منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » الحلقة العلمية الـ2: الكتاب العلمي للأطفال

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Feb-26-2006, 06:20 AM   المشاركة13
المعلومات

أم حبيبـة
مكتبي قدير

أم حبيبـة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 8210
تاريخ التسجيل: Nov 2004
الدولة: مصـــر
المشاركات: 574
بمعدل : 0.08 يومياً


افتراضي تعقيب

السلامـ عليكمـ و رحمة الله و بركاته
اولا : تسلم استاذ قطر علي هذة الفعاليات لهذه الحلقة العلمية ، بالإضافة إلى ملخصات البحوث والأوراق العلمية المقدمة
يعتبر ملخص دراسة من إعداد:أ. يعقوب الشاروني هو اهم جزئية للنقاش ، فالأطفال يمكن أن يقرأوا كتبا قد تفوق قدراتهم القرائية وإمكانياتهم علي الفهم , إذا كان الكتاب متعلقاً بحقائق معينة مشوقة لهم أو مثيرة لاهتمامهم ,خاصة إذا احتوي الكتاب علي صور كثيرة ملونة ورسوم توضيحية مفيدة, وبنط طباعة كبير، مع إخراج مريح ومفردات لغوية سهلة،وجمل قصيرة.

بالاضافة الي ما توصل الية أ.د. رفعت حسن هلال د. مها مظلوم خضر بتقديم التراث العربى الاسلامى بصورة حكائيه مشوقة وممتعه

وفي الدراسة الخاصة بالباحثة جيهان محمود عبد اللطيف الجزئية التي تقول فيها أن مجتمعاتنا العربية تعاني من ظاهرة انصراف الراشدين عن القراءة بوجه عام وعن القراءة الجادة المنتجة بوجه خاص وعن قراءة المواد العلمية بوجه أخص.
وربما يرجع ذلك في معظم أسبابه إلى مرحلة الطفولة التي لم يجد فيها أطفالنا راشدين يكونون قدوة لهم في الاهتمام بالقراءة واحترام الكتاب ومد يد العون لهم في مراحل القراءة الأولى ولم يجدوا فيها مكتبات قريبة وكثيرة ومفتوحة تجعل العثور على الكتاب الذي يناسب اهتمام كل طفل أمرا يسيرا ولم يجدوا الكتب المشوقة المناسبة في لغتها وموضوعاتها لمختلف الأعمار بحيث تجعل القراءة عملية ممتعة ومحببة وتصبح بالتالي عادة متأصلة تصاحب الإنسان في مختلف مراحل عمره من خلال تعاملي مع الاطفال في المدرسة و جدت انهم يبحثون عن القصص التي تحتوي علي صور كبيرة ذات الألوان المشرقة وبجانبها كلمات بسيطة و صغيرة اقصد بذلك الكمية
اعتقد ان المشكلة الان في هذا التساؤل هل هناك من يقوم بنتفيذ ما يحتاجونة من متطلبات للقراءة لكي يقبلوا عليها بحب دون اجبارهم علي القراءة

ام حبـيــــبة
كم يستغيث بنا المستضعفون و هم ـ قتلي و اسري فما يهتزانسان
لماذا التقاطع في الاسلام بينكم ـ و انتم يا عباد الله اخوانا لا نفوس ابيات لها همم ـ اما علي الخير انصار و اعوان لمثل هذا يدوب القلب من كمد ـ ان كان في القلب اسلام و ايمان













التعديل الأخير تم بواسطة د.محمود قطر ; Jan-12-2007 الساعة 09:46 AM سبب آخر: الإخراج
  رد مع اقتباس
قديم Feb-26-2006, 08:31 AM   المشاركة14
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي التوصيات

الأخت الفاضلة / أم حبيبة
تحية واحتراماً
عود حميد، فقد افتقدنا مداخلاتك ومشاركاتك الطيبة .
أما بشأن الحلقة العلمية ، فأود أن أخبرك بأنه جاري الآن صياغة التوصيات والتي سيقوم معمل توثيق بحوث أدب الأطفال بالعمل على تنفيذها مع الجهات المسئولة عن النشء بمصر، لا سيما المتعلقة بتأصيل الجانب العلمي في قراءات الأطفال، وتشجيع الناشرين والأدباء على المضي في هذا الاتجاه .
وأعد المهتمون بهذا المجال ، أحاطتهم علماً بهذه التوصيات وبكل ما يستجد بهذا الصدد .

تحياتي ومحبتي للجميع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال













التعديل الأخير تم بواسطة د.محمود قطر ; Jan-12-2007 الساعة 09:47 AM سبب آخر: الإخراج
  رد مع اقتباس
قديم Mar-19-2007, 10:12 PM   المشاركة15
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي الكتابة العلمية للأطفال: من أجل خلق أجيال تهتم بالعلم والتكنولوجيا

الكتابة العلمية للأطفال: من أجل خلق أجيال تهتم بالعلم والتكنولوجيا

«يبدأ كل انسان منا حياته وكانه واحد من العلماء، فتكمن فى داخل كل طفل مشاعر وأحاسيس العالم التى تجعله يتعجب ويندهش ازاء الأشياء من حوله فى الطبيعة» (العالم الفلكى الامريكي كارل ساجان). وما أجمل ان يظل هذا الاحساس بالدهشة والتعجب والروعة إزاء الظواهر من حولنا يستمر وينبض فى كل مرحلة من مراحل حياة الانسان. وهذا هو ما يجب ان تركز عليه العملية التعليمية خلال مراحل نمو الانسان من الطفولة حتى نهاية الحياة.

فلقد اودع الله سبحانه وتعالى حب الفضول والتساؤل فى النفس البشرية منذ الازل، فأضحى الانسان منذ بدايته على هذا الكوكب وهو يتساءل عن الاشياء من حوله ويبحث عن تفسيرات للظواهر الكونية التى يراها. وفى محاولات الانسان الأولى للحصول على الاجابات والتفسيرات كان مولد العلم، واستمرت تلك المحاولات البشرية عبر العصور وتراكمت حتى نما العلم الوليد ونضج وأصبح له كيان ضرورى وفعال فى حياة الانسان. لقد ثبت العلم جذوره فى كل ناحية من نواحى حياتنا اليومية، واصبحنا منذ زمن نعيش عصر العلم حتى ان المقياس الحقيقى لتقدم المجتمعات اصبح يعتمد على مدى تقدمها فى مجالات العلوم. وبلاشك، لن تستطيع اى دولة ان تواكب العصر الحديث الا إذا كان لديها مجتمع يفهم العلم، مجتمع مثقف علميا. ويتصف افراد المجتمع المثقف علميا بصفات وقدرات نلخصها فيما يلى:
(1) فهم عالم الطبيعة من حولهم والتعرف على ملامح التنوع فيه وملامح الوحدة والترابط،
(2) إدراك المفاهيم الأساسية المحورية والمبادىء التى يقوم عليها العلم،
(3) استيعاب الطرق المهمة التى يتفاعل من خلالها العلم والرياضيات والتكنولوجيا مع بعضها البعض،
(4) إدراك ان العلم والتكنولوجيا هى مشاريع بشرية لها من ملامح القوة مثلما لها من ملامح الضعف والمحدودية،
(5) ممارسة التفكير العلمى وتطبيقه فى الحياة الخاصة والعامة. فإذا ما توفرت هذه الصفات فى أفراد المجمتع فإنهم يصبحون مؤهلين للمساهمة فى تقدم بلادهم على جميع المستويات.

وكلنا نعلم ان النظم التقليدية لتدريس وتعليم العلم قد اثبتت فشلها. واصبح الحديث الآن عن تطبيق معايير جديدة للتربية العلمية. فهذه المعايير لا تركز فقط على المفاهيم العلمية الرئيسية، وانما تركز بنفس القدر من الاهمية على «الكيفية التى يتعلم بها الطلاب العلوم فى المدارس». فالطلاب بحاجة الى
(1) ان يتعلموا كيفية التساؤل عن الظواهر الطبيعية من حولهم وكيفية صياغة اسئلتهم بالطريقة السليمة،
(2) ان يتعلموا كيفية الوصول الى افكار يشرحون بها الظواهر من حولهم،
(3) ان يتعلموا اختبار الافكار التى تشرح الظواهر الطبيعية فى ظل المعرفة العلمية الجارية،
(4) ان يكتسبوا القدرة على توصيل افكارهم للآخرين من حولهم. وفى ظل التطورات العلمية الهائلة التى أصبحت تتغلغل فى جميع نواحى حياتنا اليومية، يجب أن نسأل انفسنا اذا ما كان نظام التعليم والتربية العلمية فى بلادنا معدًا ليساير هذا التقدم. فإعداد الانسان لمواكبة العالم الجديد الاكثر تعقيدا وتقدما فى النواحى العلمية والتكنولوجية يتطلب أعلى المستويات من التربية والتعليم. فبداية من مرحلة الحضانة، يجب تعليم الاطفال كيف يفكرون بالطريقة النقدية، وكيف يحصلون على المعلومات بدقة، وكيف يحلون المشاكل بطريقة ابتكارية. كما انهم يحتاجون الى تعلم مهارات جديدة تتمثل فى التعامل مع اجهزة الحاسب الآلى، والقدرة على التواصل والاتصال باستخدام كل انواع الوسائط المتاحة، وان يكون لديهم خلفية علمية وتكنولوجية اساسية تساعدهم فى فهم العالم الجديد الذى نعيشه.

وهناك عوامل عدة تساعد فى خلق الاجيال المثقفة علميا، ولكن التركيز فى هذه المحاضرة سوف يكون على دور الكتابة العلمية الموجهة للاطفال فى عالمنا العربى فى خلق اجيال تهتم بالعلم والتكنولوجيا. وسوف يشمل هذا البحث العناصر التالية:
(1) تعريف العلم وضرورة تدريسه
(2) تعريف الكتابة العلمية المبسطة والهدف منها،
(3) الصفات التى يجب توافرها فى الكاتب العلمى المتخصص فى الكتابة للاطفال، .
(4) واخيرا الخصائص التى يجب توافرها فى الكتابة العلمية الموجهة للاطفال.

تعريف العلم ومدى أهميته
العلم محاولة بشرية وعملية مستمرة لاكتشاف النظام والقوانين التى تحكم الكون الذى نعيش فيه. وتولد المعرفة العلمية من هذه المحاولة البشرية لاكتشاف الكون. والمعرفة العلمية لها طبيعة مؤقتة وتراكمية، وهى طبيعة يجب ان يفهمها كل من يكتب عن العلم وكل من يقرأ فى العلم. كما ان العلم يستلزم ان نشك فى صحة النتائج التى نحصل عليها، وان نعدلها او نغيرها كلها فى حالة وصولنا الى اكتشاف جديد. وتنبع ضرورة تعلم ودراسة العلم من انه اصبح يشكل حياتنا على كل المستويات. والتالى بعض الاسباب التى تدعو الى ضرورة تعلم العلم:
العلم يمد البشرية بالمعرفة الخاصة بالبيئة البيولوجية والطبيعية والخاصة بالسلوك الاجتماعى وهى معارف ضرورية من أجل خلق حلول فعالة للمشاكل العالمية والمحلية. فمن دون هذه المعرفة، فإن التقدم نحو خلق عالم آمن سوف يكون معاقا بلا أى داعٍ (مشكلة ثقب الأوزون والاحتباس الحرارى وتلوث البيئة).
يركز العلم على توضيح اعتماد الكائنات الحية على بعضها وعلى البيئة الطبيعية من حولها، وذلك من أجل ان يراعى نوع من الاحترام الذكى للطبيعة وان ترفع لافتة تحذيرية من التطبيقات التكنولوجية التى قد تخل بالبيئة والكائنات وقد تؤدى الى تدمير المنظومات المدعمة للحياة على الارض.
يدعو العلم الى اكتساب وتعلم وتطبيق عادات التفكير العلمى. فالتفكير العلمى يساعد الناس فى جميع مراحل ونواحى الحياة فى التعامل بطريقة صحية ومنطقية مع المشاكل.
تحتاج الناس الى التعرف على المبادىء التكنولوجية التى تتعلق بموضوعات مثل طبيعة المنظومات، والتحكم، والعلاقة بين التكلفة والربح والمخاطرة، وحتمية الآثار الجانبية. فمثل هذه المعرفة سوف تساعد الناس فى المساهمة فى تقييم استخدام التقنيات الجديدة وتأثيراتها على البيئة والحضارة. فإذا لم تفهم الناس هذه الافكار والمبادىء، فإنها لن تتحرك وتنشط من أجل اعتبارات تتعدى حدود اهتماماتهما الخاصة والملحة.
وعلى الرغم من ان الكثير من المشاكل العالمية والمحلية قد نشأت من تطبيقات تكنولوجية، الا ان التكنولوجيا تمدنا بأدوات لحل هذه المشاكل، وتمدنا بالآلات والادوات التى تستخدم العلم لخلق معرفة جديدة ضرورية لنا. ومن دون التطوير الدائم والاستخدام الخلاق والابداعى للتقنيات الجديدة، فإن المجتمع يحد من قدرته على البقاء، ومن قدرته على العمل نحو عالم يعيش فيه البشر فى سلام وأمان مع انفسهم والبيئة من حولهم.

الكتابة العلمية المبسطة والهدف منها
الكتابة العلمية المبسطة هى نشاط يقوم به متخصصون فى العلوم من أجل تقديم العلم والمفاهيم العلمية، والانجازات العلمية للعامة من الناس. وتشمل الكتابة العلمية مؤلفات يكتبها المتخصص او تراجم علمية يترجمها. وهناك امثلة نموذجية قدمها المتخصصون فى تبسيط العلوم للعامة. ففى عالمنا العربى نذكر العالمين والأستاذين الراحلين المرحوم الدكتور أحمد زكى، والمرحوم الدكتور عبد المحسن صالح اللذين قدما كتابات علمية مبسطة مازالت تمثل مثلا أعلى يحتذى به فى الكتابة العلمية المبسطة الموجهة لتعليم العامة من الناس. وبالنسبة للمعاصرين، نذكر الاستاذ الدكتور القدير أحمد مستجير الذى قدم عشرات التراجم والمؤلفات التى ركزت على تبسيط العلوم وتوضيح ماهية العلم، وفى العالم الغربى نذكر العالم كارل ساجان والعالم ديفيد ادنبرة والعالم جاكوب برونوسكى وغيرهم. وتهدف الكتابة العلمية الموجهة للعامة الى نشر المفاهيم العلمية بين العامة من اجل خلق مجتمع مثقف علميا. ويتحقق هذا الهدف عن طريق آليات لتفسير وشرح وتبيسط المادة العلمية من أجل ان يستوعبها العامة من الناس غير المتخصصين. وتشمل صفات الانسان المثقف علميا على: فهم طبيعة العلم والمفاهيم العلمية، وفهم وتطبيق التفكير العلمى فى شتى نواحى الحياة، وإدراك دور العلم والتكنولوجيا فى تشكيل الحياة، وإدراك دور الانسان فى المحافظة على البيئة. وتحقيق الانسان المثقف علميا هو الهدف الرئيسى التى تسعى اليه الكتابة العلمية كنشاط انسانى.

الصفات التى يجب ان يتحلى بها الكاتب العلمى المتخصص فى الكتابة للاطفال
أولى هذه الصفات هى ان يكون الكاتب العلمى فاهمًا للعلم. ويتطلب فهم العلم وطبيعته ان يكون الكاتب دارسا للعلم سواء عن طريق الدراسة الاكاديمية او عن طريق الدراسة والقراءة الحرة الذى تنبع من رغبة وحب لطلب المعرفة. وفهم العلم وطبيعته يتطلب فهم المفاهيم العلمية الاساسية التى ترتكز عليها المجالات العلمية المختلفة (مفاهيم الذرة والجزىء والاجسام الدقيقة والتفاعل بين الذرات فى مجال الكيمياء، ومفاهيم الخلية الحية وجزيئات الحياة والشريط الوراثى والبروتينات والتفاعل بين الخلايا فى مجال البيولوجى، ومفاهيم مثل الجاذبية والمجرة والثقوب السوداء فى الفيزياء). كما تتطلب فهم طبيعة العلم ادراك العلاقات بين المفاهيم العلمية المختلفة وادراك المفاهيم التى توحد بين فروع العلم المختلفة معبرة عن القوانين الاساسية التى يسير وفقها الكون الذى نعيش فيه. وبهذا فنجاح الكاتب العلمى فى شرح مفهوم علمى معين يعتمد اعتمادا كبيرا على فهمه السليم لأبعاد هذا المفهوم والخلفية العلمية التى يتطلبها فهم هذا المفهوم. وكما نعلم ان «فاقد الشىء لايعطيه»، فالكاتب الذى يكتب عن مفهوم علمى لا يفهمه بالطريقة السليمة، لن ينجح فى تقديم وشرح هذا المفهوم للقارىء، مما يتسبب فى نشر معلومات علمية خاطئه أو غير دقيقة بين أعضاء المجتمع. ولهذا يجب على الكاتب العلمى ان يكون ملما بالمادة العلمية التى يتناولها وان يفهم كل ابعادها، وان يقوم بكل المحاولات الممكنة ليحصل على الفهم الصحيح لهذه الابعاد، وذلك عن طريق الاطلاع المستمر فى الكتب والدوريات العلمية وعن طريق مقابلة المتخصصين والعلماء للحصول على المعلومات الضرورية لفهم المادة العلمية. وهنا اود ان اركز بشىء من التفصيل على الحديث عن «طبيعة العلم» حيث انها شىء قد يغفل عنه البعض منا ولايفكر فيه مما قد يؤدى الى فهم خاطىء للعلم. كما ان الكاتب العلمى عليه ان يفهم طبيعة العلم جيدا حتى يتسنى له نقل هذه الطبيعة بدقة فى كتاباته للاطفال والقراء.

ولفهم طبيعة العلم يجب التركيز على
(1) نظرة العلماء للعالم من حولهم
(2) البحث العلمى كمحورين اساسيين لفهم طبيعة العلم.
فيما يتعلق بنظرة العلماء للعالم من حولهم، نجد انهم يشتركون فى عدة معتقدات أساسية تختص بحدود قدراتهم فى فهم ودراسة الكون وهى كالتالى:
(1) العالم قابل للفهم. فالعلم يفترض ان الاشياء والاحداث التى تدور فى الكون من حولنا تحدث بانماط متسقة ومتناغمة مع بعضها ويمكن إدراكها وفهمها بواسطة منهج دراسى نظامى ودقيق. ويعتقد العلماء بانه من الممكن اكتشاف جميع الانماط فى الكون من حولنا وذلك بواسطة قوة الفكر بالاضافة الى الاستعانة بالادوات والآلات التى تساعد على تجاوز حدود الحواس. كما يفترض العلم ان الكون باتساعه الكبير عبارة عن نظام واحد تسرى فى كل ارجائه نفس القواعد والقوانين. وبهذا فالمعرفة التى نحصل عليها من دراسة جزء من الكون يمكن ان تطبق فى اجزاء اخرى منه. مثلا، القوانين التى تحكم حركة وجاذبية الاجسام الساقطة على سطح الارض هى نفس القوانين التى تحكم حركة القمر والكواكب. بل انه بادخال بعض التعديلات على هذه القوانين اصبحت تحكم حركة كل شىء فى الكون بدءا من حركة اصغر الاجسام فى نواة الذرة الى حركة النجوم ذات الكتلة المهولة.
(2) المعرفة العلمية قابلة للتغيير والتطوير. العلم عملية لإنتاج المعرفة، وهى عملية تعتمد على ملاحظة الظواهر بدقة وتكوين النظريات لشرح وتوضيح المعانى خلف هذه الظواهر. ولهذا فالتغيير فى المعرفة العلمية امر حتمى لان الملاحظات الجديدة ربما تلغى النظريات القديمة وتؤدى الى تكوين نظريات جديدة تكون اكثر دقة وشمولا ووضوحا. ويعتقد العلماء انه على الرغم من ان الحقيقة الكاملة المطلقة لا يمكن الوصول اليها، فإن التعديل المستمر للنظريات يقدم تقريبا اكثر دقة لفهم طبيعة الكون وكيفية عمله.
(3) المعرفة العلمية ذات كيان متين. المعرفة العلمية عبارة عن كيان متصل من الافكار المترابطة مع بعضها، وعندما يحدث تغيير فى هذه الافكار فإنما يمثل تعديلا فى بعض الافكار وليس رفضا لها. وبهذا فالافكار القوية الصحيحة تبقى وتنمو لتصبح اكثر دقة واكثر استقرارا وقبولا من المجتمع. فنظرية النسبية لاينشتين لم تلغ قوانين نيوتن للحركة، وانما اوضحت ان هذه القوانين تطبق فى حالات خاصة. وبهذا فإن التواصل والاستقرار والثبات هما من الصفات التى تميز العلم مثلما يميزه التغيير.
(4) العلم لا يستطيع ان يقدم اجابات لكل الاسئلة. هناك الكثير من الامور التى لا يستطيع العلم ان يعالجها ويدرسها بطريقة علمية. فهناك مثلا المعتقدات التى لا يمكن اثباتها أو نفيها بالطريقة العلمية، وكذلك هناك القضايا المعنوية التى تبحث عن المعنى الحقيقى للحياة وللخير والشر.
وفيما يتعلق بالبحث العلمى كمحور اساسى لفهم طبيعة العلم، نجد ان جميع فروع المعرفة العلمية تشترك فى اساسيات البحث العلمى والتى من اهمها: اعتمادها على دليل للاثبات، استخدامها للفرائض والنظريات، تطبيقها واعتمادها على الاصول المنطقية.
ويطبق العلماء هذه الاساسيات فى جميع مجالات العلوم المختلفة لدراسة الظواهر المختلفة.
وعلى الرغم من هذا، فإن العلماء يختلفون فيما بينهم فى نوع الظواهر التى يدرسونها وفى كيفية طرق الدراسة وفى اعتمادهم على طرق الحصول على البيانات. ومع ذلك فهناك اتصال دائم مستمر ومتصل بين العلماء يتم فيه تبادل المعلومات وأساليب البحث والمفاهيم. كما ان هناك اتفاقًا وفهمًا عامًا للشروط التى تجعل الدراسة العلمية دراسة صحيحة ومنطقية.
فأهم ما يميز كل الدراسات العلمية هو قيامها وفقا لأسلوب وطريقة التساؤل والبحث العلمى. فعلى الرغم من ان هناك طرقا متعددة للحصول على المعرفة العلمية الا انه هناك ملامح اساسية يتصف بها العلم وتعطيه شخصية مميزة. ومع ان هذه الملامح تمثل اساس الابحاث العلمية التى يقوم بها العلماء، الا انه من الممكن لكل فرد استخدام هذه الملامح لتساعده على التفكير بطريقة علمية فى الامور المختلفة للحياة اليومية. وتشمل ملامح العلم الآتى:
العلم يتطلب وجود برهان. تعتمد صحة الافكار والنظريات العلمية على اتفاقها مع الظواهر الطبيعية. ولهذا نجد ان العلماء يركزون على عملية الحصول على بيانات ومعلومات دقيقة للوصول الى برهان على صحة افكارهم. ويتم الحصول على هذه البيانات من المشاهدات والقياسات اما من البيئة الطبيعية (من الغابة مثلا)، او من بيئة اصطناعية (مثل المعامل). وللقيام بتلك المشاهدات يلجأ العلماء الى استخدام حواسهم، والآلات التى تقوى من هذه الحواس (الميكروسكوبات) والآلات التى تفحص خواص طبيعية لا تستطيع الحواس البشرية ادراكها (المجالات المغناطيسية). وبهذا فالعلماء يقومون بالمشاهدات بطريقة محايدة (الزلازل)، ثم يجمعون عينات للدراسة (الصخور)، ثم يدرسون هذه العينات ويقومون بكل التجارب والانشطة اللازمة لفهم وتفسير الظواهر الطبيعية. وفى بعض الحالات يقوم العلماء بالتحكم فى الاحوال والظروف الخاصة بتجربة معينة للوصول الى البرهان. ففى تجربة ما يتحكمون فى درجة الحرارة، او تركيز المواد الكيميائية، وبتغيير حالة واحدة فى وقت معين، فإنهم يأملون فى التعرف على تأثير هذا التغيير على ما يحدث فى التجربة، وبعيدا عن التعقيدات التى تنتج من التغيرات فى الظروف الاخرى المحاطة بالتجربة. ولضرورة الاعتماد على البراهين فإن هناك اهتمامًا كبيرًا لتصميم آلات افضل واساليب افضل للمشاهدة، كما ان اكتشافات أى مجموعة من العلماء يتم مراجعتها وبحثها بواسطة علماء آخرين للتأكد منها.
العلم نتاج التفاعل بين المنطق والخيال. على الرغم من ان العلماء يستخدمون الخيال فى تكوين الافتراضات والنظريات، الا انهم سرعان ما يرضخون الى مبادىء التفكير المنطقى: اختبار صحة البراهين والحجج بتطبيق معايير معينة من الاستنتاج والتوضيح والافكار القائمة على الفطرة والبديهة. فالعلماء قد يختلفون على قيمة وأهمية برهان ما او بعض الافتراضات، مما يجعلهم يختلفون على النتيجة النهائية، ومع ذلك فإن العلماء يتفقون على تطبيق مبادىء التفكير المنطقى التى تربط البرهان والافتراضات مع النتيجة النهائية. وبلاشك ان استخدام المنطق وفحص الادلة لهما امران ضروريان ولكنهما ليسا كافيين لتقدم العلم. فالافكار العلمية لا تنشأ تلقائيا من البيانات والمعلومات التى يحصل عليها العلماء، ولكن من الضرورى وجود الخيال الخصب والحر لتقديم افتراضات ونظريات جديدة لشرح الظواهر الطبيعة، ثم العمل بعد ذلك فى اختبار صحة هذه النظريات. فممارسة الخيال هنا تمثل عملية ابداعية تناظر الابداع فى تأليف الشعر والموسيقى. وبهذا فالتفكير المنطقى وممارسة الخيال هما ضروريان لفهم طبيعة الكون وتقدم العلم.
العلم يشرح ويتنبأ. يحاول العلماء تفسير الملاحظات الخاصة بالظواهر الطبيعية عن طريق تقديم تفسيرات (نظريات) تتناسب وتتسق مع المبادىء والقوانين العلمية. وقد تكون هذه التفسيرات عامة أو محددة، ولكنها لابد ان تكون صحيحة منطقيا وتشمل جزءًا كبيرًا من الملاحظات العلمية الصحيحة. فمصداقية النظريات العلمية تنبع من قدرتها على توضيح علاقات بين الظواهر لم تكن واضحة من قبل. فنظرية القارات المتحركة، مثلا، قد زادت فى مصداقيتها بعد ان أوضحت العلاقات بين الظواهر المختلفة مثل البراكين والزلازل، والتوافق بين انواع الحفريات الموجودة على القارات المختلفة، واشكال القارات واشكال قيعان المحيطات. ويتمثل جوهر العلم فى استخدام الملاحظات والفحص من اجل الوصول الى الافكار الصحيحة. ولكنه ليس كافيا ان تعتمد النظريات العلمية على الملاحظات المعروفة والخاصة بها فقط، بل انها يجب ان يكون لها القدرة على التنبؤ: القدرة على استخدام ملاحظة أو دليل من الماضى لم يستخدم من قبل. فنظرية اصل الانسان، يتم اختبارها بواسطة الاكتشافات الجديدة لحفريات شبه بشرية.
العلم يحاول معالجة الامور بموضوعية ومحايدة. يعتمد العلماء على البراهين فى اثبات صحة افكارهم. وفى بعض الاحيان تكون البراهين والادلة المستخدمة غير محايدة ومتحيزة وينبع ذلك من كيفية تفسير البيانات وكيفية تسجيلها. فجنسية العالم ونوعه وخلفيته الحضارية وعمره ومعتقداته السياسية، كل هذه عوامل تجعل العالم ينحاز لبرهان وتفسير معين على حساب الآخر. فمثلا، كانت دراسة الرئيسيات بواسطة العلماء الرجال تركز على السلوك الاجتماعى التنافسى للذكور، واستمر الامر هكذا حتى بدأت النساء تدخل مجال العلم وبدأت توضح أهمية ودور سلوك الرئيسيات الاناث فى بناء الجماعة. ويحاول العلماء معرفة مصادر التحيز وكيفية تأثير هذا التحيز على الادلة والبراهين وذلك من أجل الوصول الى درجة اكبر من الموضوعية، حيث ان الموضوعية الكاملة من الصعب الوصول اليها فى كل الاحوال. ومن إحدى الطرق المتبعة كصمام امان للحد من التحيز، ان تعمل مجموعات مختلفة من العلماء فى نفس البحث، وان يتم مقارنه نتائج هذه المجموعات للوصول الى نتيجة تكون اقرب ما يكون الى الدقة والموضوعية.
وعندما يفهم الكاتب العلمى طبيعة العلم، ونظرة العلماء للعالم وملامح البحث العلمى سوف يكون مؤهلا لان يتناول هذه الموضوعات والمفاهيم فى كتاباته للاطفال وان يقدمها لهم بالطريقة الصحيحة والدقيقة. وسوف يساعد الكاتب الاطفال فى ادراك طبيعة العلم، والتعرف على ملامح البحث العلمى منذ الصغر.
وتتمثل الصفة الثانية فى ان يكون كاتب الاطفال محبًا للعلم. فالانسان يسعى دائما للاشياء التى يحبها ويهواها. وعندما يحب الكاتب العلم، فهو يجعله ركنا اساسيا من حياته، ويسعى له فى معظم الاوقات ليكون رفيقا له. فالعلم منظومة تدعو الى البحث فى الكون الذى نعيش فيه واكتشاف اسرار هذا الكون والقوانين التى يسير وفقها. وفى رحلة اكتشاف هذه الاسرار والقوانين، يجد الانسان الجمال الحقيقى الذى اودعه الخالق فى كل شىء خلقه: الجمال الذى يتمثل فى وحدة الخلق وفى القوانين الرائعة التى تحكم هذا الكون العظيم. ويدعونا هذا الجمال السرمدى الى حب العلم كأداة تساعدنا على ادراك هذا جمال وروعة الخلق العظيم. وعندما يصل الكاتب الى مرحلة حب العلم، فإنه يصبح اكثر تقديرا واحتراما وفهما للعلم وطبيعته، ويصبح اكثر عطاء ورغبة فى ان يشرك الآخرين معه فى ادراك روعة الخلق. وبهذا سوف يعبر الكاتب المحب للعلم عن هذا الحب بطريقة تجعله ينقل هذا الحب الى الاطفال الذين يكتب لهم. وعندما يقرأ الاطفال للكاتب العلمى الذى يدعو الى حب العلم والى ادراك العلم كأداة تعبر توضح الجمال الكامن فى الاشياء، فإنهم سوف يتأثرون بذلك وسوف يبدأون فى ملاحظة الاشياء الجميلة من حولهم واكتشاف الجمال حتى في الأشياء التى قد تبدو غريبة لهم فى اول الامر. وتدريجيا سوف يصبح الاطفال اكثر تقديرا للعلم، ثم يتحول هذا التقدير مع مرور الوقت الى حب للعلم. وهذا هو الهدف الاسمى من الكتابة العلمية الموجهة للأطفال: ان نجعل الاطفال يحبون العلم ويقدرونه. فعندما يحب الاطفال العلم سوف يجعلونه رفيقا يسعون له دائما للتعرف على المزيد من المعلومات العلمية بدون اى عناء، وسوف يحرصون على التعرف على سير كبار العلماء والاحتذاء بهم، وسوف يكون لديهم الاقتناع بتطبيق قواعد التفكير العلمى فى حياتهم. وعند الوصول الى هذه المرحلة، يكون فى هذا بداية إعداد علماء المستقبل. وبهذا نرى ان حب الكاتب للعلم يتسلل وينتشر فى كلماته الى الاطفال الذين يقرأون له، فيتناثر هذا الحب بذورا فى نفوس الاطفال، ثم تنمو هذه البذور وتثمر حبا وتقديرا للجمال الكامن فى الاشياء. وتكون هذه بداية ولادة العلماء الجدد.
أما الصفة الثالثة التى يجب توافرها فى الكاتب العلمى فتتمثل فى ان يكون لديه خيال خصب وواسع. فتقديم المفاهيم العلمية والعلوم للاطفال يستلزم ان يقوم الكاتب بتبسيط لتلك المفاهيم وعمل اللازم لمساعدة الاطفال على استيعابها. فبعض المفاهيم العلمية تعبر عن اشياء غير مرئية للعين المجردة (مثل الذرة والخلية الحية والمجرة) وبالتالى لايراها الطفل من خلال الواقع الذى يعيشه. وبالتالى يتطلب الامر استخدام بعض الخيال لتقريب هذه المفاهيم الى اذهان الاطفال. وعندما يكون خيال الكاتب واسعا وخصبا، فإنه ينجح فى اختيار الصور الخيالية الطريفة والجذابة التى تقرب المفهوم العلمى للطفل بطريقة اسهل وافضل واكثر دقة. ونظرا للصعوبة التى يجدها الاطفال فى فهم المفاهيم الخاصة بالعوالم غير المرئية والملموسة له (مثل مفاهيم الذرة والخلية الحية)، فإن استخدام الخيال الخصب يساعد الطفل على ادراك هذه المفاهيم. فعندما نشبه له الخلية الحية التى لايراها بانها مثل المملكة او المدينة التى يسكنها افراد تتعاون مع بعضها من اجل بقاء المملكة، فإن المفهوم يصبح اسهل فى ادراكه.
الصفة الرابعة التى يجب ان تتوافر فى الكاتب العلمى هى ان يكون أسلوبه فى الكتابة سلسًا وواضحًا وبسيطًا. فسلاسة اسلوب الكتابة والوضوح من الخصائص المهمة والضروري توافرها فى الكتابة العلمية. ونعنى بسلاسة الاسلوب، ان تعبر كل جملة عن فكرة محددة او جزء من فكرة محدد، وان يكون هناك ترابط واضح بين الافكار. والافضل ان تكون الجمل المفيدة قصيرة ومحددة، وان يتم تحاشى استخدام الجمل الطويلة التى تحتوى على افكار كثيرة قد تسبب الحيرة والتشتت فى ذهن القارىء.
الصفة الخامسة للكاتب العلمى هى «ان يكون طفلا» فى روحة وان يتسم بالصفات الطفولية الجميلة مثل حب الفضول والتساؤل، وحب الطبيعة، وحب الشقاوة الهادفة، هذا بالإضافة الى فهمه لسيكولوجية الطفل. تتفاعل الاطفال وتتفاهم مع بعضها بطريقة افضل من تفاعلها مع الكبار، فالاطفال تعيش المرحلة العمرية الخاصة بهم بكل ما تقتضى هذه المرحلة من صفات الشقاوة والمرح والفضول، وهى صفات تختفى أو تقل عند معظم الكبار من الناس. وهذا هو ما يخلق الفجوة التقاهمية بين الاطفال والكبار. وهذا هو ما يجعل معظم الاطفال تجد صعوبة فى فهم او التفاهم مع الكبار. ومن علامات نجاح كاتب الاطفال ان يستطيع ان يقترب الى نفسية الاطفال وان يتفاهم ويتحاور مع افكارهم ومشاعرهم وآمالهم ونظرتهم للحياة كما يرونها هم، لا كما يراها الكبار. ولهذا، يكون من المفضل فى كاتب الاطفال ان يكون لديه لمسات من روح الطفولة البريئة، وحب الفضول الذى يتسم به الاطفال ورغبتهم فى التعرف على الاشياء من حولهم فى العالم الذى يعيشون فيه، وحب الاطفال للشقاوة والمرح الهادف الذى يتمثل فى اكتشافهم للطبيعة ومغامراتهم للتعرف على اسرارها. فإذا ما توافرت فى الكاتب العلمى هذه الصفة، فإنه سوف يكون اكثر نجاحا فى التقرب من الاطفال وتوصيل الرسالة اليهم.
الصفة السادسة التى يجب ان تتوافر فى الكاتب العلمى هى «ان يكون صاحب رسالة»: رسالة المساهمة فى اعداد وبناء الطفل العربى لمجابهة تحديات الحاضر والمستقبل. فالاطفال فى بلادنا لايمثلون فقط امل المستقبل، بل انهم يمثلون المستقبل ذاته. فاطفال اليوم هم صناع وبناة المستقبل، هم علماء وحكام وصاحبو قرارالمستقبل. ولهذا على العلماء والكتاب الذين يكتبون للاطفال ان يعملون باخلاص وأمانه للمساهمة فى اعداد وبناء اجيال تحب العلم وتطبقه فى الخير من اجل الانسانية. فالكتابة للطفل يجب ألا تقتصر على تسليته وتقديم الطرائف والمعلومات العامة له، بل يجب ان تركز على توجيه وتربية واعداد الاطفال علميا وفكريا. فالكاتب العلمى للاطفال يجب ان يركز على ان يكون هدفه ان يجعل الاطفال يحبون العلم ويقدرونه، وان يتمثلوا بأخلاق العلماء الصالحين الذين يطبقون العلم فى الاغراض الخيرة التى تعم بالخير على الانسانية.
الخصائص التى يجب ان تتوافر فى الكتابة العلمية الموجهة للاطفال والناشئة
ان تدعو الى حب وفهم العلم. من الواضح ان هناك قصورًا فى فهم العلم وطبيعته، مما ادى الى خوف واحيانا كراهية للعلم والعلوم. فكلنا نعلم جيدا النغمة التى تسود فى كثير من الاحيان عند اطفالنا وشبابنا فى العالم العربى: «انا لا احب العلوم»، «العلوم مادة صعبة»، «العلوم مادة مملة». وبلاشك، فهنا يكمن كل الخطر الذى يهدد مستقبل أمتنا العربية. ولهذا كان من الضرورى ان يكون من اهم اهداف وخصائص الكتابة العلمية هو ان تدعو ليس فقط الى فهم العلوم بل ايضا الى حب العلم، وذلك لان العلم ما هو الا وسيلة الانسان لفهم الكون والجمال الكامن فى هذا الكون العظيم. فهناك جمال كامن فى كل شىء من مكونات هذا الكون، هناك ابداع فى الذرة يتمثل فى النشاط الدائم والقوى الهائلة الكامنة بها وفى المكونات العديدة التى تسكن فيها وفى تفاعل هذه المكونات مع بعضها، على الرغم من ابعادها المتناهية فى الصغر. كما ان هناك ابداعا وجمالا كامنين فى الخلية الحية باعتبارها وحدة الكائنات الحية. ويتمثل هذا الابداع فى التفاعل الحى والبناء والمنظم والهادف بين كل مكونات الخلية صغيرها وكبيرها من اجل الحفاظ على بقاء الخلية الحية. فالجمال الكامن فى الخلية يجعلها تبدو لمن يتأملها وكانها مملكة يحكمها ملك عادل (الشريط الوراثى) ويعيش فيها سكان (البروتينات) يعملون فى كل ثانية فى تدبير شئونها والحفاظ على سلامتها. وهناك جمال يكمن فى الاشياء المتناهية فى الكبر مثل المجرات التى تسبح فى الفضاء المتناهى فى ابعاده، تسبح وفقا لقوانين كونية عظيمة وغاية فى الابداع. وفى سباحتها تبدو المجرة ككائن ينبض بالحياة يتفاعل كل مكوناته بكل ابداع ونظام. ولهذا كان من الضرورى على الكتابة العلمية ان تركز على العلم كأداة للتعرف على ورؤية الجمال الكامن فى كل شىء فى الكون، من اجل الوصول الى اجيال تحب العلم وتتخذ منه رفيقا فى جميع مراحل الحياة. كما ان على الكتابة العلمية الموجهة للاطفال التركيز على فهم العلم وطبيعته.

أن تحكى عن العلماء: يمثل العلم مسيرة محاولات بعض البشر، العلماء، الذين كرسوا حياتهم من أجل فهم الكون وظواهره. فالعلماء هم تلك النخبة المميزة من البشر فى سعيها لفهم الظواهر الطبيعية والقوانين التى تحكم هذا الكون الذى نعيش فيه. وفى سعيهم لفهم الكون، اتبع العلماء طريقة مميزة للوصول الى ذلك الفهم، وهذه هى طريقة التفكير العلمى النموذجية التى توحد بين كل العلماء على اختلاف جنسياتهم ومعتقداتهم. ولهذا كان من الضرورى ان تركز الكتابة العلمية الموجهه للاطفال على تناول سير وتاريخ العلماء الذين قامت على اكتافهم كل الاكتشافات العلمية التى نعرفها حتى الآن. فهؤلاء العلماء كانوا مثلا ونموذجا فى طلب العلم والسعى فى طريقه بإخلاص، فلقد كرسوا حياتهم فى البحث العلمى من اجل الوصول الى الحقيقة، دون النظر الى المكاسب المادية، وبهذا فهم نموذج يجب ان يحتذى به اطفالنا فى العمل باخلاص لتحقيق الهدف المراد دون النظر الى المكاسب المادية. ولهذا ويجب ان تركز الكتابة العلمية على ابراز العلماء كنموذج ومثل أعلى فى طلب العلم والسعى فى العمل العلمى بإخلاص وبأمانة من اجل بناء حياة افضل للبشرية.
أن تبث روح البحث العلمى فى الاطفال. فالبحث العلمى هو محصلة الطرق المختلفة التى يستخدمها العلماء فى دراسة الطبيعة من حولنا وشرح الظواهر الطبيعية. وتتمثل هذه الطريقة فى ان العالم يلاحظ ظاهرة معينة، ويسوقه الفضول الفطرى فى نفسه الى صياغة سؤال عن هذه الظاهرة، ثم يقوم باعداد منهاج للبحث فى هذه الظاهرة من اجل الحصول على اجابة لسؤاله عن الظاهرة، ثم يحصل على النتائج الخاصة بالبحث ويحللها ويستنتج منها النتيجة النهائية والخلاصة لهذا البحث. ومن هنا نرى ان القائم بالبحث العلمى لا يتلقى المعلومات العلمية جاهزة ومعدة له، ولكنه يقوم بدافع الفضول وحب المعرفة للبحث فى الاشياء من حوله والوصول الى تفسيرات للظواهر التى يتساءل عنها. وهذا هو ما يجب ان تركز عليه الكتابة العلمية الموجهة للاطفال: ان تبث روح البحث العلمى فى نفوس الاطفال فى عالمنا العربى. فروح البحث العلمى تمثل إحدى الدعائم التى يقوم عليها التقدم العلمى فى اى بلد فى عالمنا هذا. فيمكن للكتابة العلمية ان تشمل قصصًا قائمة على اسس الحوار البناء بين اطراف الشخصيات فى القصة. وان يدعو هذا الحوار الاطفال بطريقة غير مباشرة الى النظر والتأمل والتساؤل فى الاشياء من حولهم، والى صياغة الاسئلة بالطريقة السليمة العلمية، والى عمل تجارب للتعرف على أسرار الطبيعة المشوقة والطريفة واختبار افكارهم ونظرياتهم، والى الوصول الى استنتاجات نهائية من ملاحظاتهم وتجاربهم، والى تعلم توصيل وشرح افكارهم ونتائج تجاربهم للآخرين من حولهم.
أن تعتمد على الخيال. حيث ان العلم يبحث فى حقائق الاشياء ومكنوناتها التى تكون فى كثير من الاحيان خفية عن العين المجردة، لهذا تكون المفاهيم العلمية صعبة بعض الشىء فى ادراكها من قبل الاطفال والصغار. ولتقريب هذه المفاهيم الى مستوى فكر الاطفال، يحتاج الامر الى استخدام درجة من الخيال. وكلما زادت قدرة الكتابة العلمية على استخدام الخيال بطريقة علمية ودقيقة، زادت قدرة هذه الكتابة على توصيل المفهوم العلمى الى اذهان الاطفال. ولهذا، يجب ان تعتمد الكتابة العلمية على استخدام الخيال والتشبيهات الخيالية لتقريب المفاهيم العلمية الى اذهان الاطفال. كما ان استخدام الخيال والتشبيهات الخيالية فى شرح المفاهيم العلمية للاطفال يكون له دور فى تنشيط ملكة الخيال لدى الاطفال، وهى ملكة ضرورية لاعداد الاطفال علميا ليصبحوا علماء المستقبل.
أن تعتمد على استخدام اسلوب سلس وواضح ومنطقى. فى حالة الكتابة العلمية للاطفال، يتطلب الامر التركيز على كيفية توصيل المعلومات العلمية للطفل بطريقة تجعله يفهمها بوضوح وبالطريقة الصحيحة. ولهذا كان من الضرورى استخدام اسلوب لغوى بسيط غير معقد، يعتمد على سرد الافكار بطريقة سلسة وواضحة ومنطقية يسهل استيعابها وادراكها. ومن إحدى الوسائل المهمة فى سرد الافكار العلمية، ان يتم استخدام جمل قصيرة محددة بحيث تخدم كل جملة فكرة معينة، وان يتم تحاشي الجمل الطويلة التى احيانا ما تتفرع الى افكار كثيرة يصعب الترابط فيما بينها. ويسبب هذا تشتت فى ذهن الطفل وعدم ادراك دقيق ومحدد للفكرة المراد توصيلها.
أن توضح اهمية تطبيق طريقة التفكير العلمى فى الحياة. يعتقد بعض الناس ان التفكير العلمى يقتصر على العلماء وعلى الانشطة العلمية فقط. وبلاشك ان هذه فكرة خاطئة وخطيرة ايضا. فيجب ان تركز الكتابة العلمية على ضرورة ان يكون التفكير العلمى اسلوب تفكير يتبعه جميع الناس فى شتى امور الحياة سواء كانت علمية او غير علمية. فطريقة التفكير العلمى هى العملية التى يتبعها العلماء للوصول الى صورة دقيقة توضح وتشرح الظواهر الطبيعية من حولنا. وتشمل هذه الطريقة اربع خطوات رئيسية. تتمثل الاولى فى عمل ملاحظات عن الظاهرة وعمل وصف لها وصياغة سؤال عن الظاهرة. والخطوة الثانية تتمثل فى صياغة افتراضية لشرح هذه الظاهرة ووضع اجابة للسؤال. والخطوة الثالثة تتمثل فى عمل تجربة لاختبار صحة الافتراض لمعرفة صحة او خطأ الافتراض الذى تم صياغته لشرح الظاهرة. والخطوة الرابعة هى تحليل المعلومات والنتائج التى وصلت اليها التجربة من اجل الوصول الى نتيجة وخلاصة نهائية (الافتراض كان صحيحًا أو كان خطأ ويجب وضع افتراض آخر). وتنبع اهمية طريقة التفكير العلمى من انها تصل الى النتائج بعد دراسة للامور وفحص وتحليل. وهذا هو ما نريد ان نعلمه لاطفالنا. ان طريقة التفكير العلمى يجب ان تكون طريقة تستخدم ليس فقط من قبل العلماء، بل من قبل كل الناس فى جميع نواحى الحياة المختلفة لحل المشاكل الحياتية، ولمنع حدوث مشاكل. فبتطبيق هذه الطريقة فى الحياة الاجتماعية والعلاقات بين الناس يمكن ان تحل الكثير من المشاكل ويقل حدوث الكثير من المشاكل. فكثير من المشاكل بين الناس تنشأ من سوء الظن الذى يكون غالبا مبنيًا على شكوك ليس لها اى دليل مادى. فيقوم شخص ما بالوصول الى نتيجة وخلاصة عن شخص آخر بدون ان يقوم بدراسة لهذه النتيجة او ان يكون لديه بيانات كافية.
أن تركز على اخلاقيات العلم والتكنولوجيا. العلم سلاح ذو حدين: فالعلم يمكن ان يسخر فى تطبيقات مفيدة تعود على البشرية بالخير أو يسخر فى تطبيقات شريرة تضر بالمجتمع الانسانى. ولهذا كان من الضرورى ان تركز الكتابة العلمية على ضرورة توافر الاخلاقيات العلمية التى تمثل صمام الامان الذى يحكم مسيرة العلم ويوجهها نحو الخير دائما. من الضرورى ان يكون هناك ضوابط تحكم الانشطة العلمية وتوجهها نحو الخير. وتتمثل هذه الضوابط فى الاخلاقيات التى يجب ان تحكم انشطة العلماء وكل من يعمل فى المجالات العلمية والتكنولوجية.
أن توضح الدور الفعال للعلم والتكنولوجيا فى حياتنا. لعب العلم ومازال يلعب دورا كبيرا فى تشكيل حياة الانسان فى شتى المجالات الحياتية. ولكى يقدر الاطفال والشباب العلم وانجازاته، على الكتابة العلمية أن تركز فى توضيح الدور الفعال الذى يلعبه العلم والتكنولوجيا فى حياة الانسان، وأهمية الانجازات العلمية التى تحققت وشكلت حياة الانسان بصورة افضل. فالعلم والتكنولوجيا من القوى الكبيرة التي ساعدت فى بناء الحضارات، والتى مدت الانسان بقدرات استطاع بها تغيير العالم من حوله ليصبح عالم افضل. فالاطفال بحاجة الى معرفة هذه الادوار الفعالة للعلم والتكنولوجيا فى حياتنا لتقدير هذه الادوار، وأيضا لدراستها وتقييمها والمشاركة فى القرارات عندما يصلون الى مرحلة النضوج.
الخاتمة
يتقدم العلم بقفزات سريعة، ولن تستطيع أي دولة ان تواكب عصرنا إلا بسلاح العلم والمعرفة. ولهذا كان حتميا أن تحرص الامة العربية على وجودها وذلك بالتسلح بأسباب العلم والمعرفة وان يكون لديها مجتمعات مثقفة علميا. وعملية خلق مجتمع مثقف علميا عملية طويلة ولكنها بلاشك تبدأ من الطفولة. ولهذا فإن خير استثمار للمستقبل هو الاستثمار فى بناء واعداد الطفل العربى ليواجه تحديات المستقبل. وهناك عدة عوامل ضرورية لبناء واعداد الطفل العربى علميا، وأحد هذه العوامل هى الكتابة العلمية الموجهة للطفل العربى. ولقد ذكرنا فيما سبق الخصائص التى يجب توافرها فى الكتابة العلمية من اجل اعداد اجيال تهتم بالعلم والتكنولوجيا (وهى من وجهة نظر معد هذا البحث). فقد آن الأوان ان يكون هناك اتحاد بين المخلصين من الكتاب العرب اصحاب الرسالة الذين يحرصون على مستقبل الامة العربية. وان يكون هدف هذا الاتحاد هو اعداد وثيقة لوضع معايير نموذجية لما يجب ان تكون عليه الكتابة العلمية الموجهة للاطفال فى عالمنا العربى، وذلك حرصا على تقديم كتابة علمية على مستوى عال من الجودة والفعالية ترقى بأطفالنا فى العالم العربى وتعدهم علميا بالطريقة السليمة. وان تعمل هذه الكتابة العلمية فى ثوبها الجديد على
(1) تقريب المفاهيم العلمية الحديثة من أذهان الأطفال والناشئة حتى تصبح جزءا من لغة حياتهم اليومية مما يساعدهم على فهم اكبر لظواهر الحياة من حولهم،
(2) تشجيع الأطفال على حب المعرفة وطلب العلم من اجل الاستمتاع بأسرار العلوم الشائقة والطريفة والبديعة، وإدراك إبداع خلق الله،
(3) المساهمة في عملية إعداد أجيال جديدة تفكر بطريقة علمية وتجعل الثقافة العلمية أسلوبا من أساليب حياتها اليومية لتنعكس بطريقة إيجابية على دورهم في المجتمع والحياة،
(4) المساهمة في إعداد علماء المستقبل ليكونوا على درجة من المعرفة والتفكير العلمي الذي يؤهلهم للمساهمة في تقدم بلدهم في مجالات العلوم المختلفة،
(5) توجيه الأطفال إلى ضرورة المحافظة على البيئة من حولهم ومخاطر التهاون فى حق البيئة وكوكب الارض الذى يؤوينا فى رحمه. ونختم هذا البحث ببعض التأملات الشخصية عن العلم: العلم يساعدنا على فهم الجمال الأزلى الذى ينبض فى كل ارجاء الكون من الذرة الى الخلية الى المجرة، والعلم يساعدنا على التأمل فى أسرار هذا الكون البديع، وبهذا فالعلم يقرب الانسان من خالق هذا الكون ليصبح إنسانا افضل لنفسه وللآخرين من حوله. وهذه هى رسالة الانسان على الارض. وهذا هو ما نتمنى ان تسعى اليه الكتابة العلمية الموجهة للاطفال فى عالمنا العربى من أجل اعداد مواطنين يسعون فى الخير لمجتمعاتهم وللانسانية.





getTitleAuthor()زينب شحاتة مهران
المصدر : مجلة العربي
جميع حقوق النشر والاقتباس محفوظة "لمجلة العربي" وزارة الإعلام - دولة الكويت













التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
قديم Mar-26-2007, 05:13 PM   المشاركة16
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي كتاب إلكتروني لتوعية الصغار حول صحة الأجداد




مواساة الكترونية للاطفال

كتاب إلكتروني لتوعية الصغار حول صحة الأجداد

خبراء من جامعة واشنطن الأميركية يبتكرون وسيلة جديدة للتقليل من مخاوف الاطفال تجاه صحة أجدادهم من المصابين.

واشنطن - ابتكر خبراء من جامعة واشنطن الأميركية وسيلة جديدة لتوعية الصغار حول صحة أجدادهم من المصابين بالسكتة الدماغية، حيث أنشئوا كتاباً إلكترونياً يوضح للأطفال طبيعة هذا المرض ويفسر التغيرات التي تطرأ على شخصية المريض، ليساعد ذلك على التقليل من مخاوفهم تجاه صحة أجدادهم من المصابين.


ويوضح البروفيسور "بيتر جولدبيرج" المختص بعلم الأعصاب من "جامعة واشنطن – سانت لويس" بأن تعرض الأجداد للسكتة الدماغية قد يؤدي إلى شعور الطفل بالخوف بسبب التغييرات التي تطرأ على شخصية الجد فيما يتعلق بمزاجه وقدرته على التواصل مع الآخرين، لذا فقد لجئوا إلى استخدام القصة كوسيلة لتوضيح هذا الأمر.
وُتقدم هذه القصة التي تحمل عنوان "عندما يأتي جدي إلى البيت: قصة عن السكتة الدماغية" من خلال مركز السكتة الإلكتروني، الذي تشرف عليه مدرسة الطب في الجامعة، حيث يهدف المختصون من خلال هذا الموقع إلى توعية الأفراد حول هذا المرض، بالإضافة إلى تقديم الدعم لهم للتقليل من الضغوط والتوتر النفسي الذي يواجههم عند إصابة أحد أفراد العائلة بالسكتة الدماغية.
وحرص مبتكرو القصة على تقديمها بأسلوب مناسب، فقد ضمت صفحاتها - التي يمكن تقليبها من خلال الموقع- رسومات تجسد أحداث القصة.
وتصف القصة شعور طفلة أصيب جدها بالسكتة الدماغية، حيث تملكها الخوف لدى رؤيته على المقعد المتحرك، عند عودته إلى البيت، غير قادر على الكلام كما عهدته وذلك بسبب إصابته بشلل نصفي.
وتوضح القصة الصعوبات التي واجهها أفراد الأسرة في محاولتهم تحقيق مطالب الجد الذي غدا نطقه للكلمات غريباً، كما بينت أهمية مراعاة هؤلاء المرضى عندما تنتابهم نوبات الغضب أو الإحباط، مؤكدةً بأن مشاعرهم لا تختلف تجاه من يحبون على الرغم من مرورهم بأزمة صحية صعبة.
وتنتهي أحداث القصة بتأقلم الفتاة مع الوضع الجديد، فهي تحاول إدخال السرور إلى قلب الجد من خلال محادثته والعمل على تقديم المساعدة له، مدركة أنها تحب جدها في كل الأحوال، وأنها لا تزال تجده لطيف الشكل، على الرغم من أن ملامحه قد تبدو غريبة للآخرين بسبب الشلل الذي أصابه.
ويؤكد المختصون من الجامعة أهمية دور هذه الوسائل في تقديم الدعم للأفراد، خصوصاً وأن هذا النوع من الأمراض يحدث بشكل مفاجئ، ليجدوا بذلك أنفسهم أمام تحديات جديدة تتعلق بقدرتهم على تقبل الوضع الجديد. (قدس برس)

المصدر
ميدل إيست أونلاين












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
قديم Apr-06-2007, 10:40 PM   المشاركة17
المعلومات

الناصر010
مكتبي نشيط

الناصر010 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 28187
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 88
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي أطفالنا

يستاهلون أطفالنا الأعزاء هذه الجهود الموفقه
شكرا لكل من أثرى الموضوع












  رد مع اقتباس
قديم Apr-07-2007, 07:33 AM   المشاركة18
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي شكراً لمروركم الكريم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الناصر010
يستاهلون أطفالنا الأعزاء هذه الجهود الموفقه
شكرا لكل من أثرى الموضوع
الأخ الفاضل / الناصر
شكراً لمروركم الكريم ، وأضم صوتي لكم في التأكيد على أهمية الكتابة للأطفال وتشجيعهم على الإطلاع والمعرفة ، فهي سلاحهم منذ الصغر ، والشكر موصول -بالطبع- لكل المنقول عنهم هذه الأعمال العلمية القيمة ذات الصلة بأدب الأطفال .
وفقكم الله
تحياتي ومحبتي للجميع












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
قديم Apr-10-2007, 10:44 PM   المشاركة19
المعلومات

الناصر010
مكتبي نشيط

الناصر010 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 28187
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 88
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي صوت+صوت

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود قطر
الأخ الفاضل / الناصر
شكراً لمروركم الكريم ، وأضم صوتي لكم في التأكيد على أهمية الكتابة للأطفال وتشجيعهم على الإطلاع والمعرفة ، فهي سلاحهم منذ الصغر ، والشكر موصول -بالطبع- لكل المنقول عنهم هذه الأعمال العلمية القيمة ذات الصلة بأدب الأطفال .
وفقكم الله
تحياتي ومحبتي للجميع
=صوتين والبقيه تأتي لتأييد العناية بالأطفال وثقافتهم
المكتبة وإسهاماتها في بناء ثقافة الطفل
وفيما يلي بعض من كلام لـ: د. رجب محمد مصباح
قسم المكتبات والمعلومات
كلية الآداب – جامعة الفاتح

مما لاشك فيه أن التعود على القراءة منذ الطفولة المبكرة يغرس في الأطفال حب القراءة والاطلاع وبذلك يتأصل حب القراءة لديهم وتصبح هواية يمارسها الطفل ويتمسك بها كوسيلة من وسائل تحقيق الذات، وتنميتها خلال مراحل الحياة المختلفة، ومن جملة هؤلاء المواطنين يتكون المجتمع القارىء الذي يتولى قيادة الحياة العلمية، والثقافية ويطورها ويثريها.
ومن المعروف أن الكثير من بلدان العالم على اختلاف درجة تقدمها ونموها تهتم بالخدمات المقدمة للأطفال اهتماما كبيرا وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على القناعة الراسخة بحقوق الطفل ورعايته وثقافته. ومن بين الخدمات التي تسعى الكثير من الدول إلى تقديمها للأطفال؛ الخدمات التعليمية والتربوية والتي من شأنها العمل على اعداد النشء وتنشئته تنشئة اجتماعية سليمة وتربطه بوطنه ومجتمعه وتجعله أكثر التصاقا بثقافة بلده أو وطنه أو امته. وتساهم وسائل الاتصال على اختلافها وتنوعها بدور حيوي في هذا المجال، إلا أن الكتب والصحف والمجلات تتميز عن غيرها في تزويد القارىء بالمعلومات أو تنمية ملكة الحكم والنقد والتعبير.
والمكتبة تعتبر جزءا مؤثرا وفاعلا في المجتمع وذلك لما لها من أثر فعال في الحياة العامة لتلبيتها للحاجات التربوية والثقافية؛ ولذا فهي شديدة الصلة بالعناصر المختلفة للمجتمع. كذلك تعتبر المكتبة وما يتصل بها من خدمات مظهرا من مظاهر التطور الثقافي لكونها وسيلة تربوية ذات أثر فعال في حياة الافراد حاضراً ومستقبلاً.
وقد ادركت الكثير من المجتمعات المتقدمة اهمية المكتبات فعملت على إنشائها في المدرسة والجامعة والمدينة والقرية والمؤسسة والشركة.. إلخ بحيث اصبحت هذه المكتبات بما تحويه من مواد الثقافة والمعرفة قلاعا للثقافة والمعلومات يرتادها الصغار والكبار المتعطشون والراغبون في التعليم والتعلم، كما اولت اهتماما أكثر للمكتبات المدرسية ومكتبات الاطفال باعتبارها اساسا لاعداد اجيال المستقبل، وكان من نتيجة ذلك ما نلاحظه من حب وتعطش للقراءة لدى كافة الاعمار.(1)
إن القراءة وارتياد المكتبات من أهم الوسائل التي تثري ثقافة الطفل، ولهذا نجد ان مكتبات الاطفال تحظى بمزيد من الاهتمام العام على كافة الاصعدة الاجتماعية والعلمية والثقافية باعتبارها عاملا هاما يسهم بفعالية في معالجة مشاكل التنمية البشرية، فارتباط ثقافة الطفل بالمكتبة يعد أحد الانماط البيئية السليمة التي تساعد على تكوين تلك الثقافة واستمرار تعزيزها ودعمها علاوة على أن المستفيد من المكتبات سواء كان من الاطفال أو من الكبار هو في الواقع محور أي تشاط معلوماتي.
وتشير الكثير من الدراسات إلى الاهتمام بثقافة الطفل باعتبارها ضرورة يفرضها الوعي الناضج لاحتياجات الطفولة وتلبيتها حيث يتم التركيز على قدرات الطفل الذاتية وتنميتها لبناء جيل سليم قادر على العطاء المستمر.
إن اجتذاب الاطفال إلى المكتبات العامة والمدرسية وتعويدهم وتشجيعهم على زيارتها يعتبره الكثير من المتخصصين الخطوة الأولى نحو التعليم الذاتي الحر، والطريق نحو تأصيل مفهوم الثقافة والتعليم المستمر الذي يلازم الفرد طوال حياته.
ماهي الثقافة؟
عند الحديث عن الثقافة يجدر بنا توضيح معنى الثقافة بشكل عام، فهي من الألفاظ الشائعة التي صار استخدامها شائعا بين اوساط المثقفين وغيرهم فالبعض يستخدمها للدلالة على المعرفة وكثرة الاطلاع وسعة الأفق؛ إلا أن المعنى العام للثقافة اوسع من ذلك وأعم، فثقافة أي دولة أو أمة هي وجدانها وتراثها وماضيها وحاضرها ومستقبلها وهي التي تميزها وتنم عنها، "وتشمل الثقافة مجموع الأفكار والعقائد والمعايير الخلقية والأدبية والفنية التي تسود في المجتمع والتي يظهر أثرها في الكثير من النظم والقوانين وأساليب المعيشة؛ فالثقافة هي نتاج تفاعل كثير من العادات والتقاليد والعقائد والقانون والنظم الاجتماعيةالثقافة هي الحاصل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والقوانين والتقاليد والسلوك والقيم والاتجاهات التي يكتسبها الإنسان وهو عضو في المجتمع. وهذا يعني أن الثقافة ليست سجلا لآثار الماضي وتراثه بقدر ما هي عماد الحاضر واساس المستقبل وانها طريقة حياة المجتمع وهي في نفس الوقت أداة تطوير هذه الحياة












التوقيع
إني وبي عزم الرجال أب
  رد مع اقتباس
قديم Nov-03-2007, 06:46 PM   المشاركة20
المعلومات

اسيرة الامل
مكتبي مثابر

اسيرة الامل غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 34300
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 21
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

مشاركه رائعه ومتميزه بارك الله فيك. انا من المهتمين بهاذا الموضوع واتمنى اجد مقالات
من مجله محكمه متخصصه في علم المكتبات اودراسه سابقه اومستخلص يتحدث عن مكتبات
الاطفال اوكتب الاطفال.وشكرا












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتب المداخل في مجال المكتبات والمعلومات هدى العراقية عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 24 Aug-13-2017 06:37 PM
نشأة الكتب المدرسية المساعدة وأاهميتها samia-yasmina منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 1 Apr-02-2010 01:25 PM
الكتاب الإلكتروني والمكتبة الإلكترونية - للدكتور محمد جاسم فلحي د. صالح المسند منتدى تقنية المعلومات 4 Sep-21-2008 07:41 PM
نشر الكتب Sara Qeshta المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 1 Feb-09-2008 07:39 PM
أدب الأطفال وثقافتهم قراءة نقدية - د.سمر روحي الفيصل د.محمود قطر عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 8 Feb-11-2007 01:00 PM


الساعة الآن 09:30 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين