[د.محمود قطر]

دور مكتبة الإسكندرية في نشر الثقافة العلمية

تمثل مكتبة الإسكندرية مؤسسة عصرية غير تقليدية، فهي ليست وعاءً لحفظ الكتب، بل أداة لصناعة الفكر والثقافة، لذا فدورها هنا ليس ذلك الدور البسيط الذي اعتاد عليه جمهور المكتبات، بل يتعدى ذلك إلى أدوار متعددة مركبة، تمثل الفارق الشاسع بين النظرة للمكتبات في القرن 19 والنظرة للمكتبات ودورها في القرن الحادي والعشرين.
هل نستطيع أن نوجز ذلك من خلال عدة ورقات إنه أمر صعب لكن صناعة الثقافة العلمية هي المحور الذي ننطلق منه إلى استعراض دور المكتبة.

البداية من الطفل
يمثل غرس روح العلم والتشوق إلى العلوم والجموح لتكوين عالم المستقبل، هدفًا أساسيًا للمكتبة، لذا سنجد الطفل منذ زيارته للمكتبة محاصراً بزخم من المعرفة بطرق مشوقة تخطف الأبصار والألباب، فنحن في المكتبة نضع الطفل نصب أعيننا من خلال جولات إرشادية منظمة تنقل الطفل من عالم الإبهار ببناية المكتبة والتقنيات العلمية المستخدمة في تشييدها إلى حرية مشاهدة قاعة القراءة الرئيسية وقد تناثرت فيها الكتب وشاشات الحواسب الآلية.
وتتعدد الأنشطة التي تقدمها المكتبة سواء للصغار أو الكبار بهدف نشر الثقافة العلمية بينهم ومنها:
- أنشطة مكتبتي الطفل والنشء التي تعد للنشء بشكل مستمر والتي تؤمن بها المكتبة كمبادرة منها للمضي قدماً على طريق تنمية القدرات العقلية للطفل والنشء ومساعدتهم على اكتشاف مهاراتهم من أجل خلق جيل جديد مثقف وواع بقدراته التي ستساعده على مواجهة التحديات المستقبلية، وتشمل برامج ثقافية ترفيهية طوال العام كما تتفنن في تركيز تلك البرامج خلال فترتي الأجازة الصيفية وأجازة نصف العام الدراسي. وتتضمن أنشطة المكتبة ندوات ومحاضرات متنوعة تهدف إلى توسيع مدارك الأطفال والنشء في مختلف مجالات الحياة حيث تخاطبهم في كل ما يشغل بالهم من خلال متخصصين في التوعية الاجتماعية والثقافية، فتسعى تلك الندوات مثلاً إلى تنمية المهارات لديهم في مجالات مثل «العمل الجماعي وأهميته»، و«مهارات التفكير»، ذلك بالإضافة إلى ما تسعى إليه تلك الندوات من تنمية عدد من الهوايات لديهم كالتذوق الموسيقي، جمع طوابع البريد، والعملات التذكارية.
ولم تنس مكتبة الطفل والنشء أن الأطفال في هذه السن يحتاجون إلى مهارات عملية تساعدهم على التفوق الدراسي فأمنت المكتبة لهم ورشة عمل دورية بعنوان «البحث للجميع» والذي تقوم من خلاله بتعليم النشء كيفية إعداد الأبحاث من خلال تعريفهم بمصادر المعلومات المختلفة من الكتب والمراجع والدوريات ومواقع الانترنت وقواعد البيانات الالكترونية لتدريبهم على إعداد أبحاث علمية ذات مستوى عال من خلال استخدام تقنيات البحث التي تعلموها.
ولتشجيع الأطفال والنشء على الاطلاع تقوم المكتبة بعقد عدد من المسابقات لتنمية حسّ القراءة لديهم حيث تتضمن المسابقات أسئلة في موضوعات مختلفة تشجعهم على القراءة في الكتب التي تجيب عن هذه الأسئلة ليحصلوا في النهاية على جوائز تقديرية لتشجيعهم، هذا بالإضافة إلى المسابقة الشهرية «كتاب الشهر» الذي يطلب فيه منهم إعداد ملخص لأحد الكتب الموجودة بالمكتبة. وفي سبيل الإفادة القصوى للأطفال لم تتوان مكتبة الطفل عن الاستفادة من خدمات الإدارات والمراكز الأخرى بالمكتبة حيث تعد للأطفال بشكل دوري ورش عمل متميزة بالتعاون مع مركز الخطوط بالمكتبة مثل ورشتي «تعليم الهيروغليفية» -التي تهدف إلى تعليم الأطفال الحروف الهيروغليفية وتعريفهم بالرموز المختلفة ومعناها والحياة المصرية القديمة- وورشة «الخط العربي» -التي تهدف إلى تعريف الأطفال والنشء بتاريخ الخط العربي والإسلامي وأنواع الخطوط والأدوات المستخدمة فيها. توجد أيضاً ورشة للنشاط المتحفي بالتعاون مع متحف الآثار بالمكتبة ويقوم الأطفال والنشء فيها بالتعرف على القطع الأثرية المختلفة ثم يقومون بتنفيذها فنياً من خلال الرسم أو الصلصال أو النحت.

مركز القبة السماوية العلمي
هو أحد أهم المراكز التي تفخر بها مكتبة الإسكندرية فهو يحوي قبة سماوية لعرض أحدث الأفلام العلمية في مجال الفضاء والجيولوجيا وحتى التي تتعرض بشكل مفصل لعمل جسم الإنسان من خلال أفلام علمية مبسطة شائقة تلفت أنظار الكبار والصغار. وتعتبر القبة السماوية مكاناً مهمًا وحيوياَ بما تحتويه من وسائل عرض فلكية متقدمة ورائدة في مصر ومنطقة الشرق الأوسط من حيث التجهيزات الفنية و العلمية. وتعتبر قبة مكتبة الإسكندرية الوحيدة في الشرق الأوسط والعالم العربي التي تستخدم تقنيات IMAX. كما يتضمن المركز قاعة للاستكشاف ومتحفاً لتاريخ العلوم الموجود أسفل القبة السماوية والذي يستعرض تاريخ العلوم في الحضارات المختلفة في عصر الفراعنة مثل البناء والزراعة والفلك وغيرها في العديد من الحضارات القديمة مثل الحضارة اليونانية و الإسلامية وإسهاماتهما وكل ذلك من خلال مجسمات بسيطة يسهل من خلالها الحصول على المعلومة، أما بالنسبة لقاعة الاستكشاف فقد نبعت فكرة إنشائها من دافع المكتبة لنشر الثقافة والعلم ورغبتها في جعل طلاب المدارس هم الذين يبحثون عن العلم والبحث وراء الظواهر الطبيعية، ويطرحون أسئلة لتجيب عن استفساراتهم حول هذه الظواهر التي تحدث حولهم في الكون. وقاعة الاستكشافات هي مركز تعليمي يعنى بإثراء العلوم والتقنيات الحديثة وتحتوي القاعة على مجموعة من المعروضات العلمية التي تعبر عن مجالات العلوم المختلفة. وتهدف القاعة من خلال هذه المعروضات العلمية إلى بيان أهمية العلم والإبداع في العلوم والتكنولوجيا الحديثة والمساهمة مع المجتمع في تطوير القدرات البشرية، والمساعدة على خلق جيل جديد من المكتشفين والمبتكرين القادرين على حل المشاكل والصعوبات التي ستواجههم في المستقبل. كما تهتم القاعة بإمكان التكامل مع المناهج الرسمية بالمدارس بشكل مبدع وخلاق يساعد الطلاب على الاستيعاب بشكل أكبر. والقاعة تحتوي على 12 تجربة تنقسم ما بين قوانين الفيزياء والفضاء فهناك تجارب لقوانين فيزيائية مثل التي توضح خواص الضوء من حيث انكساره من خلال الألياف الضوئية، و تحويل الطاقة من صورة إلى أخرى وتظهر في تجارب مثل الدينامو الذي يحول الطاقة من صورة إلى أخرى كتحويل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربية، يستطيع زوار القاعة أيضاً أن يشاهدوا ظاهرة الجاذبية الأرضية وتأثيرها على الأجسام، أما بالنسبة للجزء الخاص بالفضاء فنجد العديد من التجارب التي توضح الكثير من الظواهر الفضائية مثل ظاهرتي الخسوف والكسوف والمجموعات النجمية والمجموعة الشمسية وعلاقة الكواكب ببعضها البعض وتباين الفصول والنسب ما بين الأحجام والمسافات في المجموعة الشمسية بالإضافة إلى توضيح لأشكال إسقاط المجموعات النجمية على الكرة الأرضية وأهميتها بالنسبة للملاحة البحرية والجوية للاستدلال على الاتجاهات.
كما ينظم مركز القبة السماوية مجموعة من المحاضرات بشكل دوري في مجال علم الفلك تساعد الناس على استيعاب الظواهر الفلكية بشكل أسهل وأبسط كما تعرفهم بأهم العلماء الذين أسهموا في اكتشاف الظواهر الفلكية التي نعرفها الآن من خلال سلسلة محاضرات «في رحاب علماء الفلك».

المشروعات العلمية
- ولا يخفى على المهتمين بدور المكتبة الريادة والمبادرة في المشروعات العلمية والثقافية وخاصة فيما يخص مجال الأطفال حيث خرجت المكتبة في الفترة الماضية بمشروعين من أهم المشروعات الرقمية و يعتبران نقلة في مجال تعليم الأطفال وهما مشروعا «كتابي الالكتروني المطبوع» ومشروع «طاقة في الجدار»، فبالنسبة لمشروع «كتابي: الإلكتروني المطبوع» فهو مشروع متميز يحاول أن يقرب القراءة ويحببها إلى نفوس الأطفال من خلال فكرة مبتكرة تمكن الأطفال من مشاهدة كتاب إلكتروني من آلاف الكتب التي وفرتها المكتبة على موقعها الإلكتروني، بحيث يختار الطفل كتابه المفضل، ومن ثم يقوم بطباعته، وقصه، ولصقه، حيث تتم هذه الخطوات من خلال السيارة التي تحتوي على وحدة المكتبة المتنقلة. وقد تم تصميم هذا المشروع ليدعم القراءة، والكتابة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وذلك من خلال استبعاد المفهوم الخاطئ حول التباين بين المادة المكتوبة، والمادة المقروءة. وقد صُمم هذا المشروع لربط الطفل بكل من المعلومة الرقمية والمطبوعة، بحيث يحولها من شكل لآخر بسهولة، وانسيابية، وهذا بدوره سيتيح للأحياء الأقل حظًّا من المجتمع فرصة اكتشاف عجائب التكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها. أما مشروع «طاقة في الجدار» فهو مبادرة اجتماعية تنموية تطرح الافتراض القائل بأنه «إذا توافر لمجموعة من الأطفال الصلات والتواصل المناسبان، فسيتمكنون من تعلم كيفية استخدام الحاسب الآلي وشبكة الإنترنت من دون أي تدخل أو إرشاد، أو بحد أدنى منه». بدأ هذا المشروع المبتكر في الهند، وهو عبارة عن كشك يحتوي على جهاز حاسب آلي تم توصليه بشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت). تم وضع هذه الأكشاك في المناطق التي لا يعرف أطفالها كيفية التعامل مع الحاسب الآلي، والإنترنت. قاد فضول العديد من الأطفال لأن يُعلموا أنفسهم كيفية تشغيل هذا الجهاز، وكيفية تصفح شبكات الإنترنت من دون أي إرشادات، أو تعليمات مُسبقة من أي شخص. وقد وُضع النموذج الأصلي لهذا المشروع داخل مبنى مكتبة الإسكندرية، كما تم الحصول على المعدات اللازمة لعمل نموذج آخر بساحة الحضارات بالمكتبة. يجري حالياً التعاون مع الجهات المعنية بمحافظة الإسكندرية لتوفير ثلاثين جهاز حاسب آلي في مناطق مختلفة بالإسكندرية.

مشروع الألف محاضرة
من بين المشروعات التي تهدف إلى نشر التراث العلمي أيضًا مشروع متميز يضطلع به المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية (ISIS) الذي يهدف لأن يُصبح نقطة تجمع للعلماء من جميع أنحاء المعمورة من أجل دراسة التقنيات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهو مشروع الألف محاضرة الذي يهدف إلى بناء، وتعزيز مبدأ الصحة العامة لما بعد التخرج (Metaschool)، وذلك لتدريب الطلبة عن طريق محاضرات متاحة للاستخدام الفردي للعلماء والمعلمين من خلال شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت). ومشروع «جمعية علماء مكتبة الإسكندرية» الذي يهدف إلى نشر المعرفة الإنسانية عالميًّا، وتسهيل الاتصال بين العلماء من خلال برنامج كمبيوتر يُطلق عليه «النُظم وعلوم الاتصال» (Cyber Book + Software).

- «مركز الدراسات والبرامج الخاصة» هو أحد المراكز البحثية التابعة للقطاع الثقافي والأكاديمي بالمكتبة وهو جزء لا يتجزأ من الحياة العلمية بالمكتبة وبمصر فهو يسعي لتعزيز البحث العلمي كجزء مُكمل لرسالة المكتبة، ويهدف إلى أن يلعب دوراً بارزاً في مجال تقدم العلوم والتكنولوجيا في مصر. كما أن المركز يساعد الباحثين في الحصول على الدعم اللازم لتطوير عملهم من خلال قنوات التعاون الدولي، وللمركز برنامج للمنح البحثية يقدم من خلاله دعماً مادياً للباحثين بدرجة الدكتوراه في أكثر من 350 موضوعًا بحثيًّا، كما يعمل المركز في برنامج للشباب بعنوان «شباب من أجل بيئة مستدامة وفهم أفضل»، الذي أشرفت على تطويره جامعة لوند بالسويد لتشجيع النشء، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 17 عامًا، على سبر أغوار التطبيقات العملية لتعليم العلوم، والبحث العلمي. وقد نجح 31 طالبًا في استكمال الدورة الدراسية المتكاملة التي تُبث من جامعة لوند، عن طريق شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).

المؤتمرات العلمية
ولا يمكننا عند الحديث عن العلوم ومركز الدراسات والبرامج الخاصة أن نغفل دور المكتبة في تنظيم المؤتمرات العلمية مثل مؤتمري أخلاقيات العلوم الذي تنبع أهميته من مناقشته لدور العلم في المجتمع ودور العلماء ولذا يعد هذا المؤتمر دفعة لمفهوم جديد يدعو لاتحاد العلم مع المجتمع من خلال جمع المتخصصين من جميع فروع المعرفة تجمعهم نفس الاهتمامات مثل صحة الإنسان ومشكلات الإنجاب وهو موضوع أخلاقيات العلوم الحيوية وأيضا موضوع الغذاء والزراعة والخلايا المعالجة وراثياً. كما يهتم المؤتمر بمناقشة ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات والتقنيات الحديثة.
كما نجد مؤتمراً من أهم المؤتمرات الدولية التي تناقش التكنولوجيا الحيوية وهو «المؤتمر الدولي للتكنولوجيا الحيوية والملتقى العالمي لعلوم الحياة» والمؤتمر يهدف إلى دعم الحوار البناء بين الأطراف المعنية بتطوير العلوم الحيوية ويشارك فيه الأكاديميون ورجال الصناعة والباحثون والإعلاميون، حيث يقومون من خلال المؤتمر بخلق حوار ومناقشة القضايا المتعلقة بتطور علوم الحياة في شتى المجالات سواء الأكاديمية أو الصناعية أو البحثية مما يساعد على تحقيق الهدف الأساسي منه وهو إتاحة المجال لتبادل المعلومات بين كل هذه الأطراف التي تقوم بدورها بالاستفادة منها لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين الخاصة بعلوم الحياة والتي تعتبر احد أهم المجالات لتحقيق الرفاهية والتطور الاقتصادي.

أرشيف الإنترنت
وللمكتبة باع طويل في السبق بالمشروعات التي تهدف لنشر ثقافة المعلوماتية والذي يظهر جلياً في أرشيف الانترنت، وهو إحدى الخدمات المتميزة التي تقدمها مكتبة الإسكندرية لروادها، هو نُسخة كاملة من صفحات شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) بكل مواقعها بدءاً من عام 1996، حتى الآن. وقد تم إهداء نسخة كاملة منه لمكتبة الإسكندرية، لتصبح بذلك ثاني مؤسسة في العالم تحتوي على هذا الأرشيف، الذي يتضمن 10 بلايين صفحة من صفحات الإنترنت،
وأكثر من 2000 ساعة إذاعة إخبارية من التليفزيون المصري، والأمريكي، و 1000 فيلم مُأرشف. وقد قام المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية بتجميع الأرشيف، ومن ثم إتاحته لزوار المكتبة، ويتم تحديث هذا الأرشيف كل شهرين، وهو متاح مجاناً لكل رواد المكتبة باختلاف اهتماماتهم وتخصصاتهم.

قواعد البيانات
كما يبرز من بين المشروعات المعنية بنشر الثقافة المعلوماتية مشروع مهم وهو حقيقة ليس مشروعاً بل خدمة تقدمها المكتبة وتسعى دائماً لتطويرها وهي توفير المصادر الالكترونية للباحثين حيث يطالع الباحثون بالمكتبة عناوين شهيرة لقواعد بيانات ببليوجرافية، مثل قاعدة البيانات الطبية Medline، وقاعدة البيانات المتخصصة في الصيدلة والعقارات الطبية والكيمياء العلاجية International Pharmaceutical Abstracts، وCAB Abstracts في الزراعة، وقاعدة البيانات الأشهر في مجال التربية والتعليم ERIC، وEconLit في الاقتصاد، وRILM في الموسيقى، وغيرها الكثير. من قواعد البيانات الرئيسية أو المحورية والتي تعتبر قواعد بيانات شاملة في تغطيتها للنشر العلمي للمجالات التي تتخصص فيها، من مقالات علمية، وكتب، ورسائل جامعية، وتقارير، وأوراق بحثية، وأعمال مؤتمرات، وتشريعات، ودراسات حالة، وتجارب معملية وطبية، وغيرها من أشكال النشر العلمي. تتيح المكتبة أيضاً للأطفال والنشء العديد من المصادر الإلكترونية، حيث تتيح لهم قواعد بيانات متعددة الوسائط، تحتوى على وثائق نصية، وخرائط ووثائق بالصوت والصورة، وهي سهلة الاستخدام وجميلة التصميم ومليئة بالأدوات التعليمية والمساعدة مثل صندوق الأدوات والمعاجم، وغيرها، بحيث تكتمل التجربة التعليمية لتحقق أقصى استفادة لمن يستخدمونها.

getTitleAuthor()خالد عزب

المصدر : مجلة العربي
جميع حقوق النشر والاقتباس محفوظة "لمجلة العربي" وزارة الإعلام - دولة الكويت

[د.محمود قطر]

مشروع مليــــــون كتاب
افتتاح معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
الإفلا يختار مكتبة الإسكندرية مكتباً إقليمياً في الوطن العربي
مكتبة الإسكندرية وبشائر جديدة
مكتبة الإسكندرية أول مكتبة رقمية في القرن الحادي والعشرين

[هدى العراقية]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر والتقدير استاذنا الفاضل وزميل الاشراف الدكتور محمود على هذه المساهمة القيمة ونتمنا لمكتبة الاسنكدرية الازدهار والتقدم المستمر وجزاك الله خير جزاء

مع فائق الاحترام والتقدير

[د.محمود قطر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى العراقية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر والتقدير استاذنا الفاضل وزميل الاشراف الدكتور محمود على هذه المساهمة القيمة ونتمنا لمكتبة الاسنكدرية الازدهار والتقدم المستمر وجزاك الله خير جزاء

مع فائق الاحترام والتقدير

أختنا الفاضلة وزميلة الإشراف الأستاذة / هدى
أتمنى مثلك الازدهار والتقدم المستمر .. ليس لمكتبة الإسكندرية فقط .. بل لكل مكتباتنا العربية ، على اختلاف فئاتها، فهي ذاكرة الأمم وسبب نهضتها ، وسبيل أفرادها للتعلم المستديم ..
شكراً لمروركم الكريم .. ولأمنياتكم ودعائكم ..
وفقكم الله

تحياتي ومحبتي للجميع

[د.محمود قطر]

قلة المصادر العلمية مشكلة الباحثين العرب ومكتبة الإسكندرية تحاول حلّها عبر الشبكات الإلكترونية

يواجه البحث العلمي في العالم العربي، عدداً ضخماً من المشاكل التي تبدأ بالتمويل ولا تنتهي بغياب الشروط الاجتماعية والعلمية والثقافية والسياسية التي من شأن تضافرها أن توفر المناخ المناسب للبحوث العلمية. وبين تلك المشاكل، تحظى مشكلة توافر المصادر العلمية المناسبة، وفي شكل واسع ومُتجدّد، بأهمية خاصة لأنها تشكل أحد أهم الجسور اللازمة لربط الباحث العربي وجهوده مع المسار العلمي عالمياً، خصوصاً مع الفجوة العلمية الهائلة التي تفصل العرب راهناً عن العالم.
وقد بات شائعاً القول إن ظهور المعلوماتية، وخصوصاً الشبكات الرقمية العالمية، حَمَلت وعداً بأن تتدفق المعلومات من المصادر كافة الى البحّاثة في أرجاء الأرض. وسرعان ما تبيّن أنه حلم وردي هائل، لكنه لا يصمد أمام التدقيق. وتحول مشاكل كبيرة دون تحققه مثل مسألة الملكية الفكرية، وتدخّل الدول والأجهزة والمؤسسات والشركات في حركة التدفق العلمي، والعلاقات اللامتساوية بين المركز الغربي والأطراف في دول العالم الثالث، ودخول البعد العلمي الى التوازنات الاستراتيجية الأساسية بين الدول، كما تشير الى ذلك الإخفاقات المتواصلة في محاولات «نقل التكنولوجيا» بين العالمين المتقدم والنامي. ويعتبر مشروع «مكتبة غوغل» Google Library نموذجاً عن تلك الصراعات المتشابكة.
ففي 14 كانون الأول (ديسمبر) 2004، أعلن مُحرّك البحث الأشهر على الانترنت «غوغل» عن مشروع مكتبته الالكترونية التي تتضمن وضع 15 مليون كتاب مطبوع (قرابة 4,5 بليون صفحة) في صورة ملفات رقمية. ورافق الإعلان تفاؤل بقرب تحقق حلم «المعرفة للجميع»، الذي تكرر كثيراً في القرن العشرين. وسرعان ما ظهرت ردود أفعال من نوع مختلف. ففي فرنسا، نظر سياسيون وخبراء ومؤرخون إلى «مكتبة غوغل» من زوايا عدّة، منها هيمنة اللغة الانكليزية والمصالح الأميركية على العقول عالمياً.

وفي كتابه «غوغل...عندما تتحدى أوروبا» (صدر بالعربية عن «مكتبة الاسكندرية» 2005)، نادى المؤرخ الفرنسي جان-نويل جانيني بأن تتعاون دول الاتحاد الأوروبي كي تصوغ مشروعاً موازياً لـ «مكتبة غوغل». وذكّرت كلماته بما دأب على ترداده السياسي الفرنسي المعروف جاك أتالي عن ضرورة «رقمنة فرنسا وأوروبا» لمواجهة ثقل الحضور الاميركي علمياً في الفضاء الافتراضي للشبكة الدولية للكومبيوتر. وتُعطي تلك الأمور نماذج عن الأبعاد المختلفة التي تتضمنها مسألة المصادر العلمية. ويتضمن المقال التالي عرضاً تفصيلياً للكيفية التي تتعامل فيها «مكتبة الاسكندرية» مع مسألة المصادر العلمية الالكترونية. والجدير بالذكر أن رئيس «مكتبة الاسكندرية»، اسماعيل سراج الدين، لامس الموضوع عينه من زاوية أُخرى في حواره مع «الحياة» أخيراً. (أُنظر «الحياة» بتاريخ 29 كانون الثاني (يناير) 2007).
< تحظى المصادر الإلكترونية في مكتبات العالم كلها بأهمية كبرى، إذ يُخصّص لها الجزء الأكبر من موازنة اقتناء الكتب ومصادر المعلومات. وتكمن أهمية هذه المصادر في كونها تجسيداً حياً لعصر المعلومات والثورة الرقمية وتكنولوجيا الاتصال عبر الشبكات الالكترونية الدولية. وكذلك فإنها وسيلة فائقة السرعة لإتاحة نشر المواد العلمية المختلفة؛ إذ تضع بين يدي الدُرّاس والبحّاثة أهم ثمرات البحوث العلمية، كما تضعهم في سياق الركب العلمي وإيقاعاته عالمياً، وتصله بأصداء الجدل الدائر في أوساط البحوث العلمية. وإضافة إلى ذلك، تعمل المصادر الالكترونية كوسيلة للتخاطب بين الباحثين الذين لا تنحصر علاقاتهم بهذه المصادر في الاستفادة منها كقارئين وباحثين، بل أنهم يتعاطون معها كمنتجين للمعرفة، فيتنافسون في تزويد الشبكات العلمية بمقالاتهم وبحوثهم وإسهاماتهم العلمية والفكرية.

وفي سعيها الى تحقيق مجموعة من أهدافها، كأن تكون نافذة مصر على العالم، ومكتبة تواكب متطلبات العصر الرقمي؛ وكذلك حرصها على أن تكون مركزاً عربياً وإقليمياً للتفوق وللتميز، ونقطة لجذب الباحثين والمتخصصين؛ تسعى «مكتبة الإسكندرية» الى توفير أهم مصادر المعلومات الإلكترونية لقاصديها، سواء في مقرها على شاطئ الاسكندرية أو عبر موقعها الرقمي. وتتضمن تلك المصادر قواعد بيانات بحثية، ونشرات دورية علمية موضوعة في صورة ملفات رقمية، وكتب إلكترونية وموسوعات ومراجع، وغيرها من المصادر المتاحة على شبكة الإنترنت. وكذلك تجتهد هذه المكتبة في توفير الخدمات الإلكترونية المختلفة عبر الوسائل المتطورة، على غرار كبريات المكتبات عالمياً.

قواعد البيانات

تتيح مكتبة الإسكندرية لمشتركيها مجموعة من أهم قواعد البيانات الببليوغرافية في شتى مجالات المعرفة مثل الطب والصيدلة والزراعة والعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، بالإضافة إلى العلوم الاجتماعية، وضمنها الاقتصاد والتعليم، والعلوم الإنسانية مثل الفنون والآداب والموسيقى. ولذا، تُطالع مرتادو مكتبة الإسكندرية من الباحثين، عناوين شهيرة لقواعد بيانات ببليوغرافية هي الأهم في مجالاتها، مثل قاعدة البيانات المتخصصة في الصيدلة والعقارات الطبية والكيمياء العلاجية، والمعروفة باسم «أي بي آيه» IPA، وهو اختصار المصطلح International Pharmaceutical Abstracts ، و «ميد لاين» Medline للعلوم الطبية، و»كاب ابتستراكتس» وCAB Abstracts لعلوم الزراعة، و»إيريك» ERIC للتربية والتعليم، و»ايكونليت» EconLit في الاقتصاد، و»ريلم» RILM في الموسيقى؛ وغيرها. وتُصنّف قواعد البيانات السابقة باعتبارها قواعد رئيسة أو محورية Core databases في المجالات التي تغطيها. وتنبع أهمية قواعد البيانات المحورية من شموليتها في تغطية النشر العلمي في مجالاتها؛ بحيث تضم مقالات علمية وكتباً ورسائل جامعية وتقارير وأوراقاً بحثية وأعمال مؤتمرات وتشريعات وتجارب مختبرية وطبية، وغيرها من المحاور التي تتضمنها عمليات نشر المعارف العلمية. لذا، فإن الباحث الذي يود الإحاطة بكل ما نُشر عن موضوع ما، أو الدارس الذي يسعى إلى تكوين قائمة لمراجعه في بحث أكاديمي، عليه أن يبدأ بالبحث في هذه القواعد.
وكذلك فإن للأطفال أيضاً نصيبهم من المصادر الإلكترونية، حيث تتيح المكتبة لهم قواعد بيانات متعددة الوسائط، تحتوي على وثائق نصية، وخرائط ووثائق بالصوت والصورة. وتتميز قواعد بيانات الأطفال والنشء بأنها سهلة الاستخدام وجميلة التصميم ومليئة بالأدوات التعليمية والمساعدة مثل صندوق الأدوات والمعاجم، وغيرها، بحيث تحقق الاستفادة القصوى لمستخدميها.

النشرات الدورية الإلكترونية

كما تتيح مكتبة الإسكندرية عدداً من قواعد البيانات التي تحتوي نصوصاً علمية مكتملة، بمعنى أنها ليست مقتطفات من مراجع أكبر حجماً، إضافة الى كمّ كبير من النشرات الدورية العلمية الإلكترونية. ويتجاوز عدد ما توفّره مكتبة الإسكندرية منها حالياً الثمانية عشر ألفاً.
ويتيح ذلك للباحثين ملايين من المقالات العلمية متوافرة في قواعد البيانات ذات النص الكامل مثل «أكاديميك سيرش بريمير» Academic Search Premier، و»بيزنس سورس بريمير» Business Source Premier، و»أنفوتراك وان فايل» InfoTrac OneFile.
وفي السياق عينه، تشترك المكتبة في قاعدة البيانات العلمية الشهيرة «ساينس دايركت» ScienceDirect، التي تُعدّ من أهم قواعد البيانات في مجال العلوم والتكنولوجيا. وتضم «ساينس دايركت» أكثر من 1800 نشرة دورية في الطب والعلوم والتقنيات الحديثة.
كما اشترت «مكتبة الاسكندرية» من «ساينس دايركت» سبع مجموعات من الأعداد الأرشيفية التي ترجع إلى ســــنة النشر الأولى لنشرات دورية في الكيمياء والتكنولوجيا الحيوية، وعلوم الحاسوب الآلي، والتخــــطيط والإدارة، والعلوم البيئية، والعلوم النفسية والاجتماعية.
كما اقتنت المكتبة الأرشيف الكامل للنشرة الدورية الطبية الشهيرة «لانسيت» The Lancet منذ ظهورها في العام 1823.

مصادر إلكترونية
من المصادر الإلكترونية القيمة التي تقتنيها المكتبة، مجموعة «أي براري» ebrary، التي تضم ما يزيد على 20000 من المطبوعات الإلكترونية، ضمنها كتب رقمية في مجالات علمية مختلفة، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الخرائط الطبيعية والسياسية والتاريخية لمختلف مناطق العالم؛ ومجموعة كبيرة من النوتات الموسيقية المُرَقمنة لكبار المؤلفين الموسيقيين العالميين.
كما تتوافر في المكتبة النسخة الإلكترونية الكاملة من دائرة المعارف البريطانية الشهيرة «انسيكلوبيديا بريتانيكا» Encyclopedia Britannica، في النسخة التي تحتوي أشرطة تسجيلية قصيرة، إضافة الى محتوياتها التقليدية.
كما يقوم العاملون في «مكتبة الاسكندرية» بانتقاء أهم المصادر ومواقع الإنترنت الصادرة عن هيئات ومؤسسات علمية كبرى، بهدف فهرستها وتصنيفها ووصفها تفصيلياً، تمهيداً لوضعها بين أيدي الباحثين.
تقترن بالمصادر الإلكترونية المتاحة في مكتبة الإسكندرية مجموعة من الخدمات الرقمية منها الإحاطة المُتجدّدة والبث الانتقائي للمعلومات. وفي ما مضى، قدّمت المكتبة الخدمات عينها بطريقة يدوية، حيث دأبت على إعلام المستفيدين عندما يستجد مقال أو كتاب في الموضوع الذي يستهويهم، أو تحيطهم علماً عند صدور عدد جديد من النشرة الدورية التي يداومون على قراءتها، أو عند صدور كتاب جديد أو مقال حديث لمؤلفهم المفضل. وبفضل تكنولوجيا المعلومات، تتيح خدمة الإحاطة الجارية والبث الانتقائي للمعلومات تسجيل المصطلحات البحثية والكلمات التي تدلّ على الموضوعات التي تدخل ضمن نطاق اهتماماتهم، فيعمل نظام الاسترجاع الآلي على متابعة الجديد المنشور حسب المصطلحات المخزنة، ثم يُعلَم المستفيد تلقائياً بذلك عن طريق إرسال المعلومات إلى بريده الإلكتروني.
وراهناً، يتوافر ذلك النوع من الخدمات الرقمية في «مكتبة الاسكندرية» حيث تتاح المصادر والخدمات الإلكترونية للمستفيدين والباحثين داخل جدران المكتبة من خلال أجهزة الحاسوب المنتشرة في قاعات الاطلاع وغرف الباحثين. وتعمل المكتبة على إتاحة هذه المصادر والخدمات عن بعد، بحيث يمكن للمشتركين فيها استخدام هذه المصادر والاستفادة من الخدمات من منازلهم وأماكن دراستهم وعملهم، عبر الانترنت.

المصدر
شبكة الأخبار التقنية

[السايح]

مكتبة الاسكندرية بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع حفظ الذاكرة الانسانية
مكتبة الاسكندرية بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع حفظ الذاكرة الانسانية القاهرة - 31 - 3 (كونا) -- بدأت مكتبة الاسكندرية في تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع حفظ الذاكرة الانسانية "أرشيف الانترنت" الذي يتيح حفظ جميع المواد على شبكة الانترنت الدولية.
وقال المستشار الاعلامي في مكتبة الاسكندرية الدكتور خالد عزب في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان التطوير يشمل تحديثا للاجهزة الأكثر اتساعا لاستيعاب المادة وزيادة طاقة الارشيف وهو المشروع الرابع على المستوى الدولي مشيرا الى ان الاول في شيكاغو بأمريكا والثاني في أمستردام والثالث في سنغافورة والرابع في مكتبة الاسكندرية بمصر.
واوضح ان مكتبة الاسكندرية انتهت من حفظ 10 ملايين صفحة للانترنت خلال الفترة من عام 1996 وحتى عام 2006 كما يضم 2000 ساعة أفلاما من التلفزيون المصري والامريكي وألف فيلم وثائقي.
واضاف عزب ان المشروع سيضم خلال السنوات الخمس المقبلة مليون كتاب مهداة من جامعة كارينجي الامريكية مشيرا الى ان اهداءات الولايات المتحدة للمشروع تصل قيمتها الى نحو خمسة ملايين دولار.
ولفت الى ان من بين هذه الاهداءات تقديم 200 جهاز كمبيوتر تصل سعة تخزينها الى 100 تيرا بايت وقارىء للكتب لادخالها على الارشيف من خلال 20 جهاز كمبيوتر مضيفا أن المكتبة ستسهم ايضا في تصميم أجزاء "أعمدة" الحفظ الالكترونية التي تم تقديرها ليشمل العمود الواحد 100 مليون كتاب.
واشار عزب الى ان التعاون في ارشيف انترنت المكتبة يتم منذ ثلاث سنوات مع مؤسس أرشيف شبكة المعلومات الدولية في كاليفورنيا بروستر كال حيث أهدى الى المكتبة نسخة كاملة من الارشيف بالاضافة الى المعلومات الخاصة ببدء التنفيذ.

المصدر
http://www.kuna.net.kw/NewsAgenciesP...39&Language=ar