[محمد حسن غنيم]

مكتبات متنقلة على ظهور الجمال



تعود بدايات المكتبات المتنقلة الى أكثر من 150 عاماً عندما قامت مؤسسة ورينغتون بأول تجربة لها عندما وضعت كتباً بعربة حصان وتطورت بعد ذلك هذه الخدمة في أرجاء بريطانيا .

وفي الولايات المتحدة كان استخدام هذه التجربة لأول مرة في ولاية ماريلاند عام 1905، حيث قامت عاملة مكتبة تدعى ماري بتخصيص عربة متنقلة لتمكن العائلات البعيدة من استعارة الكتب وقراءتها في بيوتهم بعد ذلك انتشرت في اوروبا في الفترة نفسها تقريباً كما عرفت الهند تجربة المكتبات المتنقلة في العام 1953 قبل العديد من الدول الأوروبية
اما الدول العربية فقد انتقلت اليها هذه التجربة مؤخراً وتعتبر تجربة الصومال الأغرب في العالم حيث تستخدم وسيلة مواصلات غريبة ونادرة وهي الجمال ويعتبر ظهر الجمل مقراً دائماً للصناديق المملوءة بشتى أنواع الكتب كقصص الأطفال والروايات والتاريخ والجغرافيا باللغات العربية والأجنبية وغيرها .وتعتبر منطقة غاريسا على ضفاف نهر نانا على الحدود الصومالية الكينية صاحبة المكتبة الوحيدة في العالم التي تتخذ من ظهور الجمال مقراً دائماً وثابتاً لها ويوزع أصحاب المكتبة الكتب والدفاتر والأقلام على البدو الصوماليين والكينيين الرحّل والمعروفين بكثرة تنقلهم بحثاً عن الماء لمواشيهم، حيث تصل نسبة الأميّة هناك الى 85% استغرق أصحاب المكتبة وقتاً طويلاً لتنظيم الرحلات والأسفار لتصبح شهرية ومنتظمة وليصبح عدد الجمال 12 جملاً وتقوم بأربع رحلات اسبوعية تجوب كل منها أربعة تجمعات ومناطق سكانية كل يوم رغم الحرارة الشديدة والجفاف والظروف المعيشية الصعبة إلا أن عدد المتعلمين قد زاد في تلك المنطقة، وتوجد رغبة حقيقية وقوية لدى السكان في تعلم القراءة والكتابة لاسيما عند الأطفال والمراهقين، وقد بدأ نشاط المكتبات المتنقلة في الصومال عام 1996. ‏

وفي مصر تعتبر المكتبات المتنقلة والمحمولة احدى الأفكار المبتكرة التي قامت بها جمعية الرعاية المتكاملة، وتعتمد الفكرة على إنشاء مكتبات تتحرك على حافلة كبيرة مزودة بأعداد كبيرة من الكتب المختارة والمميزة تناسب جميع الأعمار وتمر بصفة دورية على الأحياء والمناطق التي تفتقر الى وجود مكتبات ويصل عدد المواقع التي تزورها المكتبة سنوياً الى ثلاثين موقعاً في المحافظات المختلفة كما تقدم المكتبة أنشطة ثقافية عديدة مثل الندوات والمسابقات الثقافية واستقبال الزيارات المدرسية، وفي عام 1993 أعلن عن تجربة جديدة هي المكتبات المحمولة غايتها الاهتمام بأطفال مصر في المدن والقرى بهدف وضع نواة للمكتبة في أكبر عدد من التجمعات السكنية والحرائق العامة والحقول، وذلك باستخدام نموذج مبسط لمكتبة متحركة ليصبح فيما بعد نموذجاً تبنته منظمة اليونسكو لتطبيقه في الدول النامية.
والمكتبة المحمولة عبارة عن حقيبة فيها مايقارب 250 كتاباً في مجالات متنوعة تخدم جميع أفراد الأسرة ومختلف الأعمار وتعتبر كبرنامج أساسي في المدارس التي لايوجد فيها مكتبات أو إمكاناتها محدودة ويتم تشغيل حوالي المئة مكتبة من هذا النوع. ‏

وفي تونس تقوم المكتبات المتنقلة وهي عبارة عن حافلات مهيأة بتأمين خدمات الإعارة للمستفيدين في الأرياف ويبلغ عددها 29 مكتبة تغطي 1814 منطقة وتجمعاً ريفياً. ‏

اما في سورية فقد بدأت حديثاً دراسة لبناء مكتبات متنقلة عبر سيارات مجهزة خصيصاً لخدمات المكتبات في الريف السوري من خلال زيارات متكررة ومبرمجة اسبوعياً او شهرياً كخطوة هامة في تأمين الخدمات الضرورية للتنمية والتطوير في الريف وتوفير الظروف والمبررات الضرورية واللازمة للتطوير الفكري والعلمي
المصدر http://www.tishreen.info/_enter.asp?...00801230216572
محمد حسن غنيم

[هدى العراقية]

شكرا جزيل على هذه المساهمة اخي الكريم محمد معلومات مفيدة وقيمة جزاك الله خيرا

تقبل مروري

[الساهره]

شكراً اخوي محمد معلومات رائعه يعطيك العافيه.