[babily]

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
الواقعيه في الشعر الجاهلي:-
ان الشعر الجاهلي شعر واقعي استمد مادته من الحياه الجاهليه واسطاع ان يصور بيئته تصويرا دقيقآ, اذ لم يترك الشاعر الجاهلي شيأ وقعت عليه حواسه الا نقله الى شعره اذ((لم يكن يفرض ارادته الفنيه على الاحاسيس والاشياء بل كان يحاول نقلها الى لواحاته نقلا امينآ)) . (1)
وهذه النزعه الواقعيه جعلته لا يحلل خواطره ولا يعرف التغلل في خفايا النفس الانسانيه ولا في اعماق الاشياء الحسيه,
مما جعل معظم الشعر الجاهلي يصلح ان يكون وثيقه تاريخيه يعتمد عليها الدارسون للمجتمع الجاهلي .
ويمكننا ان نلمس هذه الواقعيه في الشعر الجاهلي وما نجم عنها من ضيق دائره المعاني الشعريه, فقد اخذ الشعراء الجاهليون – في كثير من الاحيان- يرددون معاني تكاد تكون واحده,(2) فما قاله طرفه بن العبد في وصف الديار قاله غيره من شعراء الجاهليه بل الوشم الذي يضرب على ظاهر اليد فيقول طرفه بن العبد
لخوله اطلال ببرقة ثهمدي تلوح كباقي الوشمِ في ظاهر اليدي (3)
ومثله قول زهير بن ابي سلمى :-
ودار لها بالرقمتين كأنها مراجيع وشم في نواشر معصم (4)
وقولو لبيد بن ربيعه العامري :-
او رجع واشمه اسف نؤرها كففآ تعرض فوقهن وشامها (5)
وبلغت الواقعيه في الشعر الجاهلي شأوآ كبيرآ عندما عمد الشاعر الجاهلي الى تجسيد الاشياء المعنويه بصور واقعيه مثل الحلم والكرم والشجاعه والظلم والمروءه وغيرها . فهذا الشاعر لبيد بن ربيعه العامري عبر عن سعة حلم قومه بصورة ماديه هي صوره الجبال العاليه (6) فقال
ولهم حلوم كالجبال وسادة نجب وفرع ماجد واروم (7)
ويمكننا ان نلمس براعه الشاعر الجاهلي في نقل الصور الواقعيه النابضه بالحياة في تصويره بعض القبائل وهي تستعد لتهيئتة مستلزمات خوض معركه ضد خصومهم من القبائل الاخرى , فقد نقل لنا الشاعر عبيد بن الابرص ماتخلل جمعهم من ضوضاء تداخلت فيه اصوات القوم مع صهيل خيولهم ورغاء ابلهم فقال :-

اجمعو امرهم عشاء فلما اصبحوا اصبحت لهم ضوضاء
من مناد ومن مجيب ومن تصهال خيل خلال ذاك رغاء (9)

وقد نجم عن الايغال في الواقعيه الى انحسار الخيال في الشعر الجاهلي وبروز النزعه التقريريه في شعرهم ويمكننا ان نلمسها في معظم الشعر الجاهلي وتبدو واضحه في قول امريء القيس وهو يصف لنا مغامراته الغزليه فيقول:-

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة فقالت لك الويلات انك مرجلي
تقول وقد مال الغبيط بنا معآ عقرت بعيري ياامرأ القيس فانزل (10)

ونجد النزعه التقديريه واضحة في كثير من اشعار النابغه الذبياني ومنها هذه الابيات التي شبه ناقته بالبقر الوحشي الذي كان يرعى وحيدآ في ظروف جويه قاسيه وفي هذه الاثناءواذا بصياد يبث عليه كلاب الصيد فاستطاع الثور ان يجهز.
على احد كلاب الصيد بطعنة قاتلة فأرداه قتيلا مما جعل الكلب الثاني يفكر بعمق ورويه قبل ان يقدم على مهاجمة الثور ويلقى المصير ذاته الذي لقيه قرينه وفي ذلك يقول :-

لما رأى واشق اقعاص صاحبه ولا سبيل الى عقل ولا قود(11)
قالت له النفس اني لا أرى طمعآ وان مولاك لم يسلم ولم يصد
فتلك تبلغني النعمان ان له فضلا على الناس في الادنى وفي البعد

وتبدو الظاهره التقريريه والنثريه واضحه في هذه النصوص الشعريه فهي تقترب كثيرآ من النثر ولا تختلف عنه سوى بالوزن والقافيه اذ تتسم بالوضوح والانكشاف ومعظم الشعر الجاهلي على هذه الشاكله يميل الى البساطه والوضوح في التعبير وقلما يعمد الى التعمق في الاشياء فالشاعر الجاهلي لا يطلق العنان لمخيلته ولم يذهب بعيدآ في خياله.
فان الصور الشعريه في معظمها تعنى بتصوير الموصوف في شكله الخارجي وقل ماتعنى بالتعمق في جوهر الاشياء والكشف عن اسرارها وحقائقها الخفيه او ان تتعمق هذه الصور في النفس الانسانيه وتحلل خواطرها ومشاعرها او تقوم.
يتصوير تلك المشاعر والاحاسيس وانما في الغالب تقف عند حدود الصوره الخارجيه التي تتركها الحواس ومعظم هذه الاخيله تقوم على التشبيهات الحسيه اوالمعنويه قريبة ومفهومة استوحاها الشاعر من بيئته اضافة الى استعارات تصريحيه ومكنيه وكنايات لاتحتاج الى جهد كبير في تأ ملها وتحليلها وتذوقها ويبدو ذالك واضحآ في شعر الاعشى وهو يشبه مشي حبيبته وهي تتبختر في مشيتها بمشيه الحيوان الذي يعاني من الم في حافره وهو يسير في ارض موحلة فهي مشية متأنية تضفي على حبيبته جمالآ فوق جمالها في النواحي الاخرى التي ذكرها فيقول :-

غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل (12).

واستمد عنتر بن شداد صوره طريفه من الروض شبه فيه الذباب الغرد وهو يطنطن في الرياض طربآ بشارب الخمره الذي بلغ حدآ من النشوه والسكر اصبح معها لا يقوى على الوقوف والمسير فيأخذ يمنه ويسره في تمايله وهو يغني
معبرأ عن نشوته وكذالك الذباب يترنح طائرآ بين الرياض فيقول :-
فترى الذباب بها يغني وحده هزج كفعل الشارب المترنم (13)
http://humanities.uobabylon.edu.iq/s...spx?pubid=1631