منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى الدروس النموذجية » ظاهرة عزوف العرب عن القراءة ج1...

منتدى الدروس النموذجية تتاح في هذ المنتدى دروساً نموذجية للمواد الدراسية في مختلف مراحل التعليم ، وسيكون ملتقى الكثير من المعلمين والطلاب الباحثين عن المعرفة بثوبها الجديد.

إضافة رد
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
 
قديم May-25-2009, 01:04 PM   المشاركة13
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

شكرا على الاضافة اخي الكريم
تقبل تحياتي
بوركت يداك












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم May-30-2009, 02:02 PM   المشاركة14
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

ازدهار المقاهي وافتقار المكتبات!
كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :


أليست هذه امية يوم تزدهر المقاهي وتفتقر المكتبات الىالرواد؟ فليذهب الواحد منا ولو لمرة واحدة الى تلك المقاهي.. فماذا سيجد؟ مجموعات كبيرة متوزعة (ربعاً او فرادى) وبشكل يومي، وقد يكون طوال اليوم، اي ليس في المساء فقط وانما حتى في الصباح او بين المساء والصباح. وصارت المقاهي ملتقى لعقد الصفقات المتنوعة بالخير أو بالشر. وشابهت بذلك المقاهي التي كانت وما زالت في مصر والعراق والشام، حيث اولئك لا مكان عند اكثرهم في بيوتهم، فالضيافة والاتفاقيات والزيارات فيها، ورواد هذه المقاهي عندنا وللاسف ليسوا من كبار السن الذين، على سبيل المثال، اقعدتهم الحياة بالامراض والبطالة والشيخوخة، وانما هم من فئة الشباب، طلاباً وموظفين. ولم يقتصر هذا الامر على الذكور، وانما شمل الاناث. فقد غصت المقاهي بهن وصرن يزاحمن الشباب في تدخين الشيشة، وصارت عندهن من ضمن «البرستيج» الوجاهة او العادة او سد وقت الفراغ.. وأعلم ان هناك كثيرات من الطالبات والموظفات من تحرص على المقهى وتوابعه كالشيشة وغيرها.. حيث قذارة الفم والملبس والسمعة.. كما تحرص على اهم شيء في حياتها ان كان هناك شيء مهم في حياتها! حاول ان تسأل المقهويين عن العلم والقراءة والثقافة ان عرف الاغلب الجواب، ولكنهم مثل غيرهم يفتون في الدين واصوله وفروعه بأسرع من الصوت وبجهل مطبق لا مثيل له.. المكتبات العامة باتت مهجورة وموحشة لانقطاع الرواد عنها، والسبب في هذا التجهيل والصدود وضعف التوجيه والبرامج المستديمة.. واذا تكلمت عن فئة شباب المقاهي، ولا اعني هنا التعميم، فهناك منهم من يمتلك ثقافة عامة ولكنه عطلها في هذا الهراء المسمى المقهى. وما احسن من قال: بالقضاء على امية الحروف، نضع الحجر الاساس للقضاء على الامية الثانية وهي اشد خطورة واسوأ مضاعفات.
ان الفتى الذي نشأ وهو يحسب المطالعة جزءاً من حياته اليومية، هو نواة للعالم المستكشف، والاديب المنتج، والمخترع الماهر، والصانع الحاذق والمصلح البناء.. في المدرسة الابتدائية ثم في المعاهد الثانوية والجامعات، ننشئ رجال المعرفة، كما ننشئ المواطنين الصالحين.. والله المستعان.


http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=30052009












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم Jun-27-2009, 11:01 AM   المشاركة15
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

والعزوف عن ارتياد المكتبات العامة 9 مـوظفـين في خدمة قارئ واحد! ...

إحدى المكتبات وقد بدت خاوية على عروشها

كتب علاء الدين علي:
أعز مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الحياة كتاب
لا تبدو النصيحة التي يتضمنها هذا البيت الشعري ذات فاعلية في واقعنا اليوم، فالاحصاءات العالمية بشأن نسبة القراءة في أمة «اقرأ» تبدو مخجلة، إذ لا يتجاوز نصيب الفرد من القراءة في وطننا العربي أكثر من صفحة كتاب طوال العام.
ورغم أن المكتبات تلعب دوراً بارزاً في تنمية ثقافة الإنسان المحب للاطلاع وتساعد الباحث والطالب في الاستزادة مما تحويه من كنوز في شتى صنوف العلم والمعرفة، ورغم أن الدولة دائما تحمل شعار حماية الثقافة وتنمية المجتمع، فرممت المكتبات القديمة وشيدت مكتبات جديدة، ورغم معرض الكويت الدولي للكتاب الذي يقام في كل عام، ورغم ورغم، فإن شيئاً لم يتغير وظلت نسبة القراءة على ما هي عليه، وفشل المشروع الوطني للثقافة.
«القبس» جالت في إحدى المكتبات لترصد حالة الركود المعرفي والثقافي، ولم يكن مفاجئاً أن بدت المكتبات خالية كأنها أماكن عزل.
الهدوء القاتل عمّ أرجاء المكان، طاولات الاطلاع خالية، ورفوف الكتب الثابتة بلا حراك.. هذا هو المشهد الرئيسي لأغلب المكتبات في البلاد.
ويقول أمين مكتبة خيطان جابر الظفيري إن نشر الثقافة مسؤولية الدولة، وهذا الأمر على قدر كبير من الأهمية، لأننا في مواجهة عصر العولمة.
وعن عدد الموظفين الذين يعملون في المكتبة، أجاب الظفيري بأنهم 9 موظفين، خمسة منهم للفترة الصباحية والأربعة الآخرون للفترة المسائية، وتتفاوت رواتبهم بحسب نوعية العمل، وعندما سألته: أليس عدد الموظفين كبيرا على المكتبة لاسيما أنها من ميزانية الدولة، رد الظفيري: العدد ليس كبيرا مقارنة بحجم العمل المجهد!
وحول الكتب القديمة وتنقيتها لتساير الزمن، ألمح الظفيري الى أنه بالفعل يوجد تنقية لتلك الكتب، مشيدا بوعي لجنة البحث والتدقيق.
التربية وزارة طاردة للمكتبات
طالب عبداللطيف العلي وهو احدأمناء المكتبات، بتغيير المسمى الوظيفي لهم الى مسمى أخصائي معلومات، حيث يظلون على مسمى أمين مكتبة أول الى سن التقاعد.
ودعا الى اقرار كادر خاص فيهم، مؤكدا ان هناك احتياجا للعلاوات التي نحصل عليها، وحتى علاوة غلاء المعيشة محرومون منها بسبب وجود كادر أقل من العلاوات الرسمية.
وذكر العلي أن هناك شيئا في علم المكتبات يُسمى بــ«خدمة الهاتف» حيث يقوم أمين المكتبة بتلبية طلب المتصل عبر الهاتف ويحضر للسائل أي معلومة يريدها، وكان هذا الأمر مرهقا جدا لنا.
وفي النهاية ختم العلي بأن آمال الأمناء معلقة على اهتمام الوزارة ببناء المكتبات وتحديثها وتفعيل دور النظام الآلي فيها، وتكثيف الدورات التدريبية للأمناء وتخصيص كادر فني لتحفيرهم على البقاء، لتجنب عزوفهم عن العمل فيها.
حالتها يرثى لها
لا يبدو أن حال مكتباتنا تسر زائرها، طالبا كان أو باحثا أو شخصا عاديا، حيث أكد عمر ابراهيم، الطالب بمعهد قرطبة الديني، الوحيد الذي قابلناه في المكتبة، إن حالة المكتبة يرثى لها، فالنظام الآلي ضعيف، مضيفا: أنا لا أدخل المكتبة إلا لتصوير بعض المعلومات التي أستقيها من الكتب الموجودة.
وعقب ابراهيم بأن الانترنت أصبح كالمكتبة المتنقلة وأفضل بكثير من الذهاب الى المكتبات العامة، مستدركا: لاأحب وضع المكتبات في الكويت، فالكتب قديمة وبعضها عفا عليها الدهر.

خلال الجولة في المكتبة، لفت انتباهنا ملصق على مطفأة الحريق يشير الى أنه جرى فحصها من الجهات المعنية، وعند التدقيق على تاريخ الفحص تبين أنه منذ يوليو 2005!

الرابط

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=512224&date=25062009












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم Jul-01-2009, 02:13 PM   المشاركة16
المعلومات

قواسمية عبد الغني
مكتبي فعّال

قواسمية عبد الغني غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 70318
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 105
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي

السلام عليكم
شكرا اخي على الموضوع القيم ...
ورغم ان الانسان العربي فعلا لا يحب القراءة ... ولا يعرف قيمتها ... الا ان الكثير من اللوم او العتاب يعود بالدرجة الاولي الى المكتبة والمسييرين ... فهناك باحثين وهناك الكثير من يبحث على معلومات ... وربما لتعقد النظام الداخلي للمكتبة او لمركز المعلومات تجده يتهرب من هذه المكتبات لانه يعتقد انها لا توفر له ما يبحث عنه ... سواء من معلومات او من جو ...
وعلى العموم ... في اعتقادي الشخصي ان الانترنيت ... او الكتب الالكترونية وممييزاتها من سرعة ودقة واقل جهد ودون عناء التنقل هي اهم اسباب خلاء المكتبات من الرواد ...

وفعلا موضوع رائع يستحق تتدخل الاساتذة الكرام للتوضيح اكثر حول هذه الاسباب
اشكرك مرة اخرى اخي ابراهيم وبالتوفيق ان شاء الله












التوقيع
لا خير في قول بلا عمل
  رد مع اقتباس
قديم Jul-01-2009, 03:43 PM   المشاركة17
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


افتراضي

شكرا لمرورك اختي الفاضلة ولاضافتك
الموضوع يحتاج الى دراسة مستفيضة
تقبلي تحياتي












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم Aug-08-2010, 09:04 AM   المشاركة18
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

رواد المكتبات العامة تراجعوا %90 فأصبحت مهجورة وفقد الكتاب قيمته ودوره الرائد


.. أمة لم تعد تقرأ


2010/08/06 10:17 م
(Alwatan)

المكتبات العامة كانت تستقبل 200 قارئ يوميا قبل 10 سنوات واليوم لا يتعدون 10 أشخاص
الانترنت والفضائيات والتكنولوجيات الحديثة سحبت البساط من المكتبات
مطالبة بمشروع قومي للحث على القراءة حتى لا يموت المجتمع
الغرب يقرأ في كل مكان وفي كل وقت ونحن في واد والكتاب في واد آخر


كتب فهد اللوبان:

أجمع أمناء المكتبات العامة على ان المجتمع الكويتي مجتمع لا يقرأ، ويعزف عن القراءة بشكل واضح، وأن المكتبات العامة أصبحت مهجورة، وأشاروا الى التراجع الكبير في أعداد القراء والباحثين عن المعلومات، فقبل 10 سنوات كان رواد المكتبات العامة يصل الى حوالي 200 قارئ يوميا، أما اليوم فان أعداد من يدخلونها لا تتجاوز 10 أشخاص في اليوم الواحد، بانخفاض يصل الى أكثر من %90.
وقال أمناء المكتبات العامة لـ «الوطن» ان أسباب تراجع القراءة لدى الشعب الكويتي تعود الى ظهور منافسين أقوى من الكتاب مثل الحاسوب والانترنت ووسائل الاتصال الحديثة والفضائيات والتكنولوجيا بشكل عام، مما جعلهم ينسون الكتاب ويهملونه اهمالا كبيرا.
وطالبوا الجهات المسؤولة في الدولة بعمل مشروع قومي للقراءة يناسب جميع الأعمار لجذب المواطنين إلى القراءة وحثهم عليها مما يعيد للكتاب وللمكتبة دورهما الرائد، كما طالبوا مؤسسات الدولة وجمعيات النفع العام بالعمل على توعية المجتمع بأهمية القراءة، حيث ان المجتمع الذي يقرأ هو مجتمع حي، أما المجتمع الذي لا يقرأ فهو مجتمع ميت.
وقارنوا بين مجتمعنا والمجتمعات الغربية موضحين ان الغرب يقرأ في كل مكان وفي كل وقت، حتى في الطائرة أو في القطار فان الكتاب لا يفارق أيديهم، بينما مجتمعنا لا يعبأ بالقراءة أبدا، وأشاروا الى ان تدني مستوى القراءة يؤدي الى تدن في الثقافة، ويتبعه انحدار في الأخلاق.


الرابط
http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=46976












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم Aug-08-2010, 09:06 AM   المشاركة19
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

العزوف عن القراءة مشكلة وحل


كتب أحمد عبدالرحمن الكوس
2010/08/07 08:53 م

مسؤولو المدارس والمكتبات عليهم دور في الترويج للمطالعة

التقرير الذي نشرته «الوطن» بالامس حول القراءة في الكويت وتراجع نسبة الطلاب والمراجعين الى %90 يعكس لنا الواقع الاليم في شتى الدول العربية حيث اصبحت هذه القضية سمة للعرب.
ومن المؤسف ان تكون الكويت في ذيل قائمة قلة القراءة في العالم وقد اجاد الاخ جاسم المبارك مسؤول المكتبات العامة بالعاصمة في تشخيص الداء والدواء قائلا: «ان الكتاب اصبح مهملا الآن للاسف الاديب والعالم يُنسيان ولكن لاعب الكرة والفنان لا ينسى».
وارجع الاسباب الى الحكومة والتربية والاعلام، وهناك من اشار الى ظهور الانترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة التي ادت الى عزوف المواطنين عن دخول المكتبات العامة، ولاشك ان الحكومة تتحمل هذه المشكلة التي تؤثر تأثيرا بالغا في الابناء والشباب وكل ابناء المجتمع الذين يحتاجون الى العلم والثقافة في هذا الزمن الذي يتطور وتتسارع فيه المعلومات بالثواني في شتى العلوم وتتقاذف المطابع بالكتب في كل دقيقة وساعة لتوفر لنا احدث المعلومات وكل جديد في العلوم.
ونتساءل اين اثر وزارة التربية ومسؤولي المكتبات عن خطط القراءة وتوعية وغرس القراءة في نفوس ابنائنا منذ الروضة والابتدائي الى الجامعة من خلال المتخصصين في مجال القراءة واصول القراءة وكسر الحاجز النفسي لمشكلة القراءة التي يعاني منها كثير من الطلاب والمواطنين، وحاليا هناك بعض المتخصصين في مجال القراءة السريعة في اوروبا ويحق لنا ان نفخر ببعض المتخصصين الذين دربوا الآلاف من ابناء الكويت كالأستاذ الدكتور جمال الملا والدكتور يوسف الخضر حيث ركزا في دوراتهما على اصول القراءة السريعة والقراءة التصويرية والتغلب على السرحان اثناء القراءة وقلة الاستيعاب ومشكلة بطء القراءة وكيفية التغلب على الملل في القراءة، ونأمل ان تستعين بهما وزارة التربية لوضع منهج واستراتيجية عامة مدتها عشر سنوات على الاقل لمعالجة هذا الخلل ولخطورته على الاجيال الحالية والقادمة.
ولنقارن بين المدارس الحكومية والمدارس الخاصة حيث تفرض المدارس الخاصة قراءة قصة يوميا على طلابها في المدارس منذ مرحلة الابتدائي فتوضع القصة بغلاف بلاستيك ومعها كتاب رسمي من المدرسة تطلب من ولي الامر الاهتمام بقراءة القصة واستيعابها لانه في اليوم التالي سيتم سؤاله عما استفاده من القصة فتصوروا معي خلال العام الدراسي يكون الطالب قد انجز قراءة اكثر من 200 قصة تقريبا.
ثم ان المدارس ومسؤولي المكتبات عليهم مسؤولية كبيرة في تفعيل المكتبات العامة في المدارس والمناطق بحيث تكون فيها دورات ثقافية وعلمية وادبية وترويج احسن القصص القديمة والجديدة، كل ذلك من خلال النشرات والكتيبات التعريفية والمسابقات الدينية والادبية ورصد مجموعة كبيرة من الجوائز النقدية والعينية للفائزين والمشاركين وعلى جمعيات النفع العام الاهتمام بحل هذه المشكلة والتعاون مع وزارة التربية والاعلام والاوقاف لتشجيع الابناء على القراءة ووضع الحلول الناجعة لها.

الرابط
http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=47110&WriterId=59












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم Aug-13-2010, 04:48 AM   المشاركة20
المعلومات

hanbezan
د. حنان الصادق بيزان
مشرفة منتديات اليسير
أكاديمية الدراسات العليا

hanbezan غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 2972
تاريخ التسجيل: Mar 2003
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 397
بمعدل : 0.05 يومياً


قلم القــــــراءة ... من اجل ان نكون امة قارئة


تُعد القراءة عملية بالغة الاهمية لحياة الفرد والمجتمع معا، ولعل مايزيد القراءة شرفا وقدرا أنها أول أمر إلهي جاء به الوحي الامين للنبي الأمي خاتم الانبياء والمرسلين (إقرأ...) ، ولم يقل صلي ، إركع ..اسجد، كل.. اشرب، لكن قال تعالي في أول آيه انزلها على نبيه الخاتم (إقرأ)، وهذا برهان لايقبل جدلا في ان القراءة تفوق كل شيء أهمية وقيمة في الحياة، ولهذا فهي مصدر لكل ثقافة وبها سمي القرآن كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم (المكتوب في المصاحف).

والقراءة منه في التنزيل العزيز (فاذا قرأناه فاتبع قرآنه) اي قراءته. لذلك فان القراءة اكثر الاشياء ربحا في الدنيا والاخرة، يكفي انك في نصف ساعة تقرأ جزء من القرآن الكريم فتنال بعدد حروفه حسنات.

لذا تتضمن هذه الورقه تناول موضوع القراءة كنشاط فكري... من ناحية المفهوم وما له من فوائد تنعكس على المستويين الفردي والمجتمعي في ظل ثورة المعلومات التي تبشر بحضارة جديدة قائمه على القراءة والادراك والاستيعاب للمعلومات، مع الوقوف على انجع الطرق والاساليب لتنمية المهارات القرائية من اجل ان نكون امة قارئة بكل معنى الكلمة .

يتبادر للاذهان في بداية المقام عدة تساؤلات من بين اهمها ما هي المعوقات التي تحول دون الإقبال على القراءة من اجل ان نكون امة قارئة..؟ وكيف للإنسان أن يكون قارئا جيدا في هذا العصر المعلوماتي ؟ لعل السؤال الاصح ما ماهية القراءة في حد ذاتها ...؟ حيث أن القراءة لا تعني أن تعرف الحروف والكلمات والنطق فحسب، وإنما تعني الفهم والتمثل والاستيعاب والنقد والاستنتاج والتحليل والموازنة ومعرفة ليس ما بين السطور فقط بل معرفة المعاني البعيدة والغايات.

لذا توصف القراءة بأنها استخلاص للمعنى من المادة المطبوعة أو المكتوبة، أو القدرة على فك رموز المعاني من الأشكال المكتوبة، وتتضمن القراءة سلسلة متكاملة من المهارات الثانوية مثل الإحاطة بنظام الحروف الهجائي وعلاقة بعض الحروف مع بعضها لتشكل صوتاً لغوياً آخر . كما تتضمن أيضاً المهارة الذهنية والحركة الآلية الخفيفة للعين، وقد يواجه القارئ في بعض اللغات مثل الإنجليزية صعوبات في تطبيق بعض المهارات السابقة ، ومن الصعوبات ايضا التي قد يواجهها القارئ الصغير هي العلاقة بين الصوت والشكل الكتابي حيث لا يوجد علاقة ثابتة بينهما في اللغة الإنجليزية.

اذ ان إختلاف اتجاه القراءة والكتابة من لغة إلى أخرى قد تشكل عائق او صعوبة، حيث القراءة باللغة العربية من اليمين إلى اليسار على العكس اللغة الإنجليزية، لذا ينبغي على القارئ ألا يبدأ بأي شكل من القراءة قبل التعود على المادة المقروءة، فالقارئ الصغير كمبتدئ لا يتوقع منه قراءة كلمات لم يسمعها أو يرددها عدة مرات .ويجب ألا تأخذه النشوة بالقدرة على القراءة في البداية للإستمرار في مختارات أصعب .وبدلاً من ذلك لابد أن يعطى مواد متدرجة تبدأ بالصور مرتبطةً بجمل سهلة ثم المقاطع أو الفقرات القصيرة ومن المهم أيضاً أن يكون محتوى المفردات له علاقة ببيئة واهتماماته تلميذا كان او طالبا .وكلما تقدم القارئ في تعلم اللغة ، يتطور معه مستوى المادة المقروءة . وهناك مسألة ينبغي الاهتمام بها لتطوير مهارات القراءة وتنميتها، كتدريس آليات قراءة الحروف الهجائية، اتجاه القراءة (يمين ، يسار)، الوقفات ، سرعة القراءة ، والأصوات الخاصة بكل لغة ...الخ، كلها مسائل غاية في الاهمية. سيكون لنا معها عودة لاحقا بشكل اكثر تفصيلا .

تُعد القراءة من مهارات الاستقبال فالقارئ يعمل على تفكيك الرسالة التي يريد الكاتب أن يرسلها إليه. وعملية تفكيك الرسالة من الأهمية بمكان ذلك أن الرسالة تشتمل على عواطف ومشاعر وأحاسيس وفكر ومعان وغايات بعيدة. ومن هنا فإن القراءة الجيدة والقراءة الفعالة والقراءة الناقدة التي من خلالها يستطيع المرء أن يفرق بين البخس والثمين، بين ما يلائم المجتمع وما لا يلائمه، بين ما ينعكس عليه خصبا ونماء وما ينعكس على المجتمع في الوقت نفسه خصبا ونماء.

وتتفـق معظـم الدراسـات على طبيعة القـراءة بانها عمليـة تكويـن المعنـى من نصوص مكتوبـة وهي عمليـة معقــدة تتطلب توافـق عــدد من المصادر المترابطــة للمعلومـات، ويمكـن تحليـل القـراءة الى مهـارات فرعية مثـل التمييـز بين الحـروف وتعـرف الكلمـات فان اداء المهارات الفرعية كل على حــده لا يشكــل عملية القــراءة ويمكـن الـقــول ان القراءة تحــدث فقط عندما تجتمع الاجزاء معا في اداء متكامل سلس .

وازاء على ذلك فان نجاح القراءة يتطلب مرانا لفترات زمنية طويلة مثله في ذلك مثل اكتساب المهارة في عزوف الالات الموسيقية، وقد يكون للنص اكثر من تفسير واحد ويعتمد التفسير على الخلفية المعرفية للقارئ، وعلى هدف القراءة وعلى السياق الذي تتم فيه القراءة، كيف تحدث عملية القراءة ؟ ان وجهة النظر الشائعة هي ان القراءة عملية فيها تنطق الكلمات فيتم فهم معانيها ثم تتجمع معاني الكلمات فتشكل معاني العبارات والجمل وترتبط معاني الجمل معا فتنتج معاني الفقرات، وفي ضوء هذا المفهوم ينظر الى القراء على انهم دائما يبدءون من اسفل يتعرفون الحروف ثم يتعاملون مع الكلمات والجمل الى المستويات الاعلى حتى يفهموا اخيرا معنى النص .

لاشك في ان القراءة عملية تشترك فيها المعلومات المستقاة من النص والمعرفة السابقة التي يمتلكها القارئ لانتاج معنى ما، لذا فان القارئ غير المتمرس قد يعتمد اكثر من اللازم اما على تحليل النص حرفا حرفا او كلمة كلمة واما على معرفته السابقة عن موضوع النص وهذا ما نلاحظه على بعض الاطفال حينما ينهكون انفسهم في قراءة النص كلمة كلمة واحيانا حرفا حرفا بعد حرف بهدف إصررهم على نطق الكلمات بصورة صحيحة لدرجة انه يفوتهم جانب المعنى، وفي القراءة الجهرية يميل الاطفال الى الوقوع في اخطاء عديمة المعنى، فاحيانا ما يفشل هولاء الاطفال في استخدام، ما قد يكون لديهم من معرفة عن الموضوع ويفكرون فقط فيما يحاولون قراءته.

لذا يصدق القول المأثور بان الكتاب خير جليس وخير صديق. حيث يتواصل مع الإنسان عبر الكلمة المقرؤة، فهي تفتح للإنسان مجالا للتخيل ومجالا للابتكار والإبداع في حين أن الصورة تفتت ملكة الخيال. وملكة الخيال، كما نعرف علميا، هي التي تقف وراء أهم الإنجازات العلمية والأدبية والفنية فإذا مات الخيال عند الإنسان مات الفن والشعر والتصوير والعلم أيضا. لذا يجب أن نزاوج لا أن نعوض شيئا بشيء آخر.

لذا فان القراءة ليست هوية فحسب، بل انها اساس التقدم الحضاري ولعل هنا تكمن المشكلة ومدى معاناة الكتاب من العزوف عن قراءته، اذ تكشف الدراسات الحقائق المخجله ان متوسط ساعات القراءة في احدى الدول الاوربية يصل الى 200 ساعة سنويا، بينما تنخفض هذه الساعات وتتقلص الى 6 دقائق سنويا للفرد العربي!، وقد قامت احدى الباحثات بدراسة قبل 3 سنوات على احد مراكز التدريب النسائية بالسعودية حول القراءة واستخدام المكتبة الموجودة بالمركز وكانت النتائج مذهلة ان اكثر من 41% من المتدربات طوال سنوات التدريب لم يداخلن المكتبة، و70% يقرأن فقط ما يطلب منهن ومعظمها تكون مناهج دراسية، وان 66% قراءاتهن تقتصر على المواضيع العامة من المجلات (النسائية) والصحف المحلية، و71.6% يعتقدن ان الاستمتاع هو الهدف الرئيسي من وراء القراءة.

تبدأ القراءة في المنزل وبدرجات متفاوتة، حيث يعتمد الاطفال على المنزل في اكتساب المعرفة قبل الذهاب الى المدرسة، تلك المعرفة التي تضع الاساس للقراءة فالاطفال يكتسبون مفاهيما عن ادراك الاشياء والاحداث والافكار والمشاعر كما يكتسبون ألفاظا شفهية للتغبير عن هذه المفاهيم ويكتسبون ايضا أساسيات النحو للغة الشفهية. وبدرجات متفاوته يكتسب الاطفال معرفة معينة عن اللغة المكتوبة قبل ذهابهم الى المدرسة بل ان بعض الاطفال يتعلمون القراءة في المنزل ويتعلم كل الاطفال تقريبا شيئا ما عن القوالب القصصية وعن كيفية الاسئلة والرد عليها وعن كيفية تعرف عدد يقل او يكثر من الحروف والكلمات.

فكلما استطاع الاطفال اكتساب معرفة اكثر في المنزل كلما زادت فرصتهم للنجاح في القراءة مستقبلا، فعلى سبيل المثال فهم القصص البسيطة يمكن ان يعتمد بدرجة كبيرة على امتلاك المعارف العامة فالاطفال الذين قاموا برحلات وقضوا أوقاتا في المنتزهات العامة وزاروا المتاحف وراوء الحيوانات بالتاكيذ سيكون لديهم خلفية معرفية مرتبطة بالقراءة المدرسية، الا ان الخبرة الواسعة وحدها ليست كافية ، فالطريقة التي يتحدث بها أولياء لاطفالهم عن خبرة ما تؤثر على نوعية المعرفة التى يكتسبها الاطفال دون ادنى شك، اذ ان محتوى العبارات التقريرية والاستفهامية والطريقة التي تصاغ بها تؤثر على ما يتعلمه الاطفال مستقبلا من الخبرة ، كما ان الاسئلة التي تثير التفكير تنشط النمو العقلي الذي يحتاجه الطفل للنجاح في عملية القراءة .

كما ان الاطفال الذين يتحدثون باستفاضة مع أولياء امورهم في المنزل احاديثا تجعلهم يفكرون في خبراتهم يتعلمون صناعة المعنى من الاحداث ويتمتعون بمزية لاحقة في تعلم القراءة، الا ان اكثر انماط التعليم المنزلي تأثيرا يتخذ شكلا مغايرا لمايتم داخل المدرسة، واكثر الانشطة اهمية لتكوين المعرفة المطلوبة للنجاح النهائي في القراءة يتخذ شكل القراءة الجهرية للاطفال ويتم ذلك على وجه الخصوص في السنوات ما قبل الدرسة وتكون تلك القراءة اكثر ما تكون فائدو عندما يكون الطفل مشاركا فعالا ينخرط في المناقشات عن القصص التى يسمعها ويتعلم تعرف الحروف والكلمات والحديث عن معاني تلك المفردات.

لذا فانه من المفيد جدا استخدام الوسائل التعليمية التقليدية مثل السبورة الطباشيرية والورقة والقلم الرصاص فهي ذات أهمية بالغة في تعلم الاطفال القراءة، وعندما قورن الاطفال الذين تعلموا القراءة قبل ذهابهم الى المدرسة، باقرانهم الذين لم يتعلموا القراءة قبل الالتحاق بالمدرسة، وجد ان الذين تعلموا القراءة مبكرا يجيدون بصورة اكبر استخدام السبورة الطباشيرية والورقة والقلم الرصاص، كما ان كمية الكتابة التي ينجزونها اكثر، حيث تعطي الكتابة الاطفال طريقة للتدريب على العلاقات بين اشكال الحروف واصواتها، ويمكن استخدام سبورة الحروف عند تعليم صغار الاطفال الذين لم يكتبوا بعد بالقلم الرصاص كما ان هذا النشاط يمكنه ان ينمي معرفة الارتباط بين شكل الحرف وصوته.

ويمكن للاباء ان يؤثروا في تعلم اطفالهم من برامج التليفزيون التي تعلم اطفال ما قبل المدرسة القراءة أضافة لبرامج الكمبيوتر حيث تزود بعض الحزم التعليمية الاطفال بخبرات جديدة ، الا ان اولياء الامور يلعبون دورا ذا اهمية لا تقدر في ارساء اساس تعلم القراءة فولي الامر اول مرشد للطفل في عالم شاسع غير مألوف كما انه اول مراقب لما تعنيه الكلمات بالنسبة للطفل ولكيفية التعبير عن الاشياء بالكلمات وهو كذلك اول معلم في كشف النقاب عن ذلك العالم السحري للغة المكتوبة واخيرا فهو المصدر الدائم للطفل الذي يمده بالايمان بان الطفل بشكل ما عاجلا ام اجلا سوف يصبح قارئا جيدا
وهنالك عدة عوامل توثر ايجابيا او سلبيا على وجود الرغبة وابداء الاستعداد القرائي منذ بداية المراحل العمرية للفرد من بين اهمها مايلي :ـ

1- العوامل العقلية مرتبطه بالنمو والنضج ارتباطا وثيقا.
2- العوامل الجسمية تتعلق بالحواس السمع والبصر والنطق .
3- عوامل الانفعالية تعني الاستجابة للمواقف بفعاليه، لان الاستقرار الانفعالي سمة بارزة من سمات الشخصية السوية من اجل اكتساب قدرة متميزة على الانتباه والتركيز بشكل تمكنه من التحليل والنقد البناء.
4- العوامل البيئية تتضمن مجموعة الخبرات والتجارب التي يحصل عليها المتعلم والتي ترتبط بصورة مباشرة بظروف معيشته والطرق التعليمية المختلفة التى توفرت له.

لاشك ان العوامل السابقة تتيح تكوين الشخصية السليمة وصقل المهارات والقدرات وتنمي القاموس اللغوي شاملا المعـانٍ والمفاهيم المختلفة، وتزيد من الحصيلة المعرفيه المعلوماتية، وبالتالي تتولـد الرغبة المستمرة في ممارسة القراءة، وتوظيف الخبرات المكتسبه في حـل المشاكل، وتكوين المواقف اتجاههـا، ومواجهة التحديات. لان التنشئة السلمية على وجه الخصوص للقارئ الصغير تعمل على صقل قدراته القارئية واكسابه مهارات التعليم الذاتي، والبحث الفردي عن المعلومات من اجل ايجاد حلول للمشكلات .

لاشك انه عند التدريب وصقل مهارة القراءة، يلاحظ تعلق الاطفال بمادة القراءة، مثلما يتعلق السمك بسنارة الصياد. ولعل الهدف من ذلك زيادة نسبة الاطفال الذين يقرؤون باستفاضه واستمتاع ظاهر، شريطة ان لا يكون ذلك في قوالب روتينية او مهام مدرسية، لانه ستتحول العملية الى ملل. حيث اوضحت نتائج احد الدراسات ان معظم الاطفال يحبون القراءة، ولكن معظمهم لا يحبون الانشطه التى تقدم في حصص القراءة داخل المدرسة، ولعل هذا له علاقة وثيقة بالدافعية التى سبق التنويه عنها، اذ ان التحفيز والدافعية من قبل المعلمين في تقديم دروس متنوعه من شأنه دفع الاطفال الى حب القراءة وتنمية المهارة القرائية اسرع من غيرهم، ولعل هذه المهارة والشغف بالقراءة تكون من خلال المعلمين الذين لديهم قناعة بان التدريس عملية انتاجية لكنها تتسم بعنصري الصداقة والدعم النفسي للمتعلمين بالدرجة الاولى.

حيث تنتقل الفعالية للتلاميذ عن طريق الحديث او الفعل، بان كل فرد يستطيع تعلم القراءة اذا ما انتبه وطبق ما يقوله المعلم بنفسه مثلا، كما ان للتشجيع دورا كبيرا حيث يأتي من تميز تلاميذ عن غيرهم، فالمديح يعطى كاعتراف لنجاح يحققه تلميذ معين دون غيره، خصوصا وان تنمية مهارة القراءة غالبا تأخذ شكل الشرح واسداء النصح والمساندة اثناء الممارسة للقراءة، وهكذا فانه في ظل برنامج للقراءة حسن الاعداد، فان اتقان مهارات جزئية ليس هدفا في ذاته، بل وسيلة لتحقيق غاية كما يوجد توازن صحيح بين التدريب على المهارات الجزئية والتدريب على المهارة الكلية.

ومن الجدير بالذكر ان القارئ الماهر، يبدو انه لا يتعرف الكلمات غير المالوفه عن طريق التطبيق السريع الذى يحكم العلاقات بين الحروف واصواتها، لكن بدلا من ذلك يتراء من نتائج البحوث انه يتعرف عليها عن طريق مقارنتها بكلمات معروفة، فمثلا نطق كلمة "كضى" غير حقيقية ينطقها لمعرفته لنطق كلمة "مضى"، لذا فان مهارة القراءة يجب تنميتها حتى تصبح آلية تلقائية تتطلب القليل من الانتباه الواعى، حتى يتوفر انتباه القارئ لتفسير النص بدلا من تعرف الكلمات واحيانا يكون القارئ غير المتمرس غير قادر على التركيز على المعنى أثناء القراءة، ذلك ان مهارة التعرف لديه ذات مستوى متدن. وهو يوجه معظم انتباهه لنطق الكلمات حرفا بعد حرف وقطعة بعد قطعة، وحتى القارئ الجيد يظهر قدرا اقل من الفهم لما يقرأ عندما يجبر على الاهتمام بالظواهر السطحية للمادة القرائية.

ويتبين من نتائج الدراسات ان الطفل المتوسط في الصف الثالث، يمكنه ان يقراء قصة لا يعرفها من قبل قراءة جهرية، بحوالي 100 كلمة في الدقيقة، وفيما يتعلق بالقاري الضعيف في نفس الصف تبلغ سرعته من 50 الى 70 كلمة في الدقيقة، وطبقا لرأي فريق من الباحثين فان معدل السرعة هذا الاخير، يعد بطئ لدرجة انه يعوق الفهم حتى بالنسبة للمادة القرائية السهلة، كما انه من المؤكد لا يترك للقارئ اية امكانية لتنمية قدرات استيعابية جديدة. وينبغي تعليم الطفل بان هنالك اهدافا مختلفة للقراءة، وان عليه ان يغير من طريقته للقراءة تبعا لتلك الاهداف، فعلى سبيل المثال ان نمط القراءة بهدف الاستمتاع لا تتطلب فهما تفصيليا للنص، بينما قد تتطلب ذلك بهدف الاستعداد للامتحان.
وقد ترجع عدم قدرة القراء الضعاف على التحكم في القراءة بطريقة مناسبة، الى عدم ادراكهم لموضوع مادة القراءة، وان احد مظاهر هذا التحكم هو قدرة القارئ على مراقبة نفسه اثناء القراءة، وملاحظة اوجه الفشل عند وقوعها، وذلك باتخاذ اجراءات تصحيحية وفقا للحصيلة المعرفية، واذا ما اكتشف القارئ وجود قصور في الفهم، يعرف القارئ الجيد ما الذي ينبغي عليه ان يفعله لو واجه مشكله ما اثناء القراءة كان يطلب عون من مصادر خارجية او يقوم بتأجيل التفكير فيها الى حين تتضح اجاباتها في النص ذاته فيما بعد. ولعل هذا ما يؤكد ان القراءة الماهرة ينبغي ان تكون قراءة استراتيجية، وهذا يعني انه على القارئ ان يراقب مدى تقدمه في فهم المادة المقرؤة كما سبق واوضحنا.

وقد كشفت دراسة على ان الاطفال لا يجيدون الاستفادة من المعرفة السابقة، خاصة في البيئة المدرسية وقد يعرفون شيئا عما يتعلق بموضوع القراءة، ومع ذلك لا يستخدمونه عند محاولة فهمهم لنص ما، ويحتمل ان تحدث حالات الفشل تلك عندما يتطلب الفهم الاستفادة من معرفتهم السابقة، وحتى اذا وجد فارق عميق بين تفسير طفل ما للنص والفهم الصحيح للنص كما يدركه القارئ البالغ، فان هذا الفرق يعطى انطباعا ان الطفل لا يفهم المادة القرائية. لذا تنوه البحوث الى انه بصرف النظر عن الاستراتيجيات المستخدمة لتعلم الاطفال المبتدئين القراءة، فان الاطفال الذين يحصلون على اعلى الدرجات في اختبارات فهم المقروء في الصف الثاني، هم الذين حققوا أعلى درجة في تعرف الكلمات بشكل صحيح وسريع أثناء وجودهم في الصف الاول. وعلى الطفل القارئ ان يكون قادرا على تعرف الكلمة بسرعة ودقة، حتى تتآزر هذه العملية بشكل انسيابي مع عملية بناء معنى دلالي للنص.

ان اكثر ما يحتاجه الطفل الذي لديه استعداد كاف للتعلم المنظم للقراءة، هو الخبرة المناسبة باللغة المنطوقة والمكتوبة معا، فهي توفر فرص مبكرة للبدء في تعلم الكتابة، وفي هذا المنعطف يتبادر للادهان تساؤل مهم: متى ينبغي البدء بتعلم القراءة بصورة منتظمة بالتحديد ..؟ لاشك ان الاجابة تجعلنا نتأمل في اهمية القراءة كعملية مستمرة على كافة المراحل العمرية، الا انه باختصار شديد ان الاطفال يمكنهم الاستفادة من التعليم المبكر للغة والقراءة في مرحلتي ما قبل المدرسة ورياض الاطفال كما سبق واوضحنا .

ويتضح في هذا المنعطف اهمية تنمية اللغة الشفهية فهي جزء مهم من النمو اللغوي العام للطفل، وليست كمهارة جزئية منفصلة عن مهارات الاستمتاع والتحدث والكتابة، وتقوم القراءة على اللغة الشفهية خاصة. فلو كان هذا الاساس ضعيفا فان التقدم في القراءة سيكون بطيئا وغير مؤكد، فيجب ان يكون لدى الاطفال حصيلة من المفردات الاساسية على الاقل وقدر معقول من معرفة العالم من حولهم، وقدرة على الحديث عما يعرفون وهذه قدرات تشكل اساس الفهم النص القرائي، اذ انه لاشك في ان كفاءة فهم النص المسموع في مرحلة رياض الاطفال والصف الاول الابتدائي مؤشر جيد على فهم النص المقروء او حتى المكتوب بمستوى طفل الصف الثالث.

ولعل في مستوى ما بعد رياض الاطفال تلعب مكتبة المدرسة دورا بارزا في تنمية وصقل المهارات القرائية لدى الاطفال، حيث يستمتع الاطفال بحصة المكتبة وسماع القصص من معلمة المكتبة مرة بعد مرة، وهذه الحقيقة يمكن استخدامها كمحور ارتكاز لتعلم القراءة للمبتدئين، لذا فان التعليم المبكر يمد الاطفال بالمفاهيم الاساسية عن وظائف القراءة والكتابة وكذلك بمعلومات عن الحروف واصواتها وعن الكلمات، ومن ناحية اخرى بالنسبة للاطفال الذين يلتحقون برياض الاطفال وهم يستطيعون قراءة القصص البسيطة قد لايكون ضروريا تدريس اي من هذه الاساسيات لهـم، وهكـذا فان المبـدأ الرئيسي لاي تدريس جيـد الا وهو تقديـر ايـن يقف كـل تلميـذ والبنـاء فـوق ذلك ذو اهمية مضاعقة بالنسبة لمعلمـي رياض الاطفال. ويضاف لما تقدم انه من بين اساليب تنمية المهارات القرائية تعلم الكتابة، حيث يساعد على تنمية مهارة القراءة.

باعتبار ان الرغبة في التواصل مع الاخرين يعطي حافزا لاستعمل اللغة المكتوبة، واوضحت احد الدراسات التتبعية على الاطفال الذين تعلموا القراءة قبل ان يدخلوا الصف الاول الابتدائي وصف اولياء الامور، هولاء الاطفال بانهم اطفال "الورقة والقلم"، واحيانا يكون تعلم القراءة احد النواتج الفرعية لشغف بالكتابة، وبشكل عام ان الانشطة الكتابية تعطيهم فرصة جيدة بان يوسعوا معرفتهم. كما انه من اساليب تنمية المهارات القرائية الطريقة الصوتية اي تعلم العلاقة بين الحروف والصوات، ولاتستهدف سرد القواعد التى تحكم علاقات الحروف باصواتها، بل الغرض منها هو التعرض لمبدأ الحروف الابجدية والقائل بان هناك علاقات منتظمة بين الحروف واصواتها، لذا ينبغي ان ينظر الى الطريقة الصوتية على انها اسلوب يساعد الاطفال على البداية السريعة في رسم خريطة للعلاقات بين الحروف واصواتها.

وقد يبدو مزج الحروف سهلا بالنسبة للبالغ الذي يعرف فعلا كيف يقرأ، الا انه في الحقيقة خطوة صعبة بالنسبة للعديد من الاطفال، لذا فان تشجيع الاطفال على ان يعطوا كلمات يعرفونها وتكون ذات هجاء مشابه لكلمة تقابلهم لايستطيعون التعرف الفوري عليها فاننا نساعدهم على تنمية استراتيجية يستخدمها الكبار عندما يفسرون كلمات لايعرفونها بمقارنتها بكلمات معروفة لهم من قبل، وتلك احدى نقاط القوة في المدخل الضمني الذي في جوهره يتخذ من الكلمة اساسا له، فان البرامج الصوتية الصريحة تشرح عن طريق الكلمات العلاقات بين الحروف والاصوات .

الا ان التعليم في بعض هذه البرامج يتعزز لو اردت العناية باعطاء كلمات تعمل كشواهد مجسدة وذلك بصورة منتظمة، خلاصة القول ان هدف الطريقة الصوتية هو تعليم الاطفال اساس الابجدية والغاية من ذلك ان تصبح الابجدية ذات قيمة عملية حتى يمكن للقراء الصغار ان يستخدموا بصورة متسقة المعلومات التى لديهم عن العلاقة بين الحروف والاصوات والمعاني للمساعدة في تعرف الكلمات المالوفة. بشكل عام ينبغي ان تكون القراءة الجهرية والصامته كلتاهما هامة للمبتئدين، وينبغي ان تركز دروس القراءة على فهم وتذوق محتوى النص وينبغي على المناقشات التي تتم قبل القراءة والمناقشات وطرح الاسئلة ان تثير مستويات عليا من التفكير لدى الاطفال مع التأكيد على اظهار العلاقات بين المعرفة السابقة لدى الاطفال عن موضوع القراءة ، كل ذلك من شأنه تنمية وصقل المهارات الاطفال وجعلهم قراء مهرة مستقبلا .

وهنالك من يتسأل عن تأثير التليفزيون على القراءة، فقد اوضحت نتائج احد الدراسات بانه لا تأثر سلبا على تعلم القراءة، خصوصا عندما لا تتجاوز اقصى حد عشر ساعات اسبوعيا، فهناك علاقة ايجابية الا انها ضعيفة بين مقدار الوقت الذي يقضيه الاطفال في مشاهدة التليفزيون وتحصيلهم الدراسي بما فيه التحصيل في القراءة، الا انه مع تزايد ساعات مشاهدة التليفزيون يضعف التحصيل بشكل واضح جدا. فيما عدا البرامج المعدة خصيصا لتقديم قيمة تربوية لصغار الاطفال حيث تنمى القراءة بالفعل. لذا فان تزايد الوقت الذي يقضية الاطفال في مشاهدة التلفزيون والتغيرات التي طرأت على حجم الاسرة والحيز المتاح لكل طفل والتحولات في دافعية الناس واهدافهم المعيشية جميعها اسباب تضغف من مستوى التحصيل الدراسي.

وهنالك عدة مداخل لتقويم مستوى الكفاءة في القراءة، من بينها مقارنة التحصيل الدراسي، وقد اوضح مسح للاداء القرائي في خمس عشرة دولة غربية تم اجراؤه منذ عشر سنوات ان الامريكيين لم يحرزو ابدا المركز الاول ولا المركز الثاني في اي اختبار وجاء ترتيبهم في معظم الاختبارات حول او اقل من المتوسط العالمي، وفي مقارنة احدث اجريت بين الطلاب في الولايات المتحدة وفي اليابان وتايوان، ظهر ان اداء الطلاب في مختلف الولايات لا باس به، لكن عدد القراء الضعاف لا يتناسب مع عدد أقرانهم في الدولتين الاخريين.

لابد من العمل على جعل القراءة عملية مستمرة من اجل ايجاد امة قارئة، بناء على إن أول اتصال بين السماء والأرض ثم مع بداية مشارف الرسالة المحمدية على صاحبها افضل الصلاة والتسليم. وهذا ما كان الا تقديرا لقيمة وأهمية القراءة والعلم والمعرفة في كل زمان ومكان، فهى المفتاح الذي بواسطتها تتصل الأفكار وبها يصبح التفكير الإنساني عملية جماعية متصلة ومستمرة، وعن طريقها يمكن نشر الثقافة بين الشعوب.

وتستطيع فيها العقول أن تتفاعل مع بعضها متخطية حواجز الزمان والمكان من اجل خلق حياة افضل لبنى البشر. فمن خلال التعليم بشكلا مستمرا يتمكن الأفراد من تحسين أدائهم فى الأعمال التى يقومون بها بحيث يكون في مقدورهم مواكبة التغيرات التى تطرأ على تلك الأعمال. اذ ان المفهوم التقليدي السائد بإن الفرد بمجرد حصوله على المؤهل العلمي، يصبح مؤهلا لوظيفة ما فانه يكون غير محتاج الى مزيد من القراءة والاطلاع والتعليم، فهذا المفهوم التقليدي لم يعد له سند، فمن اجل أن يكون الشخص فعالا ومقتدرا في مجتمع المعلومات والمعرفة، فانه يتعين عليه الاطلاع الدائم والإلمام التام بكافة ما يستجد من تطورات الحديثة في مجال تخصصه.

لذا فان فكرة التعليم المستمر وتحديث المعلومات والمعارف على مدى الحياة، جاءت نتيجة التطوير والتغيير السريع في تقنيات المعلومات والاتصالات، حيث اصبحت سمة هذا العصر، فهذا النمط من التعليم المستمر من شأنه أن يضمن الرقي بالمستوى الثقافي والفكري وينعكس على الاداء على الوجه السليم، وما شهدته السنوات الأخيرة من تطورات ملحوظة في هذه البرامج "التعليم المستمر" في ضوء انتشار شبكات المعلومات "الانترنت"، يستوجب ضرورة اعتبار التعليم المستمر أحد أهم المحاور الرئيسية في منظومة التقدم الحضاري بالمجتمع والذي يستند عادة على الاطلاع والقراءة بصورة مستمره على مدى الحياة.

الا ان القضية الاكثر خطورة، تتمحور في مدى مقدرة الاجيال الحالية في إجادتها للقراءة والكتابة بصورة تكفي لمواجهة المتطلبات المعاصره والمستقبلية، فالعالم يدخل عصر المعلوماتية، وهو عصر تمثل فيه المعرفة قوة، وما كان يعد مستوى مرضيا لمعرفة القراءة والكتابة ابان العقود السابقة، قد أصبح هامشيا ومرفوضا بحلول هذه الالفية!!!.












التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم
(قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم)
صَدَقَ اللّهُ العظيم
  رد مع اقتباس
قديم Aug-25-2010, 09:34 AM   المشاركة21
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

أمة اقرأ .. لا تقرأ




أ.د. أحمد الشميمري

لست أول من قال هذه العبارة ولن أكون الأخير، فقد أصبحت مقولة شائعة ومثلاً دارجاً بين الأكاديميين والمثقفين، وصارت تتعدى معناها المباشر لتعكس حال من هو أولى بأن يتقن عملاً فلا يحسن إتقانه. والباعث على انتشار هذه العبارة هو المشهد الأليم لحال أمة لا يقرأ أبناؤها، ولا يحبون المطالعة، ويتذمرون من حمل الكتب، فضلاً عن تصفحها والاطلاع عليها. وقد أظهرت إحصائية منظمة التربية والثقافة والعلوم ''اليونسكو'' أن متوسط القراءة الحرة للطفل في الثقافة العامة في العالم العربي لا يتجاوز ست دقائق في السنة مقابل 12 ألف دقيقة للطفل في العالم الغربي. كما أن نصيب مليون عربي من الكتب لا يتجاوز 30 كتاباً مقابل 584 كتاباً لكل مليون أوروبي، كما تشير الإحصائيات إلى أن معدل ما يقرأه الفرد العربي في السنة هو ربع صفحة مقابل 11 كتاباً للفرد الأمريكي وسبعة كتب للفرد البريطاني. ومن ضمن المفارقات بين العالم العربي والعالم الغربي، أن عالمنا العربي يصدر نحو 1650 كتاباً سنوياً، أما في دول الغرب, ولا سيما أمريكا وحدها, فإنها تصدر ما يقارب 85 ألف كتاب سنوياً.
هذه الإحصاءات العامة تنذر بأن مجتمع المعرفة المنشود لا يزال عزيز المنال. وأن الأمة التي لا تقرأ لن تستطيع أن تتلمس خلاصاً لأزماتها، وأن الدونية والتخلف مقترنة بالجهل وقلة الثقافة والاهتمام بالمعرفة. ولطالما نعت العرب حقاً بأنهم لا يقرأون، لكن ذلك لم يحرك ساكناً ولم يغير حالاً.
والأعذار لنا جاهزة والمبررات حاضرة تتعاظم حتى تصل إلى وهم نظرية المؤامرة بأن الساسة يريدون للشعوب أن تغرق في الجهالة كي تبقى كالقطيع سهلة الانقياد. والحقيقة أن المسؤولية في التغيير تشمل الجميع، فالأسرة لها دورها الكبير، والتعليم له أثره العظيم، والمجتمع له تأثيره البالغ، والدولة ومؤسساتها عليها العبء الأكبر. وفي هذه العجالة سأستعرض بعضاً من مشاهداتي للدور الذي تقوم به مؤسسات الدولة في الغرب لتشجيع القراءة والحفاظ على ثقافة الاطلاع وبناء المعرفة. فهناك توجد مكتبة عامة (أي حكومية) في كل حي وليس في كل مدينة، هذه المكتبة بمثابة محور المعرفة والتواصل, والخدمات مخصصة لأبناء الحي يستطيعون الوصول إليها مشياً على الأقدام. تحتوي المكتبة على شتى سبل التشويق للقراءة، وهي مرتبة بشكل بسيط ورحب وواضح, حيث يمكنك أن تتنقل بين الأقسام بكل سهولة, فهناك أركان مخصصة للأطفال مدعومة بألعاب وأدوات رسم ووسائل صوتية ومرئية، وركن آخر لآخر الإصدارات الحديثة، سواء المسموعة أو المرئية أو المقروءة. وفي المكتبة ذاتها تستطيع أن تجد الوسائل الطباعية والتحريرية والتصميم والتصوير المختلفة بأسعار رمزية مخفضة. وهناك ركن آخر لأرخص الكتب التي تباع بأسعار بسيطة، وفيها يتم الإعلان عن الكرنفال السنوي للكتاب حيث تتم المسابقات البسيطة المحفزة للقراءة للأطفال خصوصاً ثم للشباب. حيث يحصل كل من يقرأ ثلاثة كتب على جائزة، فتشمل الجوائز عدداً كبيراً من المستفيدين. ولا يمر أسبوع إلا وهناك نشاط للأطفال في المكتبة. وفي الغرب تهتم المدارس كثيراً بالتواصل مع مكتبة الحي, حيث لا تحرص المدرسة على تكديس الكتب لديها في بيئتها التعليمية لكنها تحيل الطلبة إلى المكتبة التي اعتادوا زيارتها المتكررة منذ الصغر. وهي محور الاتصال والخدمات الحكومية والأنشطة والفعاليات العامة. ومنها يستخرج المواطن والمقيم بطاقات المدينة التي تخوله استخدام أي مكتبة على نطاق الوطن.
لا شك أن هناك جهوداً مبذولة لإحياء الاهتمام بالقراءة مثل المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب ومحاولات وزارة الثقافة والأندية الأدبية المتعثرة ومبادرات الجامعات المتواضعة وغيرها من المشاريع، كما لا شك أن الإقبال على القراءة في السنوات القليلة الماضية بدأ يتحسن قياساً بالإقبال الكبير على معارض الكتاب والشراء المتزايد للكتب, إلا أن الجهود المبذولة حتى الآن لا تزال قاصرة عن تعزيز ثقافة القراءة، ومتواضعة أمام الحجم المطلوب لبناء ثقافة مستديمة، وعشوائية في ظل غياب خطة وطنية شاملة. ويأزم ذلك كله قلة الإنفاق العام على كل ما يمت للثقافة بصلة. ويكمن أحد أهم الأسباب أن المسؤولية منحصرة في جهات لا يمكن وحدها أن تقوم بهذا العمل الثقافي الجبار, ففي الغرب تقع على أمانة المدينة (البلديات) مسؤولية بناء المكتبات وتزويدها بالكتب وجميع التجهيزات المطلوبة في حين تسهم الجمعيات غير الربحية والمتبرعون وساكنو الحي بدعم برامجها المختلفة والتبرع للعمل فيها. وتقوم المؤسسات التعليمية بإثرائها بالمعلومات والمطبوعات الحديثة والوسائل المختلفة, كما تقوم كل وزارة بدورها الكبير نحو المساهمة الفاعلة في ترسيخ عادة القراءة, كما تقوم كل وزارة في الوطن بدورها الكبير نحو المساهمة الفاعلة في ترسيخ عادة القراءة والاطلاع لدى النشء. تبدأ تلك المساهمات ببناء المكتبات وملئها بالكتب مروراً بإجراء المسابقات والأنشطة والتوزيع المجاني للمطبوعات والكتب المعرفية المهمة وختاماً بالجوائز التقديرية والتشجيعية. وفوق ذلك كله تقوم وزارة التعليم بمنح معونات مالية لكل طالب, مخصصة لشراء الكتب المرجعية المناسبة لمرحلته العمرية. فوزارة التربية في فرنسا على سبيل المثال تمنح كل طالب بلا استثناء في المرحلة الإعدادية والثانوية كوبونات مالية بقيمة 75 يورو وذلك لشراء المراجع العلمية التي يطلبها المدرس. وعادة ما يراوح سعر الكتاب بين ثلاثة وخمسة يورو. وهو ما تقوم به وزارات التعليم في أكثر من دولة غربية بطرق مماثلة أو شبيهة. كما أن الدول هناك تغدق على دور النشر التي تركز على نشر الثقافة والإنتاج الوطني وتقدم لهم المعونات والامتيازات ودعم السعر كي تشجع على نشر والمعرفة وإتاحة الكتاب للجميع.
عندما تدخل المكتبة في الغرب تفاجأ بأنك في خلية نحل من المرتادين والأنشطة الاجتماعية والشبابية المختلفة التي تمتد من أندية القراءة في مجالات مختلفة إلى مجموعات النقاش، مروراً بالمؤلفين الشعبيين الذين تكمن مهمتهم في مساعدة من يريد أن يؤلف كتباً، فهم يقومون بتحويل أفكاره إلى صيغ سليمة وجمل صحيحة أشبه بتأليف جديد للكتاب بمقابل ثمن رمزي بسيط. وعندما تنوي الاستعارة تفاجأ أن المطلوب منك فقط هو العنوان البريدي حتى ولو كنت أجنبياً زائراً, والأعجب أنه لا يوجد عدد محدود للكتب التي تريد استعارتها فكل ما تستطيع حمله يمكنك استعارته ولمدة شهر كامل.
وعلى الرغم من تعدد مصادر التسلية الحديثة والألعاب الإلكترونية المشوقة والثورة المعلوماتية الرقمية والهيمنة الإلكترونية لشبكة الإنترنت, التي من المتوقع أن تصرف الشباب في الغرب عن القراءة, إلا أن المسوحات الإحصائية تثبت أمراً آخر, فقد ارتفعت نسبة مبيعات الكتب, خاصة تلك الموجهة للأطفال في الولايات المتحدة وأوروبا, ففي أمريكا على سبيل المثال زادت نسبة المبيعات للكتب الموجهة للأطفال بنسبة 8 في المائة خلال عامي 2007 و2008، كما ابتكرت دور النشر طرقاً عديدة للقراءة تتناسب مع الإقبال على شبكة الإنترنت والاتصال التفاعلي مثل الكتاب الإلكتروني والكتب التفاعلية والكتب المسموعة والكتب المرئية وغيرها من الطرق الحديثة المشوقة, التي تبعث وتحفز على القراءة والمطالعة.
أما المؤلف في الغرب فله احترامه وتقديره, وربما وصلت شهرة بعض المؤلفين شهرة كبار المشاهير، وتلتفت دور النشر إليه وتهتم بتوزيع كتبه بطريقة تسويقية منظمة تشمل حفلات التوقيع والدعاية والمؤتمرات الصحافية والمقابلات التلفزيونية والاستضافة الإذاعية. وحفلات خاصة بالمؤلفين وكاتب العام، وقبلها كاتب المدينة، ومسابقة المدينة، ومسابقة المقاطعة، والمشاركة في المؤتمرات والندوات في نفس مجال وموضوع الكتاب، وقد تصل جوائز الكتاب الواحد لأكثر من خمس جوائز من جهات متعددة.
هذه بعض الحقائق التي تفسر لنا معاني الاستعجاب عندما نشاهد الغربي يقرأ في القطار، ويقرأ عند انتظار الحافلة العامة، ويقرأ عند صفوف انتظار الطبيب، ويقرأ في المنتجعات، ويقرأ أمام النهر، فضلاً عن القراءة المستديمة في البيت، فلغرفة الجلوس قراءة، وللشرفة قراءة، ولغرفة النوم قراءة أخرى، ونحن ننعم بالجهالة في سبات عميق.


الرابط
http://www.aleqt.com/2010/08/24/article_433370.html












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم Dec-21-2012, 01:33 AM   المشاركة22
المعلومات

جيهان أحمد عثمان
مكتبي جديد

جيهان أحمد عثمان غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 124893
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: مصـــر
المشاركات: 3
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

طرح ممتاز عن القراءة وقد افادنى جدا فى بحثى الذى اعده الان واوافق الاخ الفاضل ان من سيحيى عادة حب القراءة هم اخصائى المكتبات والمعلومات












التوقيع
رابط كتبى على مكتبة صيد الفوائد

http://www.saaid.net/book/search.php...4+%CD%D3%ED%E4

رابط مدونتى
http://http://doraalislam1961.blogsp...1_archive.html
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قائمة كتب حديثه التكنولوجي النشط عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 37 Dec-31-2016 06:00 PM
المكتبات المدرسية وفعل القراءة العنقود منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 11 Apr-02-2012 07:52 PM
القراءة التصويرية AHMED ADEL منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 2 Oct-04-2009 11:01 AM
خبرات عالمية فى تشجيع القراءة ونشر المكتبات نصار رمضان عمر المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 6 Jan-30-2009 09:56 PM
اتلات ليانه المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 2 Sep-18-2008 12:27 AM


الساعة الآن 02:33 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين