمية متفشية في أكثرَ من ثلث العرب، زهاء 100 مليون وذلك وفق التعريف التقليدي للأمية: جهل بالقراءة والكتابة والقيام بعمليات حسابية أساسية تحريرياً؛ الأوضاع الاقتصادية لا تشجّع بل وفي الغالب الأعمّ لا تسمح باقتناء الكتب؛ قلة المكتبات العامة لا سيما في القرى؛ الثقافة العربية في معظمها شفاهية تلقينية أكثر منها بصرية، إنها منصبة على ذهنية التكرار والاجترار ومن المعروف أن ثقافة الانفعال عارضة أما ثقافة العقل فراسخة ودائمة؛ المستوى الثقافي العامّ لا سيما لدى الأمهات لا يشجع على القراءة والمطالعة، منذ الصغر يتحوّل الكتاب إلى نوع مقيت من العقاب، ضعف الطلاب في العربية المكتوبة فهي ليست لغة أم أحد؛ وجود الراديو والتلفزيون والسينما والفيديو والإنترنت والهواتف الخليوية حلّت محل ”خير جليس في الزمان”. زد إلى ذلك أن العربي عادة إذا قرأ فإنه يقرأ إمّا الكتب الدينية أو كتب الجنس ؛ أو كتب الطبيخ والنفيخ. الأمّ العربية الأمية وحتى المتعلمة القادرة على فكّ الحرف تُرضع أطفالها في الغالب الأعمّ روح الغرور والاستعلاء والتفوق على الغير، روح الديكية والتطوّس وهي قوية من الخارج وهشّة من الداخل. بعبارة مختصرة، جُبلت الشخصية العربية عموما على العناد والوهم والمواربة والغلو ونزر يسير من المنطق.
تأمّل هذا البيت:
إذا بلـغ الفطـامُ لنا صبيـّاً تخرّ له الجبـابر سـاجديـنا
أقراص وجرعات ضد مثل هذا المرض العضال، الغرور والتفكير غير المنطقي قد يجدها من يرغب في الشفاء في القراءة الجادة والتدرب على التحليل والاستقراء بتروٍّ وحكمة.
وفي جوٍّ كهذا من السبات الفكري حُرِّم التفكير والإبداع وابتعدت الناس عن لغة العقل والتعقل والعقلانية واتجهت نحو لغة تغييب العقل ولغة الغيب والتحايل والشعوذة والخزعبلات. كل ذلك جرى لصالح الطاعة لرجل الدين والملك مدة عشرة قرون نكراء عجفاء. وفي محيطٍ آسنٍ كهذا ترعرعت تربية الترويض والتدجين والفهلوية والغيبية وتبرير عدم القيام بالواجب التي لم تقبل الرازي والحركة القرمطية وإخوان الصفا والحلاج وابن عربي والسهروردي.
القراءة عادة حميدة لا بد من تشذيبها وتوجيهها وإثرائها في البيت أولاً ثم في المراحل الدراسية اللاحقة لتغدو أصيلة ونابعة من الذات أو كما قال ابن خلدون ”مَلَكة راسخة” بالنسبة لتعلم اللغة. اليوم التعليم الحقيقي بجوهره ذاتي وبدون القراءة صامتةً كانت أو جهرية واستخدام المعجم وكتب القواعد لا يتمّ ذلك. إنها غذاء الروح والعقل والوجدان ووقود الإبداع كما أن الطعام والماء والهواء غذاء البدن. يبدأ الطفل بالتعلم واكتساب التجارب واكتشاف ما حوله بحاسّتي الذوق واللمس وعلى الأسرة غرس محبة الإطلاع على الكلمة المكتوبة النافعة والمسؤولة وحب الاستطلاع وطرح التساؤلات إذ أن السؤال العميق مفتاح خزائن المعرفة وهي بحر لا قعر له. إن الفراغ أبو الرذائل والعمل الإيجابي ذو قيمة ومتعة والذكاء خاضع للوراثة البيولوجية بشكل قابل للقياس والبيئة الأسرية وفي القراءة مثلاً ابتعاد عن سفاسف الأمور وعادة القيل والقال البغيضة المستشرية في المجتمع العربي. أمّة إقرأ لا تقرأ ولا تحب أن تقرأ ومع هذا تُكثر من الثرثرة واللغط والنميمة والمحادثات الجدباء والبيت العربي بدون كتاب أو بكتاب للزينة، وهو بمعية أمية أميين ومتعلمين في الغالب الأعمّ.
ومن المعروف أن بداية الكتابة كانت في سوريا وبلاد ما بين النهرين لدى السومريين والكتابة أهم اختراع بشري دون منازع إلا أنها تبقى بلا قيمة إذا لم تُقرأ. ويشار إلى أن القراءة بصوت مسموع كانت القاعدة المعتمدة لدى العرب في حين أن الأجانب ومنذ الإسكندر الأكبر، على ما يبدو، يفضّلون القراءة الصامتة. ولا شك في أن أفضل طريقة لتحسين التفكير وترقيته هي القراءة.
من الصعب الفصل بين الإبداع والقراءة والتثقيف الذاتي وسعة الأفق، والمراهق المبدع يقرأ سنوياً خمسين كتاباً تقريباً. وتبين سِير عظماء العالم أنهم كانوا منذ الصغر قرّاءً نهمين. لا أملَ في تطوير مهارات الخطابة والكتابة والبحث والحوار بدون الغوص في القراءة والمطالعة لأمهات الكتب والمراجع في شتّى المجالات المعرفية. على القراءة أن تكون وسيلة للمعرفة الحقيقية وليست كما هي عند معظم العرب وسيلة للراحة الذهنية والنوم بعد الظهر، القيلولة.
ذات يوم في التاريخ كان العرب يقرأون للتعلم والتقدم فاخترعوا الكثير مثل النظام العددي، الصفر، والنظام العشري ونظرية النشوء قبل داروين بقرن والدورة في الرئتين ثلاثة قرون قبل هارڤي. كما واكتشف العرب الجاذبية والعلاقة بين الوزن والسرعة والمسافة وذلك عدة قرون قبل نيوتن وقاسوا سرعة الضوء وعلو البحار، اخترعوا الإسطرلاب، ووضعوا أسس الكيمياء و.. و.. و.. و. ومنذ الجاهلية في ”حلف الفضول” كان العرب أيضاً سبّاقين إلى توثيق الحقوق والحريات العامّة واليوم أصبحوا منذ مدة طويلة نموذجاً للاستبداد والكساد والفساد.
ويُحكى أن أبا عليّ إسماعيل القالي، 901-967، صاحب الأمالي، قسا عليه الدهر فأرغمه على بيع بعض كتبه وهي أعزّ ما عنده، فباع نسخة من معجم ”الجمهرة” لابن دريد واشتراها الشريف المرتضى فوجد عليها بخط أبي علي:
أنِستُ بها عشريـن حـوْلا وبعتُها فقد طـال وَجدي بعدَهـا وحنيني
وما كـان ظنّـي أنني سأبيـعهـا ولو خلّدتني في السجـون دُيـوني
ولـكنْ لضعفٍ وافتقــارٍ وصبيـةٍ صغـارٍ عليهم تستهـلّ جفـوني
فقلت، ولـم أملك سـوابـقَ عبـرةٍ، مقــالة مكـْويِّ الفـؤاد حزين:
وقد تخـرج الحاجــات يا أم مـالكٍ ودائــعَ من ربٍّ بهـنّ ضنيـن

ويُحكى أن الفيلسوف ابن رشد، 1126- 1198 لم ينقطع عن القراءة والنظر منذ عَقَل إلا مرّتين في حياته، ليلة وفاة والده وليلة بنائه إلى أهله.
كل هذا بالرغم من أن الإسلام يحضّ على القراءة، إذ أن أول كلمة نزلت منه في القرآن الكريم كانت ”إقرأ”، وفي أمّة ”إقرأ” نجد أن الأميّة متفشيةٌ حتى النخاع. وآيات الحضّ على العلم والمعرفة تربو عن السبعمائة، منها: قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق (العنكبوت، 20، وفي الأحاديث النبوي دحضٌ وحثٌّ على طلب العلم والمعرفة مثل: ”ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة”، ”من يحجب العلم أثم شرعاً”، ”الحكمة ضالّة المؤمن أنّى وجدها فهو أحقّ الناس بها”، ”ساعةُ علمٍ خيرٌ من سبعين ساعة عبادة”؛ مداد العلماء يوزَن يومَ القيامة بدماء الشهداء”؛ إقرأ! وارق”!
كان العرب في العصر العباسي وفي الأندلس يقرأون للتعلم والتقدم والمساهمة في الحضارة الآدمية كما نوّهنا سابقاً واليوم وبكل بساطة وأسف يتعلمون القراءة ومن يقدر عليها لا يزاولها إلا قليلاً فمن أين يأتي التغيير والتطوير للأحسن والأفضل. والقراءة اليوم لا تعني فكّ الحرف فحسب بل وفهم مغاليق الحاسوب والتقنية الحديثة متسارعة التطور والتقدم وغربلة الغثّ من السمين الثمين. وهناك استراتيجيات متنوعة يجب توفرُها قبل الشروع بالقراءة وذلك وفق طبيعة المادة المقروءة فقراءة الشعر غير قراءة القصة والرواية مثلاً. وفي الرياضيات يلعب القول المأثور ”ما قلّ ودلّ” دوراً محورياً. من الممكن قراءة ما بين 20-60 صفحة في رواية خلال نصف ساعة أما في الرياضيات فالحدّ الأقصى ثلاثة سطور. ويقول أهل الرياضيات من أجل فهم شيء ما عليك أولا أن تقرأه ثم كتابته بلغتك أنت ثم تعليمه لغيرك. وأحسن وسيلة لفهم المقروء تبني الفكرة المطروحة.
من البدهي أن العقل يتمظهر باللغة التي تعكس قيمة العقل فهناك علاقة حتمية بين العقل واللغة، والمخّ بدون المطالعة سيتكلّس لا محالة. اللغة والمنطق متحدان، عبر القراءة يحيا المثقف عدة حيوات وتجارب الآخرين وعزوف السواد الأعظم من العرب عن القراءة ظاهرة يجب أن تؤرق كل مهتم بالثقافة والفكر والمعرفة. الواجب لتغيير الوضع ملقىً على وزارات التربية والتعليم والمثقفين الحقيقيين ! دور المعلم المربي منذ روضة الأطفال وحتى الجامعات والمعاهد العليا مركزي ناجع وسريع في تحبيب القراءة والاستقراء في قلوب فلذات أكبادنا وعقولهم لتنمو وتزدهر ! لا بد من عمل دؤوب مدروس وبصمت راهب متصومع لبلورة شخصية حقيقية صادقة أولا وقبل كل شيء مع نفسها، لا ازدواجية أو ثلاثية أو رباعية الأبعاد كما يعرف كل واحد منا. ترى الكثيرين مثلاً ممن يتمظهرون بثوب الدين والتدين والصلاة والصيام و.. و.. إلا أنهم في حقيقة الأمر أبعد الناس عن الدين السمح، أيِّ دينٍ سماوياً كان أم أرضيا. وقد يكون مركز الضاد للتدريب بإشراف الدكتور عبدالله الدنان، رائد تعليم المحادثة بالفصحى منذ نعومة الأظفار على حقّ وجدير بالاعتماد، كما سأحاول تبيين ذلك في مقالة قادمة. ومن نافلة القول، ليس كل متعلم مثقفاً وليس كل مثقف يكون حاصلاً على شهادات عليا. فهناك على سبيل المثال عباس محمود العقاد وحنا مينه وهما خريجا المرحلة الابتدائية فقط.
وقد أصاب نزار قبّاني آن تطرّق لدور الأغنية في شيوع شهرته بقوله: ”لا ريبَ أن الأغنية لعبت دوراً كبيراً في إطلاقي إلى الآفاق، والسبب هو أن الشعب العربي يقرأ بأذنيه...” ولا مندوحة من تطوير علم الببْـليوثِرابّيا، العلاج بالقراءة، وهو علم حديث العهد في العربية ومن الطليعيين فيه يمكن التنويه بمحمد أمين البنهاوي وأحمد بدر وعبدالله حسين متولي وشعبان عبد العزيز خليفة. تراث العرب في معظمه قائم على الشفاهة، العلم في الصدور لا في السطور. طالع مثلاً تاريخ الطبري ذا المجلدات العشرة ترَ أن كلّه منقول من الذاكرة وقلّما ترى الطلاب يقرأون سوى المقررات المدرسية وذلك أيضا على مضض!
احتفلت السويد في العام 2008 بوفاة آخر أمّي فيها و”يحتفل” العرب اليوم بالأمّي رقم مائة مليون ! إذا بقي وضع العرب في جلّ المجالات تعيساً ومأزوماً بهذا الشكل وإيقاع التطور في العالم بهذه السرعة المذهلة فليس من المستبعد أن يصنفهم الغرب بعد قرنين أو أكثر من الزمان ضمن أقرب السلالات البشرية إلى الإنسان القديم! ولا سبيل لنهضة حقيقية بدون نهضة لغوية فاللغة فكر ووجدان والأزمة أزمة إنسان لا أزمة لسان والخطوة الأولى تبدأ والمولود جنين في بطن أمه ولا وجود لحلول سحرية سريعة !

* جامعة هلسنكي


الرابط

http://www.jamaliya.com/new/show.php?sub=5148












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم May-11-2009, 09:39 AM   المشاركة8
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

3 آلاف كتاب فقط حصيلة إصدارات الدول الإسلامية سنوياً
خلال محاضرة بجامع حمد بن خالد.. د. البكر:

كتب - أحمد فال:
كشف الدكتور خالد البكر خلال محاضرة ألقاها بجامع حمد بن خالد ضمن محاضرات الموسم الثقافي الثاني والثلاثين عن أن الأمة الإسلامية بما فيها الدول العربية تطبع سنويا ما مجموعه ثلاثة آلاف كتاب فقط ، وهو ما يعكس مدى التدهور المعرفي وعدم الاهتمام بالعلم الذي وصلت إليه الأمة ، مؤكدا أن ثلث سكان العالم العربي أميون لا يكتبون ولا يقرؤون جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور البكر تحت عنوان القراءة وأزمة الوعي ، ابتدأها بالحديث عن مكانة العلم في الإسلام ، وكيف أن أول مانزل من القرآن كان قول الله تعالى : " اقرأ باسم ربك الذي خلق.. الآية ".
ففي الصحيحين وغيرهما - وهذا لفظ البخاري - من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت "أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه - وهو التعبد الليالي ذوات العدد - قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني، فغطني الثالثة، ثم أرسلني، فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ...). فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم يرجف فؤاده..."
وقال إن الدراسات أثبتت أن الطفل العربي لا يقرأ إلا ما يعادل 6 ورقات في السنة والشباب من نصف صفحة إلى نصف كتاب في حين أن شباب الدولة الغربية يقرأ أكثر من 30 كتابا ، بل أن أمة الإسلام التي كان أول ما نزل عليها دعوة إلى القراءة تجد ثلث سكان العالم العربي فيها أميين وعلى الجانب الأخر تجد الغرب يهتم بالقراءة ويقيم مشروعات القراءة في أوروبا لتعود أطفالها على القراءة.
ومن عناية الغرب بالكتب والإصدارات قال نضرب مثلا بإصدار سلسلة هاري بوتر والتي طبع منها 350 مليون نسخة والعجيب فيها أن النسخة الجديدة في وقت إصدارها يوقظ الآباء أبناءهم ليقفوا أمام المكتبات ليظفروا بها ، فهل هذا موجود في بلادنا العربية.
ولننظر إلى العملاق الكبير الصين فهي تعمل على طباعة وترجمة كل كتاب يصدر في أمريكا في خلال ثلاثة أيام من صدوره ، في حين أن اكبر الدور العربية لا يترجم فيها إلا 400 كتاب في السنة ، والكيان الصهيوني أكثر من 30 ألف كتاب سنويا ، بل ويغلب على ترجمات العرب الجانب القصصي.
الاتحاد السوفييتي بعد أن أطلق قمره الصناعي الأول قامت الدنيا ولم تقعد في أمريكا كيف سبقونا فأطلقوا صيحتهم أمة في خطر وأعادوها لما علموا أن خريج الجامعة في اليابان وكوريا الجنوبية أفضل من خريج الجامعة في أمريكا أي أن الريادة ستكون لهم بعد ذلك فاجتمعوا لتحسين والتجويد والمساعدة.
أما قراء العرب فمنهم من يقرأ للعلم الشرعي أو الثقافي أو الحوار أو يقرأ ليشعر بنفسه وآخر لا يبحث إلا عن كل مخالفة ، أما عن من نبحث وعن أي قارئ نريد نحن نبحث عن القارئ المبدع وهو الذي إذا مارس القراءة مارسها من باب الإبداع والتطوير وتجديد الأفكار فيتجدد مع الكتاب ويقرأ ما بين السطور من الباب الإيجابي الجيد فبذلك يتخرج كاتب جديد مبدع.
وفي سياق متصل يلتقي رواد جامع حمد بن خالد بعين خالد مع فضيلة الشيخ محمد الدويش ومحاضرة بعنوان المراهقة.. أزمة أو فرصة وذلك ضمن الموسم الثقافي ال32 الذي سيختتم الأسبوع القادم بمحاضرة لفضيلة الشيخ حسن الحسيني.


الرابط
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=441963&version=1&templ ate_id=20&parent_id=19













التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم May-13-2009, 12:32 PM   المشاركة9
المعلومات

ملوكة
مكتبي متميز

ملوكة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 44475
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: مصـــر
المشاركات: 464
بمعدل : 0.08 يومياً


افتراضي

شكرا علي هذه المعلومات












التوقيع
الــســـلام عــلـــيــــكـــــم و رحــمـــة الــلـــه و بــركـــاتـــــــه
  رد مع اقتباس
قديم May-19-2009, 10:30 AM   المشاركة10
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

مكتباتنا تعجّ بالكتب القديمة المكرورة... لماذا لم تعد القراءة تشكل احتياجاً حقيقياً للإنسان؟ 2009-05-19 |
التعطش للقراءة مصطلح فقد من مجتمعنا إلا عند القليل. ولأن القراءة قبل أن تكون سلوكاً، هي فعل ثقافي يومي يمارسه الإنسان لرفع مستوى أفكاره إضافة إلى أنه يفتح مدارك العقل بجمل وعبارات خصبة ويجعل صاحبه قادرا على الأقل على تثقيف الجيل المحيط به، حتى لا يستمر تصنيفنا ضمن دول العالم الثالث.
آخر الدراسات تشير إلى أن الناشرين العرب ينشرون سنوياً كتاباً واحداً لكل ربع مليون شخص في العالم العربي، مقابل كتاب لكل خمسة آلاف شخص في الغرب، أي مقابل كل كتابين يصدران في العالم العربي هناك مئة كتاب يصدر في الغرب.
وإن إسرائيل وحدها تنتج سنوياً بين 25 إلى 30 ألف كتاب، وهو ما يعادل إنتاج الدول العربية مجتمعة.
أما الطفل العربي فيُكتب له أسبوعياً كلمة واحدة وصورة واحدة.
ما السبب؟... لم هذه الانعطافة الكبيرة؟
وما المسار الذي سنسلكه لنغير معادلة (باتت القراءة مملة)؟

العزوف عن القراءة والنفور من المكتبات سواء العامة أم الخاصة واضح لدى الجميع وخصوصاً عند شريحة الشباب، هذا ما أكدته الباحثة الاجتماعية هدى الخطيب التي قالت: إن قنوات المعرفة باتت محصورة فيما يتلقاه الشخص بتأثير مؤثرات خارجية لا إرادية، وأصبح العقل مهيأ لاستقبال ما سيوجه إليه من معلومات دون النظر إلى ماهيتها، أو مصدرها، أو فائدتها، أو أثرها وهناك أسباب كثيرة لعل أهمها الظروف المعيشية الصعبة التي دفعت بقسم كبير من الشباب للاتجاه بأفكارهم نحو السعي إلى تأسيس مستقبلهم المهني وحياتهم وخاصة في ظل الظروف الاجتماعية الراهنة في وطننا العربي.
السيدة هدى تشير أيضاً إلى أن الموضوع تربوي، فأنت عندما تؤسس طفلك منذ البداية على حب القراءة، ويعتاد على سماع قصة يومية منك أنت تقرؤها له سوف يؤدلج بشكل طبيعي لتغدو القراءة جزءاً من حياته.
الأستاذ محمود شاهين مدرس لغة عربية يقول: إن السرد القصصي والقراءة أسلوبان فاعلان لتنمية الخيال عند الأطفال وتمكينهم من التعرف إلى بيئتهم وتعزز تأثير الوالدين على الأبناء ذلك التأثير الذي سيؤدي في النهاية إلى تنمية حس عميق ومستمر وحب التعليم والقراءة.

القراءة وأسعار الكتب
عندما يطرح موضوع القراءة تطرح قضية ارتفاع أسعار الكتب، ولكن في الحقيقة تجد أن ثمن الكتاب لا يتجاوز ثمن تذكرة السينما في معظم دور العرض التي تحقق الملايين هذا ما رد به الكاتب محمد سحيم الذي أرجع المشكلة إلى غياب الإحساس بأن القراءة تشبع احيتاجاً حقيقياً للإنسان بينما البعض يؤكد أن هجران القراءة يعود فعلاً إلى ارتفاع أسعار الكتب التي يفضل احتواؤها.
آراء حول تراجع القراءة

الآنسة مها سلطان تعمل في وسط الإعلام تؤكد أن هناك عاملين أساسيين للقراءة الأسرة والمدرسة، والقراءة عملية مكتسبة وليست وراثة، فحين ترى أن أسرتك تهتم بالقراءة فمن الطبيعي أن تعكف لممارسة ذاته السلوك ذاته إضافة إلى دور الأهل بفتح حلقة نقاش مستمرة مع الطفل وهذا عامل كبير يدفع الفرد للعيش مع القراءة قصة حب طويلة الأمد.
مها سلطان تؤكد أن مجتمعنا حالياً يفتقد إلى المدارس التي تهتم بتشجيع القراءة.
فالمعلم لم يعد كما في القدم فغدا همه أن يقدم درسه ويغادر قاعة الصف بينما في الماضي كان المعلم تربوياً وتعليمياً في آن معاً، إضافة إلى افتقادنا للمكتبات العامة التي توفر القراءة المجانية.
ففي أميركا مثلاً تجد مكتبة الكونغرس التي تشرع أبوابها لكل الناس، وفي كل ولاية هناك ما يسمى (مكتبة عامة) وهي توفر أهم وأروع الكتب، أما نحن في دمشق فليس لدينا إلا المكتبة الظاهرية التي أكل الدهر وشرب على كتبها، إضافة إلى موقعها في دمشق القديمة فهو يحتاج إلى دليل سياحي للوصول إليها.
أما مكتبة الأسد فرغم أننا نعتبرها إنجازاً وطينا إلا أن نظام الإعارة فيها كارثة حقيقية، فأنت تطلب الكتاب اليوم، يصلك بعد (ثلاثة أيام) هذا إن لم يكن معاراً أضف إلى أن الصحف لا تصل يومياً بل تكون من الأسبوع الماضي، ما جعل المكتبة تقتصر على طلاب الجامعات فقط الذين يستخدمونها (مكرهين) لأن لا خيار لهم لإنجاز حلقات البحث أو مشروعات التخرج، ومن ثم بات للطالب دوام إضافي غير جامعته حيث يقيم في المكتبة كي ينجز بحثه وعندما يتخرج في الجامعة ينسف من مخيلته وذاكرته سنوات طويلة من الانتظار على نوافذ المكتبة.
أما إذا تحدثنا عن الوسيلة الأقل تكلفة والأكثر توافراً سواء للطالب أم للقارئ العادي فإنه يتجه إلى ما يسمى ثقافة الأرصفة، وحتى ثقافة الأرصفة باتت تعاني من أزمات أبرزها هبوط مستوى الكتب أو المجلدات لتقتصر على موضة الأبراج- الطبخ- أو كيف تكسبين زوجك في عشرة أيام أو كيف تصيغ رسالة غرامية، حتى هذه الثقافة التي يسخر منها فئة المثقفين زادت أسعارها أسوة بغيرها، وإن وجدت بين أكوام الكتب ما يفيد يكن الورق مصفراً وبالياً (مهرهر). عبير المصري طالبة جامعية ترى أن مكتباتنا لا ترفد بروح كتابية جديدة فكل كتبها قديمة جداً وتخصصية جداً إضافة إلى مناهجنا التعليمية التي غدت تقليدية وكلاسيكية إلى أبعد حد فهي لا تعطي طلابنا أفقاً أو حتى تدفعهم للتساؤل، وهذا سبب كبير لتراجع القراءة.
الدكتور عرفان ماضي باحث في شؤون الأدب العربي والإسلامي عبّر عن خيبة أمل كبيرة من عزوف مجتمعنا عن القراءة وأوضح أن العزوف عن القراءة بات ظاهرة تستحق الاهتمام والتركيز من جهتين: من جهة أن القراءة والبحث هما طريق الأمم إلى النهضة والتقدم، وأن ضمورهما يؤدي إلى التخلف، ومعلوم أن «الأمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها» ومن جهة ثانية القراءة مأمور بها شرعاً، فالله عز وجل في أول خطاب وجهه إلى الإنسانية كان هو الأمر بالقراءة، وذلك في قوله تعالى: «اقرأ باسم ربك الذي خلق» وهذا واجب ومسؤولية كبيرة تقع على عاتق المجتمع والمدرسة والأسرة.
للقراءة أهمية لا تحصر فقيام الحضارات ونشوؤها قام على الاطلاع والبحث، هذا كان رأي العديد من الطلاب الجامعيين ولكنهم اختصروا الأزمة بكلمتين (الإنترنت يوفر علينا جهداً ووقتا طويلاً) فأنت في كبسة زر تصل إلى أقاصي الأرض وتحصل على المعلومة التي تبحث عنها دون عناء وجهد ودون أن تكون مضطرا لقلب عشرين كتاباً أو أن تضيع بين صفحاته، إضافة إلى أن هناك بعض مواقع الإنترنت التي توفر لك الاطلاع على أحدث وأهم الكتب الصادرة أو حتى منذ عقود.

خاتمة
إذا الوضع ينذر بالتدني والانحطاط، أو هو كذلك ومن ثم يرسم صورة قاتمة لكل مؤسسات المجتمع بدءاً بالأسرة ثم المدرسة والإعلام.
على حين يرى آخرون واقعاً مختلفاً أنه يتطور ويتحسن نسبياً ولكنه بحاجة إلى مزيد من الجهد.
وفي وقت بات فيه الإنسان أحوج ما يكون إلى المعرفة نظراً إلى التداخل الحضاري بين شعوب العالم في ظل العولمة التي نعيشها، نرى أن الحاصل هو عكس ذلك.
فهل الخطأ يكمن في العزوف عن القراءة كمصدر رئيس من مصادر تلقي المعلومة أم إن الخطأ هو في حصر فكرة الثقافة في قناة واحدة هي القراءة فقط وإغفال مسألة أن تطور الحياة يعني بالضرورة تطور وسائل التلقي ليشمل ما هو أبعد من القراءة؟
السؤال الذي نطرحه يدور حول ضمور الوعي الثقافي، وتدني مستوى الاتجاه إلى القراءة والانجذاب إلى الكتاب.
ونترك باب السؤال مفتوحاً:
من المسؤول عن هذا الإحجام الذي تشهده الساحة الثقافية؟
هل الوضع الاقتصادي أم سطوة الانشغال بالحياة المادية عن الحياة العقلية؟



الرابط
http://alwatan.sy/dindex.php?idn=57256












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم May-25-2009, 11:23 AM   المشاركة11
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب الكتب واتجاهات القراءة

وائل نعمة
القارئ العراقي أكثر القراء في المنطقة العربية مهتما ومتعطشا للقراءة الا ان سياسة النظام السابق عملت على حجر المنجز الثقافي والابداعي ووضعت القارئ في الاقامة الجبرية بين كتب لايمكن ان تمر من تحت يد السلطة دون ان تنقحها او تمنعها لانها تخالف التوجهات الفكرية والايدلوجية للنظام، ومنها من كان يكتب بيد ازلام السلطة نفسها وهي تجير لمصلحة النظام وتوجهاته ما دفع القارئ والمثقف العراقي الى هجر القراءة بعد ان اصبحت لونا واحدا وتحمل منطقا واحدا وبذلك عزل النظام المثقف عن زاده وعزله عن ارتباطه بالعالم العربي والعالمي، بينما نجد الآن بعد عام 2003 أنواعاً مختلفة من الكتب والمجلدات والدوريات، وقد فتحت عهدا جديدا من القراءة ووضعت القارئ في وسطها حتى ينتقي مايراه قريبا لاختصاصه ولميوله وبالتأكيد ان الاحداث التي مر بها العراق خلال السنوات الست الماضية قد تركت اثرها على اتجاهات وميول القارئ.
علاء الدين إسماعيل صاحب مكتبة الرباط الواقعة في شارع المتنبي والذي يزخر بآلاف الكتب يقول: بعد سقوط النظام السابق أصبح هناك توجه كبير للكتب وللقراءة بشكل ملفت للنظر وحتى في الدول العربية المجاورة قامت دور النشر وخاصة في مصر بفتح معارض للكتاب وعقدت صفقات مع المكتبات العراقية حتى تدفع بالكتب الى داخل العراق.
ومن جهة أخرى رفع الحظر الذي كان مفروضا على دخول بعض الكتب الينا ودخلت الى العراق كتب كنا نسمع بها ولا نراها، ويضيف علاء الدين بأن الاتجاهات والميول كانت مولودة منذ زمن ولكن قد اجلت احلامها بسبب عراقيل كانت مفروضه من النظام السابق ولكنها سرعان ما اخذت موقعها من جديد واقدم القارئ على إشباع ميلوه الفكرية وتوجهاته دونما خوف، واستدرك كلامه بالقول: رغم اعمال العنف وشلالات الدم التي كانت تسأل من قبل العصابات الاجرامية والتي قد اربكت القارئ وجعلته متحيرا ومنشغلا مع هذه الاحداث الاانه استطاع ان يتعدى هذه المرحلة وهناك شواهد شاخصة امامنا فشارع المتنبي بعد ان هدم وكاد ان يختفي هذا المعلم الثقافي المهم رجعنا نحن وانتم نلتقي من جديد ونتجاذب اطراف الحديث حول ماذا يقرأ العراقي الآن.
أشار علاء الدين بالقول: من سنة 2006 لاحظت اقبالا كبيرا من القارئ العراقي على كتب اللغة العربية في كل مجالاتها الشعر والنثر والنحو وحتى المعاجم العربية وليس فقط القارئ يتجه الى الكتب القديمة وانما ايضا يتجه الى الحداثة فتجده يقرأ لكتاب حداثويين في اختصاصات اللغة العربية وتشكل الكتب التي تختص باللغة العربية 40 بالمئة من مبيعاتنا.
ويضيف ان هذا الاتجاه مستمرا الى هذه اللحظة ولكن مايلحظ من تغيير في اتجاهات القارئ هو ماكان مطلوباً في 2006 من الكتب الدينية من فقه وفتاوى وقصص انبياء وسير خلفاء وقد خفت وتيرتها منذ اكثر من سنة بعد ان خصصنا في مكتبتنا وحدها 20 مكانا للكتب الدينية، وعن باقي أنواع الكتب قال صاحب المكتبة هناك اهتمام واضح بدأ منذ فترة ومازال مستمرا هو الاهتمام بالكتب التاريخية مثل كتب التاريخ الإسلامي إضافة الاهتمام بالتاريخ الاوربي والتاريخ الأمريكي وليس اهتمام القارئ منصباً فقط على التاريخ الإسلامي، وأيضاً تحظى كتب الفلسفة وعلم النفس اقبالا وخصوصا من الشباب,فيما النساء فأكثر من يرتاد مكتبتنا من النساء هن باحثات ويبحثن عن كتب اختصاص للدراسات العليا,اما الاخريات فيبحثن عن الروايات والاكثر الروايات العاطفية.
انقلاب القارئ
صاحب مكتبة الضياء للباحث نوري عبد الرزاق يصف حالة التغيرات بتوجهات القارئ العراقي من قراءات سلفية في عام 2006 من امثال الكتب التي تضم فتاوى محرضة وبعض الكتب غير المنصفة وغير المعتدلة والتي قد أثرت الشارع العراقي بالعنف وقد اثرت على عقول الشباب وابعدتهم عن الوسطية والاعتدال ما اثار ردة فعل من الدين نفسه لدى الاوساط الشبابية والاوساط المثقفة بسبب هذه الكتابات وحديتها وعدم تقبلها لمشاريع مختلفة عنها,حيث حدث الانقلاب وذلك بتوجه القارئ الآن الى كتب في الحداثة والعولمة والفكر السياسي والاقتصاد والابتعاد عن الكتب الدينية غير الوسطية،ويصنف التوجهات حيث يقول أن في البدء كان هناك اهتمام وبيع لعموم كتابات ابن تيمية في سنة 2006 و2007 وقبلها كان رواج الكتب التي تتحدث عن حياة صدام وأسراره ودمويته ومعظمها كتابات تخلو من المصداقية لانها غير مدعومة بوثائق ومن بعدها اتجه القارئ الى كتابات تتحدث عن اسرار سقوط بغداد وتراجع الجيش العراقي, ولكن الانقلاب حدث في 2008 حدث بدأ القارئ يبتعد عن كتب فتاوى الموت والتي تصدر من مؤسسات متطرفة دينيا و يبحث في كتب سياسية تتحدث عن الليبرالية والحرية وحقوق الانسان والكتابات التي تتحدث عن اليات المجتمع المدني وكيفية بنائه والكتابات التي تتعلق بالانتخابات، ويضيف: هناك اهتمام بالكتب التي تبحث في الشخصية العراقية وهذا يتضح من الاهتمام بكتابات علي الوردي والتي تتحدث كتاباته عن الشخصية والمجتمع العراقي، هذا إضافة الى اهتمامات القراء بقراءة الكتب التي تتحدث عن التاريخ الاوربي رغبة من القارئ بالتعرف على تجارب تلك الامم ومامرت به من صراعات وحروب وكيف استطاعت ان تتجاوز محنها وتصل الى ماوصلت اليه من رقي وتقدم، واشار الباحث نوري الى ان المراهقين في الآونة الأخيرة بدأ ينصب اهتمامهم في كتب تتحدث عن رموز وطنية امثال جيفارا ويحاولون التشبه به وكأنها ازمة انتماء او ازمة قدوة فالمراهق يبحث عن شخصية تمثل المقاومة الشريفة النظيفة ويحاول ان يتأثر بها ويجعلها قدوة له وبعضهم الاخر يبحث في شخصيات مثل ستالين ولينين ونابليون ومحاولة اكتشاف شخصيات هؤلاء القادة التي غيرت أسماؤهم مجرى التاريخ،ولكن هذا لايمنع ان بعض المراهقين مازالوا يبحثون عن الكتب الجنسية الرخيصة وكتب تقدم المتعة المبتذله واشار الباحث الى ان هذا سببه قلة الاهتمام في المدارس بالارشاد على قراءة الكتب واختيار نوعية الكتاب. وفيما يتعلق بالفئات العمرية الكبيرة فهي تبحث عن التراث البغدادي والعراقي مثل كتابات علي الوردي ومذكرات بعض السياسيين الشيوعيين وكتب تتحدث عن حياةعبد الكريم قاسم ونوري السعيد وزمن الملكية، والنساء لا يبحثن عن الكتب لغرض الدراسات والبحوث فهن يبحثن عن كتب الطبخ والعناية بالبشرة والشعر وتربية الاطفال وبعض المجلات التي تتحدث عن الموضه والفنانين وكتب الابراج التي اصبحت شائعة الآن ويعزو سبب هذا الى ان المشاكل التي تعيشها المرأة العراقية خصوصا في الوقت الحاضر جعلتها تحاول الهرب منها بقراءة الابراج وماقد يخفي لها المستقبل في امل ان يكون القادم أفضل.
مصنفات متغيرة
وهناك من يرى بأن القارئ العراقي مازال متأرجحا وان الفترة الماضية لم تعط دليلا واضحا على ميول القارئ العراقي لانه كان نهما متعودا على القراءة وخصوصا الكتب التي لم تكن موجودة في العراق هذا ما يراه احد الموجودين في مكتبة عدنان وهو حاتم شكر رجل أربعيني يبحث بين الكتب وعيونه تكاد لا تستقر على نوع واحد حيث يقول:اني لا اجد غايتي وضالتي في نوع واحد من الكتب فقد بقيت سنين طويلة اسمع بكتب عن طريق الراديو تعرض في معارض عالمية وكانت لي رغبة كبيرة في قراءتها واليوم وجدتها ووجدت الأكثر منها واني لا اعرف ماذا اقرأ ومن اين ابدأ ولذلك ارى من غير المعقول ان نحدد للقارئ العراقي ميولا واتجاها واحدا ولكن اعتقد ان السنين القادمة ستكون كفيلة بتحديد الميول،بينما صاحب المكتبة محمد سلمان قال: بحسب خبرتي في مجال الكتب في شارع المتنبي فأني ممكن ان اصنف القراء الى ثلاثة اصناف فهم العلمانيون,المتدينون,والباحثون عن التسلية وقد ظلت هذه المصنفات ثابتة ولكن ما حدث بعد التغير هو دخول كتب كثيرة وعناوين مختلفة جعلت القارئ يخرج من هذا التصنيف ويقفز فوق المحظورات ويطلق العنان لفكره ويأخذ من الكتب ما يراه قريبا منه،
وأشار أيضاً الى ان سبب أقدام الكثير من القراء الى تداول الكتب الدينية في تلك الفترة أي قبل سنة او سنتين فكان لها أسبابها فأن هذه الكتب هي كغيرها كانت ممنوعة وليس من اليسير الحصول عليها فما بالك أنهى توفرت بشكل كبير وبأسعار رخيصة لان إيران ومصر وسعودية ترسل لنا هذه الكتب وهي مدعومة من قبلهم لذلك تكون أسعارها رخيصة،بينما الكتب الفلسفية والأدبية فإنها غالية لانها لا تحظى بما تحظى به الكتب الدينية من دعم ولذلك فأسعارها غالية ولولا النسخ لما كان من اليسير شراؤها.
فيما يقول جمال ساهي صاحب مكتبة المحاكم المختصة ببيع الكتب القانونية بأن في سنوات محاكمة صدام حسين ورجال النظام السابق بدأ المواطن الاعتيادي بالبحث عن كتاب قانون العقوبات العراقي حتى يكون متواصلاً مع المحكمة في قراراتها وحتى ينظر مسبقا ماذا تعني هذه المادة وتلك حتى يصدر عليه الاحكام مسبقا,وعلى العموم فأن عملنا يتعلق بالطلاب والمحامين وهم دائما يأخذون المتون وقوانين الاحوال الشخصية،ولكن عند انفتاح العراق على العالم وبدأ الكلام حول جلب شركات استثمار بدأ البعض بأخذ كتب تتعلق بقوانين الاستثمار وكتب العقود القانونية وأيضاً شروط المقاولات الهندسية وهذا كله متعلق بحركة العمل والبناء والاسثمارات في العراق.
وللعشاق والباحثين عن الرسائل والمسجات نصيب في القراءة حيث يفترش علي جاسم هذه الكتب على الارض وتلاقي رواجا عند الشباب والمراهقين ويقول بان بيع هذه الانواع من الكتب بدأ بعد دخول الموبايلات حيث كنا في السابق نبيع كتباً مثل كيف تكتب الرسالة على الورق والآن أصبحت الرسائل مسجات على الموبايل ومعظمها اشعار رومانسية وغزلية تأخذ من مواقع الانترنيت وتوضع بالكتب على شكل مسجات،ويقول بأن البنات ايضا يأخذن من هذه الكتب بالاضافة الى الاهتمام بكتابات الابراج وخصوصا كتاب ماغي فرح الذي يتحدث عن الأبراج، كما ان للأطفال أيضاً نصيب فهناك مجموعة من الكتب والقصص الملونة التي تشهد اقبالا على شرائها ومنها التي تصدر عن دار ثقافة الاطفال العراقية مثل مجلتي والمزمار وبعضها يصدر من دول عربية والتي هي اكثر رواجا وهي مجلة سبيس تون وهي مجلة شهرية ويأتي معها قرص ليزري وفيها الوان جميلة وقصص,بالاضافة الى قصص ابطال الكارتون من سوبر مان وبات مان وغيرها، وقد كان أبو سالي وأم سالي يقفان بالقرب منا حيث كانت سالي ترغب بالقصص الملونة وانتهزا الفرصة بالحديث عن الكتب فأكد أنهما من رواد شارع المتنبي وخصوصا يوم الجمعة وهما دائماً يشتريان الكتب رغم ان اهتماماتهما مختلفة فأبو سالي محامي ويبحث عن كتب القوانين والادب وام سالي خريجة تجارة وتبحث عن كتب الدينية والروايات وكتب فن الطبخ وتربية الاطفال وكتب الزراعة.
الكتب الدينية
في شارع المتنبي تجد مكتبات تختص بأنواع معينة من الكتب دون سواها وحسام صاحب مكتبة الطبري قد اختص بالكتب الدينية يقول: نعم الإقبال كبير على الكتب الدينية ومازال هذا الإقبال، وان أكثر المواضيع الدينية التي تحتويها الكتب والتي تشهد إقبالاً من القارئ الكتب التي تتحدث عن التاريخ الإسلامي وعن قصص وسير الخلفاء وطبعا كان في 2006 الاقبال اكثر على كتب الفتاوى المتعلقة بالمذهبين السني والشيعي على حد سواء،ولكن بعدها في السنوات التي تلتها ازداد الطلب على الكتب التاريخية الدينية، وأيضاً هناك مجموعة كتب من تأليف د.إبراهيم الفقي والتي تتحدث عن بناء الشخصية والتي تشهد إقبالاً.
بينما يقول طلال أبو احمد صاحب مكتبة طلال والتي أيضاً تختص بالكتب الدينية بأن التغير في مواضيع الكتب الدينية، ففي السنوات السابقة كانت التوجهات الى كتب الفتاوى ولكن الآن الأكثر مبيعا هي كتب الفتاوى المعاصرة هذا ما يتعلق بالكتب التي تتكلم عن الفتوى،اما مواضيع الكتب الأخرى فأن القارئ يتجه الآن الى كتب التاريخ التي تتناول فترة حكم للأمويين والخلفاء العباسيين.
القراءة انعكاس للواقع
وبين هذا الكم الهائل من الكتب اختار القارئ العراقي مايلائم المرحلة فان قراءاته انعكاس للوضع القائم في العراق وها هو يبحث عن مقومات المجتمع المدني والابتعاد عن التطرف والبحث في احياء الشخصية العراقية واعادة بنائها ويبحث في حقوقه حتى يعرفها ليدافع عنها امام السلطة ويبحث عن حقه في الانتخابات وفي واجباته تجاه وطنه.

الرابط

http://www.alrafidayn.com/index.php?...nion&Itemid=52












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم May-25-2009, 12:53 PM   المشاركة12
المعلومات

amar mekhiber
مكتبي فعّال

amar mekhiber غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 29675
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 127
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي

شكرا على مووضعك القيم و المفيد اختى جاء الامل واشكر اخي ابراهيم على الكم الهائل من المعلومات واحي فيه روح البحث لقد اطلعت على موضوعك السابق حول القراءة ...
ولكن اري وحسب راي الشخصي ان العزوف عن القراءة تتحمله الحكومات وسياساتها وكذا المثقفين ودورهم في المجتمع ...وتبقي مسؤوليتنا نحن المختصين في المكتبات و المعلومات في التشجيع على القراءة وايجاد الطرق العلمية الكفيلة بذلك ...فنحن نملك العلم بل حزائن العلم فهل نتركها حبيسة الجدران والحزائن حبيسة اجهزة الاعلام الالي ؟ أم نوصلها ونشجع على الاستفادة منها... .
..يبقى السؤال كيف ؟ الجواب لا يجيب عليه الا المختص في علم المكتبات و المعلومات ....












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قائمة كتب حديثه التكنولوجي النشط عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 37 Dec-31-2016 06:00 PM
المكتبات المدرسية وفعل القراءة العنقود منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 11 Apr-02-2012 07:52 PM
القراءة التصويرية AHMED ADEL منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 2 Oct-04-2009 11:01 AM
خبرات عالمية فى تشجيع القراءة ونشر المكتبات نصار رمضان عمر المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 6 Jan-30-2009 09:56 PM
اتلات ليانه المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 2 Sep-18-2008 12:27 AM


الساعة الآن 03:36 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين