[ابراهيم محمد الفيومي]

كتاب "كُتب تحترق ، تاريخ تدمير المكتبات"

صدرت عن إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والفنون والتراث في قطر الترجمة العربية لكتاب مهمّ ألّفه خبير الورق والمكتبات الفرنسي لوسيان بولاسترون، بعنوان "كُتب تحترق، تاريخ تدمير المكتبات".

ويُعتبر هذا الإصدار واحدًا من الإصدارات المهمّة لإدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والفنون والتراث. ويتأّلف الكتاب من 460 صفحة من الحجم الكبير، مُقدّمًا للقارئ العربي التاريخ الكامل للمكتبات التي عرفتها البشرية على امتداد العصور التاريخية بداية من المكتبة السومرية التي استخدمت اللوحات الفخارية لحفظ النصوص ووصولاً إلى المكتبة الرقمية في عصرنا الراهن، مرورًا بمئات المكتبات الشهيرة حيث خُزّنت الكُتب على الرقّ والورق.

وفي تصديره للكتاب يقول د. مرزوق بشير مرزوق مدير إدارة البحوث والدراسات الثقافية بالوزارة: "في برنامج الترجمات التي تُنجزها إدارة البحوث والدراسات الثقافية، نسعى لما يمكن أن نطلق عليه "الترجمة النقدية".
فمع التزامنا الصارم بالأمانة في ترجمة محتويات الكُتب التي ننتقيها، فإنّنا نعمل على إبداء وجهة نظر ثقافتنا وحضارتنا في المسائل التي يتطرّق إليها الكتاب الأصلي، كي لا نكون مستهلكين غافلين... ويتّضح هذا التوجّه ضمن الكتاب الراهن في المقدّمة التي طلبنا من الأستاذ الدكتور محمد بن جاء بالله تحريرها ردًّا على ادّعاء الكاتب بأنّ عمرو بن العاص دمّر مكتبة الإسكندرية. وقد حرّر أ. د. جاء بالله ردًّا يتّسم بالروح العلمية الموضوعية بعيدًا عن التحزّب لحضارة أو معتقد. وسيجد القارئ هذا الردّ الموثّق والمحكّم في صدر الكتاب حيث يُثبت الناقد والأكاديمي أ.د. جاء بالله أنّ ادّعاء أنّ عمرو دمّر أو أمر بتدمير مكتبة الإسكندرية ليس افتراء لا يستقيم أمام البحث العلمي والوثائق التاريخية..."

أمّا في ردّه المطوّل على أسطورة حرق مكتبة الإسكندرية على أيدي العرب المسلمين، فقد كتب العلاّمة أ.د. جاء بالله:
"ولا ريب أنّ الأمم لا تركن إلى رفض الآخر ثقافة وفكرًا إلاّ في لحظات الوهن في تاريخها. ولنا مثلاً في فهارس ابن النديم والطوسي والإشبيلي فضلاً عن طبقات ابن أبي أصيبعة ما يشير في جلاء إلى أنّ العربي عرف– يوم كان عالمًا عاملاً- كيف يأخذ عن الدنيا في غير وجل وكيف يجزل لها العطاء في غير منّ... أمّا يوم عظمت في عينه الصغائر فإنّه ابتدع عقيدة الانطواء على الذات وفضيلة الاكتفاء بالمتاح. ثمّ أوجد في تاريخه ما يُبرّر به قعود همّته مثل أسطورة حرق مكتبة الإسكندرية. وكأنّه يريد لأمسه الزاهر أن يشهد لأمسه البائس.

والحقّ إنّ مما يوجب إعادة النظر في مسألة إتلاف مكتبة الإسكندرية على يدي عمرو بن العاص بإذن من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، أنّ روايتها أتت من المؤرخين العرب المتأخرين بحوالي ستة قرون عن فتح مصر سنة 642م، مثلما هو شأن ابن القفطي والملطي والبغدادي والمقريزي وكلهم من القرن الثالث عشر ميلادي. نقل بعضهم عن بعض دون مساءلة أو تحقيق وتبعهم في ذلك بعض المفكّرين المحدثين مثل دالامبير وديدرو المشرفين على تأليف الموسوعة الفرنسية في القرن الثامن عشر ثم هيغل وتوينبي، وإن بكثير من التحفّظ. فهيغل يورد "المسألة" على أنها "إشاعة" مشيرًا إلى ما تلتئم عليه من تناقض مع ما تأكّد من عناية المسلمين "بالفنون والعلوم ونشرها في كل مكان". أما توينبي فهو لم يتوقف عندها طويلاً واعتبرها مجرّد "أسطورة" على معنى الخبر الزائف في عرف المؤرّخين".

هذا فيما يتعلّق بتدمير مكتبة الإسكندرية، أمّا إذا عدنا إلى محتوى الكتاب ذاته، فقد ورد ما يلي: إنّ هدمَ المكتبة فعلٌ يعود إلى أقدم العصور. ظهر مدمّرو المكتبات بالتزامن مع ظهور الكتب نفسها، وظلّوا يتوالدون مع تكاثر الكتب: بقدر ما تزداد كميتها، يزداد السعي إلى تدميرها. وسواء اعتُبرت المكتبة مُخلّة بالنظام أو على العكس: رمز النظام، فهي دائمًا تتوسّط الأزمات والمواجهات؛ لكنها في غالب الأحيان، لا تعيش بعدها.

يسطّر هذا الكتاب تاريخ العمليات الكبرى لتدمير المكتبات ابتداءً من الصين في عهد سلالة كينغ ووصولاً إلى الكوارث المعاصرة. من حريق الإسكندرية إلى التهاب سراييفو سنة 1992، مرورًا بروما، وكتيزيفون، وبغداد (جنكيز خان)، ثمّ شرور محاكم التفتيش، ثم الثورة الفرنسية أو الكومون. يُظهر المؤلِّف إلمامًا معرفيًّا متميزًا بهذا المجال الذي لم يُدرس حتى الساعة بما فيه الكفاية. ويتابع التحريات المتعلقة بأسباب الكارثة بحيث يعيد تركيب الكنوز المفقودة، ويقتفي أثر المؤلفات الناجية.

من الجائز أن تكون الكوارث الكبيرة التي تعرّضت لها المكتبات أقلّ وطأة من المخاطر الراهنة: هجوم مركّز على السند الورقي، أطماع هائلة في المعلومة الرقمية... هل يكون حلم المكتبة المطلقة بصدد التحوّل إلى الكابوس الذي تخيّله برادبَري أو هكسلي أو أُروِل؟

الرابط
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=564026&version=1&templ ate_id=29&parent_id=28

============================================

فيما يتعلق بحرق مكتبة الاسكندرية فيوجد مشاركة للسائح 2008 انظر

خبير: يوليوس قيصر هو من أحرق مكتبة الإسكندرية
وكذلك يوجد العديد من المقالات التي تحدثت عن هذا الموضوع في ارشيف المنتدى
انظر
مكتبة الاسكندرية
حرق الكتب وتدمير المكتبات وراء تخلف الأمة العربية !!
مكتبة الاسكندرية