منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » "نقل التكنولوجيا".. مقولة مضللة

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Sep-04-2006, 11:11 AM   المشاركة1
المعلومات

أحمد حسن (المعلوماتى)
مكتبي فعّال

أحمد حسن (المعلوماتى) غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 18726
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: مصـــر
المشاركات: 169
بمعدل : 0.03 يومياً


قلم "نقل التكنولوجيا".. مقولة مضللة

الإسلام علم وحضارة ... "نقل التكنولوجيا".. مقولة مضللة
أ.د. أحمد فؤاد باشا

إن كثيرا من الصياغات العلمية لنظريات ومصطلحات العلوم وتقنياتها، وبخاصة تلك التي ذاعت وانتشرت على ألسنة الكثيرين، تحتاج إلى مراجعة وتصويب، ونذكر منها على سبيل المثال مقولة “نقل التكنولوجيا” التي أصبحت شعارا سائدا في كثير من الدول النامية التي تعتبره إحدى وسائل اللحاق السريع بالحضارة التقنية المعاصرة، والترويج لهذا الشعار في كثير من الدول النامية مرتبط بمدى فهم المجتمعات في هذه الدول للواقع العلمي المعاصر، ومعتمد في الوقت نفسه على روح التواكل والتبعية المتغلغلة في وجدان تلك المجتمعات التي تتخذ من نموذج “الآخر” مصدرا كاملا للمعرفة وإطارا مرجعيا يحال إلى معاييره كل شيء للفهم والتقييم، ومن القصص التي تروى للتندر في المؤتمرات العلمية ما ذكر عن دولة نامية أنفقت قرابة ثلاثين مليونا من الدولارات في إقامة مصنع للصمامات الإليكترونية التي كانت تستخدم في صناعات كثيرة، منها أجيال أجهزة الراديو القديمة، وذلك في الوقت نفسه الذي اكتملت فيه صناعة الترانزستور وبدأت تغزو أسواق العالم في ستينات القرن الماضي، وبالطبع فإن المشورة لإقامة هذا المصنع الذي أصبح ينتج أجهزة لا تستعمل أتت من قبل مستشارين أجانب على دراية بأن المسؤولين في هذه الدولة النامية عن إقامة المصنع لم يكن لهم كبير إلمام بالوجهة التي كان يسير بها العلم آنذاك، ولا بحقيقة العلاقة بين العلم والتقنية كما ينبغي أن تكون، وليس كما يشرحها الآخر لنا من وجهة نظره التحيزية البراجماتية (النفعية الذرائعية).

ونشير هنا أيضا إلى احتمال تكرار القصة مع كل جيل تقني جديد، فهناك على سبيل المثال جيل جديد من أجهزة الليزر يتوقع له في المستقبل القريب أن يغطي نسبة كبيرة من سوق الليزر في العالم، وينتظر أن يؤدي إلى دفعة هائلة في ميادين معالجة المواد والتطبيقات الطبية والبيولوجية، ويعني هذا أن الشركات المنتجة سوف توقف خطوط إنتاج بعض أنواع الليزر، وسوف يكون هناك مخزون سلعي منها في تلك الشركات، ولن يجد سبيلا لتصريفه إلا في دول متخلفة لا تعلم طبيعة التقدم العلمي والتقني، وقعت في فخ الارتباطات التقنية في إطار الاعتقاد الشائع بصحة مقولة “نقل التكنولوجيا”، وبعد فترة وجيزة سوف لا تجد الأجهزة الحالية التي تستخدم تطبيقات الليزر في الطب والصناعة قطع الغيار اللازمة لأن إنتاجها قد توقف بالفعل وانتقل عالم التقنية إلى جيل جديد أكثر كفاءة وأقل تكلفة وأدق حجما.

ولب هذه المشكلة يكمن في غياب مفاهيم أساسية لا يتضمنها الخطاب العلمي في الدول النامية، فقد خيل للبعض، نتيجة للبعد الزمني بين نظرية علمية وتطبيقها، أن التقنية مستقلة عن العلم، وظنوا مثلا أن اختراع البارود الذي كان له تأثير حاسم في الحروب، واختراع الطباعة التي غيرت مجرى العلم والثقافة، واختراع العدسات المكبرة والمقربة التي كشفت للإنسان أبعاد الكون الشاسع وتفاصيل أجزاء المادة والخلايا الحية ظنوا، خطأ أن كل هذه الاكتشافات تمت على أيدي صناع مهرة لا يسترشدون في عملهم بنظرية علمية، بل يستعينون بما توارثوه من خبرات، وبما يضيفونه إليها باجتهادهم وحدسهم الشخصي وبما يستشعرونه من حاجة المجتمع الملحة إلى هذه المخترعات، وفي هذا مغالطة خطيرة، لأن التقنية لم تقم أبدا بمعزل عن العلم والبحث العلمي، بل إن العلوم الأساسية التي يتوصل إليها الباحثون اليوم هي الأساس الذي تقوم عليه تقنيات الغد، والسعي إلى امتلاك علوم العصر يجب أن يسبق السعي أو يواكبه على الأقل إلى امتلاك تقنية العصر لأنها أصبحت قائمة على العلم وعدم استيعاب هذه الحقيقة التي يؤيدها الواقع، أو التأخر في الأخذ بها عند التخطيط للتنمية الحضارية الشاملة لاستيعاب الواقع في حينه، يؤدي إلى استمرار الانغماس في مستنقع التخلف والتبعية، ومن ثم يؤدي إلى غياب المقدرة على استشراف آفاق المستقبل والإعداد لمواجهته.

وإذا ما قبلنا هذا الأساس الفكري للتعامل مع ثنائية العلم والتقنية، فإن الخطوات العلمية لتنمية القدرات العلمية والتقنية في المجتمعات النامية ينبغي أن تبدأ بفتح قنوات التعلم والتدريب المستمرين في مختلف التخصصات العلمية والتقنية بين الخبراء الأكفاء في الداخل والخارج مع تقويم موضوعي مستمر لجدوى كل ذلك، ويواكب هذا التوجه إنشاء مراكز تميز خاصة لتطوير التقنية في الشركات ومصانع الإنتاج يكون تمويلها من الجهود الذاتية.

http://www.alkhaleej.ae/articles/sho...cfm?val=268483












التوقيع
هل آن لنا أن نفخر بمهنتنا؟
المــعلـومــاتى
  رد مع اقتباس
قديم Nov-28-2007, 07:09 PM   المشاركة2
المعلومات

يوسف القصيبي
مكتبي نشيط

يوسف القصيبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 37939
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 63
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

مشاركه جيده












التوقيع
"لن يحظى بالسعادة الا الخيرون من الناس , ولا يكون المرء خيرا الابتحلية بالفضيلة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:41 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين