[alsameer]

بدأت في العاصمة البحرينية المنامة أمس فعاليات الاجتماع الخامس لمشروع «ذاكرة العالم العربي» لمناقشة ما تم إنجازه من إعداد محتوى البوابة الإلكترونية واستعراض ومراجعة قواعد البيانات الخاصة التي تم تجميعها للمحاور المختلفة للتراث العربي وعرض التصور حول الموقع الإلكتروني للمشروع، وذلك تمهيدا لإطلاق البوابة الإلكترونية باللغة العربية في منتصف العام القادم.

ويشارك في الاجتماع ممثلون عن 19 دولة عربية وبحضور مندوبين عن منظمات اليونسكو والاليسكو ومنظمة المدن العربية وجمعية صيانة مدينة تونس ومعهد المخطوطات العربية وأعضاء اللجنة الدائمة للثقافة العربية ووكلاء وزارات الثقافة العربية.
وسيعرض الموقع الالكتروني خريطة العالم العربي والخطوط الزمنية المشتركة التي تربط بين العصور التاريخية المختلفة للأقطار العربية، وتعد حالياً البوابة بشكل يسمح بأن تتولى كل دولة إدخال بياناتها ومراجعتها واعتمادها قبل النشر على الإنترنت. و«مشروع ذاكرة العالم العربي» عبارة عن مشروع إقليمي عربي لتوثيق التراث العربي بشتى جوانبه المختلفة باستخدام أحدث تقنيات الاتصالات والمعلومات وربط الذاكرة التراثية المشتركة للدول العربية، ونشره على شبكة الانترنت بهدف الحفاظ على الذاكرة التراثية للعالم العربي وتعريف الاجيال الجديدة بها. وانبثق المشروع كأحد توصيات مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات الذي عقد في الدوحة عام 2006 وقد تم ادراجه ضمن مشروعات الإستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات وان يتولى مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي تنفيذه.
وتبرز أهمية المشروع باعتباره وسيلة للحفاظ على التراث العربي عبر وسيط تكنولوجي مهم هو الانترنت كأبرز وسيلة معرفية في العالم.
وتقول مصادر إحصائية عالمية إن حجم المحتوى العربي على الإنترنت لا يتجاوز نسبة 0.5% بينما لا تتجاوز نسبة التراث العربي والإسلامي المسجل سوى 16.5% مما تم تسجيله على قائمة التراث العالمي وهو ما يتناقض بصورة كبيرة مع حجم الإسهامات التي قدمتها الثقافة والحضارة العربية على امتداد تاريخ الإنسانية.
وترى مصادر مشاركة في اجتماع المنامة أن نجاح المشروع يتطلب دعم الدول العربية والمنظمات الدولية والهيئات العاملة في مجال التراث لكي تنمو وتزدهر هذه البوابة باللغتين العربية والانكليزية حتى يتم تعريف العالم كله بإسهامات الحضارة العربية والإسلامية في تطور البشرية.
وعبر مشاركون في الاجتماع عن أن المشروع يتطلع إلى تكريس عدد من المخرجات التي تؤكد وجود ذاكرة مشتركة للتراث العربي، وعلى إخراجها بشتى الطرق فالذاكرة التراثية للأمة العربية توحد الأمة وتدعم صلات التآخي بين الشعوب العربية فيبرز المشروع في مخرجات الخطوط الزمنية للعصور المختلفة مثل العصر العباسي والمملوكي والعثماني فتظهر النماذج المعمارية والعناصر الزخرفية والأشكال الهندسية صلة الربط بين التراث المتواجد في البلاد العربية وتعطي بعدا اخر للتراث وتظهره بمضمون أعمق وأوضح.
كما يتطلع المشروع إلى إصدار كتيبات لنماذج من مقتنيات المتاحف وسير العلماء العرب وأهم المدن العربية والتراث الشعبي.
وكان فريق المشروع قد عقد أربعة لقاءات في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة في تشرين الأول 2007 تلاه اجتماع دمشق في شهر أيار 2008. كما عقد الفريق اجتماعاً ثالثاً في القاهرة في كانون الثاني 2009 ورابعا في مدينة فاس المغربية في تموز الماضي 2009 كما ستشهد المرحلة المقبلة بلورة ما تم إنجازه في الأعوام الماضية من أعمال. وسيعقد الاجتماع القادم بالدوحة في نهاية عام 2010 ثم يليه الاجتماع الذي سيتم خلاله تدشين موقع ذاكرة العالم العربي في القاهرة في منتصف العام المقبل. يذكر أن اجتماع المنامة ينعقد تحت رعاية الشيخة مي الـخليفة وزيرة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية ومدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المملكة والتي تضطلع بدعم وتمويل مشروع ذاكرة العالم العربي تحت مظلة جامعة الدول العربية.
http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=76504