[د.محمود قطر]

تقرير عن ورشة العمل حول
الإعارة المتبادلة بين المكتبات وإيصال الوثائق
ILL (Inter-Library Loan) and Document Delivery
بالتعاون بين الجامعة الأردنية وجامعة "يال" الأمريكية
الأردن, عمان – من 5 إلى 7 مارس 2007

إعداد
أ.د.شريف كامل شاهين
استاذ، قسم المكتبات والمعلومات، جامعة القاهرة
رئيس دار الكتب المصرية

بمبادرة من جامعة "يال" الأمريكية المشرفة على مشروع "أميل" AMEEL: Arabic and Middle Eastern Electronic Library المكتبة الإلكترونية العربية والشرق أوسطية وكذلك مشروع "أواسيس" OACIS: Online Access for Consolidated Information on Serials وبالتعاون مع مكتبة الجامعة الأردنية تم تنظيم ورشة عمل متخصصة حول "خدمة الإعارة المتبادلة بين المكتبات أو إيصال الوثائق" في رحاب مكتبة الجامعة الأردنية, حيث تم توجيه الدعوة الشاملة لكافة نفقات السفر والإقامة والتنقلات الداخلية لنخبة من المتخصصين العرب للحضور والمشاركة من هيئات مختلفة. وقد شارك في ورشة العمل ممثلون للجهات والدول العربية الآتية: الأردن (مكتبة الجامعة الأردنية – الجمعية الأردنية للمكتبات – مركز معلومات أمراض السرطان) – مصر (دار الكتب المصرية – مكتبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة) – لبنان (مكتبة الجامعة الأمريكية ببيروت – مكتبة جامعة بالماند ببيروت) – البحرين (مكتبة جامعة البحرين) – تونس (المكتبة الوطنية التونسية) – سوريا (مكتبة جامعة تشرين). وكانت اللغة الإنجليزية هي اللغة المعتمدة في ورشة العمل للشرح والنقاش.
وورشة العمل إجمالاً كانت عبر أيامها الثلاثة مجموعة منظمة من المحاضرات والمحاورات حول منظومة خدمة الإعارة المتبادلة بين المكتبات وفرص البيئة الإلكترونية وعرض لتجارب الدول المشاركة ومدى إمكانية المساهمة والمشاركة الفعالة في هذه الخدمات الفعالة.

اليوم الأول:
عقب الإنتهاء من الافتتاح الرسمي لورشة العمل بحضور رئيس الجامعة الأردنية وممثلين للإعلام الأردني بدأت فعاليات ورشة العمل بالتعريف بمشروع "أواسيس" الفهرس الموحد الإلكتروني المتاح على الإنترنت للدوريات بمكتبات منطقة الشرق الأوسط. والذي تشترك فيه من المنطقة العربية كل من: مكتبة الاسكندرية, ومكتبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة, ومكتبة جامعة تشرين السورية ومكتبة الجامعة الأردنية. كما تم التعريف بمشروع "أميل" بمثابة بوابة ومكتبة إلكترونية متاحة على الإنترنت للدراسات الشرق أوسطية, ومن المخطط للمشروعين إتاحة الإفادة بالمجان.ومن التعريف بأهم مشروعين لجامعة "يال" الأمريكية يرتبطان بالشرق الأوسط والمنطقة العربية إلى تقديم خلفية عن برنامج الإعارة المتبادلة بين المكتبات والتي تعني اقتسام ومشاركة مصادر المعلومات بين المكتبات, حيث لا توجد مكتبة واحدة مهما بلغ حجمها تستطيع الوفاء باحتياجات المستفيدين منها من المعلومات ومصادرها. كما تم تقسيم مصادر المعلومات من منظور الإعارة المتبادلة بين المكتبات إلى مجموعتين هما: تضم المجموعة الأولى المواد الواجب إعادتها فور الإنتهاء من استخدامها, وتشمل الكتب والمصغرات الفيلمية والمواد السمعية البصرية.بينما تضم المجموعة الثانية المواد التي لا يتم إعادتها وتشمل النسخ سواء من مقالات الدوريات أو فصول الكتب أو التقارير. وقد تم استعراض فوائد خدمة الإعارة المتبادلة بين المكتبات وخبرات جامعة "يال" الأمريكية في هذا المجال.
اليوم الثاني:
بدأت المحاضرات باستعراض تدفق خطوات خدمة الإعارة المتبادلة بين المكتبات, حيث تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات على النحو الآتي: مجموعة تمثل القراء أو الباحثين, ومجموعة ثانية تمثل المكتبات الطالبة لخدمة الإعارة أو المرسلة لطلب الخدمة, ومجموعة ثالثة تمثل المكتبات الموجه لها طلب الإستعارة أو التي ستلبي الخدمة. وقد ناقشت كل مجموعة الخطوات التفصيلية في كل جانب من جوانب الخدمة مع استعراض المصطلحات الإنجليزية وما يمكن أن يقابلها من مصطلحات باللغة العربية. كما تم استعراض الأدوات الرئيسية اللازمة لدعم خدمة الإعارة المتبادلة بين المكتبات والتي تشمل: الأجهزة (محطات الحاسبات والماسحات وآلات التصوير والفاكس) والبرمجيات (odyssey وقارئ أكروبات Adobe Reader وبرنامج المسح الضوئي والبريد الإلكتروني) وقواعد البيانات (OACIS والفهارس المحلية وغيرها) كما تم استعراض واستخدام واجهة بحث الفهرس الموحد للدوريات المعروف بأوسيس على الإنترنت من حيث البحث البسيط والمتقدم بأكثر من لغة بما في ذلك اللغة العربية.وأخيراً طلب من كل مشارك القيام بعملية فعلية لطلب استعارة مقال في دورية وتوجيه الطلب للقائمين على الخدمة بمكتبة جامعة "يال" الأمريكية.
اليوم الثالث:
تم استكمال عرض الخطوات الفعلية لخدمة الإعارة المتبادلة ومناقشة إيجابيات وسلبيات الخدمة, ثم إنتقل الحديث إلى إحصائيات الخدمة وأهميتها وأنواعها, هذا إلى جانب سياسات الإعارة المتبادلة بين المكتبات والقواعد الإرشادية والاتفاقيات, وما قدمه الإتحاد الدولي لجمعيات المكتبات IFLA من قواعد إرشادية دولية لسياسات وأفضل الممارسات في خدمة الإعارة المتبادلة بين المكتبات, وقواعد الجمعية الأمريكية للمكتبات وكذلك مركز OCLC. ثم بدأ الحوار حول الواقع العملي لتطبيق الخدمة في المنطقة العربية من حيث السياسات المطلوب تطويرها والعقبات المحتملة وسبل القضاء عليها! والمؤسسات أو الهيئات التي يمكنها تنسيق الخدمة بين الأطراف العربية مثل الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات, والمكتبات الوطنية لكل دولة وجمعيات المكتبات. وأخيراً, تم توزيع استمارة تقييم ورشة العمل التى تنناولت العديد من النقاط , وكان من بينها: الفترة الزمنية لورشة العمل, والمحتوى وأساليب الشرح وأدواته وغيرها. وأغلقت ورشة العمل بتوزيع الشهادات على المشاركين.

على هامش ورشة العمل
- تعمل مكتبات الجامعة الأردنية وفق النظام الآلي المتكامل "الأفق" بشكل جيد وتوفر المكتبة واجهة الاستخدام HIP للبحث في الفهرس الآلي لمجموعات المكتبة من داخل المكتبة فقط, كما توفر الواجهة إمكانية البحث في الفهرس الموحد لتحالف مكتبات الجامعات الأردنية, وكذلك المكتة الإلكترونية الخاصة بمكتبة الجامعة الأردنية.
- هناك حشود طلابية وكذلك من جانب أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة الأردنية من أجل التصويت لمدينة البتراء لضمها ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة.
ما بعد ورشة العمل
سوف ترسل خطابات من جانب المسؤولين بجامعة "يال" الأمريكية لحث المكتبات العربية على المشاركة في خدمة الإعارة المتبادلة.
ولكن تبقى العديد من الاستفسارات والأسئلة التي تبحث عن إجابات عنها, وهي: ما أسباب عدم إقبال المكتبات العربية على المشاركة في الفهرس الموحد للدوريات المتاح على الإنترنت المعروف بأواسيس: OACIS ؟ وكذلك المشاركة في مشروع البوابة والمكتبة الإلكترونية لمصادر المعلومات العربية والشرق أوسطية المعروفة بأميل: AMEEL ؟ وكيف يمكن لخدمات الإعارة المتبادلة للمكتبات أن يكتب لها النجاح دون وجود فهرس موحد متكامل للمكتبات الأعضاء في الخدمة ؟ هل يمكن للأنظمة الآلية المتكاملة المعمول بها في مكتباتنا العربية أن تدعم إجراءات وملفات هذه الخدمة ؟ وهل هناك توافق فيما بين هذه الأنظمة الآلية لخدمة هذا الغرض؟ وهل توجد حاجة لإنشاء فهرس موحد أو حتى العمل وفق نظام آلي مخصص لضبط إجراءات الخدمة في حال توافر مصادر المعلومات المتاحة للإعارة المتبادلة بنصوصها الكاملة في شكل إلكتروني ؟
في الواقع كنت أظن أن هذه الخدمة قد بدأت في الإنحسار أمام تيار الرقمنة والنشر الإلكتروني, ولكن يبدو أن البيئة الإلكترونية قد مهدت الطريق أمام إتساع رقعة هذه الخدمة وتيسير تقديمها تحت شعار "لا توجد مكتبة واحدة مهما بلغ حجمها الوفاء باحتياجات كافة المستفيدين منها" فما بالنا بمكتبات عربية كبيرة الحجم محدودة التمويل !؟
المصدر
البوابة العربية للمكتبات
http://www.cybrarians.info/conferences/ar/jordan.htm

[محسن سعد الدين]

جزاكم الله خيرا
مجهود رائع